أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نهاد ابو غوش - الدولة والسلطة والمواطَنَة والنزاعات العائلية في فلسطين














المزيد.....

الدولة والسلطة والمواطَنَة والنزاعات العائلية في فلسطين


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7736 - 2023 / 9 / 16 - 23:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نهاد أبو غوش

لماذا ازدادت النزاعات العائلية في الآونة الاخيرة في فلسطين. بنظرك هذا التفسخ بيت العائلات الفلسطينية متى بدا بالبروز ؟ وكيف كانت العائلات والمجتمع الفلسطيني قبل بناء الجدار العازل واتفاقية اوسلو؟؟
المشكلات موجودة في جميع المجتمعات وبين الأفراد والجماعات ومن بينها العائلات، لكن زيادة واستفحال المشكلات في المجتمع الفلسطيني يعود إلى عدم سيطرة السلطة أمنيا على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وبخاصة المناطق المصنفة (ب) و (ج) التي تشمل معظم مناطق الريف والنسبة الكبرى من مساحة الأراضي الفلسطينية في الضفة وخاصة القدس. هذا بالإضافة إلى تراجع ثقة المواطنين في مؤسسات السلطة السياسية والقضائية وأجهزة إنفاذ القانون لأسباب كثيرة من بينها عدم تجديد الثقة في هيئات السلطة وأجسامها التمثيلية عبر الانتخابات، غياب أشكال الرقابة الشعبية، بما في ذلك القيود على الحريات العامة وحرية التعبير، استشراء كثير من مظاهر الفساد والمحسوبية وارتباطها بمؤسسات السلطة، هيمنة السلطة التنفيذية وأدواتها الأمنية على كل مساحات العمل العمل (حتى الانتخابات البلدية والنقابية تتدخل فيها الأجهزة الأمنية)، تراجع استقلالية السلطة القضائية ومجموعة القرارات بقانون التي مست بهيبة السلطة القضائية ومكانتها وثقة الناس بها، المشاكل الإدارية والبيروقراطية المتراكمة التي أضعفت جهاز القضاء وجعلته عاجزا عن البت السريع في القضايا المعروضة أمامه، وطول فترة التقاضي، وتخلف المنظومة التشريعية عن مواكبة التطورات المتلاحقة (مثلا قانون العقوبات هو نفسه القانون الأردني لعام 1960 وقد عدل في الاردن وتغير عدة مرات لكنه بقي المرجع الرئيس للقضاء عندنا بالإضافة لوجود تشكيلة من القوانين القديمة العهد الموروثة من زمن الانتداب والقوانين العسكرية الإسرائيلية، والقوانين المصرية (في غزة) والأردنية (في الضفة)
- ومن أبرز أسباب ازدياد النزاعات العائلية (في المجتمعات العربية عموما وليس فقط المجتمع الفلسطيني) فشل الدولة الوطنية الحديثة في تكريس مفهوم المواطَنَة ومجتمع الحقوق والواجبات المتساوية، هذا يدفع بالناس الى الارتداد إلى الهويات ما قبل الهوية الوطنية الجامعة ( عشائرية، طائفية، قبلية، جهوية، إثنية) فطالما أن الدولة / السلطة لا توفر الحماية والأمن والحقوق للفرد، يعود هذا الفرد إلى روابط الدم أملا في إيجاد بنية اجتماعية تحميه، الحالة الفلسطينية أكثر نعقيدا بسبب وجود الاحتلال، ولكن ما ينطبق على فشل الدولة الوطنية الحديثة (في سوريا والعراق واليمين وليبيا وغيرها) ينطبق على فشل مؤسسات الحركة الوطنية في إنجاز مهمات التحرر والاستقلال والحقوق.

ما هي الحلول للخلاص من هذه النزاعات؟ وماذا بشأن الصلح العشائري كطريقة سلمية غير رسمية لحل النزاعات العائلية؟
- هناك إجراءات عاجلة مطلوبة لإصلاح النظام السياسي أولها تجديد شرعيته وبناء نظام يقوم على التوازن بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، إلى جانب ذلك العمل سريعا لإصلاح القضاء عبر تطوير التشريعات وتحديثها وتوحيدها، وتعزيز بنيته الإدارية من محاكم وقضاة مؤهلين ومحاكم اختصاص، الصلح العشائري يمكن أن يكون مفيدا كجزء من أدوات المجتمع المدني لحل النزاعات، وهو يمكن ان يستكمل الثغرات في النظام القضائي ويراعي درجة التطور الثقافي والاجتماعي، ولكن لا يمكن أن يكون بديلا عن جهاز قضائي معاصر وقوي ومستقل، هناك مؤسسات اخرى للمجتمع مثل الاحزاب والنقابات والجمعيات يمكن أن تساهم في تقليص النزاعات العائلية ويمكن ان تساهم في تكريس ثقافة التسامح وقبول الآخر واحترام الحيز العام، ومنع الاستقواء بالقوة والعشيرة والقبيلة على الفئات الضعيفة والمهمشة.

