أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - قصة الجيش الأحمر السوري















المزيد.....

قصة الجيش الأحمر السوري


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 10:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خلال نصف قرن من السياسة ، تعرفت على شخصيات كثيرة كان لها أثرها المضيء في مسيرة الحرية في بلدي .. منها من كان علماً مشهوراً .. ومنها من كان مناضلاً مغموراً .. إلاً أنها جميعها تتكامل في نسق بديع واحد من الوفاء والعطاء . من هذه الشخصيات قائد الجيش الأحمر السوري ، الذي ضُرب مشروعه منذ خطواته الأولى ، لكنه احتل في أرشيف الأمن كحركة كان لها حضورها العابر ، في مرحلة صعبة في زمن الوحدة السورية المصرية . ولمحدودية عدد هذه " المنظمة " الجيش ، ولمحدودية حركتها ، لم يعرف هذا الجيش إعلامياً ، ولم يسجل في الذاكرة الشعبية السياسية . وقد كان لي ، لعوامل مختلفة ، شرف معرفته والتعاطي معه في محطات متعددة من عمري وعمره

عندما تعرفت عليه في أوا سط الخمسينات ، كان يعمل عتالاً لدى " أبناء العم " في مكتب لنقل البضائع . ولكي يستفيد ليرات إضافية فوق راتبه ، كان يجيء مبكراً إلى العمل ، ويقوم بالمساعدة في نقل البضائع من أسواق المدينة وخاناتها إلى مستودعات المكتب .. كان لافتاً بجسمه الممشوق ، وبحركته الرشيقة ، وبطريقته في استخدام عربة النقل الحديدية اليدوية . وهذا ما كان يعطيه عمراً أقل بكثير من عمره الحقيقي .. مثلما كان عمله البسيط يموه على حقيقته .. كما كان سلوكه مع الآخر مثيراً لعدد من الملاحظات . فهو لم يكن على ود مع أقربائه أرباب عمله ، ولم يكن مندمجاً مع الإداريين العاملين في المكتب ، ولاحديث مشترك بينه وبين الزبائن والضيوف من التجار حتى لو كانوا من الأقرباء ، بينما كان بمنتهى الحميمية مع العتالين والشغيلة البسطاء

وقد عرفت خلفية هذه الملاحظات بعد خمس سنوات ، عندما إلتقينا ، في زنزانة واحدة مع شخص ثالث . كان كما يقال " جلد وعظم " شاحب الوجه .. بطيء اللفظ والحركة .. متهدج الصوت .. قليل السمع
عندما رآني قال لي .. تعال إجلس هنا .. وبعد أن جلست بجانبه كما أراد قال .. ألا تسلم على ابن عمنا صبحي .. قلت أين هو ؟ .. قال هذا .. وأشار الى الشخص الثالث معنا . سلمت عليه وقلت أنا آسف .. أنا لم أعرفه قبل الآن .. قاطعني قائلاً .. مش مشكلة الحق على كبار العائلة .. المهم أن تعرف أننا أحد عشر ابن عم معتقلون الآن هنا بتهمة واحدة . قلت مستغرباً لماذا ؟ . قال .. لأن أحدهم وشى بنا للمباحث ، زاعماً أننا قد اجتمعنا في الخان لنعد عملاً ضد الحكومة . سألته وأي عمل هذا ؟ ولماذا هذا العدد من العائلة بالذات ؟ . قال .. سأروي لك ذلك عندما تحين الفرصة . وانقطع حديثنا لما فتح السجان الباب وناداني لأخرج إليه
كان التحقيق يدور حول ماذا كنا نفعل في الخان في يوم ... في ساعة ... ولما تأكد الضابط المحقق عدم معرفة معظمنا بعضنا البعض ، وأنني كنت في ذلك اليوم كله في مكان آخر ، لم يضغط علي كثيراً .. وانتهى التحقيق بالإفراج عني فوراً . حينها عرفت أن محمود ذو أهمية كبيرة لدى المباحث

