أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهرشوكت - الحب في وادي البكاء 1















المزيد.....

الحب في وادي البكاء 1


ظاهرشوكت

الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 12:00
المحور: الادب والفن
    


في ( طيبة) حدث هذا ، وفي ( طيبة) يحدث هذا كل يوم فمنذ اكثر من ثلاثين عاما، رحلت الشمس عن (طيبة) واعتكف القمر حزينا على الحب المصدور، وانقطع المطر بعد علمه بان تجاويف الارض لم تعد تستعمل لخزن الحبوب، وانما لخزن ال ..............
في (طيبة) لم يبق الا الرماد والهياكل المحنطة، محظوط من عثر فيها على انسان .
ولكي نخلص بقايا من بقايا الحب من النسيان والصدأ، يكتب هذا
**************************
بدلال، كان يخطو على الرمال الرطبة على كتف البحر، كان يحدق بإعجاب في بشرته البضة التي يلامسها الماء بخجل، تحاول الموجات الصغيرة كالأسماك القفز لتقبيلها فيشعربانتعاش وطراوة .
نظر الى الشمس المتهيئة للرحيل، فتذكر اباه في نزعه الاخير،كادت الأفكار تجره الى التفصيلات، لكنه أدار رأسه صوب البحر وردد متحسراً بحرارة : وماذا جنى ذلك الطيب؟ ألم يدفع حياته ثمناً ؟ هز رأسه وكأنه ينفض الماء عنه، ثم بدأ يحرك ذراعيه على نحو دائري،ويتنفس بعمق محاولا رسم ابتسامة باردة وهو يقول:الله، ما اروع الحياة ! ما اجملها! كيف يتخلى البعض عنها لاهثين وراء سراب؟ توقف لحظة حين شعر ان شيئا في داخله يتململ ، مرت صورة اخيه الكسيح امام عينيه، عض على شفتيه: لم يبق الا ان يفتخر بكساحه ، بغضب مفاجىء قال : أوه......هز رأسه بعنف وكأنه يريد انتزاع تلك الصورة التي تلاشت عندما وجد نفسه يعوم نحوالعمق، انتبه فاقفل راجعاً نحو الشاطىء.
محنطاً كعادته، كان يمشي نحو المدينة التي كانت تغفو، أناقته كانت تستفز الكثير ، صوته الدافيء لحد التلاشي، كان يثيراعجاب البعض لحد العشق، ويثير سخط الاخرين لحد الحقد، غنج حركات يديه ألصقت به صفة الانوثة. تلك اللحظة كان يشعر بأمان تام، شعر بزهو في داخله فردد: انت ذكي حقا يا سعيد، فبحثك الدؤوب في الأحجار والأشياء الصماء او الكتابات التي لاتمتلك طعم الاستفزاز حفظك من اشياء كثيرة، ثم شعر بثقة اكبر وواصل يهمس في نفسه،لم يبق احد لايعرفك، لم يبق احد يشك في حيادك عبر افكارك الحجرية، لم يعد احد يتوجس منك ، فأنت لاتستطيع إثارة الحساسيةفي انوف المخبرين، طوبى لك ياسعيد، كيف نجحت في تحقيق ذلك وانت من عائلة ما زالت زبوناً لاولئك الشياطين الذين يلتهمون النار ليمسكوا بالجمرات والبلوط ؟! توقف خائفاً ، التفت حوله ثم اغمض عينيه مبتسماً وهو يشعر بالامان يتسلل الى اجزائه قائلاً " الحمد لله لا احد منهم هنا ....... ثم استأنف بدلاله المعهود سيره .......
تسمر سعيد في مكانه مرتجفاً على صوت سيارة توقفت صاخبة حذاءه ، فتحت الابواب بسرعة مذهلة وفي ضوضاء ،نزل رجال بوجوه صخرية ،تتدلى شواربهم على نحو مقزز ، رفعوا اكمام القمصان على نحو طفولي نزق ، حملوا اكثر من قطعة سلاح وكأنهم دخلوا حربا ضارية .
إنبرى احدهم بصوته الاجش الذي ذكّر سعيد بخوار بقرتهم المعافاة : انت هنا يا كلب ، ونحن قلبنا الارض .... كان بضخامة الفيل وقبحة ، شارباه كانا كثيفين كثافة الازبال في برميل صغير للقمامة ، كانا يرتجفان كذيل فأر مرعوب يدخل جحراً ، هذه الافكار غزت رأس سعيد بدون إستئذان .
