أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد شقيري - مقاربة ماركسية للعلاقات الدولية















المزيد.....

مقاربة ماركسية للعلاقات الدولية


عماد شقيري

الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 09:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


كنتيجة لفائض القيمة الذي يحققه الرأسمالي باستغلاله لقوة العمل العاملة، التي تتكرر لتنتج تراكما في الرأسمال، يتعاظم مع كل عملية إنتاج موالية، ليصبح الرأسمالي غير قادر على توظيف الرأسمال الذي تراكم لديه نتيجة لفائض القيمة، وبالتالي ضرورة البحث عن قنوات لتصريف جزء من رأسماله المتراكم، وبحكم أن الدولة آلية من آليات السيطرة الطبقية، كم ينظر إليها ماركس، فان الرأسمالي يوظف الدولة بآلتها العسكرية والسياسية لفتح الطريق أمام استثماره للرأسمال المتراكم لديه، مما يؤدي إلى اكتساح مجتمعات أخرى خارج دولته، وهكذا أدى التنافس بين الدول الرأسمالية حول أسواق جديدة إلى نشوب الحرب العالمية الثانية، والتحول من التنافسية إلى الاحتكار، وبالتالي نهج سياسات امبريالية استعمارية، حيث شكلت الحرب العالمية الأولى والثانية تنافسا طاحنا بين الدول الرأسمالية من أجل تحقيق مصالحها الامبريالية بواسطة الحرب.
تكتسي المقاربة الماركسية أهميتها العلمية في تفسير العلاقات الدولية، من خلال الدور الذي لعبته في مرحلة الحرب الباردة التي شكلت فيها الماركسية، إيديولوجية مواجهة للغرب الرأسمالي، حيث اعتمدت مجموعة من الدول، وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي والصين والدول المنضوية تحت ما سمي بالمعسكر الاشتراكي، المقاربة الماركسية في سياساتها الدولية وفي تعاملها مع الغرب الرأسمالي، وخلقت بذلك توازنا حقيقيا في المنتظم الدولي. إذ تنظر المقاربة الماركسية إلى العلاقات الدولية على أنها علاقات هيمنة واستغلال ناتجة عن السياسات الامبريالية التوسعية للرأسمالية التوسعية .
ويمكن استنتاج أشكال من العلاقات الدولية بناءا على المقاربة الماركسية:
- علاقات تربط بين المراكز الرأسمالية القائمة على التقسيم الاقتصادي للعالم، وهي الاحتكارات.
- نظرا لحاجتها إلى توسيع نطاق استغلالها، وتصريف الرأسمال المتراكم لديها، تقوم الدول الرأسمالية بتقسيم العالم فيما بينها، لكن هذا التقسيم لا يصمد أمام تضخم الرأسمالية وحاجتها لتوسيع نطاق استغلالها، مما يؤدي إلى تضارب مصالح هذه الدول التي تقوم إلى الحرب والسلاح لحسم المصالح، وهو ما حدث في الحرب العالمية الأولى.
كما نجد إلى جانب هذين النموذجين، نموذج العلاقات الدولية الناجمة عن مواجهة الامبريالية، والتي تحدث بين الدول الرأسمالية، التي تزحف على باقي الدول والشعوب من أجل استغلالها، وبين حركات التحرر الوطني، التي تقاوم الاستغلال والهيمنة والتعسف، وبالتالي فان هذه الحروب حروب عادلة تشنها الدول المستعمرة والمستغلة ضد الدول الرأسمالية، وفي هذا السياق يقول لنين:" إذا أعلن المغرب الحرب على فرنسا، وإذا أعلنت الهند الحرب على انجلترا... فان هذه الحروب هي حروب عادلة ودفاعية" .
وعرفت المقاربة الماركسية تطورا في قراءتها للعلاقات الدولية، انسجاما مع التحولات التي يعرفها النظام الدولي، حيث أن توسع علاقات الإنتاج الرأسمالية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أصبحت الرأسمالية النظام الاقتصادي السائد في العالم، وتوزع الرأسمال العالمي بين مركز مهيمن،ومتقدم، ومحيط متخلف وفقير، يرتبطان بعلاقات تبعية ناتجة عن امتلاك المركز (الدول المتقدمة) للرأسمال والقوة الاقتصادية، في حين أن دول المحيط الرأسمالي (الدول المتخلفة) فقيرة ولا تتوفر على اقتصاد قوي مستقل، مما يجعلها مرتبطة بالمركز وخاضعة له، بحكم أن المركز هو النواة الأساسية في النظام الرأسمالي، تتحكم فيه مصالح الدول الصناعية الكبرى والشركات المتعددة الجنسية.
