أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم الحسيني - ثقافة الحرمان بين الكاب و العمامة















المزيد.....

ثقافة الحرمان بين الكاب و العمامة


إبراهيم الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" ثقافة الحرمان بين الكاب والعمامة "
-1-
حصد الأخوان المسلمون الحركة الاحتجاجية , التي انطلقت باللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية الثانية , وتدافعت تجمعات احتجاجية نخبوية يسارية ومدنية , كفاية والحرية الآن الخ , تملأ الشارع صياحا وضجيجا وغضبا , وخرجت بخفي حنين صفر اليدين , وحصد الأخوان المسلمون عشرين في المئة من مقاعد برلمان 2005 , 88 مقعدا , وكان يمكن أن تزيد هذه النسبة , لولا العنف والقمع الذي مارسه جهاز الأمن , وحال بين العديد منهم والنجاح , بحجب الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم تارة , وإعلان نتيجة علي غير الحقيقة أخرى , وهو ما شكل مفاجأة وصدمة للإدارة السياسية المصرية , والأحزاب وقوى ومنظمات المجتمع المدني , وليس من المجازفة القول : أن الأخوان المسلمون قد سيطروا علي النقابات المهنية – الأطباء المهندسين المحامين - خلال السنوات التي مضت , وهاهم يزاحمون على النقابات العمالية والإتحادات الطلابية , ويخترقون معظم الأحزاب والقوى السياسية بما فيها الحزب الوطني الحاكم , ويزحفون رويدا علي مؤسسات السلطة والمجتمع المدني , ويتعاظم نفوذهم داخل المؤسسات الدينية الرسمية والجمعيات الأهلية الدينية , وينسجون شبكة من العلاقات عابرة للقوميات والقارات , وتشغل ظاهرة صعود وتنامي الأصولية والإسلام السياسي كثير من الباحثين والدارسين والنشطاء السياسيين وقادة ومفكري الأحزاب , محاولات جادة ودءوبة لفهمها و تفسيرها والتعامل معها , بالتوافق, بالتواطؤ , أو مجابهتها والتصدي لها , باعتبارها تشكل خطرا , ليس علي الأمة فحسب , بل علي البشرية , ليس علي الحاضر فقط , بل علي المستقبل , وسطع في الجو سؤال ضخم : لماذا ؟ تلاه سؤالا أخر أضخم : كيف ؟ وهنا سيحاول كاتب المقال مع الآخرين , البحث عن إجابة, ماذا يميز الأخوان عن غيرهم من القوى السياسية ؟ و ماذا يقدم الأخوان للناس في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية ؟ فكم من عاطل لا يجد عملا ؟ كم من جائع لا يجد قوت يومه ؟ كم من مريض لا يجد دواءه ؟ كم من امرأة تقلب قروشها الزهيدة بحسرة في الأسواق ؟ كم من أب لا يجد مصروفات أو نفقات المدارس لأولاده ؟ كم من الصبية والأطفال يتسربون من التعليم الابتدائي والإعدادي ؟ كم من الأطفال يساقون إلي الورش والمسابك والمخابز والميكروباصات ؟ كم من الصبية تتلقفهم ساحات الجريمة والمخدرات الرخيصة ؟ كم من بنت فاتها قطار الزواج ؟ كم من شاب لا يستطيع تكوين بيت أو أسرة ؟ كم من أسرة تقطن في غرفة وحيدة وشقق مشتركة ؟ كم من أسرة تعيش في الإيواء والقبور ؟ كم من أسرة تنفصل وتنهار تحت ضغط الحاجة والعوز ؟ كم من امرأة تخرج للخدمة في بيوت الأغنياء ؟ كم من النسوة والفتيات تدفعهن الحاجة إلي سوق النخاسة والبغاء ؟ كم من عامل تراحيل يعود خاوي الوفاض من أرصفة العمل ؟ كم من أرباب معاشات تنفذ رواتبهم فور استلامها ؟ كم من شركة دمرت ؟ كم من قوة عمل أهدرت ؟ كم من الأفدنة بورت ؟ كم من خريجي جامعات ومعاهد عليا يندمون علي علمهم ؟ كم من تاجر وصانع يفلسون وينحدرون إلي الطبقات الدنيا ؟, كل هؤلاء يلقى بهم في الهامش الاجتماعي , الهامش الاجتماعي صار أوسع وأكبر من المتن الاجتماعي , ليس لهم مؤسسة اجتماعية تحميهم وتلبى احتياجاتهم , هم فرادى , بعثرهم الاستبداد وشتتهم و ليس أمام كل منهم إلا الغيب والقوى الخفية ملجأ ومأوى, والدين هو آهة المضطهد , وأنة الموجوع , وزفرة البائس , وخمر الفقراء , لقد تم تدمير ثقافة العمل , ثقافة البناء , ثقافة الجماعة , وتراجع مشروع النهضة وانتكس , وأظلم أفق المستقبل أمام الطبقات الدنيا , وسادت فئة طفيلية ريعية , طبعت المجتمع بطابعها ونسخته على شاكلتها وقيمها وثقافتها , وهنا تأتي جماعة الأخوان المسلمون, وتفسح الطبقة الحاكمة لها طريقا , اسفنجة لامتصاص غضب الفقراء , تقدم ثقافة التسول والزكاة , نذر من البر والإحسان , الطفل اليتيم , المسلم الفقير , موائد الرحمن الرمضانية , والكارثة ثقافة الحرمان وكراهية الحياة والاستعلاء بالدين , التوسع في إيجاب الموجبات , والتضييق في إباحة المباحات , تحريم الخيرات المادية والفنية القصة والرواية والمسرح حرام , الرسم والنحت والتصوير حرام , السينما وإعمال العقل والعلم حرام , المقهى والتدخين وزينة النساء حرام , الرفض والتمرد حرام , التجديد والتحديث وحرية الإبداع حرام , الآثار والسياحة غير الدينية حرام , الموسيقى والغناء والتعبير بالجسد - الباليه والشعبي والشرقي حرام - , ماذا بقى للطبقات الدنيا غير الحياة البدائية والاحتياجات الحيوانية المباشرة , وهنا يلتقي الأخوان عضويا مع الإدارة السياسية الحاكمة , الكاب والعمامة وجهان لعملة واحدة , والطفيلية السائدة تسرق من الطبقات الدنيا الحياة , تحبب لهم الفقر وتبرره , وتعطيهم وعدا بالغيب , عبر جهازها الأيدلوجي – الديني - الرسمي وغير الرسمي .
ماذا يميز الأخوان عن غيرهم من القوى السياسية ؟
قبل بحث هذا السؤال , يعتقد كاتب البحث أن تحديد القوى والتيارات السياسية المصرية , تحديدا دقيقا , بالغ الأهمية , فالشائع أن الأحزاب العلنية والسرية , الوطني والتجمع والوفد والناصري والشيوعي والأخوان, يشكلون الحياة السياسية , وهو في تقديري على غير الحقيقة , فهي تبلغ من الضعف والهشاشة الحضيض , ضعف كامن في بنية المجتمع , نظرا لتخلف القوى الاجتماعية وتشوهها , لم توجد بعد في مصر أحزاب سياسية فاعلة ومؤثرة في صياغة وتشكيل الحياة السياسية , هي أحزاب هامشية , حالها من حال المجتمع وهياكله المفتتة , ديكور مدني لمجتمع غارق حتى أذنيه في الشمولية والاستبداد , تحكمه ثلاث تيارات سياسية بأوزانها وأثقالها :
1- التيار العسكري : القوة المصدر الرئيسي للحكم في مصر للغزاة والحكام الوطنيين , يقبض على البلاد ويجثم على المجتمع ويسيطر على الحياة المدنية , مستلهما التراث المملوكي العثماني في الإدارة وتقسيم النفوذ والثروة , قوامه الجيش والشرطة وأجهزة الأمن السرية والعلنية , وحكم العسكر يشوه الناس ويسحقهم , يمسخهم قطعانا ورعايا , وهو خير سبيل لتعظيم نفوذ العمامة .