لم يُتح لنا في زمن الوحدة ، أن نلتقي في مكان ما لتبادل الحديث والآراء . كنا بين شهر وآخر نلتقي مصادفة في الطريق ، نتصافح ونسأل عن الحال .. ثم نفترق . وبعد كل لقاء كنت أنظر إليه بعد توديعه ، فأراه يزداد ضعفاً ونحولاً وعجزاً .. وأزداد أنا تعلقاً به وقلقاً عليه .. لقد كان يوحي لي بشيء مميز عن كل الذين عرفتهم يتعاطون السياسة . كان ودوداً جداً بالتحية .. بالسؤال عن الحال والصحة . كان كفه يطبع بكف من يصافحه دفئاً وثقة ومودة

إلى أن جاءني ذات يوم ، بعد الإنفصال بقليل ، إلى مكتبتي الصغيرة . كان منتعشاً على غير عادته .. وبادر بالكلام ناسياً السلام والتحية
اليوم قد أقمت الدعوى على الجلادين الكلاب ، الذين قتلوا فرج الله وبيير وجورج ومحي الدين .. وكادوا أن يقتلوني . ثم انطلق يروي كيف عذبوه .. كشف عن ساقيه وأراني آثار الكي بسياخ النار .. كشف عن ساعده الأيمن وأراني مكان اختراق السيخ المحمي لعضلة الساعد .. رفع النظارة عن وجهه وأراني العين المشوهة التي أطفأوا فيها السكائر .. أراني أصابعه التي شوهتها كلاليب قلع الأظافر وغرز الدبابيس فيها .. وحكى لي كيف ثقبوا طبلة أذنه بضربة مفاجئة قاسية . وقال هناك شيء آخر أخجل أن أريك إياه .. لقد كدت أخسر أم شريف لأنني لم أعد مثل بقية الرجال . واختتم بوحه بقوله .. أما باقي الجسد .. فقد حدد التقرير الطبي الشرعي أنه بالغ ثمانين بالمئة من العجز
وبذهول تام سألته .. متى حدث لك كل هذا ؟ لماذا عذبوك بكل هذه القسوة ؟
قال
كانوا يريدون مني التوقيع على لائحة بأ سماء ضباط من الجيش على أنهم شركائي
سألته ثانية
ولماذا يطلبون منك ذلك وأنت لاعلاقة لك بالجيش ؟
ا بتسم وقال
لأنني أنا قائد الجيش الأحمر
قلت له
أنت تمزح .. أنت حارس ليلي غير مسلح في خان مدني .. وعتال درويش .. فمن اين جاءتك هذه الرتبة وهذا الجيش ؟
قال جاداً
أنا هو حقاً والمفارقة التي ذكرتها أنت الآن بين الحارس والقائد ، هي التي كلفتني هذا الثمن الكبير حتى صدقوني
أربك قوله تفكيري .. وبت أنظر بوجهه دون أن أتفوه بكلمة . أدرك هو إرتباكي .. وانطلق يروي لي قصة الجيش الأحمر السوري

قال .. عندما رأيت الاشتباك بين البعثيين والشيوعيين في لقاء الأمير الحارثي العماني في دار الكتب بنهاية عام 1958 ، نبهني حد سي ، أن هناك حملة سيتعرض لها الحزب . ذهبت إلى أبو كامل في مكتبه ورويت له ما حصل . ونقلت له قلقي عليه وعلى الرفاق .. قلت له لماذا أنت جالس هنا .. إذهب .. إختف .. المباحث عينها صارت حمراء عليكم . ضحك وقال لي أنا أعرف ما حدث بدار الكتب .. لاتخف علينا
في صباح اليوم التالي بدأت حملة الاعتقالات في كل المدن السورية ، شملت حتى أصدقاء الحزب . كانت حملة تصفية بكل معنى الكلمة
سألته
هل إعتقلوك أنت ايضاً ؟
ضحك وقال
لا ، أنا ليس لي علاقة بالحزب .. أنا لي قصة أخرى
سألته
كيف .. ؟
أنا منذ عشرين عاماً تركت الحزب .. لم أجد أ سلوبه نافعاً .. إن " طق الحنك " يعني قال وقلنا في السياسة لايحرر بلداً من الاحتلال .. ولايحرر إنساناً من الاستغلال ..
كان هذا الكلام جديداً علي .. كنت في أوائل العشرين من عمري .. وتجربتي السياسية صغيرة .. وثقافتي النظرية محدودة .. سألته مقاطعاً
وما هو الأسلوب الذي يحرر .. ويحرر .. ؟
رد مستدركاً
إنها البارودة .. إنها الثورة ياابن العم .. المهم ليس هذا حديثنا .. لنعد إلى الاعتقالات
وتابع يقول
بعد أشهر تم إعتقال الآلاف .. وبعد " غربلة " المعتقلين ، تم الإفراج عن الأصدقاء ، ومن ثم تم الإفراج عن الذين إرتضوا الإنسحاب من الحزب ومن السياسة ، واحتفظ قيد الاعتقال بنحو مائة من خيرة قيادات وكوادر الحزب .. وتوقفت الاعتقالات

