أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عودة بشارات - يعرف الفلسطينيون ما يريدون















المزيد.....

يعرف الفلسطينيون ما يريدون


عودة بشارات

الحوار المتمدن-العدد: 505 - 2003 / 6 / 1 - 06:25
المحور: القضية الفلسطينية
    



 لا حاجة الان ان يذكر لنا البعض نواقص خارطة الطريق، وانها خارطة امريكية، وانها "لا خارطة ولا طريق". وانها لا تفي اغراض المشروع الفلسطيني الان في التحرر، وما الى ذلك. كل ذلك ندركه جيداً، ولكن السؤال في هذه المرحلة، ما هو البديل الذي تطرحونه على القيادة الفلسطينية؟
اذا كان الطرح هو رفض الخارطة يجب قول ذلك بشكل واضح وصريح. والمهم، بالاضافة لذلك، ان يتم طرح برنامج آخر عدا "الثبات والصمود والصبر".
السؤال الجوهري لدى بحث خارطة الطريق هو، هل تحمل هذه الخارطة في طياتها تراجعاً عن ثوابت فلسطينية؟ هذا هو السؤال. هل قبول خارطة الطريق يحدث ضرراً لا يمكن اصلاحه؟ هنالك فرق شاسع بين القبول ببرنامج مرفوض فلسطينياً من الناحية المبدئية وبين الحقيقة ان خارطة الطريق لا تحمل في طياتها حلاً كاملاً متكاملاً للقضية الفلسطينية. بعد قراءة هذه الوثيقة وبالرغم من النواقص العديدة في الخارطة لم اجد في قبولها تراجعاً واحداً عن ثوابت هذا الشعب، لا في اقامة الدولة الممستقلة ولا في قضية اللاجئين ولا في قضية القدس ولا في قضية انهاء الاحتلال.
امتحان الجانب الفلسطيني هو في استثمار هذه الخارطة بشكل يتيح له، بموجب الشرعية الدولية وباسثمار النضال الجماهيري الفلسطيني والرأي العام الاسرائيلي والعالمي، الوصول لبرنامج واضح لاقرار الحقوق المشروعة.
اما ان الخارطة امريكية، فهذه اولاً مزاودة لا نقبلها وخاصة من أنظمة هي رهن اشارة الولايات المتحدة الامريكية: اغلقوا المكاتب فيغلقون المكاتب. اغلق الحدود يغلق الحدود. وفيما بعد، ومن فرط الحماس، يطردون من لجأ اليهم. وثانياً، اذا كانت هنالك قوة عظمى في اخرى في العالم، فارشدوا الشعب الفلسطيني اليها، لكي يفاوضها. وثالثاً للحقيقة نقول انها برنامج اللجنة الرباعية.

****

الاصرار الفلسطيني هو الأمر المقرر الان.
حسب رئيس الوزراء الفلسطيني، محمود عباس، فقد اصدر الرئيس ياسر عرفات تعليماته بتجاهل الجوانب السلبية في قرار الحكومة الاسرائيلية ببتبني خارطة الطريق.
الاعتراضات الاسرائيلية على الخارطة لا تخصنا، يضيف محمود عباس في لقاء مع صحيفة هآرتس، وبالنسبة للجانب الفلسطيني فإن خارطة الطريق هي وحدة واحدة ولا يمكن لأي طرف ان يختار تنفيذ ما يحلو له من بنود الخارطة. آنذاك ستتحول الخارطة لندوة سياسية، ربما مثيرة، ولكن لا تقود لاي مكان.
ابو مازن مستعد الان ان تأخذ القوات الفلسطينية المسؤولية الأمنية على المناطق التي تخليها اسرائيل. في اللقاء الاول مع شارون، قبل حوالي الاسبوعين، اشترط أبو مازن قبول المسؤولية الامنية، فقط في حال كون ذلك جزءاً من خارطة الطريق.
القناعات الفلسطينية الداخلية امر مثير للانتباه، يقول ابو مازن ان هنالك فقط 30% من قوات الامن الفلسطيني في غزة، بينما في الضفة لا توجد هذه القوى بتاتاً ومع ذلك فهو مستعد لقبول السيطرة الأمنية. ابو مازن يعرف ان هنالك مناخ شعبي سيساعد القيادة الفلسطينية على تنفيذ المهام الوطنية الملقى عليها.
والاهم ان رئيس الوزراء الفلسطيني تحدث عن امكانية الوصول لاتفاق مع حماس على وقف اطلاق النار وفيما بعد اتفاق مع كتاب شهداء الاقصى والجهاد الاسلامي.
أما شاؤول موفاز، وزير الامن، فقد اعلن في "واينت" ان الحكومة الاسرائيلية ستضطر أن توافق على هدنة بين السلطة والفصائل الفلسطينية. سابقاً اصر موفاز على "ألتالينا" فلسطينية، بما معناه في لغة اليوم حرب اهلية. الفلسطينيون رفضوا هذا السيناريو بشكل قاطع. موفاز تراجع.
ما يظهر الان، حتى الان، هو وضوح رؤيا فلسطيني وكما يقال في العبرية "انغلاق على الهدف". وامام الصفاقة الاسرائيلية في الحديث عن الزام الفلسطينين بعدم الحديث عن قضية اللاجئين، يقول الفلسطينيون انهم لا يقيمون وزناً لهذا الصلف وسيتم بحث الامر في اطار المرحلتين القادمتين.
حتى الان ومن خلال احداث الشهر الاخير هنالك انجازات فلسطينية هامة.
الجانب الفلسطنيني يعرف ماذا يريد. الجانب الفلسطيني يملك زمام المبادرة. والجانب الاسرائيلي هو الجانب المنجر انجراراً وراء الاحداث. القيادة الفلسطينية تريد العودة الى مسلك الحوار بدل القتل اليومي الاسرائيلي، تنشد فك الطوق عن المدن الفلسطينية وانسحاب القوات الاسرائيلية، الغاء الحواجز وحرية التنقل... ومن جهة اخرى تريد مرجعية فلسطينية واحدة في النظام وفي الاقتصاد وفي المجال الامني. هذه المرجعية هي مصلحة فلسطينينة عليا.