ولعل من أبرز سمات القرن العشرين هيمنة المركز المتمثل في الولايات المتحدة، والمؤسسات المالية الدولية في الاقتصاد العلمي التي تنهج سياسات إمبريالية، عبر الهيمنة العسكرية، وارتباط النظام النقدي الدولي، والسوق الرأسمالية العالمية بالدولار الأمريكي، وكذا هيمنة الشركات الأمريكية على الاقتصاد العالمي، فالرأسمالية تقضي على الانغلاق المحلي والقومي، وتطور العلاقات المتنوعة بين الشعوب .
وإذا كان المركز الرأسمالي يسيطر على الاقتصاد العالمي، فإن التجارة الدولية لا تكون عادلة، بل في خدمة المركز على حساب المحيط، والتبادل بين البلدان المتقدمة والمتخلفة لابد أن يكون تبادلا غير متساو، وأن التجارة هي إحدى الوسائل الرئيسية التي يسيطر بها المركز على المحيط، وبالتالي فإن القطيعة مع السوق العالمية هو الشرط الأول للتنمية . وفي هذا الصدد يرى "نورتسكه" أن المراكز الصناعية في العالم...لا تصدر معدل نموها الخاص إلى البلدان المنتجة للمواد الأولية عن طريق توسع مقابل في الطلب على هذه الموارد، بمعنى أن الدول الرأسمالية في علاقتها بالدول المتخلفة تهدف إلى استنزاف ثرواتها دون أن تستفيد هذه الدول من المرودية التي تذرها هذه المواد ، وهكذا فإن الدول الرأسمالية القوية تحكمها في علاقتها بالدول المتخلفة مصالحها الاقتصادية، والسعي وراء تحقيق الربح والتراكم الرأسمالي.
وهكذا تصبح العلاقات الدولية صراعا دائما بين مستغلين ومستغَلين، أي بين الدول الرأسمالية الكبرى والدول المتخلفة، وأيضا علاقة تنافس بين القوى الكبرى حول مصادر الطاقة ومناطق النفوذ، من أجل ضمان قوتها الاقتصادية، ولذلك فهي توظف كل الإمكانات المادية لحماية مصالحا الاقتصادية وتكريس هيمنتها، بما في ذلك القوة العسكرية، وهذا ما نلمسه من خلال الامتدادات العسكرية لدول المركز الرأسمالي في كل بقاع العالم خاصة منطقة الخليج الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، فتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في العراق مثلا، كان الهدف الأول من ورائه، تأمين تدفق النفط العراقي واحتكار حقوله، وذلك يبدو جليا من خلال وثيقة القرن الأمريكي الجديد التي تشكل الخلفية الفكرية للإمبريالية الأمريكية، كما كتب بول وولفويتز، مساعد كاتب الدولة في الخارجية الأمريكية، دعا فيه إلى ضرورة التدخل العسكري ضد العراق لضمان وصول الولايات المتحدة لمصادر الطاقة .
وإذا كانت الماركسية الكلاسيكية، مع ماركس وانجلس ولينين، أو ما يعرف بالماركسية الأرتذكسية، لم تهتم كثيرا بالعلاقات الدولية، حيث أولت الأهمية الكبرى إلى الصراع الطبقي، والانكباب على تحليل علاقات الإنتاج وإفرازاتها وآليات التغيير داخل كل مجتمع على حدا، فإن هذا لا يلغي البعد العالمي والأممي في التحليل الماركسي، وذلك يمكن ملامسته من خلال النداء الذي افتتح به ماركس وانجلس البيان الشيوعي عام 1848، وهو نداء " يا عمال العالم اتحدوا"، وفي هذا الإعلان يتبين إدراك ماركس للبعد العالمي للصراع بين البرجوازية البروليتارية.



#عماد_شقيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد شقيري - مقاربة ماركسية للعلاقات الدولية