إلتقينا وفكرنا ماذا سيكون مصير المعتقلين .. ماذا يجب علينا أن نفعل
قاطعته متسائلاً
من أنتم .. ألم تقل أنك لاعلاقة لك بالحزب ؟
قال
نعم أنا .. وهم .. ليس لنا علاقة بالحزب .. كلنا رفاق قدامى .. لكننا نحب الحزب .. ونغار عليه .. ولانرضى بتصفيته .. سأقول .. هذا لم يعد سراً .. لقد كنا في البداية خمسة .. أحدنا ذلك الساعاتي بباب النصر .. إنك كنت تراه يومياً بحكم عملك في المنطقة .. صح ؟
قلت له .. صح .. وتابع يقول
إلتقينا وتناقشنا بحال الحزب والبلد . وتوصلنا إلى قناعة ، أنه إذا لم يجر رد على حملة المباحث ، فسوف يتصورون أنهم قد نجحوا بالقضاء على الحزب ، وإذا ما قاموا بتصفية القياديين المعتقلين فسوف يتخلصون من الحزب إلى الأبد .. وقررنا أن نحمي الرفاق من التصفية الجسدية .. وأن نبقي راية الحزب مرفوعة
سألته في حالة إندهاش تام .. وماذا قررتم
قال .. قررنا أن نعمل على طريقتنا .. أن نشكل الجيش الأحمر .. ونبدأ العمل الجدي
سألته .. وما هو هذا العمل الجدي ؟
قال
يجب أن يعرفوا في المباحث حدودهم .. أن نضعهم في حالة رعب حتى لايستمروا بالتطاول على حرية وكرامة الناس .. أن نفتح أملاً للشعب بخلاصه من الظلم
وماذا فعلتم ؟
قررنا البدء بالخطوة الأولى .. الإعلان عن وجود الجيش الأحمر .. وعن توجهاته وأهدافه
وماذا فعلتم بهذا الإتجاه ؟
أصدرنا البيان رقم ( 1 ) أعلنا فيه قيام الجيش الأحمر وتوليه مهمة تحرير سوريا من الاستبداد والظلم .. وأصدرنا الأمر العسكري رقم ( 1 ) إلى الجيش والقوات المسلحة للإلتحاق بالجيش الأحمر .. وأن يكون على ا ستعداد لتنفيذ الأوامر التي سيصدرها إليه قائد الجيش الأحمر لاحقاً
لكن لم يتحدث أحد أنه قرأ شيئاً عن الجيش الأحمر
رد مبتسماً
نحن لم يكن يهمنا بالبدء سوى إعلام المسؤولين بوجودنا ، لتحقيق هدفنا الأول حماية الرفاق المعتقلين ، وبعدها تأتي مرحلة الإنتشار الشعبي
وهل علم المسؤولون بوجودكم ؟
نعم علموا
كيف ؟
لقد أوصلنا البيان والأمر إليهم بالذات إلى مكاتبهم وأياديهم
إنه عمل خطير جداً
نعم هو كذلك .. لقد توزعنا العمل " بالقرعة " من سيوصل البيان والأمر ، إلى كل من المحافظ ، وقيادة المنطقة الشمالية ، ورئاسة المباحث ، والمخابرات العسكرية ، وقيادة الشرطة .. وقد نفذت الخطة بنجاح
ثم ماذا حدث ؟
لقد استنفرت الدولة كلها ، وانتشرت الحماية المسلحة لدوائر الدولة ، ومراكز المسؤولين ، والمؤسسات العامة ، والجسور ، والسكك الحديدية . وبدأت مظاهر الرعب تظهر على المباحث أولاً ، إذ بدأوا بحملة إعتقالات عشوائية ، خوفاً من الخطوات اللاحقة للجيش الأحمر ، ووصلت كما خططنا الرسالة التي أردناها إلى المسؤولين .. أن النضال لم ولن يتوقف مهما طاولت الاعتقالات من المناضلين .. وأن الناس ليست قطعاناً من الأغنام

