أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلام الكواكبي - الفضائيات الدينية: انقلاب في المشهد البصري أم ظاهرة وقتية؟بين مقطوعات الفيديو والبرامج الدينية















المزيد.....



الفضائيات الدينية: انقلاب في المشهد البصري أم ظاهرة وقتية؟بين مقطوعات الفيديو والبرامج الدينية


سلام الكواكبي

الحوار المتمدن-العدد: 1801 - 2007 / 1 / 20 - 11:55
المحور: الصحافة والاعلام
    


دلالات تزايد انتشار البرامج الدينيّة على الفضائيات العربيّة وكذلك الفضائيّات الدينية المتخصّصة؟ ولماذا يتزامن هذا التزايد مع ذلك لمقطوعات الفيديو (الفيديو كليب)؟ وما هي الآراء المختلفة عن محتوى وآثار هذه البرامج الدينية على المجتمعات العربيّة؟

مع التوالد المتسارع للفضائيات العربية على مختلف أنواعها في السنوات الأخيرة، برزت على نحوٍ مثير للانتباه ظاهرة الفضائيات ذات الصبغة الدينية، والتي أتت لتضاف إلى ساعات بثٍّ مخصّصة للشؤون الدينية تملأ برامج الفضائيات العربية المنوعة. وبمتابعة مستمرّة ونقدية لهذه الظاهرة، تنشأ لدى الباحث في المجال الإعلامي رغبةٌ في تكوين فكرة تحليلية حول دور هذه البرامج، وخلفياتها السياسية والاقتصادية، ومدى تأثرها وتأثيرها بالأفراد وبالجماعات في الدول العربية ولدى عرب المهجر أيضاً.



تثير هذه الفضائيّات والبرامج الدينيّة كثيراً من النقاش؛ إذ تبدو وكأنها تؤطّر لجيلٍ جديد، ليس من الناحية العمرية فقط، ولكن أيضاً من الناحية الفكرية من حيث تأثيراتها في خلق توجهاتٍٍ فكريةٍ دينيّة، متطرِّفة حيناً ومعتدِلة حيناً آخر، كان مكانها الانفعالي محصوراً في السابق في الجامع وفي المدارس الدينية، لتضحي، وبفضل استخدام هذه الوسيلة الجديدة، أكثر عموميةً وشموليةً؛ بل تشجِّع على بروز جدالاتٍ جديدة حول الأمور الدينية، وتخلق نوعاً من العادات الجديدة التي تصبغ التعاملات اليومية بمرجعية تلفزيونية دينية.



وتتعرّض هذه البرامج لمجالاتٍ عديدة مثل السياسة العامة والعلاقات الاجتماعية، وكذلك لشؤون المجال الخاص وحتى الخاص جداً للمشاهد؛ كما تتعرّض للعلاقات الاقتصادية التي تأخذ حيزاً من المعالجات التي تضفي على التعامل المادي أبعاداً روحانية تؤطّرها وتنظّمها. يضاف إلى هذا وذاك ظاهرة الفن الديني من غناءٍ إلى تمثيلٍ يَستَخدِم الموضوع الديني في معالجته الموسيقية أو الدرامية. وهكذا غدا الشأن الديني لا يمسّ فقط البرامج المتخصصة فيه، بل ويتعرّض أيضاً للبرامج ذات الصفة الدنيويّة بوجهٍ عام.



فهل استطاعت إذاً هذه البرامج الدينية على الفضائيات العربية تأسيس مناخٍ جديد، ثقافيٍّ واجتماعيّ؟







ما هو البرنامج الديني ؟



البرنامج الديني التلفزيوني في المحطّات العربية هو البرنامج الذي يشكِّلُ الدين الإسلامي، بصورةٍ أساسيّة، مادّته؛ إذ لا توجد برامج مخصّصة للطوائف المسيحية العربية إلاّ وجوداً محدوداً، تبثّ أغلبها من خارج الدول العربية، مثل القنوات الموجّهة إلى الأقباط في مصر، أو من داخلها، مثل قناة "النور" اللبنانية.



وتهدف هذه النوعية من البرامج الدينية إلى زيادة "المعارف" الدينية عن طريق الدعوة أو الوعظ. وبرأي بعض المتنوّرين في الأوساط الفكرية الإسلامية، فإنّ نجاح الفكرة الدينية، سواء أكان التعبير عنها في كتابٍ أم في خطبة أم في برنامج تلفزيوني، مرهونٌ بإنسانية هذه الفكرة وبقابليّتها للتعميم فوق كل الاعتبارات التي تحدّ من أفقها. فإذا كان الإنسان هو موضوع البرنامج الديني، فهذا يقتضي الاهتمام بكل ما يمتّ بصلةٍ إلى الإنسان، وبكل ما يعدّ محلاً لاهتماماته، وهذا يعني، إضافةً إلى الوعظ والدعوة، إدراج العلوم والآداب والفنون في دائرة موضوعات هذه البرامج. ولكن هذا الرأي محدود الانتشار.



