أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد الدين محسن - الاسلام بين فتوى الزرقاوي ومحاضرة الحبر الاعظم















المزيد.....

الاسلام بين فتوى الزرقاوي ومحاضرة الحبر الاعظم


عماد الدين محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1706 - 2006 / 10 / 17 - 08:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كان البابا بيندكتوس السادس عشر قد القى محاضرة ذات أهمية كبيرةعلى أساتذة وطلبة احدى الجامعات الالمانية وقد تحدث في تلك المحاضرة عن ذكرياته عندما كان استاذا في جامعة بون عام 1959 كما تحدث عن الله والاستخدام السليم للعقل والايمان به واوضح في محاضرته تلك المقارنة بين ايمان المسلمين بالله وايمان المسيحيين به وايمان بقية الاديان كما حاول ان يجد قواسم مشتركة للايمان بالذات الالهية بين مختلف الاديان ودور العقل في ذلك ونقل لنا نصا مقتبسا من القرن الرابع عشر أورده البروفسور تيودور خوري في كتاب له بهذا الشأن اذ قال البابا بيندكت مانصه((...... حينما قرأت الكتاب الذي نشره البروفسور تيودور خوري في مونستر لقسم من جدال دار على الارجح في عام 1391 في الثكنات الشتوية قرب أنقرة بين الامبراطور البيزنطي العلامة مانويل باليو لوغوس وفارسي مثقف حول موضوع المسيحية والاسلام وحقيقة كل من هذين الايمانين والارجح أن الامبراطور نفسه كان هو من حرر هذا الحوار أثناء حصار القسطنطينية الذي دام من العام 1394 الى العام 1402 وذلك في السبب أن حجج الامبراطور ترى بتفصيل يزيد على تفصيل اجابات الفارسي المثقف . ويتطرق الحوار الى مختلف نواحي بنى الايمان في الانجيل والقرآن ويتطرق بصورة خاصة الى صورة الله والانسان مع العودة مرارا ومرارا الى موضوع العلاقة بين القوانين الثلاثة (العهد القديم والعهد الجديد والقرآن ) وأرغب في محاضرتي هذه أن أتطرق الى نقطة واحدة وهذه النقطة كانت هامشية في تقريبا في الحوار الذي أشرت اليه في اطار مسألة الايمان والعقل جديرة بالاهتمام ويمكن أن تشكل نقطة انطلاق لتأملاتنا حول هذه القضية في النقاش ( السجال السابع ) الذي نشره البروفسور خوري يتطرق الامبراطور الى مقولة ( الجهاد) ولابد أن الامبراطوركان مطلعا على السورة 2-256 التي جاءفيها(لااكراه في الدين) وهذه السورة وردت في الفترة الاولى( يقصد المكية) حينما لم يكن محمدا يملك أية سلطة بل وكان عرضة للتهديد ولكن الامبراطور كان بالطبع مطلعا على التعليمات التي طورت لاحقا وتم تدوينها في القرآن التي تتعلق بالجهاد .. وبدون التطرق الى التفاصيل على غرار الفرق في معاملة (أهل الكتاب ) و(الكفار) فأنه يطرح على محاوره بصورة لاتخلو من الحدة السؤال المركزي حوله العلاقة بين الدين والعنف عموما وبالكلمات التالية (قل لي ماهو الجديد الذي أتى به محمد,أنك لن تجد سوى أشياء شريرة ولا انسانية مثل الامر بنشر الايمان الذي بشر به بحد السيف)ويستطرد الامبراطور ليشرح بالتفصيل الاسباب التي تجعل نشر الايمان بالعنف أمرا غير معقول وفي نظره أن العنف لايتوافق مع طبيعة الله ومع طبيعة الروح ....)). هذا جزء يسير مما ورد في محاضرة البابا بيندكت السادس عشر وقد اقتبسنا منها ما يهمنا ويتعلق بنا كمسلمين , فلماذا ثارت ثائرتنا على البابا وما الذي جاء به ليجعلنا نستل سيوفنا من أغمدتها ونشحذ خناجرنا ونشحن ونحرض البسطاء والسذج من ابنائنا ونعبئهم في مظاهرات دموية أدت الى قتل بعض الاخوة من المسيحيين الابرياء وحرق بعض كنائسهم تحت ذريعة اساءة البابا للدين الاسلامي ,اكاد أجزم أن كثيرا من مشايخنا لم يقرأوا أو يطلعوا على محاضرة البابا , أما احتجاجهم وغضبهم وتحريضهم للبسطاء بالخروج في مظاهرات مجنونة كان وفقا للمثل العراقي (( على حس الطبل....)) .
أن البابا في واقع الحال قد انتقد طريقة واسلوب الامبراطور في طرح سؤاله للمثقف الفارسي وأعتبر السؤال بكونه لايخلو من الحدة أي انه لايخلو لنوع من انواع العصبية النابعة من مزاج حاد , ثم أن كثيرا من فقهاء المسلمين ومؤرخيهم كانوا يفخرون بالفتوحات الاسلامية التي أخضعت كثيرا من الدول وشعوبها وأجبرتها اما على دفع الجزية أو الدخول في الاسلام لابل أن الحجاج بن يوسف الثقفي عامل الامويين على العراق أجبر المسلمين الذين تخلو عن دياناتهم السابقة كالمسيحية واليهودية على الاستمرار على دفع الجزية رغم دخولهم الاسلام دون اعتراض فقهاء المسلمين آنذاك كما أن كثيرا من فقهاء المسلمين ومؤرخيهم انتقدوا الامام علي بن ابي طالب لتوقف الفتوحات في عهده .