لم أ ستطع ا ستيعاب ما روى ولف الدوار والاستغراب رأسي .. وقبل أن أفصح عن رغبتي بالإيضاح أكثر قال
إن ما حرك المسؤولين بهذا الشكل هو الأسلوب العسكري الذي كتبنا به الوثيقتين .. إذ حسبوا أن وراء ذلك ضباطاً كباراً من الجيش
ومن قدم لكم هذا المستوى من التعبيرات العسكرية فيما كتبتم ؟
أنا .. من فعل ذلك
ولكنك عتال .. ولست عسكرياً أو مثقفاً
أصلح جلوسه على المقعد .. وقال
لم أكن من قبل عتالاً .. كنت عامل نسيج في العرقوب .. عندما يئست من أسلوب الرفاق في مسألة الاحتلال وفي مسألة الثورة تركت العمل .. صرت عسكرياً محترفاً . لقد خدمت في الجيش الإنكليزي في العراق .. وفي الجيش الفرنسي في سوريا .. ومن ثم خدمت أيضاً في جيش الإنقاذ في فلسطين لاكتساب خبرة القتال .. وخبرة البيانات والأوامر العسكرية .. ولهذا أنتخبت قائداً للجيش الأحمر عندما أسسناه
وماذا فعلتم أيضاً
لم نتمكن أن نفعل شيئاً آخر .. لقد أعتقل أحدنا في الحملة العشوائية .. وهناك تعرف عليه شرطي .. تذكره عندما وضع لهم الأمر العسكري في لوحة الإعلانات في قيادة الشرطة . ثم أعتقلت أنا .. والرفيق الساعاتي عندما علم باعتقالنا ، انتحر بحرق نفسه بالبنزين في مرحاض منزله . وهرب من بقي منا . ولاأدري حتى الآن ماذا كانت خيارات الذين لم يطاولهم الإعتقال .. ومن أجل تحقيق نوعي خاص معنا جلبوا مفرزة تحقيق خاصة من دمشق برئاسة النقيب شتيوي ، وبأمرته ممن جاء معه كان المجرم وجيه الأنطاكي ، الذي قتل فرج الله .. وأثناء التحقيق معنا .. قتل بيير شادرافيان وجورج عدس ومحي الدين فليون .. ولم يتوقف عن تعذيبي إلاّ بعد أن إعتقد أني قد مت أيضاً . ورموني عارياً على أرض الحمام في قبو التعذيب
وكيف نجوت من الموت
بعد قتل الرفيق فرج الله قامت حملة عالمية ضد الاعتقالات في المتحدة ، فصدرت الأوامر بوقف التحقيق الشديد ووقف القتل تحت التعذيب ، فاستدركوا أمري . وجاء أحدهم وأطفأ سيكارة في عيني هذه ، كي يتأكد أنني حي أم ميت . ولما إرتعشت قليلاً ، نقلوني إلى المستشفى ، ووضعوني على الطاولة أمام الطبيب ووضعوا بجانبي خمسين ألف ليرة ، وقالوا للطبيب إما تصير مثله أو تأخذ الخمسين ألفاً وتشفيه .. هكذا قال لي الطبيب فيما بعد .. قبل الطبيب معالجتي شرط أن يتركوني وشأني .. أي أن لاتراهم عيني .. ورممني بعشرات العمليات حتى صرت كما تراني