هناك أشكالٌ عديدة للبرامج التلفزيونية الدينية، من أكثرها رواجاً وانتشاراً البرنامج الذي يستضيف أحد الشيوخ أو العلماء أو الدعاة للإجابة عن أسئلة المشاهدين. وهناك أيضاً نوعٌ آخر انتشر في الآونة الأخيرة بتأثيرٍ من التلفزيونات التبشيرية الأميركية الموجّهة خصوصاً إلى المنطقة العربية، وفيه يظهر أحد الدعاة الجدد، ومن المفضل أن يكون شاباً ووسيماً، مع جمهوره في استوديو أو مسرح أو صالة جامعٍ ليقدِّم مجموعةً من المحاضرات باللغات العربية المحكية ويجيب عن أسئلة الحضور رجالاً ونساءً. وهناك أخيراً نوعٌ هو أقلّ تلك الأنواع رواجاً لأنّه أقلّها جاذبيةً للمشاهدين من ناحية الشكل، وهو الذي يقدِّم مداخلات دينية مطوّلة لأحد الشيوخ على شكل محاضرةٍ مباشرة ومقروءة غالباً.



وعلى نحوٍ مشابه، تعطي جميع القنوات الرسمية العربية حيزاً هاماً للبرامج الدينية، التي تََبُثُّ للمشاهدين ما تريد أن توصله السلطة بلباسٍ ديني. فلقد عملت العديد من الأنظمة السياسية في الدول العربية على البحث عن مشروعيّة مزدوجة: سياسيّة ودينية. وفي الحقيقة، ظهر انتشار هذه البرامج منذ البدء في التلفزيونات والمحطات الحكومية، كمحاولةٍ من الحكومات والمحطات الرسميّة لاحتكار الفكر الديني وللمزايدة على التيارات المتطرّفة؛ هذا حتّى في حال الحكومات التي ادّعت أو تدّعي الليبرالية أو القومية أو الاشتراكية أو التقدمية.



الفضائيات الدينية : ظاهرة جديدة ومستمرّة



"لم يعد مناسباً حصر الخطاب الدعوي في خطبة الجمعة والمناسبات التاريخية على أهميّتها، فالمجتمع من حيث المساحة يتعدى مساحة المسجد والقاعة والمنتدى، ودعوة الحق يجب أن تصل كل أصقاع الأرض (...)، والدعوة ليست وظيفة علماء الشريعة وحدهم وإنما هي وظيفة كل قادرٍ من أبناء الأمة كلٌٌّ في موقعه واختصاصه وحسب قدرته"(1).



بعد موقفٍ متشدّدٍ وشديد النقد من البث الفضائي التلفزيوني إبّان ظهوره في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، أعاد رجال الدين النظر في مبدأ الإحجام عن خوض هذه التجربة إذ لم يعد بوسعهم إدارة ظهورهم لهذا التطوّر الذي يتيح فرصة إيصال خطابهم إلى ملايين المشاهدين. وظهرت آراءٌ فقهية تبيح مشاركة الدعاة في المحطات الفضائية حتى ولو كان في بعض برامجها "منكرات ومخالفات شرعية"(2).



وبصرف النظر عن الآراء العديدة حول ظاهرة البث المباشر والأحكام الصادرة حولها، يعتَبِرُ رجال الدين أنّه لا مناص لمن يتصدّون للدعوة إلى الله من تطويع قدرات القنوات الفضائية في الانتشار، والذيوع، والإبهار، وذلك بهدف "غزو قلوب الكافرين والمبطِلين في كلّ مكانٍ إخراجاً لهم من الظلمات إلى النور"(3).



