أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فالح حسون الدراجي - لكل عصر ( أبو درعه ) !!















المزيد.....


لكل عصر ( أبو درعه ) !!


فالح حسون الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 04:27
المحور: المجتمع المدني
    


منذ خمسة أيام وأنا أكتب بهذه المقالة، حيث أكتب كل يوم قسماً منها، لأتركها بعدأن تتعبني العين، وتضيع الحروف
مني، فأعود ثانية في اليوم التالي لأستكمالها، وهكذا دواليك، حتى أن أحد الأصدقاء الذين تابعوا موضوع المقالة،
قد ضجرمن تأخرأنجازها، فقال لي :- (شنوالقضية أبو حسون، قابل جاي تكتب المعلقة الثامنة، لو رواية البؤساء) ؟!
المهم، أني وبعد أن قرأت عشرات الرسائل ( إن لم أقل المئات) التي وصلتني عبرالبريد الألكتروني، وتابعتُ بأهتمام
أغلب المقالات التي تتعلق بمقالي (كلنا أبودرع ) سواء تلك التي تشير للمقال بالأسم، أو تلك التي توحي بذلك، فضلاً عن تلك الأتصالات الهاتفية التي وردتني من الأصدقاء والزملاء ، والتي تدور - أساساً - حول المقال الآنف الذكر !!
وبما أن لكل شخص رأيه الخاص، ووجهة نظره أيضاً، فقد كان من الطبيعي هنا أن تختلف الآراء، وتتقاطع وجهات
النظر حول جوهرالفكرة التي طرحتها، لاسيما وأن أسلوب، وعنوان هذا المقال، يختلفان بعض الشيء عن ما هو
معتاد في مقالاتي السابقة ، بخاصة لمن لم يقرأ هذا المقال قراءة كاملة، وجادة، ودقيقة أيضاً.
لقد أنقسم القراء حول هذاالمقال الى ثلاثة أقسام، قسمٌ كان مؤيداً لما جاء فيه بقوة واضحة، وأغلب أعداد هذا القسم من
المؤيدين لأبي درع شخصياً، أي قبل أن يقرأوا المقال ويتفقوا معي حوله، أما بقية هذا القسم فهم من أحبتي وأصحابي
المنحازين مسبقاً لي، ولكل ما أكتبه ( حتى لوكتبت يا بط يا بط ) !! أو هُم من القراء والزملاء الذين أعجبهم المقال.
أما القسم الثاني، فبعضه أبدى عتباً شفيفاً، وبعضه عاتبني بشدة، وقد كان واضحاً من خلال عتبه هذا، كم كان متألماً
لما وجده في المقال ( من طائفية، ورعب وتعصب، ودعوة للثأر) ..... وغيرذلك من الصفات والنعوت المعروفة !!
ولكن، وللحق أيضاً، فأن جميع هؤلاء الأخوة لم يخرجوا عن مألوفهم، فلم يستخدموا اللغة التخوينية المعتادة في مثل
هذه ( السجالات)!! ولم يمضوا الى ما مضى اليه غيرهم، حيث الشتائم، والتسقيط، والعمالة، وغيرها من العطايا !!
أما القسم الثالث - وعدده قليل جدا جداً - فهوالذي يمثله جرذان البعث، وأبواق التكفير، ومعهم أولئك الذين يحملون
في صدورهم حقداً شخصياً ضدي، فهؤلاء، يقيناً لن يرضوا عن كل ما سأكتبه، حتى لو كتبت ( الأوِّله في الغرام) !!
فهم ضدي أساساً، وضد كل ما اكتب مهما كان، لذا فأني لاأحسب لهؤلاء أي حساب، ولا أشتريهم حتى ( بطگاگية )!!
