لمحات حول حركة اليسار الديموقراطي العراقي وعلى بيان أنبثاقها

شمخي الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 12:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تلاقت تيارات الحركة على أسس ومنظومة فكرية وسياسية تستند في موقفها الجديد كحركة عصرية ناقدة لليسار الكلاسيكي وفي أختلاف مع الشيوعية والماركسية في مسائل اساسيةعديدة كسلسلة التخطيط المركزي ،وأحكام دكتاتورية البرولتاريا وكيفية تقويمها فالحركة في قطيعة مع كل أشكال الدكتاتورية ،والنزعات الالحادية والموقف من الدين ، والتجارب التأريخية السابقة لليسار وخاصتا في أوربا ، وعوامل عديدة أستفادة الحركة في دراستها بعد جلسات ومناظرات بشكل مكثف مستفيدة من رؤى ونهج حركة اليسار الديموقراطي اللبناني مما دعت لانبثاق حركة عصرية وطليعية في نهجها ومبدعة في تحركها وستدخل كل ألاماكن بدون خط احمر كما تدخل الخدمات العامة ولكنها حركة نافعة لاتبقى جامدة لعقود وقرون بل ستتطور وتنتصرمعتمدة على الفريق الواعي المدافع عن قضية الكادحين والمستضعفين ،وماتتبناه الحركة من فكر حين أطلقت أشرعتها للمساهمة في التغير والاصلاح وأنهاء ألاحتلال وتحطيم الأستغلال وبناء عراق حر مزدهر ،والتوجه بغاية الارتباط والتنسيق مع حركات التحرر وخاصتا حركات اليسار الديموقراطي للأستفادة من تجارب الاخرين 000 كما أن ملاحظاتي حول بيان الأ نبثاق أن الحركة تريد التمسك بحقائق : الاولى منها وهي الحرية الحقيقية للناس والديموقراطية الشعبية التي هي حكم الشعب وثقل ألاغلبية في موازين الدولة ،وهذين الوليدين لايمكن تحقيقهما بالخطابات ولابنوادي الارهاب ولايمكن فرضهما بالحرب والقهر بل تحتاج الى بناء أجتماعي وثقافة ديمقراطية وشعور شعبي وتحالفات من أجل التحرر الوطني0 والحقيقة الثانية: أن أنبثاق الحركة في 1282006 بعد تلاقي منظمة اليسار الديموقراطي وملتقى اليسار الديموقراطي وشخصيات وتجمعات يسارية وبعد الأطلاع على تجارب وأفكار العديد من قوى اليسار العربي والأقليمي والعالمي بقدر ماسمحت به قدرتنا وأمكانياتنا لتشكيل حركة تسعى ألى التغير السلمي الديموقراطي في العراق وهذه التجمعات هي فرق السلام منتشرة كشخصيات تكافح ألأرهاب وتجهض ألأدعاءات ألجهادية ألباطلة وضد الأطراف التي تشجع على سفك الدماء ، ففرق السلام المتسلحة بالثقافة الوطنية والانسانية ستلعب الدور الأرشادي وسط المجتمع لرفع وعي الجماهير بأن ألغاء ألاخر بالقتل والعمليات الانتحارية لاتقرها كل الشرائع والاعراف الأنسانية فالحركة ملتزمة بالتعايش السلمي مع كل الهويات الوطنية ومحاربت أثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتأكيد على توحيد أطياف الشعب للمساهمة في رسم ألافق الصحيح للعمل على تحقيق مجتمع متمدن خالي من ألاضطهاد والعنف 0 الحقيقة الثالثة: أن الحركة أحتضنت في صفوفها ماركسين ومهنيين ، شيوعيين ومستقليين وشخصيات عمالية ذا تجارب نقابية وحزبية مختلفة فمنذ أنبثاقها أعتمدت الديموقراطية الداخلية كاسلوب ومسارعمل لما لهذا العصب الحي من دور فعال داخل التنظيم ، كما أن وثائق الحركة قابلة للتحديث والتغيير والمناقشة كي تستطيع ان ترسي من خلال برنامجها الى ماينسجم مع مستوى الوضع الحاصل في حركة المجتمع والانتباه ألى ماتوصلت اليه الشعوب ، والتأكيد على أسلوب التغلب بدل التحفظ في توجه متطوعينا والتصميم على شرح رسالتنا لابناء الشعب والاستفادة من تقييم المجتمع لاطلاق التفكير الجاد والحقيقي لتجسيد المصالح الوطنية وان خطواتنا نموذج واقعي للأنتصار في العملية السياسية 0 الحقيقة الرابعة : أن البيان وضح الموقف من قوى الاحتلال بان هذه القوى لاتبني لنا مجتمع أشتراكي لاتؤمن به بل تقوم