هكذا بدأت ظاهرة الفضائيات المتخصّصة بالشأن الديني في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وكانت قناة "اقرأ" هي البادئة فهي التي أُسِّست في عام 1998 من قبل شركة "راديو وتلفزيون العرب" ART بتمويلٍ سعوديٍّ ضخم. وتهدف القناة حسب أصحابها إلى "أن تكون عالمية التوجه، ووسطية المنهج، وشمولية الأهداف، وتنوع المضمون، والموضوعية في الخطاب والمصداقية في المعالجة والتشويق في العرض"(4). ويعتبر القائمون عليها أن سبب إقبال الجماهير على متابعتها هو سئمها مما يبث من إسفاف على القنوات الأخرى، والتي يرون أنها بعيدة عن العادات والتقاليد الإسلامية. وهذا الخطاب التبريري فيما يتعلق بالقنوات الدينية المتخصّصة نسمعه ونقرأه ليس فقط على لسان المموّلين والمحرّكين لهذا النشاط، بل أيضاً لدى غالبية المتلقّين. فتعابير الإسفاف والابتعاد عن التقاليد والعادات تكاد تكون اللازمة في أي حوارٍ حول دور الفضائيات الدينية على مستوى المجتمع.



وقد تطوّرت الفكرة بحيث جرى تبنيّها من قبل عديدٍ من المتمولين وخصوصاً في الدول النفطية، وأُسِّست فضائيات مرتبطة بالتيارات الإيديولوجية المختلفة داخل التيار الديني، بينها الأصولية، وبزغت قناة "الفجر" وقناة "المجد" وأخريات؛ هذا إضافةً إلى أن بعض القنوات "العادية"، إن صحت التسمية، قد أعطت صبغةً أكثر دينيةً لبرامجها؛ ونخص بالذكر قناة "الشارقة". وهناك العديد من المشاريع في قيد التنفيذ لقنواتٍ دينية متخصّصة بالأطفال وبالشباب.



وبدأت بالبث منذ عدة أشهر من دبي في الإمارات العربية المتحدة قناةٌ جديدة تحمل اسم "الرسالة" انضمّت إلى باقة قنوات روتانا الترفيهية، وكانت الفكرة أولاً أن يطلق عليها اسم "روتانا دين"، لكن رفض مالك الباقة، الأمير الوليد بن طلال، هذا الاسم الذي كان مقترحاً في البداية (5).



وإزاء الاستغراب بأن تقوم مجموعة إعلامية متخصّصة بالترفيه وبمقطوعات الفيديو ("الكليبات") ببثّ قناةٍ دينية، يتبنّى الداعية السيّد طارق سويدان(6)، مديرها العام وأحد أشهر دعاة التلفزة الدينية، التبرير الشرعي بأنّ "الحسنة تذهب بالسيئة". فما المانع في أن تكون هناك قناة دينية وأخرى تقدّم المنوعات؟ مشيراً إلى أن لدى باقة ART قناة "اقرأ" ولا يثير ذلك استغراب المراقبين في حين يستغرب البعض أن تكون لدى باقة روتانا قناة إسلامية. ويعتبر سويدان أن وجود عددٍ كبيرٍ من القنوات الدينية ووجود تنافس بينها يخلق حالةً من الإبداع بين هذه القنوات، وهذا مفيدٌ لأي قناة، وللمشاهدين على وجه العموم.



هذا الموقف لا يشاركه به المفكر الإسلامي المصري فهمي الهويدي(7)، فهو يرفض الجمع بين البرامج الدينية وبرامج الترفيه، معتبراً بأن المشهد أقرب إلى صحيفةٍ صفراء تنشر المفاسد وبداخلها صفحةٌ دينية من باب مخاطبة كل الأذواق.



ويبقى هذا الرأي محدود الانتشار، فالدعاة يؤمنون أكثر فأكثر بهذه الوسيلة لإيصال خطابهم على نحوٍ سريعٍ وفعّال؛ حتى أن أسلوب الدعوة عبر البرامج الترفيهية يستهويهم، وهم يعتبرون كذلك أنّ اللجوء إلى تطوير وتحديث الشكل يلعب دوراً في إيصال المضمون، "فعندما كان علماء الدين شديدي التجهّم ولا يبتسمون، كنا نعيب عليهم ذلك. وعندما صار عندنا دعاةٌ يتحدثون لغة الناس ويخاطبونهم بنفس الأسلوب، اتهمناهم بأنهم يتشبهون بنجوم الفيديو كليب"(8).



وبمقابل جهود الباحثين في العلوم الاجتماعية والسياسية والدينية وسعيهم لمحاولة استكشاف سبل تجديد الخطاب الديني وملاءمته لمتطلبات العصر، ينبري السويدان ليحلّ مسألة التجديد هذه "بزلّة" قلم معتبراً أنّنا "نتحدث ومنذ فترةٍ طويلة عن تجديد الخطاب الديني. وعندما يصِل هذا الخطاب إلى مرحلة ينافس بها أغاني الفيديو كليب، فهذه علامة نجاحٍ كبيرة"(9). وبصورةٍ أكثر عقلانيةً، يعتبر البعض أن الفضائيات الدينية تسهم "في تجديد الخطاب الديني ودعمت جهود الدعوة الإسلامية في الداخل وحملت على عاتقها التعريف بحقيقة الإسلام في الخارج"(10)..



