أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي محمود - لا مقدس في السياسة















المزيد.....

لا مقدس في السياسة


فهمي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1777 - 2006 / 12 / 27 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتقد أن النقاش السياسي أو اي نقاش جاد هدفه الوصول الى نتائج ، هذه النتائج يمكن ان تؤدي الى إضافات أو إنارات فكرية وألأفضل وفي ظروف كالتي يمر بها العراق أن يكون لها دور تنويري او إسهام في معالجة و تصويب التوجهات السياسية المتعثرة وتشخيص المشاكل وطرق حلولها الخ. ومع ان الكتابة في اي موضوع وعن اية جهة ينسجم مع حرية الفكر وليس قابلا للتوجيه من أي كان لكن تناول الموضوعات السياسية برأيي يستدعي ترتيب ألأولويات وكعراقيين لسنا في وضع يتيح لنا الترف الفكري.
ثمة العديد من الجهات الفاعلة في السياسة العراقية والتي بعضها يستحق ألأدانة والتشهير وأخرى النقد والتصويب وبرايي اقلها أستحقاقا للتجريح هو الحزب الشيوعي واليسار عموما. لكن داب الكاتب سفيان الخزرجي بتناول الحزب الشيوعي بالنقد والتجريح في اكثر من مقال دافعه تقديره العالي والذي يظهره احيانا لمركزية الحزب الشيوعي في النضال الوطني وتاريخه المجيد وحبه لكوكبة من شهدائه و أعضائه واصدقائه والذي تربطه بهم علاقات روحية عميقة. وكمصدر للأفكار الجديدة وحركة كامنة يتمنى ان تتحول الى قوة فاعلة في تطور المجرى السياسي. كما انه ابن الطبقات ألأجتماعية التي تكون جماهير الحزب والذي نذر الحزب نفسه من أجلها.
ولأهمية الموضوع واحترامي للخزرجي ومناقشيه ومعارضيه كتبت هذه السطور.