توطدت علاقتي بمحمود .. كان يزورني باستمرار . يحدثني عن مجرى التحقيق في قضيته ومن ثم عن مجرى الدعوى في محكمة الجنايات . ويشكو لي آلامه المنتشرة في كل جسمه .. كان أكثر من نصف ميت يحبو متمسكاً بالحياة .. كان متابعاً دؤوباً للكبيرة والصغيرة في السياسة .. وعندما قرأ مصادفة أول مقالة لي في جرية الطليعة ظل محتفظاً بالعدد المنشورة فيه لأسابيع في جيبه ، وكلما تصادف برفيق أو صديق يقول له خذ إقرأ ماذا كتب مناضلنا الصغير
لاأدري بالضبط ماذا كنت أنا بالنسبة إليه .. لكنه كان بالنسبة إلي هو الأقرب من كل أقربائي ومن كل رفاقي إلى قلبي .. وبعيد إنقلاب الثامن من آذار ، إلتقيت به مصادفة في أحد الشوارع الفرعية . إحتضنني .. قبلني .. سأل أين أنت .. ايت أنتم .. ؟ .. قلت .. كما ترى وتسمع .. لقد إعتقلوا عدداً من الرفاق ، وهم يلاحقوننا الآن . قال أخاف عليكم أن يفعلوا بكم ، كما فعل جماعتهم ، بالرفاق في العراق

توقف عن الكلام وقال
المرة الماضية لم أ ستشر أحداً بإطلاق الجيش الأحمر .. لأنني لم أكن أثق تماماً بمن بقي حولي من الرفاق .. أما الآن فأنا أسألك .. هل نبدأ .. ؟
أحسست بوفاء عميق أصيل يشع من عينيه ووجهه .. رأيته ذاك المحمود العتال الذي يتلاعب بالأوزان كجبار عملاق .. رغبت أن يكون معي في مسارات صراعنا الدامي من أجل الحرية لكنني عدت وصحوت .. وعاد محمود العاجز العليل يتمشق أمامي ليأخذ الإشارة .. ليرفد الحزب بما تبقى لديه من لم حي مرقع مشوه ومن قطرات من دم دشح بعد أن ا ستنزفه الشقاء والتعذيب والعمر المقترب من محطاته الأخيرة .. كبر .. وكبر في عيني .. إبتسمت وقلت له .. لقد قمت بأكثر من واجبك .. الآن جاء دورنا

بعد عشرين عاماً .. عندما إعتقلت .. كان مع العائلة في أول زيارة سمحت لي في السجن
بعد أن فرغ أولادي وأمي وزوجتي من سؤالي عن صحتي .. وعن .. وعن .. غافل هو السجان المراقب .. تسلل بين القضبان .. وسألني .. أنبدأ .. ؟

لم يتح المراقب لنا مجالاً للحوار .. أبعده زاجراً إياه خارج القضبان .. كل ما سمعت مما قاله عن بعد وسط ضجيج الزوار والسجناء .. أعدك .. أن .. نحن لسنا .. قطعاناً



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس حلفاً جديداً .. !! .. ؟
- بانتظار مبادرات نقابية وسياسية مناضلة شجاعة
- معركة الرغيف والكرامة والديمقراطية
- خمس سنوات إرهاب شامل
- نظام - الحزب القائد - .. !! .. إلى متى .. ؟
- حتى ينكسر الحصار
- السنديان العتيق
- التحالف الاشتراكي .. بداية جادة واعدة في حركة اليسار المصري
- أفول الأسطورة الإسرائيلية .. مهام متعددة في معركة واحدة
- لماذا ثقافة المقاومة .. ؟
- الوطنية الديمقراطية في زمن الحرب
- من هم أصدقاء أولمرت من الحكام العرب .. ؟
- حرب لبنان .. العودة إلى حقائق الصراع العربي الإسرائيلي .. 2
- حرب لبنان .. العودة إلى حقائق الصراع العربي الإسرائيلي
- حرب لبنان .. والمسؤوليات التاريخية
- حرب غزة .. والسؤال الآن .. !! ؟
- وقفة إجلال وتضامن مع حرية الصحافة في مصر
- بؤس السياسة السورية الراهنة
- اختراق عابر أم إنذار حرب .. ؟
- النظام في دائرة النار .. أي مؤتمر تحتاجه سوريا .. ؟


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - قصة الجيش الأحمر السوري