تقوم هذه القنوات عموماً، مع استثناءاتٍ قليلة، بإعادة إنتاج خطابٍ ديني-سياسي، وأحياناً خلط الأوراق عن طريق مزج خصائص الدعاية السياسية بخصائص الدعاية الدينية(11). وبسبب التحكم المتنامي لرؤوس الأموال الضخمة ذات الطابع المحافظ بوسائط الإعلام وخاصة الفضائيات، هناك أيضاً سعيٌ للجمع بين الربحية العالية وبين الترويج للفكر الديني. فمن المنطقيّ إذاً أن يسعى أصحاب هذه المحطات للترويج للفكر الديني، من أكثر أشكاله مهادنةً للسلطات إلى أكثرها راديكاليةً وشعبويةً. وذلك لأن هذا الفكر هو الذي يمكن أن يخاتل مخاتلةً فاعلة جماهير المشاهدين ويبعدها عن أيّة تأثيرات محتملة لأفكارٍ قد تتطوّر إلى مقدِّمات لخلخلة البنى السائدة في بعديها الاجتماعي والسياسي.



لذلك لا نستغرب أن الشبكة الواحدة تمتلك عدة قنواتٍ متخصصة، بعضها ديني تبشيري وبعضها الآخر ترفيهي يتناقَض في بعض ما يقدِّمه مع ما تروّج له القناة الدينية. ولكن هذا التناقض هو تناقضٌ ظاهريٌّ فقط لأنّ ما يقدّم في القنوات الترفيهية في معظمِه لا يتناول المحظورات الاجتماعية في جوهرها، كما أن هذه الشبكات تبتعد نهائياً عن الاستثمار في البرامج ذات المستوى الثقافي الرفيع إلاّ فيما ندر. إن الإكثار من الترفيه الخفيف الذي يميل في معظمه إلى السطحية والرداءة يدفع المشاهد إلى العيش داخل ثنائيةٍ مزيّفة ومخاتلة للوعي: التسلية البحت من جهة، والإتباع الحَرفي للتعاليم الدينية المطروحة في برامجٍ للخلاص من شرور الحياة وظلمها من جهة أخرى.





معالجة المحظور في البرامج الدينية



يُعدُّ موضوع الجنس من أشدّ الأمور المقيّدة في المجتمعات الإسلامية عموماً والعربية منها خصوصاً. وازدياد الحظر والخوف من التطرُّق إلى هذا الموضوع يؤدّي إلى ازدياد الأمراض النفسية المتعلّقة به. وفي هذه البيئة، يستطيع الخطاب الجنسي غير المباشر أو المباشَر المتفرِّع عن الخطاب الديني أن يؤدّي دوراً هاماً على مستوى المجتمع.



ويهاجم بعض المراقبين بعض البرامج الدينية التي تعرض لأمورٍ حميمية تدخل في خصوصيات العلاقات الزوجية. ويستعرضون الخطاب الذي تحمله هذه البرامج وتطرّقِه إلى أشدّ الأمور خصوصيّةً وإحراجاً. ويعتبرون أيضاً، أن هذه البرامج تحاول جذب المشاهدين من الجيل الشاب بهذه الطريقة وتعوِّض لهم الحرمان بتشجيعهم على التصوّر والتخيل.



ومن اللافت أنّ البرامج الدينية تتّسم بكونها إذاعيةً أكثر منها تليفزيونية، بمعنى أنها تعتمد على حاسّة السمع وحدها دون الحاجة إلى حاسة الإبصار(12)، وهي حتى لو تطرّقت إلى أمور جنسية، فهي تقدّمها دون صورة، وبالتالي تفقد عنصر الإثارة المباشرة ولكنها تنمّي عنصر التصوّر والتخيّل سلبياً على أقلّ تقدير، عدا عن تبعات هذا على العلاقة الصحيحة بين الرجل والمرأة ونظرة كل منهما إلى الآخر.



وهناك رأيٌ مقابل يعتبر أن هذا الحكم هو تجنٍّ، وكأنّ الثقافة الدينية المكتوبة لا تتناول هذا الشأن. ويعتبر أصحاب هذا الرأي أن كل الفضائيات وأفلام السينما تتطرّق للموضوع الجنسي أكثر من غيرها، إضافةً إلى أن الاهتمام بالثقافة الجنسية ظاهرةٌ معاصرة تعبِّر عن قدرة إنسان القرن العشرين على تناول ما كان يسمى بالمسكوت عنه، كالجنس مثلاً. ولكون المشكلات الجنسية من المشكلات الشائعة بوطننا العربي الذي تحكمه التابوهات (المحرّمات)، فلا بد من تناول هذا الموضوع سواءً على لسان السيدة نوال السعداوي أم الشيخ القرضاوي.