في ترتيب أفكارنا ونظرتنا السياسية يمكن ألأنطلاق من الحقائق التالية :
أولا . العراق بلد ذو خصوصية :
أ – العراق بلد الحضارة ألأولى وهذا ارث عظيم كان يفترض ان نثبت احقيتنا في ألأفتخار به ولكنه ومع ألأسف الشديد من أكثر بلدان العالم تخلفا في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
ب – من أغنى بلدان العالم ( موارد طبيعية وبشرية ) وفي الوقت نفسه هو من أكثر بلدان العالم فقرا متحققا.
ج – ربما يكون من أكثر البلدان تعرضا للغزو الأجنبي في تأريخه وتوريطه في خوض خمس حروب خارجية وداخلية عبثية مدمرة في عمرجيل واحد ( 1980 – 2003 ).
د – أنجب حزبا شيوعيا كان من اكثر ألأحزاب الشيوعية والوطنية في العالم حيوية وهذا قد لا يشكل خصوصية لكن الخصوصية بنظري هي الشعبية الهائلة وغير المسبوقة التي حظي بها منذ السويعات ألأولى لثورة 14 تموز 1958 و امتدت الى نهاية السبعينات. فالخصوصية هي التفاف الشعب الطوعي بجميع قومياته واديانه ومذاهبه حول حزب (ثوري) وكان فعلا ( حزب أوسع الجماهير ) وهنا الخصوصية.
إن هذه الخصوصيات تمثل مسببات ونتائج تعكس تعقيد التطور السياسي في العراق وقصور التفسيرات المنطلقة من أيدلوجيات منغلقة ايا كانت.
ثانيا - للحزب الشيوعي المنجزات التالية :
1 . تحريك الجماهير الشعبية للدفاع عن مصالحها الوطنية( التظاهرات وألأضرابات والوثبات وألإنتفاضات) في العهد الملكي.
2 . نشر الوعي السياسي و بث الفكر التقدمي والثقافة والفنون.
3 . دفاعه عن مصالح الكادحين وإبراز دورهم الخلاق في جميع المجالات.
4 . ألأنتصار لحقوق المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.
5 . طرح برنامج سياسي وطني تقدمي ولم يطرح برنامجا اشتراكيا غير واقعي.
6 . نضاله من أجل الحقوق القومية للأكراد والمكونات القومية والدينية الأخرى وهو صاحب الشعار المعروف ( السلم في كردستان )ومن ثم ( الديمقراطية للعراق و الحكم الذاتي لكردستان ) وأخيرا مناداته و تأييده لعراق ديمقراطي إتحادي موحد مشكل من أقليمين : كردستان و ألأقليم المركزي.
7 . تأكيده على مباديء التضامن العربي وألأتحاد الفدرالي بدل شعار الوحدة الفورية غير الواقعي.
8 . التضامن الفعال مع نضالات الشعوب العربية خاصة الشعب الفلسطيني والتضامن ألأممي مع شعوب العالم.
9 . إسهامه الفعال في تكوين وتعزيز الحركة الوطنية ( قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية ). ويشهد على ذلك الكثير من المنصفين من الحركات الوطنية المختلفة الذين أقر بعضهم كون الحزب مدرسة وطنية.
10 . مقارعة الدكتاتورية بجميع الوسائل الشريفة وفقدانه أعز رفاقه وأصدقائه شهداء على درب الحرية كعلامات مضيئة انارت طريق النضال الوطني للشعب العراقي ، على الرغم من ألأخطاء التي زاد من فداحتها غوغائية وإجرامية نظام الحكم ( تجربة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية ).
11 . التنسيق مع العديد من القوى الوطنية العراقية في العمل من اجل ألأطاحة بالنظام الدكتاتوري رغم أن النجاح في هذا الدور كان محدودا.
12 . الوقوف ضد الحصار ألإقتصادي الخارجي الذي فرضه النظام الدولي وفضح الحصار الداخلي الذي كان قد فرضه النظام على أبناء الشعب.
13 . التاكيد على المشروع الوطني لأسقاط الدكتاتورية وعدم الترحيب او التنسيق مع القوى ألأجنبية التي أحتلت العراق( شاركه في ذلك حزب الدعوة ). رغم الليل الطويل والويل العظيم الذي ألم بالحزب والقوى الوطنية ألأخرى وعموم الشعب العراقي وفقدان ألأمل بالقوى الوطنية على التغيير من قبل الكثير من قياداتها ومن جماهير واسعة من الشعب.
14 . تأكيده للنهج الجبهوي ونجاحه الجزئي في تشكيل القائمة العراقية الوطنية في ألأنتخابات ألأخيرة.
15 . فضحه وأنتقاده الحاد للأخطاء القاتلة التي أرتكبتها القوى ألأجنبية في العراق ومن اهمها حل مؤسسات الدولة خاصة الجيش العراقي وقانون إجتثاث البعث وإذكاء الروح الطائفية والمحاصصة وعدم محاربة الفساد ألأداري وعدم حماية الحدود العراقية وترك ابناء الشعب يتلقون بصدورهم المكشوفة أبشع هجمة ارهابية يشهدها العالم من أكثر مجاميع ألأرهاب وحشية ودموية ولا إنسانية تعاونهم في ذلك مليشيات محسوبة على التجربة السياسية بل تسابقهم في هدم ركائز إستقرار المجتمع والدولة الفتية.
16 . تفعيل مباديء الحزب في النقد الذاتي وعقد المؤتمرات الحزبية مما فسح المجال امام شيء من الحيوية الفكرية وعدم الجمود العقائدي وإن جاء متاخرا بعد إنهيار ما كان يسمى التجربة (ألأشتراكية) العالمية.
إن هذه المنجزات لم تذكر من باب التفاخر بها بل من اجل تقييم سليم لتأريخ وعمل الحزب.
ثالثا - مع كل ذلك فإن على الحزب الملاحظات التالية:
1 . ضعف إن لم يكن إنعدام الديمقراطية في احرج فترات حياة الحزب على ألأخص ( 1958 – سبعينات القرن العشرين ).
2 . أدلجة الحزب وتبنيه الكامل للماركسية اللينينية وإنغلاقه عليها كمنهج فكري من الناحية العملية رغم إشادته بالتراث الفكري ألأنساني.
3 . التشوش الفكري والسياسي والذي نتج عن تشخيص المرحلة كونها " مرحلة تحرر وطني ديمقراطي " ومجاراة التجارب الخارجية دون تجريب خط وطني مرن فسح المجال أمام قوى اخرى غير مؤهلة فكريا لأن تأخذ زمام المبادرة ميزتها الوحيدة انها غير مؤدلجة إضافة الى إستعدادها للتعاون حتى مع الشيطان من أجل الوصول الى السلطة.
4. عدم التوافق وأظهار التفهم المطلوب و ألأحترام العالي للشعور الديني والقومي العربي والكردي وغيره وإن كان مبالغ فيه أحيانا.
5 . التمسك بمنهج " حزب شيوعي لااشتراكية دمقراطية " في تقديري أفقد ويفقد الحزب حيوية كبيرة ودوره المفترض موضوعيا القيام به حيث ان الحياة أثبتت بوضوح أن المرحلة التي نعيشها وربما تستمر على المدى المنظور أو فوق المنظور من السنين هي للحزب ألأشتراكي الديمقراطي وهو" شقيق " الحزب الشيوعي الشرعي. فألأشتراكية كما قال ماركس تتحقق بعد وصول الرأسمالية لآخر مراحل تطورها . ان هذه المرحلة لم تحصل بعد ولن تحصل في المدى المنظور وإن حصلت فستكون في أكثر بلدان العالم الراسمالي تطورا. فلندفع بإتجاه تطوير المجتمع رأسماليا وليكن دور الحزب الشيوعي او ألأشتراكي الديمقراطي هو تخفيف مآسي الراسمالية بالدفاع عن مصالح الكادحين وحقوق المرأة ونشر الفكر والثقافة والفن التقدمي وهي مهام واقعية غاية في ألأهمية.
6 . ضعف قدرة الحزب على التأثير في الوضع السياسي الحالي وتحمله نتائج التدهور بإعتباره مشاركا في العملية السياسية.
إن كاتب هذه السطور يفخر بكونه عضوا سابقا في صفوف الحزب ويتمنى له ولجميع القوى الوطنية العراقية المخلصة النجاح لخدمة قضية الشعب العراقي في سعيه نحو وطن حر وشعب سعيد.
النقد مشروع بل مطلوب من اجل تطوير عمل الحزب وهو هدف سامي لكن التطير من النقد لا يخدم الحزب ولا يصب في مصلحته ومن غير المعقول الهجوم على كاتب يختلف معك في الرأي حتى وإن كان ألأختلاف عميقا وهو يشاركك في الكثير من الرؤى ويشاطرك في حمل هموم الشعب. إن من المستغرب حقا ان تصدر ردود إنفعالية شديدة من مثقفين عراقيين كانوا من خيرة قادة الحزب وهم اليوم مثقفين وطنيين يساريين على نقد (جارح) للحزب الذي مثل و يمثل أملهم في التغيير. لنبتعد عن المقدسات في السياسة. مع حبي وتقديري للجميع.

اكاديمي مستقل
العراق



#فهمي_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي محمود - لا مقدس في السياسة