أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب تومي - يا عقلاء الأسلام صافحوا هذا الرجل إنه إنسان عظيم















المزيد.....

يا عقلاء الأسلام صافحوا هذا الرجل إنه إنسان عظيم


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 1760 - 2006 / 12 / 10 - 09:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سفينة العراق اليوم أوقعتها الأقدار في قلب عاصفة هوجاء تتقاذفها الأمواج من كل حدب وصوب وأصبحت هذه السفينة كريشة في مهب الريح . إن المخلصين من أبنائها يعملون المستحيل من أجل أنقاذ سفينتهم المباركة .
في عاصمة العراق بغداد هناك قلب ينبض بحب الوطن وحب العراق وحب الناس ، يحاول مخلصاً إنقاذ سفينة العراق من الغرق ومن الضياع ، إن هذه الجندي المجهول والأنسان العظيم هو البطريرك عمانوئيل دلي ، بطريرك بابل على الكلــــدان في العالم .
هذا الجندي الشجاع أثقلت السنين كاهله ، لكنه ينطلق بحيوية وإرادة الشباب وذلك لأيمانه العميق بالله وفيض محبته لكل الناس دون تفرقة او تمييز .



غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي
يأبى هذا الربان العظيم ان ينجو بنفسه ويترك السفينة الغارقة لمصيرها المجهول ، إنه باقٍِ مع شعبه في محنته يتحمل مخاطر انعدام الأمن والأمان وغياب الخدمات الضرورية ، وهو يقول بقوة أيمانه :
انا آخر مسيحي يترك بغداد .
في تاريخ الحروب يذكر ان الجندي الشجاع يحترمه حتى أعداؤه ، وقرأنا قصص كثيرة من الحرب الثانية حينما كان الألمان يحترمون الجنود الأسرى الشجعان ويهينون من يعترف على اصدقائه ويعطيهم اسرار بلاده .
إن البطريرك عمانوئيل دلي يحمل كتاب الأنجيل بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى ، ويتقدم امام شعبه ويخوض المعركة بإيمانه وإخلاصه ومحبته لكل الناس . يسقط أبنائه صرعى مغدورين ومخطوفين وتفجر كنائسه وتهجّر ملته ، ومقابل ذلك لا يدعو الى الأنتقام والغدر والثائر أو الى الكراهية والضغينة ، بل يدعو مخلصاً الى المحبة والتسامح والتصالح ونبذ الأحقاد والبغضاء والى كل ما فيه خير العراق .
هذا هو صوت الحق والأنسانية والوطنية ، لماذا تنأى المرجعيات الدينية للمسلمين ، من السنة والشيعة ، لماذا ينأون بأنفسهم عن هذه الدعوات الكريمة ؟
لماذا يجري اختطاف رجال الدين المسيحيين ؟ إن الأب سامي عبدالأحد الريس هو رجل الدين السادس الذي يختطف في بغداد ومن أجله وجه البطريرك عمانوئيل دلي نداءه الذي يقول فيه :
(( نوجه هذا النداء من أعماق القلب إلى أخوتنا بالرب، أبناء عائلتنا العراقية الكبيرة الواحدة، لإخلاء سبيل رجل دينِ أخر، وهو السادس في بغداد. أختطف اليوم صباحاً بينما كان خارجاً من بيته وذاهباً إلى الكنيسة للصلاة من أجل إخوته العراقيين، دون استثناء، طالباً من الله القدير أن يمنح السلام والاستقرار والأمن لوطننا العراق العزيز، وأن تسود المحبة والأخوة بين أبناء الرافدين جميعاً لنعيش كما عاش آباؤنا وأجدادنا عاملين يداً واحدة وقلباً واحداً من أجل ازدهار الوطن ورفع شأنه بين الأمم)) .
ويختتم البطريرك ندائه بقوله :
(( تعرفون جيداً أيها الأعزاء، أن رجال الدين المسيحيين لا يتدخلون بالسياسة مطلقاً ويشاطرون الجميع أحزانهم، فواجبهم هو الصلاة وخدمة النفوس، ومُعينهم هو الله وحده وهم متكلون عليه.
أملنا وطيدٌ أيها الأخوة أبناء العائلة العراقية الواحدة، أن يَلقى هذا النداء صدىً ايجابيا لديكم. فالأب سامي هو أمانة عندكم، نطلب منكم إرجاعه إلى محل خدمته الدينية التي نذر نفسه من أجلها، فهو يصلي من أجل جميع العراقيين لكي يحرسهم الرب )) .
أقول :
إن علماء الدين المسلمين مدعوون اليوم أكثر من أي وقت آخر لينهضوا بواجبهم ، نعم ( واجبهم ) الأنساني والديني والأخلاقي ، بأن يقولوا كلمتهم ، إذ هناك أناس يقتلون ويختطفون ويرتكبون أبشع الجرائم باسم الدين الأسلامي ، إنهم يشوهون الدين من أجل حفنة من الدولارات . إن الدين الأسلامي الذي يتبعه أكثر من مليار إنسان لا يمكن ان يقبل بهذه الأعمال الشائنة ، وينبغي على آية الله العظمى علي السيستاني وهو المرجع الأعلى للشيعة والسيد حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين للسنة ، عليهم أن ينطقوا بالفتوى التي تحرم مثل هذه الأعمال بحق الأقليات الدينية الغير مسلمة ، لأن الدين الأسلامي هو دين عالمي ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، ومن الأديان المفتوحة لكل البشر ولهذا عليه ان يتبنى منطق التسامح وحقوق الناس الآخرين من غير المسلمين .
إن معلوماتي المتواضعة تقول ان القران الكريم يكيل المديح لأبونا ابراهيم وهو اب الديانات الأبراهيمية : اليهودية والمسيحية والأسلامية وهو يطري على عيسى بوصفه المسيح أكثر من مرة ( إذا قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين القرآن 3 : 45 ) . ولكن هنا أريد ان أشير الى حقوق الأنسان إذ نعيش في القرن الواحد والعشرين الميلادي . ونقرأ في المادة 27 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية للأمم المتحدة :
لا يجوز حرمان الأفراد المنتمين الى أقلية اثنية او دينية او لغوية من حق امتلاك حياتهم الثقافية الخاصة ، والمجاهرة بدينهم الخاص ، وممارسة أو استخدام لغتهم الخاصة .
لكن ليس من المعقول ان يكون همنا الوحيد ، نحن الأقليات في ظل الأسلام ، هو البقاء على قيد الحياة فقط .
نحن لا ننكر طغيان عاصفة العنف على الوطن العراقي ، لكن نحن ألأقليات الدينية والمسيحيين بصورة خاصة لسنا طرفاً فيها في هذا العنف .
إن الكلدانيين قاطني هذه البلاد منذ سحيق الأزمنة ، قد شيدوا حضارات إنسانية شامخة على هذه الأرض وبقوا بناة أوفياء لهذا الوطن ، وبطريركية بابل على الكلـــــدان هم أول من ساهم بقوة في بناء الدولة الوطنية العراقية في عهد المرحوم الملك فيصل الأول ، وكان البطريرك الكلـــداني في معظم عقود العهد الملكي عضواً في مجلس الأعيان المتكون من عشرين عيناً ، وقد لعب الشعب الكلــداني في العراق دوراً مهماً في ميادين البناء والتعمير والخدمات وفي مضامير السياسة والفن والأدب والصناعة ...
إن المعتدلين من الأسلام وفي مقدمتهم علماء الدين عليهم مصافحة اليد الكريمة الممدودة اليهم من قبل غبطة البطريرك عمانوئيل دلي ، إن هذا الأنسان بقلبه الواسع يمكن ان يلعب دوراً كبيراً في مهمة المساعي الحميدة لوضع لبنات المحبة والوئام وتقريب القلوب ووجهات النظر بين ألأخوة من السنة والشيعة ، منطلقاً من إيمانه بالأخوة الأنسانية ومن الهوية العراقية التي تحتضن تحت جناحيها كل المكونات العراقية من الأعراق والمذاهب والأديان ودون تمييز .
إنها يد كريمة ممدودة اليكم فصافحوها يا عقلاء الأسلام
حبيب تومي / اوسلو