كما سأتجاوزالمرور بأولئك الذين يضعون في جيوبهم قاموساً خاصاً ( بالشروگية والمعدان )... إذ ما أن (تحچي) مع
أحدهم، حتى ( يسحب أقسام ) القاموس، فيطلق عليك، وعلى قومك، روائح عفنة، وتهماً حقيرة، بمقاييس مضحكة،
مثل :- ( الحرامية، والهاربين من الخدمة العسكرية، والمزورچية، وشمامي السيكوتين، ومدمني حبوب الآرتين) !!
وغيرها من النِعَم والبركات الجاهزة، وليشطب على ثلاثة ملايين عراقي هم أبناء مدينة الثورة والصدرشطباً كاملاً ،
ويلغي بجرة قلم ظالمة كل أبداعات وعطاءات وتضحيات المدينة التي تضخ الدم في شرايين الحياة الأبداعية العراقية
أن أتهام (سوق مريدي) مثلاً، بالعمالة لأيران وساحل العاج، أصبح أمراً مكشوفاً للجميع، بخاصة بعد أن أتهم صدام
هذا السوق علناً ( في المحكمة) أضافة الى التركيز( الملحوح عليه ألحاحاً) من قبل أدوات البعث الأعلامية، لذلك فأن
أنزلاق بعض الكتاب الوطنيين الأحرار- الذين نكن لهم التقديروالأحترام - الى هذه البركة الآسنة يحزننا كثيراً كثيراً.
لا أكشف سراً، لوقلت باني فرحت كثيراً للأهتمام الأستثنائي من قبل القراء بهذا المقال، وبسعة ردود الأفعال أيضاً،
رغم لحظات الحزن التي تنتابني كلما أجد زميلاً، او قارئاً نبيهاً يقرأ المقال بشكل عكسي، أو بصورة مقلوبة، لذلك
فأني اليوم، أعلن بلا حرج، لكل الأحبة الزملاء والقراء الكرام، والأصدقاء الطيبين وبصراحة، عن براءتي التامة
من سوء الفهم الذي حصل لدى الكثيرمن الأحبة القراء، وكذلك من الألتباس الذي وقع فيه بعضهم حول هذا المقال ،
فأنا والله بريء براءة تامة من (عارالطائفية )، ومن خزي الدعوة للفتنة بين مكونات الشعب العراقي الجميل، إذ كيف
أدعو للفتنة بين اطياف الشعب العراقي، وأنا الذي كتبت عن معانات هذه الأطياف عشرات المقالات، كما وضعت
توقيعي على الكثيرمن المذكرات والبيانات، وخرجت الى الشوارع مشاركاً في عدد كبيرمن المظاهرات التي تدافع عن حقوق الأخوة الصابئة والمندائيين، والمسيحيين، والأيزيديين، وكذلك الأشقاء الكرد، والتركمان، والكلدانيين، كما
كتبت أغنيات لاتحصى لعدد كبيرمن رموز ومبدعي وشهداء الشعب العراقي،دون أن أسأل يوماً عن قومية هذا الرمز
أوديانة ذاك الشهيد، ولا عن مذهب هذا، أومذهب ذاك، لقد كتبت أغنيات لشهداء العراق ومضحيه، كجورج تلو، وبيا
صليوة، وفكرت جاويد، ويوسف سلمان، وتوما توماس، مثلما كتبت عن الصدرين الكبيرين، وعن عبد العزيزالبدري
وسلام عادل، ومحمد الخضري، وعايدة ياسين، وهندال، وستارخضير، والصبية فينوس السناطي، والدكتور محمد
عمارة وغيرهم الكثير، ولم اكن أعرف قطعاً، من هوالشيعي ومن هوالسني فيهم، ومن هوالمسيحي ومن هوالصابئي،
ومن الكردي ومن العربي، أوالتركماني، وهكذا بقية الرموزالأخرى، فيكفي أنهم عراقيون، ضحوا من اجل العراق،
