أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - الإرهاب بين عودة الخلافة وانتظار المهدى















المزيد.....

الإرهاب بين عودة الخلافة وانتظار المهدى


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 12:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعرف أننى بالكتابة فى هذا الموضوع أدخل بقدمى عش الدبابير، ولكننى مؤمن بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وأن دور الصحافة الحرة هو قول ما نراه صوابا حتى لو أغضب البعض، آملا أن يترك انطباعا عند من يريد أن يفكر بحرية وعقل متفتح، ويحرك الماء الأسن فى بركة الحياة الثقافية العربية، ويبدد من نفوسنا الكثير من الأسئلة الحيرى التى لا نجد لها جوابا. فاليوم‏ عندما نسمع أو نشاهد نشرات الاخبار في الراديو أوالتلفاز‏، أوحين نقلب صفحات الجرائد‏ والمجلات نجابه بأخبار القتل والخطف وقطع الرءوس في بلاد العرب والمسلمين‏، واختزال ثقافتنا العربية التي لعبت دورها المؤثر فى إثراء الثقافة الإنسانية فى عصور الازدهار العربى حين كان الغرب يغط فى نوم عميق، فإذا هي اليوم مجرد ثقافة للموت والركود في مقابل ثقافة الحياة والازدهارالتي يعيشها باقى الأمم !‏
يحاول الإرهاب المتستر بالدين استدعاء تجربة الفتوح الإسلامية بتحويل مدينة الفالوجة الي دولة الخلافة الإسلامية‏ كنقطة انطلاق لإنشاء امبراطورية إسلامية‏، كما كانت المدينة نقطة البداية التى انطلقت منها الفتوح الإسلامية التي قضت علي دولتي الفرس والروم‏، ثم انتشرت شرقا وغربا‏ مكونة إمبراطورية إسلامية ضخمة، خاصة بعد انكسار‏ دولة طالبان الأفغانية وهزيمتها علي أيدي قوات التحالف الأمريكي، وتشتت عناصرها التي نجت من القتل في كهوف تورا بورا بسلسلة الجبال الموجودة بأفغانستان وإيران وباكستان‏، آملين تحقيق الحلم الذى يراودهم من زمن‏ بالرغم من اختلاف العصر والظروف اختلافا كليا‏.‏ ولكن هذا الاختلاف الواضح لم يحل بين هذه القوي والاستمرار والتمادي في السعي من أجل فرضه بأي صورة أو أسلوب، مستخدمين القتل والترويع والإرهاب وأسالة دماء الابرياء‏ الآمنين وسيلة لمآربهم، ناشرين الخراب والدمار فى كل مكان يدخلوه‏ غير مبالين بالقوي العالمية والاقليمية والمحلية‏. وبعد أكثر من عام فإن كل ما أنجزوه هو قتل آلاف من العراقيين الأبرياء ومئات من القوات الأمريكية والبريطانية‏ مع العديد من فظائع قطع رؤوس المختطفين من المدنيين الأبرياء الذين جاءوا لإعادة إعمار العراق وخدمة أهلها.‏ ولا وجه للمقارنة بين السلف الصالح الذى التزم بالشريعة منهجا‏ والرحمة ديدنا، وبين تلك الفئة الضالة المتمسحة بالسلفية بأفكارها المغلوطة وأحلامها المشوهة، وعدم التزامهم بالشريعة الإسلامية نصا ولا روحا‏ ولا فكرا. أفقدهم تمسكهم بالوهم القدرة على التمييز بين ما ينفع الناس والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم لا فى الفلوجة التى اختاروها كنقطة انطلاق لإقامة خلافتهم الغير رشيدة ولا فى العراق كلها، ‏يرفضون إنجاح أي محاولات للتهدئة‏ من جانب بعض القوى الدينية العاقلة أوالقوي السياسية الفاعلة أو للشخصيات العامة‏ المخلصة غير مبالين بالخراب والدمار وسقوط الضحايا من الأبرياء بالمدينة‏. ومن يديرون عمليات خطف الرهائن وذبحهم إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم فى الفلوجة كثير من الجماعات الدخيلة على العراق من امثال جماعة التوحيد والجهاد التى كان يتزعمها الزرقاوى المنتمى لتنظيم القاعدة قبل قتله، وتنظيم أنصار السنة الوهابى وغيرهم ممن تمتلئ خلاياهم بالعديد من المقاتلين الأصوليين القادمين من كينيا وأفغانستان ومصر والمغرب واليمن ودول الخليح. وأخطر هذه التنظيمات ما تسمى بهيئة علماء المسلمين التى يلجأ إليها من يريد التفاوض لإطلاق صراح الرهائن، وهو نفسه التنظيم البعثى الاستخبارى الذى عمل طويلا لخدمة مشروع الديكتاتور السابق المسمى بالحملة الإيمانية التى ظهرت فى منتصف التسعينيات تلبية للرغبة المحمومة لصدام للظهور بمظهر التدين ‏والنسك، وكانت مهمتهم كتابة التقارير والفتاوى الدينية لجهاز المخابرات، وتحول بقدرة قادر بعد سقوط الطاغية إلى هيئة دينية معممة أصبحت مهمتها الارهاب المتستر بالدين مما يعرض مصالح الطائفة السنية للأضرار. ومقر هذه الهيئة الحالى هو من معطيات صدام المسمى بمسجد أم المعارك والذى غيروا إسمه إلى مسجد أم القرى.
ولم يقتصر الأمر على المثلث السنى ومدينة الفلوجة، فقد وصل ايضا إلى الجنوب الشيعى متمثلا فى فتاها الصغير عديم الخبرة دينيا وسياسيا مقتدى الصدر، الذى اتخذ من مدينة النجف الأشرف نقطة بداية لدولة شيعية يحلم بها انتظارا لعودة المهدى. من بين أساليب الترويع التي لجأ اليها ورجال جيشه الذي أطلق عليه جيش المهدي‏ يبرز نموذج فذ من الوحشية الجبانة، متمثلا فى فقأ أعين عدد من ضباط الشرطة العراقية بمدينة النجف‏، ثم وضعها في ماء مغلي وسلقها امام جمع من المشاهدين‏!!‏.‏ ومن الاساليب الاخري‏ اقتحام البيوت وقتل سكانها وقطع الرؤوس في الشوارع وبتر أطراف الاحياء لمجرد الشك في تعاونهم مع المستعمر أو السلطة العراقية‏، أما الضرب والتعذيب‏ فهى بعض من أساليب التسلية والمرح التي يفضلونها وهم يتعاملون مع رجال الشرطة.‏ وعندما يتوقون للقتل‏ فإن وجبتهم لا تقل عن عدة مئات‏ من الأبرياء معظمهم من ضباط الشرطة‏، قناعة بأنهم يجب ان يدفعوا الثمن نيابة عن قوات الاحتلال‏ !. وكون هؤلاء الضحايا من العراقيين أدى إلى تجزر نوازع الثأر والكراهية في اعماق أسر الضحايا، دون أن يبالي مقتدي الصدر‏ او رجاله المهم عندهم أن يزرعوا الخوف وينشروا الرهبة في المناطق التي يوجدون بها. وعند بدأ الهجوم الامريكي ـ العراقي علي النجف والمعاقل الأخري لقوات جيش المهدي‏‏ وتحت وطأة الهجوم والقصف لم يجد الزعيم الشيعي وانصاره من ملجأ سوي مرقد الامام علي فاحتموا به‏ دون اكتراث لما قد يتعرض له من دمار وهو مقدس لدى جميع مسلمى العالم، ولكونهم قد خسروا تعاطف الاهالي بسبب وحشيتهم‏ وزرعهم الثأر في قلوب رجال الشرطة واسرهم فقد كان عليهم ان يحصدوا ثمار مازرعوا وهم الآن يحصدون العلقم‏.
وبين الرغبة المحمومة لعودة الخلافة والرعونة فى انتظار المهدى ارتكبت الفظائع والأهوال، ووصم الإسلام بالإرهاب وهو براء، ونعت العرب والمسلمون بالتخلف والوحشية، وما زلنا نطنطن باتهام الغرب بمعاداتنا وحيك المؤامرات ضدنا، فمتى نستيقظ ونفيق ونذب عنا طيور الظلام ودعاة الفتنة والسفهاء منا ..؟!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمراضنا المزمنة آن الأوان للتخلص منها


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - الإرهاب بين عودة الخلافة وانتظار المهدى