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومتنا .. لأنها تؤمن بالديمقراطية فعليها ان تستقيل
- لماذا يسكت عقلاء الأسلام على ذبح الأقليات الدينية العراقية ؟
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية 4
- يشوع مجيد هداية شهيد الوطن العراقي
- حتى أنت يا قس عمانوئيل يوخنا!
- نعم نعم لوحدة شعبنا ولمشروع الحكم الذاتي
- منصور أودا استاذ في الرياضيات والتراث الألقوشي
- مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية -3
- أحبائي الشيعة .. الأسلام السياسي الشيعي فشل في حكم العراق
- وبعد مبايعة كنائسنا للسيد سركيس آغاجان .. ما العمل ؟
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية الح ...
- الأب يوسف حبي وعظمة بابل
- الأستاذ مسعود البارزاني واستراتيجية إقامة الدولة الكردية / ا ...
- معذرة استاذ سركيس آغاجان دمج تسمياتنا يفقدها إصالتها التاريخ ...
- ابن القوش .. ابن العراق الشهيد فلاح زرا .. لماذا يقتل ؟
- قراءة نقدية لثلاث محطات من برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- قداسة البابا والعالم الأسلامي وجدلية حرية الفكر
- حكومتا العراق وأقليم كردستان معنيتان بمنح الحكم الذاتي لمسيح ...
- تسييس الدين وأخطار الحكم الثيوقراطي في العراق
- عسى ان لا تكون قرارات الحركة الديمقراطية الآشورية حبر على ور ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حبيب تومي - يا عقلاء الأسلام صافحوا هذا الرجل إنه إنسان عظيم