أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر عوض الله علي قسم السيد - الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً - مسألة السودان














المزيد.....

الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً - مسألة السودان


عمر عوض الله علي قسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أطروحة
مقدمة لكلية القانون بجامعة فرايبورج لنيل درجة الدكتوراة في القانون
إعداد الباحث: د. عمر عوض الله علي قسم السيد:
تحت إشراف أ.د ثوماس فلينر
(مقرر أول)
فبراير 2005م
--------------------------------------------------------------------------------------------------------

من الصعوبة تقديم رسالة دكتوراة تزيد عن الـ 300 صفحة على هذا المنبر لذا سأكون مضطراً لإستعراض مقتطفات منها وأرى ان الدراسة تصلح لأن تكون آداة لحل نزاعات كثير من الدول منها العراق كمثال وغيرها من الدول الأفريقية والعربية.
حاولت الدراسة أولا تسليط الضوء على أسباب الصراع في السودان عبر العودة إلى تاريخ البلاد لتشخيص بذور النزاع. وهي محاولة قادت الباحث إلى تصنيف الثقافات المتنوعة الموجودة في السودان ومحاولة إيجاد الرابط بينها الذي يخول لها تكوين دولة اسمها السودان خالية من الصراعات والنزاعات.
ثم انتقل إلى فكرة الفدرالية وتطورها وعلاقاتها بالدول المتعددة الإثنيات والثقافات، ليقترح بعد ذلك نموذجا فدراليا يصلح للسودان. ويستلهم النموذج أفكارا من تجارب فدرالية أخرى مثل التجربة السويسرية، لكن دون تجاهل خصوصية المجتمع السوداني وتطوره التاريخي واختلاف مكوناته.
وسمحت هذه الدراسة المُعمقة بتشخيص "أمراض السودان" والنظر في العلاج، ثم طرح اقتراحات وتوصيات هامة لـغد أفضل. وشملت التوصيات أربعة محاور أساسية: الجانب الإجتماعي والجانب السياسي والمشاركة في الثروة وتعديل الدستور.

* أزمة هوية: مسألة بناء أمة
 
إن فهم حالة بناء الأمة في السودان قد يتوقف قبل كل شئ على إجابة السؤال التالي: ما هي مؤسسات بناء الأمة السودانية؟
قبل الإستقلال، كما لوحظ مبكرًا، لم يكن المجتمع السوداني قد تميز بقدر من اللغة المشتركة، دين أو تاريخ مشترك في مجمل القطر. بينما هنالك بعض المناطق المتجانسة تشترك في العناصر أعلاه ولذلك لديها قاعدة مشتركة فيما بينها، بينما الآخرون تعوزهم هذه العناصر لذلك ظلوا متميزين عن غيرهم.
حتى خلال كفاح المهدية لتحرير السودان، والتي شكلت هدفا مشتركاَ ووحدت معظم المجموعات العرقية في الأجزاء الشمالية والجنوبية،  ولذلك امكنها إنشاء تاريخ مشترك، حين نجد أن كل من هذه المجموعات قد حارب ببواعثه ودوافعه الخاصة.
 
لأجل إقصاء القوة الإستعمارية، المجموعات الشمالية أسست دوافعها على الأيدلوجية الإسلامية والجنوبية على تاريخ الإسترقاق المؤلم. وكنتيجة لذلك كان فهم الهوية القومية مختلفا بين الشمال والجنوب. تشكلت الهوية/الهويات الشمالية بعد التأثر الثقيل الوزن بالدم العربي وإلى بعض المدى باللغة والإسلام والتي أصبحت كعناصر توحيد بينهم. مقارنة بتلك الإختلافات الحادة كان العامل الوحيد الذي شكل الهوية الجنوبية هو ذكرى المقاومة ضد إضطهاد الدخلاء [1]
هكذا أصبح الإعلان عن الإستقلال في العام 1956 كبيان دولي يسمى الهوية القومية السودانية ولكن داخلياً كان لا يزال مفهوم الهوية القومية مختلف الوعى والإدراك. ففي الشمال كان قد تحوّل إثبات الهوية الذاتية كعرب ومسلمين ليصبح الهوية القومية بينما في الجنوب كانت الهوية القومية قد أعتمدت على قطع وعد بقيم إجتماعية وسياسية (( مساواة وإعتراف بالتمييز)).
 