إذ لا شيء يخطرببالي غيرالعراق، ويقيناً أني لم أكن أفكر- وأنا أكتب لهم تلك الأغنيات - بغيرالعراق، عراقنا الواحد
الموحد الجميل، عراق المحبة الذي لانستبدل جحيمه بجنات الدنيا، لأني أرى ان الطائفية، مع الأنتماء للبعث الفاشي
كارثتان وطنيتان بحجم الخيانة للوطن، ومصيبتان أنسانيتان لاتقلان عن أية مصيبة أنسانية كبيرة، لذا فأن المرء ربما
يستطيع تحمل أي وزر، وأي ذنب، وربما يتحمل أي عار، الاَّ ( عارين )، هما عارالطائفية، وعارالأنتماء للبعثية،
لقد تحملت من الأذى والأسى الكثير دون أن أنحرف بأتجاه الطائفية الخبيثة،أوالأنتماء الى البعثية الفاشية، فمثلاً أذكر
أني عام 1981وفي أوج نارالحرب العراقية الأيرانية، كنت جنديا مكلفاً في قاطع (نوسود الشمالي) وكان الموت قاب
قوسين أو ادنى مني، وفي احدى الأجازات الدورية ذهبت الى الصديق منذر آل جعفر، الذي كان يشرف على جريدة
اليرموك الأسبوعية العسكرية - وهي الجريدة التي صدرت قبل جريدة القادسية العسكرية - فطلبت منه ان ينقلني الى
الجريدة، بعد أن حدثته عن الموت الذي يلاحقني في الجبهة، وفعلاً فقد قدمَّ منذرطلباً الى الجهة المسؤولة، يبين فيه
حاجة الجريدة لكاتب تحقيقات صحفية من خطوط الجبهة الأمامية، ويرشحني لهذه المهمة، وبعد شهر جئت الى منذر
لأستفسرعن أمرالنقل، فأخبرني بأن ( مديرية الأستخبارات العسكرية ) رفضت الطلب، وقد أشارت فيه الى أعتبارهذا
الموضوع منتهياً، وأن لايعاد الطلب به ثانية، وهي وكما يبدوأشارات خطيرة وحساسة، لايجرؤ أحد على العودة اليها
ثانية، لكن منذر آل جعفرأعاد الكرَّة مرة ثانية، ولكن هذه المرَّة بطريقة الأتصال الهاتفي بأحد أبناء مدينته ( حديثة )
- حيث يعمل الكثيرمنهم ضباطاً في الأستخبارات العسكرية - ولأن منذر رجل مهني، ويقدرالكفاءات الصحفية أولاً،
ولأنه صديقي أيضاً، فقدأصرَّعلى طلب نقلي، وقبل ذلك أراد معرفة سبب رفض الأستخبارات للطلب السابق، وأزاء
ألحاح منذروأصراره، أخبره قريبه الضابط، بأن سبب الرفض لنقل الجندي الأحتياط فالح حسون الى وحدات بغداد :
( يعود لكونه من عائلة معادية للحزب والثورة، تضم الكثيرمن الأشخاص المنتمين للحزب الشيوعي العراقي، فهو
نفسه عضوسابق في الحزب الشيوعي، وله الكثيرمن النتاجات الأدبية والصحفية المعادية، أضافة الى أنه لم ينتم حتى
هذه اللحظة الى الحزب القائد، بل ولم يشترك في دورات التأهيل العقائدي التي أقيمت للشيوعيين السابقين- أي دورات
النشاط الوطني - كما أن أخاه - خيون الدراجي - شيوعي خطيرومعتقل حالياً، أضافة الى فلان، وفلان، وفلانة من عائلته فهم.........!! وعدا ذلك فأن فالح حسون هومن أبناء الطائفة الشيعية التي لايمكن الوثوق بها في وحدات بغداد!!
أغلق منذرالهاتف، وألتفت لي ضاحكاً، وهويقول : (عيني فالح هاي أنت أطلعت كاستروالعراق وآني ما ادري بيك)!!
قلت له : وما الحل الآن، بعد أن علمت بأني كاسترو العراق ؟!