ولا شكّ في أن الاهتمام بالقضايا الجنسية يعبِّر عن حاجةٍ بشرية طبيعية، والخطاب الديني التلفزيوني المتطرِّق إلى هذه الأمور يسعى لاكتساب أكبر عددٍ من المشاهدين مستغلاًّ فقر المؤسسات التعليمية والتربوية، المكان الطبيعي لتعليم هذه القضايا ومناقشتها.



"إن الجنس في البرامج الدينية هو رغبةٌ وتطهر، اشتهاءٌ ورفض، تمنّعٌ وإقبال"(13). لكنّه في النهاية جنسٌ لفظيّ يعيد إنتاج ما يؤكّده الخطاب الديني عموماً من سيطرة جنسٍ ذكوري يمنح الرجل مساحة مناورة كافية لتلبية رغبته ويضيّقها على المرأة.





المتلقّي بين التأثّر والتأثير



يختلف تأثير هذه البرامج الدينية ليس باختلاف المتلقّي فحسب بل باختلاف الحقبة الزمنية وكذلك نوعية الداعية الذي يظهر على الشاشة. وعموماً، يظهر تأثير البرامج الدينية قوياً على النساء وعلى قليلي ومتوسطي الثقافة، دون أن يعني هذا أن باقي فئات المجتمع، ومنهم جزءٌ كبير من المثقفين، هم أقل تديّناً أو تأثراً بالفكر الديني؛ غير إن تأثّرهم يجري عبر طرقٍ أخرى مثل الكتب والمطبوعات وخطبة الجمعة والدروس الدينية.



ويرى الباحث فائز سارة أن المشاهد الأقلّ ثقافةً هو الأكثر تأثراً، والسبب في ذلك هو وجود استعدادٍ عالٍ لديه نتيجة محدوديّة ثقافية-معرفية من جهة، ووجود أرضيةٍ لديه للتأثر المبالغ فيه من جهة أخرى. هذه الفئة إذاً متلقيّة سلبيّة. أما متوسطو الثقافة، فإن تقبّلهم للبرامج الدينية يكون متفاوتاً بين برنامجٍ وآخر كما يشير السيّد سارة. وهو أمرٌ يجعل من غير الممكن أن يكون هناك مستوىً واحد لديهم في تقبُّل أو رفض البرامج الدينية، "فقد يقبل بعضهم البرامج التاريخية مثلاً ويرفضون دروس الوعظ، وقد يحصل العكس طبقاً لمحتوى ثقافة المتلقي"(14).



أمّا المثقفون منهم، فتُجمِع الآراء على أن تأثّرهم هو الأقل، لوجود جزءٍ لا يعتبر نفسه معنياً بمتابعة البرامج الدينية، وآخرون يتابعونها برؤية نقديّة لمضامينها ولصيغ تقديمها للجمهور. هناك أيضاً البعض الذي يهتمّ بمتابعتها "لأمورٍ لا تتعلق بالثقافة وإنما بالشخص نفسه وبشروطه الاجتماعية والسياسية"(15). بالمحصلة، فإذا كانت البرامج ذات طابع تثقيفي، بمعنى أنها تقدِّم الأديان بغرض التعريف بماهيتها، والمقارنة بين التفسيرات المختلفة، فقد تحظى باهتمام الطبقة المثقّفة بغرض المعرفة أكثر من طابعها التبشيري.



ويتجسد تأثير البرامج الدينية على المتلقّي في العديد من المظاهر، فهي برأي البعض تعمل على تحويل الدين إلى نوعٍ من الوجبات السريعة(16)، تثير الفِتَن والحساسيات الدينية والطائفية والمذهبية، وتحوّل تعاليم الأديان إلى ما يشبه الأساطير والشعوذة، وتحوّل الإيمان إلى جملةٍ من الأمور المحسوسة، كما تحوّل الإنسان إلى فردٍ منعزل أو مجرّد آلة، يخشى الآخرين أو يكفّرهم، والحياة الإنسانية إلى نوعٍ من الطوباوية، والشيطان إلى بطلٍ خارق وكلي القدرة.



