أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نفاع - كيف تكون شيوعياً جيداً















المزيد.....

كيف تكون شيوعياً جيداً


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 525 - 2003 / 6 / 26 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 
هذا عنوان لكتيب من تأليف القائد الشيوعي الصيني "ليو تشاوتشي". وقد كتب في ظروف تختلف عن اليوم، مع اننا احياناً نبالغ في تحميل الظروف والمستجدات كل ما يرغب بعضنا في التحديث، وكأن هذه الظروف تلزم مثل هذه التغييرات التي تمس احياناً العصب والجوهر الفكري والتنظيمي، واذا جرى التصدي لها ينعت المتصدون حالاً بالمحافظين والجامدين والبدائيين والانعزاليين، كما ان تغيير الشعار والموقف يخضع لظرف عيني ومكان عيني، فاذا اخذنا مثال الحزب الشيوعي الروسي- البلشفي- نرى ان محطات هامة ومتسارعة الزمت تغيراً في الطرح والشعار سنة 1905- 1907- فبراير 1917 وموضوعات نيسان، وكل السلطة للسوفييتات- والحرب العالمية الاولى وحرب التدخل.. لكن كل هذا لم يلزم ولم يوح تغييراً في التنظيم وفي جوهر التنظيم. وحزبنا الشيوعي واجه محطات عديدة على الاقل منذ بداية الاربعينات فيما يتعلق بدولة دمقراطية علمانية، وعصبة التحرر الوطني، وقرار التقسيم والبرنامج السياسي بعد حرب حزيران العدوانية سنة 1967 وانتصار اسرائيل، حيث جرى التخلي عن قرار التقسيم باجماع دولي في اطار قرارات الامم المتحدة، ولا شك ان هذا كان مكسباً لحرب حزيران العدوانية، وتجري اليوم محاصرة- حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة- وهو قرار دولي كذلك ويخفت استعماله وطرحه مع انه جوهر القضية.
لكن هدف هذا الموضوع هو الجانب التنظيمي وليس الموقف السياسي.
من العنوان المذكور اعلاه يظهر ان ليس كل شيوعي هو بالضرورة شيوعياً جيداً من حيث الانضباط والعطاء والمبدئية والدور. وقد يكون هذا الامر طبيعياً جداً.
ولا حاجة الان للاسهاب والتطويل في ملامح هذه الفترة التي نعيشها- عالمياً ومنطقياً ومحلياً- والترابط والتأثر والصلات المتبادلة بين العالمي والمنطقي والمحلي.
من حق وواجب كل شيوعي على الدوام وخاصة بعد الانهيار ان يتلمس ويناقش ما حدث ويقترح ويطرح رأيه تحت خانة التعلم من الدرس، والتهيؤ والاستعداد للظرف الجديد والواقع الحالي الشرس.
احد معالم هذا العصر مثلاً هي المحاولة المثابرة والمستميتة لضرب التنظيم الحزبي والاستعاضة عنه بمختلف الجمعيات وكذلك اضعاف وضرب النقابات ودورها فهذا من متطلبات العولمة والنظام العالمي الجديد، فكيف نواجه هذا فكرياً وتنظيمياً؟
هناك تهويل احياناً مصطنع ومبالغ فيه لقدرة الحزب الفكرية، والصحيح كما اعتقد واؤكد، ان المأساة لا تكمن بالاساس في ضحالة معارفنا الفكرية بقدر ما تكمن في عدم جرأتنا وشجاعتنا في طرح ما نعرف وهو الاهم، وهو الاساس والجوهر، دون الاستهانة بضرورة اغناء الفكر.
لماذا مثلاً لا نطرح انتمائنا الى المادية الجدلية، الديالكتيكية- واولوية المادة وازليتها وخلودها وانه لا توجد مادة بلا حركة ولا توجد حركة الا من مصدر مادي؟؟