2- التيار الديني : الإسلامي والمسيحي , الإسلامي الذي يخرج علينا من كهوف التاريخ ليستعيد للخلافة وميضها وبريقها ومجدها الآفل وللشيوخ نفوذهم وسطوتهم , قوامه المؤسسة الدينية الرسمية –الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء وآلاف الجمعيات الأهلية الدينية والطرق الصوفية , والمؤسسة الدينية الإسلامية السرية الجهادية , الجماعة الإسلامية والجهاد والأخوان وغيرهم العشرات , ويحتل الأخوان قلب هذه الجماعات السرية وعقلها المكين , ثم نأتي إلى الكنيسة ورجال الدين المسيحي النواة الصلبة للاستبداد الشرقي في مصر , يحيلون الكنيسة وطنا , لا يقبلون الاختلاف , يمارسون سطوة كهنوتية - الاعتراف والتناول والحرمان- يحيلون بين المسيحيين والمشاركة السياسية والاندماج في المجتمع .
3- التيار المدني : القوى الليبرالية واليسارية وهم أقرب إلي الحركة الثقافية منها إلي السياسية , ينحدرون من الطبقة الوسطي والبرجوازية الصغيرة , أقل التيارات قوة وتنظيما , لم يتبلور بعد كيان سياسي مدني مستقل وفاعل , ذيلي يصطف وراء المؤسسة العسكرية , أجهض جنينه الذي لقحته ثورة 1919 المدنية في رحم المجتمع , باستعادة العسكر الهيمنة والقبضة الحديدية مع ضباط يوليو 1952, فقد القدرة على الإبداع المؤسسي والمبادرة المستقلة , يسحره الاستهلاك ورغد الحياة البرجوازية في كنف الضابط والمخبر , لا يستند إلي قوى اجتماعية برجوازية كانت أو عمالية تدخل معركة فكرية ثقافية سياسية شاملة .
مازال المجتمع المصري تهيمن عليه الشمولية و يقع بين فكي الاستبداد والتسلط
العسكر ورجال الدين شيوخ ورهبانا , ومازال خطابهم الأيدلوجي والسياسي يلقى استجابة ورواجا , فالرأسمالية المصرية تنحدر من كبار ملاك الأراضي الزراعيين بقيمهم الريعية وثقافتهم الثيوقراطية , وهذه تربة خصبة للجماعات والتنظيمات الدينية وعلى رأسها بالطبع الجماعة الأم الأخوان المسلمون , وتلك خاصية تميز الأخوان عن الليبراليين واليساريين , والتواصل التنظيمي أحد أهم الخصائص التي تميز الأخوان عن القوى السياسية الأخرى , فلم ينحل عقدهم التنظيمي منذ تأسست الجماعة 1928 رغم الضربات والملاحقات الأمنية المتواصلة التي طالت القيادة والقواعد والكادر الوسيط ولم تترك منهم أحدا , ما راكم طبقات من الخبرات التنظيمية في الكمون والتخفي والاختراق , وهذا ما يفتقده اليسار المصري الذي انقطع تواصله مرات عديدة , الأولى التيه الكبير عقب حل الحزب الشيوعي المصري في عشرينيات القرن الماضي وتعقب قيادته وتشريد كوادره وأعضاءه بالمرسوم السعدي الذي حرم وجرم النشاط الاشتراكي , والثانية حل الحزب الشيوعي المصري " حدتو " والحزب الشيوعي المصري " الراية " ستينيات القرن الماضي بعد رحلة من السجون والاعتقالات والتعذيب في محابس ضباط يوليو , والثالثة انفجار وتصفية معظم المنظمات الشيوعية التي تشكلت سبعينيات القرن المنصرم , وإذا أتينا إلي الليبرالية المصرية , ليس من المجازفة القول أن الأحرار الدستوريين هو حزب الليبرالية المصرية بحق , لكن تكوينه الطبقي الأرستقراطي , ومواقفه من الاحتلال البريطاني , حالا بينه والنفوذ الجماهيري , فظل حزبا نخبويا هشا ومتهافتا , وعلى أي الأحوال تم اجتثاثه والقضاء عليه نهائيا من الحياة السياسية المصرية , بقرار حل الأحزاب الذي أصدره ضباط يوليو , وليس من المجازفة القول أيضا أن الوفد يمثل في التحليل الأخير , الوطنية المصرية لا الليبرالية وما موقفه من كتابي في الشعر الجاهلي "طه حسين" والإسلام وأصول