أما البعض الآخر فلديهم رأيٌ مغاير. فالبرامج الفضائية الدينية ذات مواقف سلميّة هادئة(17) وهي تطرح أفكارًا وتصورات وحلولاً خالية من الحماسة. ومن ثمَّ، فالحكومات العربية، والخليجية منها خاصةً، تستفيد وتشجِّع طرح هذا النموذج السلمي المدني من الإسلام الذي يُعنى بالأحكام الفقهية والمواعظ الأخروية والأخلاق العائلية بعيداً عن النظريات الدينية المتشددة والعنفية.



ويتردّد آخرون في الجزم، فحين تتطرّق البرامج الدينية إلى التسامح والحوار بين الأديان ونبذ العنف ستتمكِّن من تأدية دورٍ اجتماعي إيجابي وتؤثِّر إيجابياً في المتلقي، ولكن هذا الحيِّز ضعيفٌ في أغلب الأحيان أو مغيَّبٌ تماماً.



في الحقيقة، من الواضح أنّ هذه الفضائيات قد أسهمت حديثاً في تغيير العادات الاجتماعية لدى فئاتٍ عديدة من السكّان وخصوصاً النساء، نحو الالتزام أكثر بالتعاليم الدينية. ولكنها لم تسهم بنفس الدرجة في نشر السلوكيات والأخلاقيات الإيجابية ذات البعد الإنساني (الصدق، النظافة، السلام، ...) أو الاجتماعية (حب العمل، حب الوطن، ...) لأن هناك ربطاً لا واعياً لدى المشاهد بين هذه القيم وبين منظومة الحضارة الغربية، الذي تظهِرُ عداءاً له، كما أنّ بعض هذه السلوكيات، مع أن الدين يحضّ عليها بشدة، ترتبِط لدى المشاهد بحيّزه الخاص وليس بالحيّز العام. فالمشاهد المسلم، كلّما ازداد تديّناً، يعتبر الحيز العام الحالي حيزاً لادينياً، أي أنّه حيزٌ كافرٌ كلياً أو جزئياً، ومن ثمّ فهو ليس ملزماً بالتعامل معه وفق هذه السلوكيات، خاصّةً وأنّ البعض لم تتبلور لديه فكرة الحيّز العام كجزءٍ من حالة مواطنة تعاقدية أنشأتها الدولة. وبالمقابل، يمكن للفضائيات الدينيّة أن تؤدّي دوراً إيجابياً عندما يجري تناول قضايا التكافل الاجتماعي والتركيز على وحدة البشر وعلى أحقيّة العلم والمعرفة في الحياة. ومن التأثيرات الإيجابية، نشر علوم اللغة وتطوير بعض القدرات المعرفية والمنهجية.



من ناحية أخرى، قامت البرامج الدينية بدور أساسي في الدعوة إلى العودة إلى تحجّب النساء المسلمات في المجتمعات التي كانت قد خاضت تجربة الحداثة مبكراً وكانت نسبة الحجاب فيها قد انخفضت إلى مستويات دنيا. والواقع السوري مثالٌ هام. فنسبة تأثير البرامج وخصوصاً منها المتعلّقة بالحجاب على المرأة السورية غير المثقّفة تظهر واضحةً للعيان، وغالب التبريرات لهذا التحول (والتي نسمعها من فم المعنيّة بالأمر) أنها "أُعيدت" إلى دينها عن طريق متابعتها لتجربة فتاة مماثلة على شاشة التلفزيون قدّم لها الداعية فلان. وتستغلّ القنوات هذه التبعية البصرية من خلال استقدامها لفنّاناتٍ معتزلات اخترن الحجاب واستخدامهن كمقدِّماتٍ للبرامج. وهكذا يقول أحد المسؤولين عن هذه القنوات: "ما المانع من أن نستفيد من شهرتهم في إيصال الرسالة للمشاهدين"(18).



كذلك، يُلاحَظ أن بعض البرامج تكرِّس الارتباط العضوي بين تعاليم الدين المتعلّقة بالممارسات اليومية للإنسان وبين حياته اليومية، وهو ما يؤدّي إلى الكثير من الاغتراب والسلبية عن حياة العصر. وهذه البرامج تعيد إنتاج المقولات التي يجري فيها إلغاء الثقافة كمفهومٍ تعدّدي واختلافي، كمفهومٍ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتنوّع أشكال التعبير وحريّة الإبداع. وحتّى عندما تتطرّق هذه البرامج للشؤون العلميّة، فإنها تستخدم تأويلات تسهم في تكريس الفصام عند المختصّين في المجال الذي يجري التطرق إليه، لأن هؤلاء، رغم إمكانية تفوقهم في مجالٍ علميٍ محدود، يبقون منقطعي الصلة بالجذور العقلية والفكرية والفلسفية لهذا المنجز العلمي حتى لو كانت هذه الجذور ذات منبتٍ عربيٍ إسلامي.