بمكافحة كل فكر أشتراكي ومنظومته الحركات اليسارية ،فحركة اليسار الديموقراطي حركة تحررية جماهيرية قادرة أن تلعب الدور المتميز والفعال في انهاء الاحتلال وبالطرق السلمية وأن المقاومة التي نتبناها لأخراج المحتل هي أننا حازمين وعادلين في قضيتنا ، كما نرفظ وندحظ كل الأساليب الأرهابية للأ حتلال من عنف وقتل جماعي ولانجلس على فراش المحتل وليس لدينا به أي أرتباط لامعيل ولامعميل ولانلتقي برموزه ونناهض العولمة الرأسمالية المسلحة ، ونسعى من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعي 0 الحقيقة الخامسة : حيث أكد البيان حول مسئلة الفيدرالية بأعتبارها مطلب جماهيري وخيار شعبي تسعى الجماهير وتناظل من أجل تشكيل دولة أوسع وأقوى متناسقة ضمن فيدرالية ادارية بأعتبار الفيدرالية نظام اداري وليس نظام سياسي لانجاز الأدارة الذاتية والحقوق الثقافية لتخفيف أعباء الدولة ولكن لانرى أن الفيدرالية حاليا هي الهدف وهذا التقسيم ليس في مصلحة الجماهير المعهودة وعزل منطقة عن اخرى لاسباب أرهاب وأضطراب وأختلافات مذهبية وقومية كما أكد البيان على ان لاتكون الدولة هي المنبر الداعي لتأجيج التفرقة وتقسيم وعزل مناطق العراق بعضها عن بعض رغم ان الدستور أعطاها أهمية ولكن الدستوريفترض ان يجسدالمتطلبات الاساسية في هذه المرحلة وباب تنسيق لتوطيد الوحدة الوطنية وتعزيز مسار وفعالية الدولة في هذه المتغيرات اليومية على الساحة العراقية ، مصالحات شكلية ، مليشيات تناحرية ، مقاومة مذهبية منظمات أرهابية نشأة في رحم ألاحتلال والتي تحاول العبث في ألامن وزرع النوازع والاحقاد الطائفية والمذهبية ونفث السموم في المجتمع والتي تحاول تحريك اكثر المشاعر والاحاسيس لترويج الحقد والكراهية والقتل على الهوية ففي وجود هكذا وضع لايمكن ان ننشد للفيدرالية وأملنا في الحقيقة ألاولى هي الحرية والديموقراطية ولخطوات أمنية 0
الحقيقة السادسة : أستعرض البيان مسألة الثرواة الوطنية بأعتبارالعراق دولة تطفو على بحيرة نفطية ،فهذه خيرات باطن الارض من نفط وغاز ومعادن فيجب ان تستثمر بأيدي عراقية لتصبح وسيلة لبناء وتقوية البنية التحتية ولكن الذي يجري عكس ذلك حيث بدأ يتحول ألى بلد مستهلك وسوق لتصريف البضاعة الأجنبية ،كل شيء بتصرف قوى الاحتلال وكل الأستثمار لمنفعة الدول الصناعية ،والأقتصاد العراقي منهك وبحاجة ألى قوانين وأليات واجب أتباعها لترشيد أستهلاك الثروة بعيد عن هيمنة العولمة الرأسمالية المسلحة 0فاليسار الديموقراطي لم يقف متفرجا على هذه المتغيرات بل نسعى لمكافحة المسببات وهذه نتائج سيئة جاءت بها قوى الأحتلال وحلفائها 0كما أشار البيان ألى كيفية التخطيط والاهتمام بالخبرات الشابة وتوفير فرص العمل والتأهيل وأعداد البرامج لتطوير هذه الشريحة من المجتمع وخاصة الطلبة وتقديم المساعدات وتوفيرالمستلزمات الضرورية لدفع مستوى الطلبة والشباب كي يساهموا في البناء والتغير وتحديد القاعدة الجماهيرية الواسعة التي شملها تدني الراتب الشهري ومستوى المعيشة واختلاف الاجور والحوافز بين المرأة والرجل وجاء التأكيد على ألية لأنصاف العوائل الكادحة وأيجاد موازنةمتناسبة مع القدرة الشرائية للدينار العراقي كما يجب معالجة مسألة العاطلين عن العمل والقاعدة الواسعة من الجماهير الفقيرة المحرومة 0كما ذكر البيان حول صياغة مشروع النظام الداخلي بعد أغنائه بالمناقشات الاولية لماسيحتويه من تغير لبعض المصطلحات الكلاسيكية التي أستخدمها النظام الدموي السابق فأساء أليها وكذلك مشروع البرنامج السياسي


شمخي الجابري
عضو اللجنة التحضيرية المؤقتة
لحركة اليسار الديموقراطي العراقي

#شمخي_الجابري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات