أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الصدوقي - الإثني، المذهبي، القبلي...صراع الموتى















المزيد.....

الإثني، المذهبي، القبلي...صراع الموتى


محمد الصدوقي

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتأمل للنسق السوسيوثقافي والسياسي للمجتمعات العربية، يلاحظ هذه الفسيفساء، وهذه الميكرو تشكيلات، من الإتنيات( اللغوية والعرقية...)، والمذهبية(الدينية)، والقبلية، والسياسية(ذات الإيديولوجيات المختلفة)...ونلاحظ كذلك، مؤخرا، وتاريخيا، انفجار هذا النسق من خلال احتدام الصراع بين عناصر هذه الفسيفساء/التشكيلات المجتمعية: إتنية ضد إتنية، مذهب ديني ضد مذهب ديني، قبيلة ضد قبيلة، تيار سياسي ضد تيار سياسي...وعندما نقول الصراع السياسي غالبا ما يحيلنا الأمر على صراع سياسي متحضر ومدني وحداثي،لكن الأمر ليس كذلك عندنا نحن معشر العرب المسلمين ،فالسياسي عندنا مرتبط بطبيعة بنياتنا الاجتماعية والثقافية التي لازال أغلبها تقليدي،ولم تعيد تشكيلها ثقافة ومنظومة التحديث،وخصوصا قيم العقل والعلم والمواطنة الموحدة والإنسية...
لكن لماذا بقت بنياتنا المجتمعية(خاصة الإتنية والمذهبية والقبلية...) تقليدانية، وتنتمي غالبا إلى زمن القرون الوسطى أو ما قبلها وبعدها؟ ولماذا هذا الانفجار اللامتناهي التفتيت والتجزيء في منظوماتنا المجتمعية، مذهبيا وإتنيا وإيديولوجيا وقيميا...؟
الجواب على مثل هذه الأسئلة سيغوص بنا إلى الطبقات الجيولوجية العميقة للصراع السياسي، ونتجاوز بذلك القشور السطحية للصراع العبثي الذي لا ينتهي في مجتمعاتنا العربية:
• الصراع الإثني والقبلي: انطلاقا من مقاربة أنتروبولوجية تاريخية، نلاحظ أن هذه التشكيلات الإثنية المتواجدة بعالمنا العربي الإسلامي، جاءت نتيجة لحركة معينة لتاريخ المجتمعات التي سبقتنا، وتحكمت في تشكيلها معطيات جغرافية، و ثقافية قيمية و،وصراعية سياسية واقتصادية(محلية وإقليمية ودولية)...وكانت الإتنية كجزء من الهوية تحدد الإنتماء إلى جماعة ما (القبيلة، الأمة...) وتميزها على الجماعات الأخرى، وما يتبع ذلك من تحديد لأحقية ملكية الأرض والخيرات والثروات، وتحديد الآخر العدو أو الأجنبي...إنها كانت آلية من آليات التنظيم المجتمعي،وآلية،، من آليات الصراع مع اللآخر...هذه المعطيات التاريخية لازلنا نرثها كما هي،وتتحكم بشكل كبير في منظومة صراعاتنا، وغالبا ما لا يتعامل مع مسألة الهوية كمعطى تاريخي نسبي.