الحكم "على عبد الرازق" إلا كشفا وتجليا لنكوصه وتخليه عن حرية الرأي والتعبير والبحث العلمي , وما قرار حل الحزب الشيوعي المصري من زعيمه ومؤسسه سعد زغلول وتحريم وتجريم النشاط الاشتراكي إلا مصادرة لحرية تكوين الأحزاب , ومع هذا لا يمكن إنكار أن الوفد يشكل أحد أهم روافد الليبرالية المصرية , فكم ناضل من اجل الدستور والحد من السلطات الملكية المطلقة , ومن أجل الحرية التي كانت تعني له حرية الناخب أن يختار ممثليه في البرلمان , رغم العديد من الملاحظات على موقفه من حرية الإبداع والتفكير الذي تجاوزته الطليعة الوفدية إلى موقف ليبرالي جذري , ومع استيلاء ضباط يوليو واجتثاث الحياة السياسية , تم حل الوفد وتصفيته , فانقطعت صلة الليبراليون المصريون – الوفد والأحرار الدستوريين – كجماعة منظمة بالمجتمع المصري , إلي أن عاد الوفد ثمانينيات القرن الماضي متحالفا مع الفاشية الدينية أشد القوي شمولية وتسلطا , الأخوان المسلمون , في الانتخابات البرلمانية 1984 .
وهنا نقول : الأخوان المسلمون يتميزون عن القوي اليسارية والليبرالية بالتواصل التنظيمي وعدم إهدار الخبرات التنظيمية القائمة على الولاء والطاعة والخضوع و الانضباط الحديدي , تنظيم شبه عسكري , لم يفقد صلته – كجماعة منظمة – بقاعدته الاجتماعية والجماهير .
الموارد المالية للتنظيم : لاشك أن المال إن لم يكن أهم مصدر للقوة , هو واحد من أهم مصادر القوة للأفراد والجماعات , وقد ظهر الأخوان المسلمون في الانتخابات البرلمانية – دون قوى المعارضة المدنية – كأغنى ما يكون المرء , ينفقون بسخاء أموالا طائلة , تقدر بمئات الملايين , في الدعاية وتجيش الكوادر وتجنيد الأنصار وتقديم الرشاوى الانتخابية وحراسة اللجان وصناديق الاقتراع , فمن أين لهم كل هذه الأموال ؟ ليس سؤالا استنكاريا بل استفهاميا واسترشاديا , ولن نلجأ في هذا الأمر إلي الاتهامات الرخيصة حول التمويل الأجنبي , فهدف هذه الدراسة التحليل والإدراك والتفسير وليس التشهير والتحريض , لمعرفة الخصائص التي تميزهم عن القوى السياسية الأخرى , ونعود إلى السؤال , من أين يحصل الأخوان على كل هذه الأموال ؟
1- منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبزوغ الاتحاد السوفيتي كقطب دولي , سعت الرأسمالية العالمية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية , لتطويق الاتحاد السوفيتي كدولة والاشتراكية كفكرة , عقدت سلسلة من الأحلاف الدولية , رشت الطبقة العاملة الأوربية , دعمت الانقلابات العسكرية في أمريكا اللاتينية والمنطقة العربية , تحالفت مع النظم الملكية والعشائرية ومع القوى الاوتوقراطية المناوئة للاشتراكية , وكانت المنطقة العربية بما تفجر فيها من بترول تحظى وما تزال بأهمية استراتيجية قصوى لدى الرأسمالية العالمية التي اعتمدت الجيوش في القهر , والسلفية الدينية - الإسلام السياسي والكنيسة الشرقية – عقيدة في الهيمنة , وكان الأخوان في مقدمة هذه القوى , استقبلت المملكة العربية السعودية والإمارات القبلية والعشائرية في الخليج الألوف من قيادات وكوادر وعناصر الأخوان , سكنتهم في وظائف وأعمال بمرتبات وأجور عالية , ينال تنظيم الأخوان نسبة من هذه التعاقدات المميزة , أحسنت قيادات التنظيم توظيفها في مشاريع تجارية وخدمية وصناعية , تدفع في جسد التنظيم عضوية جديدة تتكاثر , وتكسبهم نفوذا وسط بيروقراطية النظم العسكرية التي ضرب الفساد جذوره في صفوفها , وتسهم في إشاعة مناخا دينيا , يضخ دماء جديدة من الأعضاء والأنصار .