وتجدر ملاحظة أن بعض الدعاة، خصوصاً الجدد منهم، يتوجهون بخطابهم إلى فئاتٍ بعينها مثل الشباب من الجنسين وخاصة الفتيات، والأغنياء الجدد الباحثين عن روحانيّة تبعد عنهم الشعور بذنب الاغتناء عن طريق ممارساتٍ غير شرعية. كذلك، يقوم بالدعوة شبابٌ جذّابون حليقو الذقون وفتياتٌ جميلات متزينات وإن حافظن على الحجاب الملوّن.







مستقبل البرامج الدينيّة ومقطوعات الفيديو (الفيديو كليب)



يختلف الفقهاء إذاً حول هذا الموضوع. فمنهم من يجد أن البرامج الدينية التي تبث على الفضائيات الشاملة، تقدَّم في أوعيةٍ لا تخلو من الشبهة لأنها تسبِقُ أو تلي ما يعتبرونه برامج إثارةٍ ودعارة، في حين يرى فيها زملاءٌ لهم سداً لثغرةٍ لا تترك المجال فقط للنوع الآخر من البرامج، أي إثبات الوجود على أية مساحة إعلامية ممكنة من دون التدقيق في نظافة الوعاء الذي تقدّم فيه. ودعاة المنهج الثاني يعتبرون أنّه من الممكن القبول بما يُتاح من مجالٍ تلفزيوني واستمرار محاولة مدّه وتقويته وإقناع القائمين على المحطات بزيادة ساعات البث الديني ومساحة البرامج الدعوية حتى تكون "الصدّ المناسب في مواجهة الفساد الذي استشرى في الفضائيات وفي المجتمع ككل"(19).



وبرأي بعض المراقبين الإسلاميين(20)، يجب ألاّ تكون القناة الإسلامية المستنيرة، التي يقوم عليها رجال دينٍ معتدلون، وعظيةً، لأن المشاهد سينفر منها. فعليها إذاً أن تتمتع بعناصر جذبٍ في الصورة وأدوات التشويق عن طريق استخدام المواد الإعلامية المختلفة مثل الكاريكاتير وبرامج الأطفال والمسلسلات والفقه الميسّر، وأن تقدم ألوان الفكر الإسلامي المختلفة وأن تركز على المسائل الخاصة بالعقائد، أكثر من طقوس العبادات والمعاملات.



لكن اليوم، وفي ظل إفلاس النظريّات التي حكمت الساحة الثقافية والسياسية لعقودٍ خلت، وفي ظل تهافت النموذج الديمقراطي الأمريكي ومنعكسات أزماته على العالم العربي والإسلامي، فإن الانكفاء إلى الدين يظهر بما يشبه الحتمية المعاصرة، ويبدو أن المخرَج الموضوعي اليوم يكمن في تعزيز معركة التيارات المتنورة والمعتدلة بوجه التيارات الظلامية العصابية الإقصائية.



وهناك خشيةٌ رسمية ودينية مما يرد عبر الفضائيات القادمة من الغرب. والخطاب الرسمي يعتبر ما يرد من الآخر غزواً ثقافياً حيناً أو خرقاً للقيم المجتمعية حيناً آخر أو تهديداً للأمن القومي في أحيانٍ كثيرة أخرى، أما الخطاب الديني فهو يستَخدِم تجاه هذه الفضائيات لهجةً أكثر تجريماً وتحذيراً وتخويفاً.



إن ظاهرة القنوات المتخصصة بالشأن الديني ليست عابرة وهي تشهد ازدياداً مضطرداً، ولن يحدّ من انتشارها ازدياد التأثير الغربي-الأميركي على المنطقة، فهي الشكل الأمثل لامتصاص هذا التأثير، كما أن المزيد من الليبرالية في الاقتصاد وانتشار "ديمقراطية صناديق الاقتراع" لا يتناقض بل يمكن له أن يتكامل مع الوعي التقليدي الذي تسعى تلك القنوات لنشره، خاصةً عندما تجدِّد في خطابها وتستقطب جمهوراً جديداً من الشباب المرتبطين بالاقتصاد الجديد، وخصوصاً، اقتصاديات وسائل الاتصال الحديثة(21(.



وعلى المدى القريب، يرتبط أي تغيير في استمرار وتطور هذه القنوات بتغييرٍ شامل يؤثر على ديناميكية المجتمعات أصلاً. والحالة التنويرية في مجتمعاتنا، التي يمكن أن تحدّ من انتشارها، لن تحصل دون قيام تغيير يطول هيكلية وديناميكية المجتمعات للتحوّل من مجتمعات مقموعة ومسيَّرة إلى مجتمعاتٍ حرة وفاعلة تحدّد مسارها ومستقبلها.