قال الحل الوحيد، أذا اردت ان تأتي الى هنا : هو أن تذهب الى أقرب منظمة حزبية في منطقتك لتنتمي لحزب البعث،
ثم أكمل منذر حديثه قائلاً :
(يمعود ترى أكثرمن نص الجماعة البالجريدة بعثية مال كلاوات، يعني بعثية لزگ، أنت هم صيرمثلهم، ها شگلت)؟
قلت له :- ألله كريم !!
ثم خرجت منه ولم أعد حتى هذه اللحظة، وكان الثمن، أن قضيت كل سنوات الحرب في قواطع الجبهة الشمالية، دون
أن اخدم يوماً واحداً في وحدات بغداد، مفضلاً كل تلك المآسي والمصائب، على الأنتماء للحزب البعثي الفاشي !!
واليوم إذ أذكر تلك الحادثة، فاني تقصَّدتُ انتقائها دون غيرها من الحوادث المماثلة، وذلك لكون ( شاهدي) الصديق
منذرآل جعفرلم يزل حياً يرزق - أطال الله في عمره - ويمكن سؤاله والتأكد منه !!
وللحق فأن هناك الملايين من العراقيين الذين تحملوا الموت، وفضلوا السجن، والنفي، والعوز، والحرمان، على عار
الأنتماء للبعث الفاشي، لأن عارالطائفية، وعارالبعث ثقيلان جداً، وخزيهما باهض جداً، لذلك فأني أعلنها اليوم أمام
الله، وأمام التأريخ - الذي لايرحم أبداً- وأمام أبناء شعبنا المجيد، فأصعب وأقسى الأمورعندي، هي الأحساس بالظلم،
لذلك سأقولها وأعلنها أولاً، لأخي العزيزجلال جرمكا، ولزميلي العزيزهفال زاخوبي، ولشاعرنا الأجمل والأروع
جمال جمعة - بأعتبارهم أول من أشارالى ثيمة المقال وجوهره (المرعب) - ومن ثم الى كل الأحبة الزملاء الرائعين
سواء من أتفق معي أوأختلف، وسواء من أرسل لي رسالة، أو كتب مقالة، أومن كان قريباً من الموضوع، ويقيناً أني
لن أستطيع ذكر كل أسماء الأخوة، لذلك سأحاول بكل الحب والتقدير ذكر بعضهم، وأخص منهم الأساتذة والأحبة :-
طالب الأعرجي، جاسم الرصيف، باسم اللامي، الدكتورصاحب الحكيم، حميد مراد، خيون التميمي، نجاح سعدون،
نبيل رومايا ( مقالة بمثابة رأي للأتحاد الديمقراطي، حول الأرهاب والطائفية، وحقوق الأقليات القومية والدينية) ،
ناهدة التميمي، الدكتورعاقب الهاشمي، علي البيضاني، محمد جابر، علي رياح، حسام حسن، حميد جعفر، الأخت
سوزان، فاروق كوركيس، الدكتور فراس عبد المنعم، محمد تقي، علياء داود، فلاح عجام، زهير الزبيدي، الشاعر
كاظم الجابر، فاضل الموسوي، داود بلاسم العطواني، نوري الساعدي، (العلوية كافي) طالب العسل، ناجح العبيدي
جمال جميل، غالب جاسم، ستارجبار رئيس تحريرالبينة الجديدة، كاظم غيلان من جريدة الصباح، جاسم السلامي،
حامد العطية، مهدي قاسم، والأخت البحرينية مريم عبدالله ، والسيدة فاتن الكناني، والمحامي قيس الجواد، والطبيب
سعد الصالحي، والشاعرالجميل رضا صالح، الذي غمرني بجماله وروعته وشذاه، فأهداني من رياض أبداعه الزاهر
عطراً رائعاً، تمثل بهذه الأبيات الجميلة، حيث يقول فيها :-
سأتلوا دعائي راجياً وصلاتي.... وأسأل فيك الله بالدعواتِ
تظل سعيداً خافق القلبِ مُفلحاً .... وعيناك مصباحين في العتماتِ
سلمت أبا حسون من كل وعكة...... ومن كل عين حُرة وقذاةِ