• الصراع المذهبي: المذاهب والطوائف الدينية التي نلاحظها الآن(واخص الإسلامية تحديدا)، هي الأخرى كانت نتيجة لصراع مجتمعي كان يستعمل الدين كأداة لإضفاء الشرعية على سلطة جماعة مذهبية أو طائفية ما ،من خلال قراءتها التأويلية للديني ،وادعائها ملكية الحقيقة الدينية،ولكل مذهب تبريراته وتأويلا ته الخاصة،والكل يعتمد على مرجعية واحدة:القرآن و الأحاديث والسنة النبوية!فكان السنة والشيعة والحنابلة، والمالكيون...بل وداخل كل مذهب نجد طوائف وشعب وتيارات سياسية دينية...ترى من يملك الحقيقة الدينية؟!أليس الأمر مجرد صراع دنيوي مبطن بتاويل مصلحي يؤيد أحقية وسلطة هذه الجماعة أو تلك،وبالتالي الصحة المطلقة لقراءاتها وتفسيرها للمتن الديني؟! لكن هل تعدد المذاهب نتيجة فقط للصراع السياسي المصلحي أو هو نتيجة كذلك لطبيعة النص الديني،الذي يبقى مفتوحا على التأويل في علاقته بالتاريخ وبخصوصيات كل جماعة الجغرافية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية؟!أوله علاقة بطبيعة المناهج (اللسانية والمعرفية) المعتمدة في قراءة النص الديني، وبطبيعة وخصوصية هذا العقل القارئ والمأول للنص الديني؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحها عدة مفكرين وباحثين مسلمين،قدامى ومحدثين(الطيب تزني،حسن حنفي،عابد الجابري،محمد أركون،وعلماء دين متنورون ومحايدون...)، وخرجوا باستنتاجات معرفية وعلمية كشفت الغطاء على حقيقة قراءة النص الديني بطريقة موضوعية وعلمية، وكشفت حقيقة الصراعات المذهبية المعرفية والسياسية، لكن لا احد يستمع إليهم، هناك من همش، وهناك من كفر..(بضم الحرف الاول)
لكن لماذ لا احد يريد الإسماع إلى قراءة العقل العلمي والمتنور والمتشبث بالأصول الفاضلة للدين الإسلامي؟
لأن هناك من وجوده السياسي والمصلحي مرتبط بمذهب أو آخر أوأن عقله الديني، المكتسب داخل جماعة مذهبية ما، ضعيف ومتحجر...
*خاتمة:
هل هناك من حلول؟
أطن أولا، يجب الوعي بخلفيات الصراع الذي يستخدم الإثني والمذهبي والقبلي في صراعه السياسي(النبيل أو الدنيء) من طرف قوى الصراع الداخلية أو الخارجية التي تكرس تاريخيا التفرقة والتجزيء المجمعين في عالمنا العربي الإسلامي،لتسهل آلية الضبط والتحكم،واستخدام جماعة وطائفة ضد أخرى لقمع ونفي وتهميش المتمردين...
الحلول بسيطة قدمها علماء ومفكرون فضلاء وشرفاء عبر التاريخ القديم والمعاصر:
- الرجوع إلى المرجعية الأصلية للدين الإسلامي على عهد النبي محمد(ص)
- إلغاء التشتت المذهبي، وتوحيد المذاهب
- إبعاد الدين على الصراع السياسي، وصراع المصالح الضيقة
- اعتماد قيم العقل والعلم والمواطنة الواحدة والأخلاق الإنسية الفاضلة الإسلامية أو العالمية في تنظيم المؤسسات والعلاقات والمعارف المجتمعية.
إنه يجب الوعي بأننا نخوض صرا عات، ليس من صنعنا، نيابة عن الموتى( صرا عات تنتمي لتاريخ مضى) أو أننا نخوض صراعات" كموتى:، لا روح في جسدنا ،و لا وعي ولا عقل لنا، ولا ضمير ديني أو وطني أو إنساني حقيقي يؤطرنا... لنخرج من عبثية الصراع المجاني هذا، كمواطنين أو مؤمنين، أو بشر حقيقين، ونخوض الصراعات الحقيقية،كوطن أو امة ، ضد الاستبداد والقهر والتخلف والفقر والبطالة...وبكلمات معاصرة:الصراع الحقيقي هو من أجل الديمقراطية والتنمية والتقدم، وحقوق الإنسان،وتوحيد المجتمع بقيم المواطنة الحقة، واحترام خصوصيات الآخر والعدالة الاجتماعية، والتحرر من كل أشكال الهيمنة الإمبريالية، من أجل السيادة الوطنية، واستقلالية ووطنية القرار السياسي...ذاك هو الصراع الحقيقي، أما صراع الإتنيات والمذاهب والطوائف والقبائل والتيارات ... هي كلها حواجز" ذكية" لحجب وتأجيل الصراعات الحقيقية للمجتمعات المغلوبة على أمرها والتي تنشأ وتأدلج حسب مزاج التحكم الإستبدادي والمتسلط، الذي يستعمل كل الوسائل الدنيئة للحفاظ على السلطة واحتكارها الأبدي، واقتسام خيراتها المنهوبة مع حفنة بالداخل والأسياد بالخارج،على حساب قاعدة كبيرة من الفقراء المجهلين والمحرومين والمطهدين...



#محمد_الصدوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على أي ديمقراطية تتحدثون؟
- !عالم مجنون..هل صدام هو الديكتاتوري الوحيد في العالم؟
- تقييم الإصلاح التعليمي المغربي الجديد
- دعوة للتأمل من أجل الإنسان
- وظيفة التلفزيون في المجتمع العربي
- أي تحديث للمدرسة المغربية؟؟
- من أجل هيأة وطنية للدفاع عن حقوق المتلقي
- أي مستقبل للمدرسة العمومية
- الإعلام وفخ العولمة
- المدرسة والسلط المجتمعية في المغرب
- حقوق الأطفال المتمدرسين.. النصوص و الواقع
- المدرسة والسلطة والمجتمعية في المغرب


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الصدوقي - الإثني، المذهبي، القبلي...صراع الموتى