واشير الى مقولة الحركة في المادة والمجتمع بأسره كجوهر المادية التاريخية- والحركة الاجتماعية الارقى- من المظاهرة وحتى الثورة الاجتماعية التي هي هدف كل حزب شيوعي، وتكتسب الحركة البيولوجية والاجتماعية اليوم اهمية خاصة في عصر العولمة وتعمق الاستغلال والبطالة والافقار والاملاق، والحركة العالمية المعادية للعولمة والاستغلال والتي هي في بدايتها.
نحن لا نجرؤ على ذلك، لان هذا يوصلنا الى الموقف من القوة المطلقة المثالية ويمس بالعقائد الدينية. مع العلم ان الاكتشافات العلمية اليوم بالذات تقدم البراهين الواضحة لفكرنا- بعد ان ساعد فكرنا المادي هذه العلوم وتطورها. وترانا نناقش الحركات الاصولية سياسياً فقط من حيث طروحاتها ولا نناقشها كتيار مثالي يتناقض مع المادية، هذا الامر البسيط والجوهري جداًَ والمعروف لنا جميعاً لا نجرؤ على طرحه.
اذا القضية ليست قضية عدم معرفة فقط، بل عدم جرأة لمختلف الاعتبارات والمجاملة والمساومة الم يحذرنا لينين من ان المساومة في الامور الجوهرية والمبدئية هي في مصاف الخيانة؟؟ هذه المساومة تنزلق بنا الى الانحراف نحو الانتماء الضيق.
لماذا مثلاً لم نجرؤ على طرح خيانة بعض قادة الحزب الشيوعي السوفياتي كسبب من اسباب الانهيار العديدة؟؟ خاصة وان هذا الامر يعرفه الجميع، فما هي الدوافع والاعتبارات لعدم الجرأة هذه؟ هل لان ذلك لا يلائم مزاج واهداف محبي الهجرة الى هذه البلاد!! من اقطاب الحركة الصهيونية والسياسة الرسمية للدولة؟؟ وقد يقول البعض: مالنا ولهم، هم بعيدون وهذه المسألة لا تخصنا فعندنا قضايانا الاهم. هذا ليس مبرراً ابداً، هذا الموقف المتردد يسوغ كل الخارجين والخائنين للحزب مع وعيي التام لخطورة وقسوة هذا التعبير- الخيانة- لنقل المرتدين.
كانت في حزبنا مجموعة قليلة من الرفاق- اتهمت قيادة الحزب بالابتعاد عن الماركسية اللينينية وبأنها تدفع الحزب الى حزب اشتراكي دمقراطي- وتركوا صفوف الحزب بهذا الادعاء- وفي انتخابات الكنيست الاخيرة دعوا الى قائمة لا تمت الى الشيوعية والاممية بصلة؟ فكيف يتطابق هذا القول مع هذا العمل، مع هذه الممارسة؟ اين اذاً قيمة وقوة الفكر!! وهم رفاق لا ينقصهم الفكر. في مجال التنظيم تواجهنا قضيتان جديتان: الاولى الموقف من مبدأ المركزية الدمقراطية التي توجه اليه ضربات قاتلة مستمرة، ويتحفز البعض لاخراج هذا المبدأ من النظام الداخلي للحزب. فماذا يبقى من التنظيم الثوري لحزب ثوري؟؟
البعض يقول ان المركزية الدمقراطية تحد من نشاط الحزب وتوسيع صفوفه- وهذا وهم فارغ ابعد ما يكون عن الصحة، فنحن قلما نتعامل مع المركزية الدمقراطية، فلماذا لا يوجد انضمام واسع للحزب!! او طالما نحن لا نطبق المركزية الدمقراطية فلماذا الابقاء عليها في الدستور؟ وهذا الامر لا يقل خطورة، فبدل ان نشدد على التنظيم الحقيقي- نتجه الى الترهل التنظيمي وبالتالي الاستغناء عن خاصية جوهرية، هي صميم المبدأ. دونها يجري تحلل وتفكك الحزب ونصبح مجموعة من الدكاكين ومحلات العرض والتسيب ونتخذ مواقف محلية قد تعود بالضرر على الحزب ككل.
القضية الاخرى هي الخلل المريع في التناسب- بين دور الفرد ودور الهيئة والعمل الجماعي.