كما يشرفني أيضاً ذكرالأساتذة والأحبة الكرام : الدكتور هاشم محمد، الزميل وهاب الهنداوي، العزيزفائق العبودي،
الأخ عباس، الكاتب طارق الحارس (الذي كتب اكثرمن مقال حول الموضوع) والشاعر حسن حاتم المذكور،الزميل
وداد فاخر، الأستاذ نوري علي، الأستاذ أنورعبد الرحمن ( أبوعلي ) والأستاذ سالم السعيدي، والأخ سيف الله علي،
والزميل أحمد الشمري، والدكتورعلاء فائق، وجبار العراقي، والأخ محسن راضي الدراجي، والعزيز أبن العراق ، والعزيزحسن أسد، والدكتورعلي الحسيني، والزميل يوسف داود، والفنان محمد حسين كمر، والزميل جليل البصري،
ومحمد جعفر، وحسين جعفرالدراجي، والأخت أم مؤمن، والفريق أحمد كاظم البياتي، ورعد أيار، و شباب قطاع 73
في مدينة الثورة والصدر، وكوكبة من رياضيي نادي الحسنين في نفس المدينة، وعدد من الأحبة الشعراء الشعبيين
في مدينة الثورة والصدر، منهم الشاعرعباس عبد الحسن، والشاعر ضرغام العراقي،وعلي اللامي، ومحمد الغريب،
كذلك الأخ محمد القريشي من الكوت، والأخ الفنان صلاح عبد المهدي من العمارة، والأخ عامرالصراف من كربلاء
، والبروفسورحنا قلابات، والدكتورهاشم المعموري، وعدد كبير من الأسماء التي لايسع المجال لذكرها جميعاً !!
ها أنا اعلن أمامكم جميعاً أيها الأعزاء، وأقول بملء فمي :- أن لا أله الا الله ، وأن العراق وحده لاشريك له !!
فأذا كان الله يقيناً وحده ربنا جميعاً، فأن العراق يقيناً وحده حبيبنا جميعاً، فليس لنا غيره من قبل، وليس لنا غيره من
بعد، فالعراق أقرب من نفس العراقي الى نفسه، والعراقي مهما كان دينه أومذهبه أو قوميته أقرب لي - شخصياً - من
الشيعي الأيراني، والمسلم الباكستاني، والعربي المصري، أوالتونسي، او السعودي ، أو السوري، او غيره، فالعراق
أولاً في كل شيء، والعراقي عندي أولاً أيضاً ، ولاينافسه أحد قط في المحبة، والوداد !!
وعليه، فأنا حين أتشرف بشيعيتي، وأفتخربرموز الشيعة العظام، فهذا لايعني أني متنكر لعراقيتي، بل على العكس،
فهوفخروأعتزازبأنتمائي العراقي أيضاً، ونفس الشيء يمكن ان يقال عن العراقي السني، والعراقي الكردي،والعراقي
التركماني، وغيرذلك من الأطياف الأخرى، مادامت هذه الشيعية، والسنية، والكردية، والمسيحية، والصابئية، لاتقف
حاجزاً بينه وبين وطنه وحبه الأول - العراق - لذا فأن تباهي الشيعي وفخره بشيعيته ليس عيباً ولا هو عاراً أبداً، ولا اعرف لماذا يعيب بعض الأخوة على العراقي الشيعي فخره بأنتمائه الشيعي، بينما يعظمون ويكبرون ويفرحون أيضاً
بالعراقي الذي يتباهى بعروبته مثلاً ؟! وهم يعرفون بأن قوة الشيعي العراقي، هي قوة للسني العراقي، وقوة للمسيحي
العراقي، وقوة للمندائي العراقي، وللأيزيدي العراقي أيضاً، وكذلك الحال مع الأطياف، والألوان العراقية الأخرى،
، بأعتبار ان هؤلاء جميعاً أفراد في الأسرة العراقية الواحدة . أن أعتزازالشيعة برموزهم، هوليس تنكراً، ولا أنتقاصاً
من رموزالآخرين قطعاً، فلكل طائفة، وعشيرة وعائلة كبيرة رمزها، ولكن هل أن أبا درع (مثلاً) هو رمز للشيعة ؟!
