أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد حكمت - مأساة الحجيج المصري في الاردن ...من المسؤول؟؟؟














المزيد.....

مأساة الحجيج المصري في الاردن ...من المسؤول؟؟؟


وليد حكمت

الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:33
المحور: المجتمع المدني
    


لقد قدر لتلك المدينة المنسية-مدينة معان- أن تقع على امتداد طرق الحج والتجارة منذ آلاف السنين . مدينة صغيرة هادئة فيها صفاء الصحراء وينع الواحات الصحراوية الألوان فيها لها بهجة خاصة تكتسبها من وهج الشمس وصفاء الجو والخاطر,,كان يرتادها بحسب المعلومات التاريخية أربعون ألف من الحجيج كل عام من شتى بقاع الأرض فينيخون رواحلهم أربعة أيام بلياليهن في الذهاب والإياب يمتارون خلالها من المدينة ويتزودون بالمؤن والحاجيات ويستجمون ويعلفون دوابهم ويتناشدون الأشعار ويتناقلون الأخبار استعدادا لمتابعة سفرهم الطويل الشاق.....

مع مرور الزمن نشأت في تلك المدينة عادات إيجابية ارتبطت ارتباطا مباشرا بقدوم الحجيج بمواكبهم التي تبشر بالخير والبركة وتبشر أيضا بنشاط الحركة التجارية وسعة الرزق ووفرته, فبرزت لدى سكان المدينة بعض العادات الاجتماعية نتيجة للاحتكاك السنوي المستمر بقوافل الحجيج فكانت عادات إطعام الحجيج وسقايتهم واستقبالهم بحفاوة تنسيهم عناء السفر وفرقة الأهل والأحباب

تقلصت تلك العادات والممارسات مع مرور الزمن بسبب تغير العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي أفرزتها التطورات السياسية لاحقا فأضحت المدينة معزولة إلا من القليل الذي لا يشكل قيمة أو عرف أو رافد, إذ أن الحجيج الذين يمرون بحافلاتهم ويدفعون المكوس المترتبة عليهم سرعان ما يتابعون طريقهم دون أن يكون الأمر كسابق العهد, وتقتصر القوافل الحالية على الاخوة المصريين بالدرجة الأولى وغيرهم من باقي الدول العربية والآسيوية الذين يفضلون ركوب الحافلات بحسب قدراتهم المادية المتدنية..

لقد اصبح الحجيج المصري يعاني اكثر من غيره سواء في تلك المدينة أم في غيرها كميناء العقبة الذي يحشد فيه آلاف المصريين لأجل الانطلاق إلى معان فالمدورة فالسعودية وفي معان قد يقيمون ليالي بحسب استيعاب الحدود السعودية والأردنية ....

قبل شهرين تقريبا تكدست جموع الحجيج المصري في مدينة حجاج معان انتظارا للسماح لهم بالانطلاق إلى العقبة فالعودة إلى مصر الا ان تدافع وتراكم الأعداد في مدينة العقبة الأردنية مع غياب الخدمات والتنسيق والمتابعة أدى لحدوث الكثير من الإصابات والإشكاليات وبعض الوفيات بحق اولئك الحجيج الأمر الذي شكل ظاهرة قائمة كل عام ومستمرة استمرار موسم الحج ... ولكنني سأعرج على وضع الحجيج المصري في معان ومأساتهم التي عانوا فيها الأمرين جراء الإهمال الشديد من قبل بلدية معان والمسؤولين الحكوميين , في تلك الأجواء الباردة أصيب العشرات من اولئك الناس وغالبيتهم من العجزة وكبار السن من النساء والرجال فحق علينا إسعافهم وتقديم التسهيلات لهم احتراما لسنهم وآدميتهم وعروبتهم وشفقة على ما يلاقونه في سفرهم من مشاق ومصاعب ابتداء من الحصول على اذن الحج وانتهاءا بالعودة وسط الكثير من الحواجز والمعيقات البيروقراطية المتخلفة في كلا البلدين...

البرد القارس أقسى ما عاناه الحجيج المصري أثناء احتباسه لبضعة أيام في معان ليست بالقليلة , مما أدى إلى تفشي الأمراض في أوساطهم بسبب البرد واسباب اخرى ,, لقد سبق أن دفعوا المكوس في القدوم والإياب ولكنهم لم يتلقوا الخدمة المطلوبة بل وجدوا اللامبالاة والإهمال والازدراء من قبل المسؤولين الأردنيين والمصريين في آن واحد.