يمكن إذاً - إلى حدٍّ ما - مقارنة انتشار البرامج الدينية والفضائيات المتخصصة في هذا الحقل بانتشار محطات أغاني الفيديو كليب، والسؤال الذي يمكن طرحه رغم سذاجته الظاهرة هو: هل هما وجهان لعملة واحدة؟ فللنوعين جمهورهما العريض وخصوصاً من الشباب المتوسطي أو العديمي الثقافة، وهناك سوقٌ واسعة لاستهلاكهما، ولكن المقارنة طبعاً هي لصالح الفيديو كليب، وللاثنان وظيفة إيديولوجية، ومن ثمّ فمن الطبيعي أن يزداد انتشارهما في لحظاتٍ وأزمنة اجتماعية معيّنة.

[email protected]

النشرة العربيّة من اللوموند ديبلوماتيك



* Salam KAWAKIBI باحثٌ في العلوم السياسيّة والإعلاميّة، يقطن حالياً في فرنسا، نظّم مع ماهر الشريف، إصدار كتاب: "تيار الإصلاح الديني ومصائره في المجتمعات العربيّة. أوراق مقدّمة في ندوة حلب في الذكرى المئوية لغياب الشيخ عبد الرحمن الكواكبي، 31 آيار/مايو-1 حزيران/يونيو 2002"، 152 صفحة بالفرنسية و267 صفحة بالعربية، دمشق، 2004، Institut Francais du Proche Orient, IFPO.



(1) مجلة الأسرة السعودية، عدد 126، تشرين الثاني / نوفمبر 2003.

(2) ممدوح الحوشان، هل نجح الإسلاميون فضائياً ؟ موقع بحور المقالات العربية، 8 / 5 / 2005،

(3) نفس المصدر السابق.

(4) راضي السعيد، موقع "إشراقة" الإلكتروني المصري، 10 / 12 / 2003.

(5) مقابلة مع مدير القناة الداعية طارق سويدان في جريدة الشرق الأوسط اللندنية في 12 آذار / مارس 2006.

(6) نفس المصدر السابق.

(7) فهمي الهويدي، مجلة عربيات الالكترونية، 5 / 2 / 2005.

(8) مقابلة مع مدير قناة الرسالة، الداعية طارق سويدان في جريدة الشرق الأوسط اللندنية في 12 آذار / مارس 2006.

(9) نفس المصدر السابق.

(10) الدكتور فوزي عبد الغني، رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب في جامعة جنوب الوادي المصرية، مجلة الأسرة، تشرين الثاني / نوفمبر 2003.

(11) برهان شاوي، الفضائيات العربية، خطاب أصولي وتضليل إعلامي، نشرة قنديل الإلكترونية، تاريخ 10 آب 2005.

(12) الكاتب والصحفي السوري عمر كوش في إجابته على أسئلة الباحث بتاريخ 19 آذار / مارس 2006.

(13) الشاعر السوري فؤاد محمد فؤاد في إجابته على أسئلة الباحث بتاريخ 11 آذار / مارس 2006.

(14) الكاتب والصحفي السوري فائر سارة في إجابته على أسئلة الباحث بتاريخ 25 آذار / مارس 2006.

(15) نفس المصدر السابق.

(16) الكاتب والصحفي السوري عمر كوش في إجابته على أسئلة الباحث بتاريخ 19 آذار / مارس 2006.

(17) الصحفي السوري محمد برو في إجابته على أسئلة الباحث بتاريخ 10 آذار . مارس 2006.

(18) الداعية طارق سويدان في جريدة الشرق الأوسط اللندنية في 12 آذار / مارس 2006

(19) الشيخ عبد العظيم المطعني، مجلة الأسرة السعودية، عدد 126، تشرين الثاني / نوفمبر 2003.

(20) عمار علي حسن، مجلة الراصد، 14 / 2 / 2006.

(21) تسمى خطأً اقتصاديات المعرفة وهي ليست كذلك فيما يخص المشتغلين فيها أو بالأحرى مستهلكيها في الأطراف المعولمة.



#سلام_الكواكبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مقطوعات الفيديو والبرامج الدينية، الفضائيات الدينية : ان ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلام الكواكبي - الفضائيات الدينية: انقلاب في المشهد البصري أم ظاهرة وقتية؟بين مقطوعات الفيديو والبرامج الدينية