أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الواحد بلقصري - الوجه الآخر للإصلاح














المزيد.....

الوجه الآخر للإصلاح


عبد الواحد بلقصري

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الإصلاح في الوطن العربي. وإذا كانت التيارات القومية فشلت في مخططاتها الإصلاحية التي كانت تنم عن مشروع وحدوي عربي كتكتل إقليمي تجمع بينه قواسم مشتركة. فإنه اليوم في زمننا المعولم والمتنوع، زمن العولمة والنيوليبرالية، أصبحت الدول العربية وأنظمتها التسلطية ما بين براثن ماضوية هاته الخطابات وبين مطالب اشتراطيات السياسة للمؤسسات الدولية، هذا الإصلاح ومطالبه اتخذ صيغا مختلفة الأصناف. إصلاح قانوني دستوري، وفي تتبعنا للتقارير الدولية، نأخذ مثلا تقرير البنك الدولي وشمال إفريقيا الذي طالب الدول العربية بالتضمين والمساءلة الداخلية والخارجية. وتقرير التنمية الإنسانية العربية. هذا التقرير في صيغته الأخيرة. أكد على أن الدول العربية يجب أن تفعل الإصلاح الداخلي عبر إصلاح المؤسسات والبنيات السياسية. والسبب في ذلك هو تخلف المنطقة العربية فيما يخص هامش الخيارات والحكم الصالح كل هذا يعيق حتى النمو الاقتصادي بالرغم من أن المنطقة تتوفر على ثروات نفطية هائلة هي المحرك الرئيسي لرحى هذا العالم. وإذا كانت تدافع عن مصالحها الحيوية والجيواستراتيجية المتمثلة في النفط وأمن إسرائيل، فإنها اليوم على العكس من ذلك تطالب بالإصلاح الديمقراطي وتساند الحراك الاجتماعي والسياسي الذي تعرفه بعض الدول العربية (مصر مثلا...) وتطالب بتكوين حركات سياسية في الوطن العربي ذات عمق جماهيري وتفعيل المجتمع المدني والقطاع الخاص. مما سبق يمكن التأكيد على أن الإصلاح هو شيء إيجابي وملحاحي، صحيح أننا في أزمنة ليست بالبعيدة راودتنا مفاهيم مختلفة العنف الثوري التغيير الجماهيري تغيير الأنظمة...).
لكننا اليوم في زمن الديمقراطية الأمريكية، في زمن قيمه مختلفة ومتغيراته معقدة، زمن مفاهيمه متعددة التداول، (الانتفاضات الديمقراطية... المواطن العالمية... المجتمع المدني العالمي...) أصبح لمفهوم الإصلاح أهميته وضرورته الأساسية. لكننا مع الإصلاح القانوني عبر إخضاع قيادات الحكم للاختيار الشعبي وتطوير خطاب نخب المنطقة، وعبر الاجتهاد في إيجاد القواسم المشتركة بين جميع الأشكال الإقصائية خارج المواطنة. نحن مع الإصلاح القانوني والدستوري، وجعلها سلطة مسؤولة عن تصرفاتها أمام الأجهزة القضائية والهيئات التمثيلية المنتخبة.
نحن مع إصلاح مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، ومبادئ الإدارة الرشيدة.
نحن مع الإصلاح الشمولي بمختلف مقارباته التنموية والتقويمية.
لكن الأهم من كل ما سبق إنه يجب علينا إصلاح الممارسات، إصلاح الكفاءات، لأنه لا فعالية بدون إصلاح الموارد البشرية عبر زرع روح المسؤولية والثقافة التشاركية، لا يمكن خلق إرادة سياسية وشعبوية مماسسة بدون إصلاح العمليات الاجتماعية كالتنشئة الاجتماعية والتعليم والتربية.
لايمكن إصلاح الوظيفة العمومية بدون إصلاح البنيات التقويمية بدون القضاء على ثقافة الزبونية والبيروقراطية، ولن يتم ذلك إلا بالتأسيس لثقافة ديمقراطية تنبني على الفعالية واالتجويد وتؤسس لشأن عمومي معقلن. لا يمكن تعميق أسس الديمقراطية بدون مؤسسات حرة تبني لنا إنسانا حرا ومسؤولا لا يعبأ إلا بسيادة القانون ولا شيء فوق القانون.
لا يمكن خلق التنمية الإنسانية التي ننشدها إلا بخلق ثقافة وحياة جمعوية ديمقراطية اندماجية تكون مدخلا لخلق قاعدة اجتماعية.
إنه لا يمكن الاكتفاء بالمطالبة بإصلاح المؤسسات بدون إصلاح الممارسات، لأن إصلاح ممارساتنا هو المدخل الأساسي لتفعيل الإصلاح المؤسساتي الذي ستنشده العديد من الدول العربية. وتتوخى من أجله بناء دولة الحداثة والديمقراطية.



#عبد_الواحد_بلقصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحديث عن الانفتاح السياسي بالمغرب


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الواحد بلقصري - الوجه الآخر للإصلاح