هرع مجموعة من شباب المدينة وقاموا بحملة لجمع التبرعات لأولئك المحتاجين وعابري السبيل وانشؤوا مركزا صغيرا متنقلا يقوم على تقديم الوجبات الغذائية مجانا وبقدر المستطاع وتحمس الناس لذاك الأمر فساهموا في التبرع حتى تمت تغطية احتياجات مئات الحجاج من المصريين ومد يد العون لهم في حين استضاف العديد من السكان بعض الحجيج في منزله لحين المغادرة... لقد كانت حالة الحجيج المصري سيئة للغاية وكل ذلك ناتج عن تقصير الحكومة الأردنية التي لا هم لها سوى حلب وامتصاص أولئك العجزة المساكين وناتج أيضا عن تقصير الحكومة المصرية التي تلفظ ابناءها إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم ولا تبالي...

قبل سنوات أسست مجموعة من شباب مدينة معان نشاطا خيريا أسموه سبيل مدينة معان لضيوف الرحمن – وهو لا زال قائما كل عام في رمضان فقط- حيث يقوم هؤلاء الشباب بجمع التبرعات من المحسنين وعمل وجبات مجانية للمسافرين المتجهين الى السعودية في شهر رمضان وقسم آخر يقوم بتوزيع الوجبات على فقراء المدينة في محاولة لمعالجة الفقر المدقع الذي تعانيه المدينة وسكانها في ظل غياب دورالدولة ومؤسساتها في تلك المجالات.

في هذا العام استطاع شباب هذا المشروع الخيري أن يقدموا 500 وجبة يوميا لفقراء المدينة مكونة من العناصر الغذائية اللازمة أهمها اللحوم , بالإضافة إلى قيامهم بواجب الضيافة بحق المسافرين القادمين من شمال الأردن ومن دول أخرى حيث قاموا بنصب خيمة كبيرة لاستقبال الضيوف واطعامهم من الذ الاطعمة والاشربة واطيبها.

كما عملوا على استقطاب المئات من طلاب جامعة الحسين ووفروا لهم وجبات مجانية يومية محاولين ان ينقلوا الصورة الحقيقية لتلك المدينة التي تنبض بالخير والجود.

لم يرق للسلطات تلك النشاطات الخيرية التي ربما تسهم في تحسين صورة المدينة التي تعمل الدولة على تشويهها من خلال وسائل الإعلام فحاولت مرارا وتكرارا منع قيام هذا السبيل فباءت بالفشل ثم اتبعها محافظ المدينة بمحاولة أخرى لتجيير هذا المشروع الشعبي الخيري لصالح مؤسسات الدولة وذلك من خلال الضغط على القيادات الانتهازية الرسمية لاجل ارتياد هذا السبيل والعمل على تجييره لصالح السلطات ولكن وعي الشباب حال دون تحقق تلك الأهداف الأنانية التي يراد بها باطل وان كان ظاهرها حسنا....

معاناة الحجيج المصري سنوية أسبابها إهمال السلطات الأردنية والمصرية وعدم الالتفات الى متابعة شؤون الحجيج فهم متابعون لشؤون حجيج السياحة الذين يوفرون لهم الأمن والشرطة والحراسات المشددة ويعتنون بهم أيما عناية




#وليد_حكمت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن يؤطر لمشروع عقلاني بناء ومنتج
- سجاح العصر الاردنية تضلل الشعب بنبوءاتها فاحذروها يا أولي ال ...
- ومن سماتها - قبحها الله- نهب المال العام والإستئثار بثروات ا ...
- أيضا من سمات البرجوازية الأردنية تزوير الانتخابات البرلمانية
- أيضا من سمات البرجوازية الاردنية القمع والاذلال للطبقات الشع ...
- أيضا من سمات البرجوازية الاردنية استغلالها الفاحش للطبقة الع ...
- أيضا من سمات البرجوازية الاردنية التضليل والديماغوجية الاعلا ...
- الوهابية وأزمة التعاطي مع النص ... الحلقة 4
- فلتنهض طليعة عمالية نضالية لكبح جماح البيروقراطية المتوحشة ف ...
- نهب الأرض أيضا من سمات البرجوازية والبيروقراطية الاردنية
- الوهابية وازمة التعاطي مع النص ....الحلقة 2
- الوهابية وازمة التعاطي مع النص ... الحلقة 3
- الوهابية وأزمة التعاطي مع النص ... الحلقة 1
- هكذا سيحاكمون رامسفيلد ....فتعلموا منهم أيها المحامون الاردن ...
- في الذكرى الرابعة لاجتياح مدينة معان ......مدينة منزوعة السل ...
- هل ستبقى قضية معان أزمة مفتوحة في ظل استبعاد الخيار الديمقرا ...
- زينغو ورينغو في معان ... يحيا الذكاء
- الكادحون في معان يحيون ذكرى ايام الجمر والرصاص
- .!!!!!أحداث ينسل بعضها من بعض
- عندما انتفض الكادحون في معان عام 1989


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد حكمت - مأساة الحجيج المصري في الاردن ...من المسؤول؟؟؟