أن الفتوحات الاسلامية لم تكن ثورات بيضاء ولم يكن المقاتلون المسلمين يفرشون أغصان الزيتون للشعوب التي يقتحمونها فاتحين كما لم يكونوا لينثروا على رؤسهم الحلوى أو الزهور وأنما يقتلون من يرفض الدخول في دينهم صاغرا ويستولون على أمواله كغنيمة ويأخذون نسائهم كسبايا و ويتقاسمونها فيما بينهم كاماء وجوارى وما ملكت ايمانهم تحت حجج وذرائع يعتبرونها شرعية بعد تأويل الايات القرآنية ليجعلونها بما تنسجم ورغباتهم وشهواتهم وما توسو س به لهم أنفسهم,وقد صدق الامام علي بن ابي طالب حينما قال ( القرآن حمال أوجه) لذا يحاول كل واحد من المسلمين أن يفسره وبما ينسجم مع مصالحه الخاصة وليس مصلحة المجموع وهكذا استغل خلفاء بني أمية وبني العباس وبني عثمان الاوجه المتعدده للقرآن وفسروها وفقا لأهوائهم السياسية التي تؤدي الى تثبيت دعائم حكمهم الاستبدادي , مما أدى الى سحق معارضيهم بتهمة الكفر والزندقة والالحاد بلا رحمة وباسلوب لايقل وحشية عما يمارسه اليوم المتاسلمون القادمون من القرون الوسطى الذين شرّعوا ذبح الابرياء أو تفجيرهم أو نصب المفخخات في الاسواق وقرب المدارس أو الجامعات لانها بنظرهم تنشر الفكر الالحادي أو العلماني كما يحلو لهم ان يسموه.
وكم كنا نتمى على فقهائنا المسلمين أن ينتفظوا ضد المجرمين ملتحين كانوا أم معممين من الذين يقتلون بأسم الدين ويستبيحون دماء الناس ,ارواحهم واعراضهم باسمه , وليس ضد البابا الذي أجبرناه بسلوك بعض الشاذين من الظلاميين المسلمين وبسكوت البعض الاخر عن جرائمهم.الى ما صرح به.
هناك كلام صدر من بعض المحسوبين على الاسلام لهو أشد وأمّر وأقسى من كلام البابا فقد قال المقبور الزرقاوي حينما سالوه عن سبب قتله الاسرى فاجاب مانصه( أن رسول الله كان يقتل الاسرى ولنا برسول الله أسوة حسنة) بالله عليكم أي مسلم عاقل يقبل بهذا الكلام , ثم اليس هذا الكلام هو تشويه كبير للرسول محمدالذي وصفه بانه قاتل للاسرى , وقد كان معروفا عند العرب أن من يقتل الاسرى لايأمن له جانب ولا يستجار به , ثم متى كان في القتل اسوة حسنة. أن الزرقاوي وأمثاله من رسموا صورة مشوهة عن الاسلام, ولن يتوقف هذا التشويه مالم يحتكم المسلمون الى عقولهم .
أن هناك الكثير ممن يحاولون أن يجعلوا الاسلام ليس دين قتل وذبح فحسب وانما دين خرافة ومزحة ثقيلة فقد طلع علينا رجل دين معمم ادعى أن الامام المهدى(ع) قد خرج من غيبته الكبرىوجاء مباشرة الى هذا الرجل المتدين ليطلب منه يد شقيقته , وبالتأكيد فقد وافق هذا الرجل المتدين جدا على زفاف شقيقته للامام المهدي لانه سيحضى بذلك على شرف عظيم لم يتسنى لغيره أن يحضى بمثله,أن مثل هذا الكلام أن صح صدوره من هذا الرجل لهو اقسى وأشد على الاسلام من كلام البابا , لآن هذا الكلام معناه أن الامام الذي أدخّره الله ليوم عظيم تشخص فيه الابصار والذي سيخرج في آخر الزمان ليملأ الارض عدلا وقسطا بعد أن ملأت ظلما وجورا,الا أنه خرج علينا من غيبته لا ليملأ الارض عدلا وقسطا وانما ليتزوج من شقيقة هذا العالم الجليل وقد تم له ذلك وعاد الامام على مايبدو الى غيبته مجددا وللاسف أن أي من علماء المسلمين لم يرد على مثل هذه الاوهام وهذا الجنون المطبق .أنه الضحك على ذقون البسطاء وحرفهم عن توجهاتهم الحقيقية في هذه الحياة .
وعلى المسلمين أن ينتبهوا للخطر المحدق بهم , فالحضارة تتطور بشكل خرافي ولايمكن للافكار المتخلفة والاوهام أن تقف في طريقها أو تعرقل مسيرتها نحو التقدم وعلى المسلمين أن يجهدوا انفسهم في سبيل جعل أفكارهم تنسجم والتطور الحضاري الهائل ,وان يبتعدوا عن التعصب الديني وأن يتقبلوا الرأي الاخر ,وان ينفتحوا على العالم ,وأن يقارعوا الحجة بالحجة والرأي بالرأي والقرينة بالقرينة وليس بالتهديد والوعيد والقتل والذبح والتفخيخ.



#عماد_الدين_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد الدين محسن - الاسلام بين فتوى الزرقاوي ومحاضرة الحبر الاعظم