وجوابي شخصياً : أن أبا درع - وكما قلت في مقالي السابق - رجل بسيط، ليس له في السياسة ناقة ولا جمل، كما انه
لم يكن قائداً عسكرياً، ولا مخططاً حربياً، وطبعاً لم يكن قاتلاً، ولا مجرماً، بل ولم يدخل مركزاً للشرطة في حياته،
أنه مواطن بسيط جداً، وهو في كل الأحوال لايختلف عن أي فرد من افراد مدينة الثورة والصدر، بل ولا عن أي فرد
آخر، ومن المهم ذكره بان النظام السابق أعدم العديد من أفراد عائلته، حتى ان أبن عمه الشهيد كريم شناوة، أعدم
بتهمة الأنتماء لحزب الدعوة، وهولم يصل سن الخامسة عشر من عمره !! وكما قلت سابقاً، فان الظروف الدامية،
والمجازرالرهيبة التي ارتكبت بحق أبناء طائفته، سواء تلك التي حدثت في الفلوجة، او في اللطيفية، أو في الكاظمية ، أوعلى جسر الأئمة، او في مدينة الثورة والصدر، أو في الزعفرانية، أو في بعقوبة، اوتلعفر، أوكركوك، أوجريمة
الأعتداء على قبتي الأمامين العسكريين، تلك الجريمة التي هزته من الأعماق، فدفعته الى طريق العنف الرهيب،
وأقصد بذلك طريق الدم، والثأر، والمواجهة بالسلاح !! وهنا اود ان أشير الى نقطة مهمة، وهي أني حين أذكر هذه الأمور، فأنا لا أبررللقتل المجاني للأبرياء، ولا اسوغ لسفاحي الدم مهما كانوا، ولكني أذكر ذلك لأيصال المعلومات
للقاريء المنصف ليحكم بنفسه على الحدث ليس الا، أن أبا درع الموجود في الصف الشيعي، يقابله في الصف الآخر حتماً عشرات الأشخاص المشابهين له، فماذا نسمي أبا مصعب، وأبا أيوب، وأبا حفصة، وأبا عبد الله، وأبا عمر، وأبا
قتادة وغيرهم من القتلة الأرهابيين، ولماذا يسلط الضوء بشكل كبيرعلى مقال صغير يذكر فيه أبو درع ذكراً بسيطاً،
بينما يتجاهل العالم تصريحاً خطيراً لحارث الضاري، يعلن فيه وعبر قناة فضائية كبيرة ( بان الشيخ أسامة بن لادن
والشيخ أيمن الظواهري، مجاهدان عظيمان في سبيل الأسلام ) ؟! فأيهما أخطر بربكم ، أهي المعلومة التي ذكرتها
في مقالي عن أبي درع، ام التزكية الكبيرة التي أعلنها الضاري لأكبر سفاحين في العصر الحديث ؟!
وهنا أدعو جميع الأخوة الذين أختلفوا معي حول المقال السابق، الى العودة اليه مرة ثانية، فهل سيجدون فيه مديحاً لأبي درع، وهل سيجدون شتيمة لطائفة ما من الطوائف العراقية، وهل فيه دعوة الى الفتنة، أوالى القتل كما يتهمني
البعض، وهل قلت في مقالي ذاك أكثر من ما يقوله الجميع عن الدليمي والهاشمي والضاري وغيرهم، بأعتبارهم
رجال سياسة، وليسوا رجالاً انبياء، وأن السياسي - مهما كان - معرض للنقد، والسخرية، بل والضرب بالطماطم،
ولو أعيد قراءة مقالي السابق بتأني، فلا أظن أنهم سيجدون كلاماً قلت فيه ان أبا درع رمز لي، او للشيعة، كما لم
أقل غير: أن الرجل اصبح قاتلاً بفعل الأرهاب، وبفعل القتل الذي يحصل كل يوم لأبناء طائفته دون تمييز!! ألم أحذر
مثلاً من أنتشار النسخة الأسماعيلية ( نسبة الى أسم أسماعيل أبي درع) ؟!
ألم أقل في ذلك المقال بأن الدم يولد دماً، وأن أصرار الجماعة على القتل على الهوية سينتج ألف أبي درع، واليوم
أذكرلكم هذا المثال للتذكيرفقط، فقد اتصل بي قبل يومين أحد الزملاء القدامى ( وهوالآن رئيس تحريرجريدة معروفة
في بغداد، ليخبرني بأن أبنه الذي لايزيد عمره على السادسة عشر، قد أختفى منذ احداث مدينة الصدرفي الأسبوع
الماضي، وبعد البحث والقلق، يقول الأب، أتصل بنا الولد من مكان لانعرفه، ليخبرنا بأنه اتخذ قراره النهائي الحازم
بالألتحاق بجيش المهدي، وهوالآن يتدرب على يد (القائد) أبي درع، وحين سألته (والكلام للأب)عن مدرسته، اجابني
ولدي قائلاً : ( أنعل أبوالمدرسة لا أبو حظها، همَّ يذبحون بينا، وأحنه نداوم بالمدرسة عقال وطيبين وحبابين) !!
وهكذا تتحقق نبوءتي، أو لنقل يتأكد تحذيري الذي أطلقته في المقال السابق، والذي أطلقه غيري أيضاً، من ان العنف
سيخلق عداوة دائمة، وسيجند الآلاف من أبناء هذه المدينة، أو من عموم الطائفة، وأن الدعوة للقتل علناً في وسائل الأعلام لها مردودات سيئة بل وخطيرة، وهنا لا اعين طائفة معينة، أو مذهب محدد، انه تحذير للجميع دون تمييز!!
وأخيراً أقول : سمعنا أمس نبأ مقتل أبي درع، وحين اتصل بي أحد أقاربي امس، وهو يسكن مدينة الثورة والصدر،
سألته عن صحة هذا الخبر، فقال ضاحكاً :- أولاً أبو درع ما مقتول وهذي دعاية، ثانياً لو يموت أبو درع، فهل تظن ان الأمورستسيربشكل طبيعي فوالله سنهدم بيوتهم على رؤوسهم فأبودرع ليس أي شخص ومقتله سيكون كارثة عليهم
لأنه واحد من أهم رموزنا! وهكذا ترون، ان مقاييس وأحجام الرموز قد تغيرت، فلم يعد الرمز كما كان قائداً سياسياً،
أوعسكرياً، او مصلحاً اجتماعياً، أو شاعراً كبيراً، او أماماً عظيماً، او ثائراً فريداً، فلا مكان اليوم لأستثنائية غاندي،
ولا مجال لثورية لينين، أو بندقية جيفارا الطاهرة، ولا مكان قطعاً لأفلاطون، أو لجمهوريته الفاضلة، إذ يبدو أن لكل
قوم جمهوريتهم الفاضلة، ولكل مدينة درعها، ولكل عصر(أبو درعه)، وعلى أعناد صوت العرب يحكم المهداوي !!




#فالح_حسون_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها العماريون : مات محمد عمارة !!
- العلم عند الله ، وعبد الله وزاير بوش !!
- الصابئة برحي العراق ، فأحموا برحيكم
- ليلى فائق في ذمة الخلود
- أحقاً أنا طائفي ياسيد قلَّو ؟
- وأحنه أشما نقصنه أنزود !!
- في الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- أي عراق هذا ، بلا مسيحيين ؟!!


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فالح حسون الدراجي - لكل عصر ( أبو درعه ) !!