ما هو البديل عن التنسيق الامني من قبل السلطة الفلسطينية لحل النزاعات العائلية بما ان اتفاقية اوسلو مجمدة؟
التنسيق الأمني ، واتفاق اوسلو ليس مجمدا بل موجود وفعال وتسعى اسرائيل لاختزاله إلى القيود والضوابط التي تخدم هيمنتها وسيطرتها واحتلالها، آخر ما تفكر فيه إسرائيل هو مصلحة الشعب الفلسطيني وما تفكر فيه هو إخضاع كل البنى الاجتماعية والثقافية بما يخدم أهداف الاحتلال: من الأدلة الدامغة على ذلك سلوك السلطات الاسرائيلية تجاه استفحال الجريمة في أوساط فلسطينيي المناطق المحتلة عام 1948، حتى كتابة هذه السطور هناك أكثر من 167 جريمة قتل هذا العام، معظمها لم يحل والسلطات متقاعسة وصامتة، ولكن لو كان هناك مشكلة أمنية تمس اسرائيل لقلبوا البلاد حجرا على حجر بحثا عن اي قطعة سلاح. مثال آخر هو ظاهرة الضواحي العشوائية التي تبنى وتتوسع في محيط القدس بدون شروط هندسية وبيئية ومعمارية ملائمة، كل ذلك من اجل خفض أعداد المقدسيين داخل القدس، مثال آخر هو انتشار السلحة بكثافة في الخليل والصراعات العشائرية هناك، الاحتلال لا يفعل شيئا لمنع ذلك بل يشجع هذه الظاهرة، وهو معني كذلك بإفشال اي تجربة للإدارة الفلسطينية الناجحة، يريد أن يكرس لدينا ولدى العالم أننا غير قادرين على إدارة شؤوننا بأنفسنا وأننا لا نستحق دولة ، وأن الاحتلال هو سقف طموحاتنا.
البديل لكل ذلك هو بناء مؤسساتنا الوطنية الرسمية والأهلية وتعزيز ادوار مؤسسات المجتمع المدني، ومعالجة ناجعة للاختلالات الاجتماعية (الفقر والبطالة والجريمة ، التسرب من المدارس) التي تشكل بيئة خصبة للنزاعات ، وتطوير منظومة القيم والأخلاق بتعزيز قيم العلم والعمل والتعاون والانتاج والمبادرة والتطوع بدلا من الاستعراضات التفاخرية بالقوة والمال والجاه والعصبوية العائلية والجهوية.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثون عاما والفلسطينيون في مصيدة أوسلو !
- المآسي تنعش صناعات الأسلحة الإسرئيلية (3 من 3)
- المآسي تنعش صادرات الأسلحة الإسرائيلية (2 من 3)
- مآسي العالم تنعش صادرات الأسلحة الإسرائيلية (1 من 3)
- سبسطية ومحاولات الاحتلال سرقة الأرض الفلسطينية وتاريخها
- ثلاثون عاما على أوسلو والنهج ما زال قائما
- حضور المقاومة في مواجهة خطط حسم الصراع (2 من 2)
- حضور المقاومة في مواجهة مخططات حسم الصراع (1 من2)
- الأبارتهايد الإسرائيلي صريحاً من دون تجميل
- حضور باهت وسط صراع محتدم
- بدائل هابطة وأخرى حالمة لموت حل الدولتين
- التصعيد والمقاومة يكشفان مزيدا من الثغرات الأمنية الإسرائيلي ...
- إسرائيل تواصل تهويد القدس وتدعي تطويرها
- بطء فلسطيني وسط تحولات إقليمية متسارعة
- كل هذا الحديث الإسرائيلي عن حرب أهلية مدمرة
- عنف المستوطنين كجزء من منظومة القمع والهيمنة لدولة الاحتلال ...
- عنف المستوطنين كجزء من منظومة القمع والهيمنة لدولة الاحتلال ...
- عنف المستوطنين جزء من منظومة القمع والهيمنة لدولة الاحتلال ( ...
- تقاعد المحافظين والتفسيرات السلبية
- بعد خيبة العلمين نحتاج إلى مشروع إنقاذ


المزيد.....




- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نهاد ابو غوش - الدولة والسلطة والمواطَنَة والنزاعات العائلية في فلسطين