2- التبرعات مورد رئيسي من موارد الأخوان المالية , يفاخرون به القوى السياسية المدنية , لديهم قدرة علي جمع مبالغ طائلة في وقت قياسي من الجوامع والجمعيات الأهلية الدينية وصناديق النذور وتبرعات الأغنياء ورجال الأعمال الجدد والأخوان لديهم آلية فذة في جمع التبرعات تربط الخاص بالعام تقدم مصلحة مباشرة وحافزا لجامع التبرعات بحصوله علي نسبة تتراوح بين 15و20% من قيمة التبرعات التي يستطيع جمعها , فقد شهدت الحقبة الساداتية تعاظم نفوذ الأخوان , والتيارات الأصولية الأخرى , مصحوبا بارتداد الرأسمالية المصرية إلي جذورها التاريخية في الاقتصاد الريعي تنشط في العقارات والمقاولات والتوكيلات والاقتصاد الخفي تجارة السلاح والمخدرات والعملة والآثار والدعارة وتوظيف الأموال والسياحة الدينية , فبجوار غسيل الأموال عرفت مصر غسيل السمعة , وليس من المجازفة القول أن الأخوان و رجال الدين يمنحون البركة والشرعية للثروات المنهوبة ويقيمون علاقات وطيدة وروابط متينة مع رجال المال والأعمال , يحسنون صورتهم ويغطون جرائمهم في السلب والنهب ,الأخوان جزء من الحلف الطبقي الحاكم , يقدمون ثقافة وشرعية التفاوت للأغنياء وثقافة وشرعية الحرمان للفقراء .
3- يعتمد التوسع الرأسمالي آلية التفكيك والتفتيت وإعادة الهيكلة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ودول حلف وارسو بإثارة النزعات العنصرية العرقية والإثنية والقبلية والدينية , بجوار آليات أخرى ليس هنا مجالها , وها نحن نعيش في منطقة الشرق الأوسط أجواء القرن الأول الهجري , وترتد المنطقة أربعة عشر قرنا إلي الوراء , يحتل المشهد صرا عات بدائية طائفية وحروب أهلية مقيتة , شيعة وسنة , عرب وفرس , روم وفرس وأكراد وعرب ونوبيون ويهود , مسلمون ومسيحيون , مسلمون وأهل ذمة , تراجع الصراع الاجتماعي وغيب , ويتقدم الأخوان رافعين راية الإسلام السني ويوتوبيا الخلافة ويداعبون أحلام الفقراء بالجنة الموعودة , ويحشدون الجماهير في مواجهة الكفرة ومحرفي كتب و كلمة الله , العلمانيين واليهود والنصارى والملا حدة الشيوعيين , يلاحقون الإبداع والمبدعين , يقتفون أثر الرواية والقصة والقصيدة , يطاردون الفيلم والأغنية واللوحة والتمثال, يزرعون الكراهية للأخر الديني أو العرقي أو القومي , وهذه قضايا تسعد إلي حد كبير الرأسمالية الريعية السائدة , يمولونها , يساهمون في إشاعتها طالما تأخذ الجماهير بعيدا عن ثرواتها , وهذا بدوره يراكم ثروة التنظيم ويضخمها , وليس من المغالاة القول أن استراتيجية الأخوان تنسجم إلي حد كبير مع إحدى آليات التوسع الرأسمالي "العولمة " التفكيك والتفتيت وإعادة الهيكلة , عبر تفجير الصراعات والحروب الأهلية العنصرية .



#إبراهيم_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران في مرمي نيران العولمة


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم الحسيني - ثقافة الحرمان بين الكاب و العمامة