لم تعد قطرة دم واحدة في وجه سعيد ، كان يرتجف برخص ، كان يخرج لسانه باستمرار ويمسح شفتيه ، كادت عيناه تخرجان من محجريهما ، انعقد لسانه تماماً ، هربت منه حتى الحروف ، شيء واحد تحسسه تماماً فقال : مستحيل ، انهم متوهمون ، انهم لا يعرفونني ، حتما سيندمون ...... .
اندفعت الوجوه الصخرية تختطف سعيدا ً وتلقيه بسرعة البرق في الحوض الخلفي المفتوح للسيارة ..... وما ان لامس جسم سعيد ارضية الحوض حتى فتح باب من ارضية الحوض ، وامتدت أيد ٍ غليظة مشعرة تسحبه بلا رحمة الى الداخل ، ثم عاد الباب الى وضعه ، وبدا الحوض الخلفي خاليا ً ، وانطلقت السيارة بسرعة فائقة ، تطفر اجزاء من كلمات واصوات لا يستطيع احد تمييزها : آخ ..... ان ..... لا ....الله .....يا .
بعد نصف ساعة توقفت السيارة قبالة مبنى رائع يحمل يافطة تقول : "هيئة مكافحة التلوث " وتلتف حدائق بكر لتحتضن بحب هذه المصحة ، ربما كانت تلك الزهور متوهمة ً كما توهم الهدوء لحد العظم ، انها لوحات ظالمة الحسن تستهوي كبار الرسامين ، وتغري الشعراء ولكنهم قد يجهلون مواقعها !
الفلاسفة وحدهم قالوا : ان هذه المصحة تصحح الافكار التسلطية وهواجس ال........ ( هذا ما اباح به سعيد بعد سنوات في جلسة عائلية ) .
اٌنزل سعيد مغشياَ عليه ، سحبوه بقسوة ، طرحوه ارضاً ، وبصوته الاجش قال الفيل : اسكبوا عليه ماءً باردا ليصحو ، فالأستاذ امر بإحضاره ...... .
تدافع افراخ الخنازير في استحضار الماء البارد من المكان المخصص لمثل هذه الحالات .
هه .. انتفض سعيد .. حاول فتح عينيه .. امتدت يده بدون قصد الى عينيه ثم الى رقبته وردد انصاف كلمات : نع ... نعم ... لا ...أبدا ً ...إنهم متوهمون.... .
اقترب الفيل من كومة سعيد ، وبصوته الاجش جعل سعيد يجفل وقال : اسمع ياكلب ، ألاستاذ أمر بإحضارك ، إياك إياك ان تقول له إننا ....
لم يسمع سعيد بالضبط ما قاله الفيل ، ولم يستطع رؤيته واضحاً ولكن الخوف جعله يدرك تماماً ما هو المطلوب بالضبط ، فردّد بفتور ويأس : نعم ..نعم .
نهض الفيل وقال لأتباعه : اتركوه هنا ساعة اخرى ، ثم أشار الى احدهم بعدها : ادخله انت الى الغرفة ، ثم التفت الى الجميع :
صباح غد سيلتقي بالاستاذ ، علموه الترتيبات ... سأخبر الاستاذ بالامر ، بصوت واحد ردد القطيع : نعم سيدي .
دخل الفيل الى داخل المبنى ، بينما تسلبق النمل للتبرك بملامسة كل جزءٍ من جسم سعيد ، من يدري ؟ لعل النمل قد تدرب على هذه المهمة !
بعد دقائق ، سمع صوتاً من بعيد ، تصور انه يتهيأ له ذلك .... الله أكبر ... حاول ان يلملم أشلاءه ، ادخل اصبعه في اذنه محاولاً تنظيفها ليسمع جيداً .... ها انه صوت المؤذن .... الله أكبر وانه يأتي بقوة من جهاز منصوب فوق سطح البناية .... الله أكبر ... ردد سعيد بضعف : الله أكبر ثم ابتسم ، لماذا ؟ لا يدري .
بعد انتهاء المؤذن جفل سعيد على قهقهة حادة لاحدهم وهو يضحك ملء قلبه ثم قال كالمخمور : هنا ... نعم هنا ، هكذا يكتب التاريخ ياسعيد ﻫ ....ﻫ.....ﻫ... .
احس سعيد بدمع حار يجري بلا جهد على خديه ثم انقلب لينام على بطنه ، ومد ذراعيه الى امام ليحتضن بهما راسه ويسد منافذ اذنيه....



#ظاهرشوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهرشوكت - الحب في وادي البكاء 1