عموما نشأت أزمة الهوية بتعزيز الإعتقاد القوي في البعد العربي بهويتهم وبهدف تحاشي الإقبال على الثقافة الأفريقية. الأسوأ من ذلك، أن الأزمة قويت في جانب أساسي كتجاهل أن البعد الأفريقي كان مرتبطاً بتصنيف إجتماعي يجعل العرب أسمى مقاماً تجاه المجموعات العرقية الأخرى. في الواقع أن كثير من المجموعات العرقية غير العربية إحتجت بأنها كانت معتبرة كدرجة دنيا في وضع السلم الإجتماعي. لذلك من الجدير ذكره أن عجرفة التعالي ليست تجاه المجموعات الجنوبية فقط لكنها تشمل أيضا المجموعات التي تعيش في الشمال والتي لا تخضع لتأثر بالدم العربي حتي ولو كانت مستشرقة بالثقافة العربية والدين الإسلامي.
 
في وجهة نظر كثير من المثقفين، كما أميل أيضا انا لتلك النظرة أن هذا الشعور بالتعالي وتميز الهوية كنتيجة لرجحان إستعماري من الشمال تجاه المجموعات الجنوبية ظهر خلال العهد التركي المصري بتجارة الرقيق التي تركزت بصفة خاصة على المواطنيين الجنوبيين بينما خلال العهد البريطاني ظهر الرجحان في التعلم والإهتمام بأ مر التعليم والأمن الأقتصادي  في الشمال مما ترك الشمال متقدم نسبياً بالمقارنة مع الجنوب. وهكذا كان الشعور بالتعالي يتعزز إلى هذا الحد لأن الأفريقيين كانوا مرتبطين بالعبودية والجهل. وبالمثل ما يتعلق بالمجموعات الزنجية غير العربية في الشمال فقد كان التعالي الذاتي مقتضي حتماً نسبة لتجارة الرقيق. هذا لأن الإسترقاق قد إرتبط بلون البشرة السوداء الداكنة بصرف النظر عن ما إذا كانت من الجزء الجنوبي أو أي مكان آخر.
 
 لذلك فالهوية القومية تختلف بين أولئك الذين هربوا من الثقافة الأفريقية وبذلوا جهودا لتطوير السودان في الخط الإسلامي العربي وكفاح أولئك الذين مع إثبات الهوية الأفريقية، تباعاً،  لجعل السودان كدولة أفريقية.[2] من المفارقات الظاهرية أو المتناقضات الظاهرية في وضع كل من العالمين العربي والأفريقي. العرب يعتبرون السودان برغم العلاقات الرسمية والبروتوكولات كبلد أفريقي والعكس. ربما يجد القراء أنه من المضحك ، كيف أن الشماليين حينما يكونوا مع العرب يدّعوا بأنهم أفارقة، هذا من جانب وعندما يكونوا مع الأفارقة يدعوا بأنهم عرب من الجانب الآخر. علاوة على ذلك ففي الدول الغربية أن كل المواطنيين شماليين وجنوبيين أعتبروا مواطنيين أفارقة.


[1] - Deng, Francis, War of Visions: Conflict Identities in the Sudan, 1995
[2] - El Fatih A. Abdelslam, 1989, p. 29.
يتبع ...........



#عمر_عوض_الله_علي_قسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر عوض الله علي قسم السيد - الفيدرالية كآلية لحل الصراعات في المجتمعات المتعددة إثنياً وثقافياً - مسألة السودان