وهذا يتأتى من المحاولة المحمومة لقوى الامبريالية والاستغلال والدكتاتورية لضرب كل التنظيم الحزبي- لكل الاحزاب وتنظيمها وليس فقط الاحزاب الشيوعية. ليبقى الفرد هو الحزب والحزب هو الفرد، وقد يكون احد الاسباب كذلك هو عدم قدرتنا على مراعاة الطموح الشخصي الضروري للرفيق الانسان بشكل عام.
او ان هذا تمنى للمنافسة المحمومة الدارجة للوصول الى مراكز المسؤولية بين عدد من الرفاق في اطار التغليب المضخم للدمقراطية على المركزية بشكل يضرب هذا التناسب ويشوه هذا المبدأ الهام والحساس في نفس الوقت. فاذا لم يواكب المنافسة عمق وتعمق الفكر والتنظيم ورؤية المرجعية التي هي الهيئة والعمل الجماعي نصل الى نقطة الخطر، وتتغلب الفردية والذاتية والانانية، ولذلك اصبحنا نرى- هذه الدعاية الانتخابية في هيئاتنا- وهذه القائمة او تلك- قوائم الشطب وقوائم التأييد، ويصبح الصوت الموضوعي المستقل كنداء في صحراء لا اصغاء له ويهمش. وقد يتأتى ذلك وينتعش من عدم كفاءتنا وقدرتنا لسماع الرأي الاخر، المعارض؟، وهذا من حق كل رفيق دون توجيه الاتهامات الفظيعة له، ودون ان يؤدي ذلك الى قطيعة ولا الى مقاطعة.
ان محاولة خنق الرأي بشتى الطرق والاساليب والتعامل الفظ واقامة رأي عام داخل الحزب ضد هذا وذاك من الرفاق يعود باكبر الضرر.
كلنا نطمح لتعزيز قوة حزبنا الشيوعي، ليظل حزباً ثورياً ماركسياً لينيناً اممياً نشيطاً حياً، يشعر فيه كل عضو بمنتهى الحرية ومنتهى المسؤولية ومنتهى التمسك باسس التنظيم يتحلى كافة رفاقه بالصدق والاستقامة والجرأة والاستعداد للعطاء والتضحية، فهذه القيم الانسانية السامية هي من صميم فكرنا وتنظيمنا ولا تنتعش حياتنا الحزبية الداخلية دون وعي كامل لاهمية الانتقاد والانتقاد الذاتي بلا تهيب ولا تردد وكذلك دون ابتذال وتصفية حسابات اعتماداً على اكثرية انوجدت. هنا يأتي دور النزاهة والموضوعية والرأي المستقل الحر البناء دون ضواغط واعتبارات هامشية تشتم منها الانتهازية المنتشرة لتصبح دارجة مألوفة عادية وغير مستنكرة مع كل خطرها ومفسدتها.
اذا كان هناك نقاش فكري فليطرح بوضوح دون الباسه الخلاف الشخصي، واذا كان هناك خلاف على اساس شخصي فيجب عدم الباسه الطابع الفكري، نعم احياناً يوجد عدم انسجام شخصي تخلقه المنافسة على المراكز والمسؤوليات وعلينا الا نستبعد ذلك، ويجب الا يكون ذلك هو المعيار. هنا تكمن اهمية التحزب للحزب ككل وليس لمجموعة او لشخص. لان هذا يضيق الافق ويخلق التقوقع المحلي وغيره على حساب العام الرحب فالانتماء يجب ان يكون للفكر، للخط، للتنظيم ولنتخذ الموقف من الموضوع المطروح وليس من الرفيق الطارح لهذا الموضوع قد تكون لدى كل منا نقاط ضعف، يجري التغلب عليها بنفس وروح الجماعية القادرة على مساعدة كل رفيق وانتشاله من نقاط ضعفه، النهوض بالحزب ممكن وضروري اذا كان منطلق وهدف كل منا- رفع كفاءة واداء هذا الحزب واهليته النضالية بوحدة حقيقية وليس بشكل مصطنع وزيادة فعاليته، فالعمل يجوهر البدن كما يقول مثلنا الشعبي والنشاط الدائم يرفع الحزب الى مكانته الطبيعية والمرموقة ويجعل الصغائر في مكانها الملائم.


نقلا عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
http://www.aljabha.org/



#محمد_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نفاع - كيف تكون شيوعياً جيداً