***

الجانب الاسرائيلي يذهب مجروراً الى خارطة الطريق. وفي لحظة غضب رداً على توبيخ النائبة جمليئيل له، أو ربما قي لحظة صدق مع النفس سمّى شارون الولد باسمه: "احتلال". (فيما بعد تراجع وقال ان المقصود هو احتلال الانسان وليس احتلال الارض، وكأن الانسان الفلسطيني لا يشغل حيزاً ويعيش في العدم، لا ارض ولا فضاء) المهم ان حكومة اليمين، بإقرارها خارطة الطريق، وافقت على اقامة الدولة الفلسطينية، ضمن جدول زمني حتى عام 2005. هنالك الكثير مما يقال عن اسلوب شارون وعن شخص شارون، وعن خداع شارون. ولكن في نهاية الامر هنالك وثيقة وقعتها حكومة اسرائيلية، بمشاركة غلاة المتطرفين في الخارطة السياسية في اسرائيل، يوافقون فيها على اقامة الدولة الفلسطينية. (ولذلك طلب عرفات من الحكومة الفلسطينية الانتباه الى الامر الجوهري، وعدم التطرق للاعتراضات الاسرائيلية لانها لا تعني الفلسطينيين، فهم ملتزمون فقط بالخارطة).
شارون يعرف جيداً انه يجب ان يقدم للامريكيين على الاقل بعض ما يريد، لان الانسجام مع بوش هو احد اسباب شعبية شارون داخل المجتمع الاسرائيلي. الشارع الاسرائيلي امريكي اكثر بكثير من الشارع الامريكي.
شارون يدرك ان من الصعب مواجهة رئيس امريكي في عقر داره، بعد الانتصارات العسكرية الحاسمة التي حققت في العراق، وخاصة ان قسم كبير من الامريكيين راسخ الاعتقاد ان احتلال العراق هو اسهام امريكي بالغ الاهمية في ضمان الامن الاسرائيلي.
ولكن شارون هو شارون، من الاستفزازات ضد سوريا عشية حرب حزيران الى حرب لبنان.. الان تراجع خطوة (حتى الان على مستوى التصريح فقط) لانه لا يستطيع غير ذلك، في المقابل يعمل كل ما في وسعه من اجل القضاء على خطوته السياسية.

***

الامريكيون لديهم، ايضاً، حساباتهم الخاصة بهم.
عليهم الان تقديم شيئاً ما للشارع العربي الغاضب، ودعماً لحلفائهم من القيادات العربية، المحرجة امام شعوبها.
عليهم ايضاً الاستعداد لمواجهة الغليان الشعبي داخل العراق. هذا الغليان بدأ يأخذ ابعاداً واسعة في الفترة الاخيرة. وبالذات في هذه المرحلة لا يريدون ان يكونوا في صف واحد مع اسرائيل. اسرائيل تقمع الشعب الفلسطيني والامريكيون الشعب العراقي.
هنالك قناعات لدى اوساط واسعة في العالم الغربي أن الاحتلال الاسرئيلي وعدم احقاق حقوق الشعب الفلسطيني مصدر كبير لحالة الغضب واليأس التي تقود الى نشوء تنظيمات متطرفة وبالتالي الى عمليات انتحارية ضد الاهداف الامريكية والغربية.. بالضبط في ظروف تتحرك فيها الولايات المتحدة بكل قوتها في العالم الواسع، ربما هي تريد بعض الهدوء، ليس هدوءاً مطلقاً، لانجاز مهماتها.

نقلا عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

http://www.aljabha.org/

 



#عودة_بشارات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عودة بشارات - يعرف الفلسطينيون ما يريدون