أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبوداوي - مونودراما - الهذيان -















المزيد.....

مونودراما - الهذيان -


سامي عبوداوي

الحوار المتمدن-العدد: 1683 - 2006 / 9 / 24 - 09:35
المحور: الادب والفن
    


الشخصيات:
جثتين
جندي قروي جمعته بهما الحرب ... ماتا فظل وحيدا ..لاشيء سوى الموت
المشهد :
موضع قتالي في جبهات القتال .. اكياس رمل مصفوفه بالشكل المعروف , محتويات الموضع .. حاجات الجنود في جبهات القتال .. صناديق العتاد ..الخوذ , رايتين سوداء وحمراء .. يمكن تشكيل ديكور المشهد من تلك الاشياء.
جثة شهيد مسجاة في مكان من المشهد..
موسيقى...
يدخل جندي يحمل جثه شهيد مقطعة الاوصال ( اليدين واحدى الساقين ,,, والوجه مشوها )
يضعها ارضا يتنفس يبكي وبحالة اقرب الى الهيستريا
الجندي : غريبا على ارضك تتجرع الموت غصة بعد غصة , وحيدا لاشريك لك فيه . ايه ياراضي غادرك الاحباب الواحد تلو الاخر لاتدري هل اختاروا ميتتهم ام اختارت لهم الاقدار ذلك.
(مستذكرا وهو يتوجه نحو الجثة الثانيه.. سعيد )
الجندي :سعيد.. سعيد (يحاول ايقاضه ) لم تكمل بعد ذلك النقاش مع فرحان , كنت قبل ساعات تسأله عن طعم الموت وعن رائحة الشهاده , كنت مشغولا عنكما بمراقبة الساتر وكان فرحان يحلم,,, دون جدوى .. هل اجابك عن ذلك؟
سعيد اجبني ما طعم الموت , امي وصفته قبل ان تموت ( الموت مر ياولدي ) كنت اشك في ذلك وقلت ربما لأن طعم السكائر لازال في فمها فهي تشعر بالمرارة .. وانا اشعر بالعطش.... سعيد هل عثرت على ماء في المقطوره؟ شربت قبل ان تذبح؟( يتفقد زمزميته يجدها مثقبه خالية من الماء يرميها الى السماء )... مياه الانهار العذبه تلعق فيها الكلاب... لا ادري لم اشكو وحدتي , .... غربتي , .... عطشي.
(مشيرا الى الجثة الاولى )... الزائر الجديد جاءك مخضبا با لدماء, مات عطشا وجوعا قبل أن يذبح... انهض يافرحان استقبل ضيفك فاني احب ان ارىكيف ستسقبلونني في اليوم التالي .. ازح عنك هذا الخمول تحرك فانت اليوم نظيفا اكثر من امس دماؤك جفت وعطرك فاح شفتاك مخضبتان ووجهك ازداد بياضاً , انت الفائز اليوم في مسابقة الجمال التي كنت تقيمها يوميا ( اخوان تره انا احلاكم ) , انت الاجمل فقد حلقت لحيتك ولقطت وجنتيك وحاجبيك , انت متهيأ هذه المرة اكثر من غيرها للقاء رباب.. كنت تراهن بأنك ستظفر بقبلة من وجنتيها أن رأتك بهذا الجمال ..... وأمك ( خالتي ....( يبكي ويؤدي اغنية شعبيه وهو يبكي خاله شلون بيه مادريتي).... ستضمك حتى انقطاع انفاسها وستقبلك عضا كما كنت تقول كأنها تريد ان تعيداجزائها التي خرجت قبل اعوام من بطنها .
(يصل قريبا من الجثه ) ... سعيد يامن قبلتك الارض قبل كل الاحبه, الارض وحدها تعرف كيف كانت ملامح وجهك عند القبلة الاخيره سعيد .. ماذا لو استبقوا لنا جزءا من رأسك واضح المعالم, عينيك او شفتيك كي تطل علينا بابتسامتك الخجوله في تلك الليالي الموحشه( راضي اذا تريد تنام روح انا ما جايني نوم راح الزم واجبي وواجبك ويجوز اجرها للصبح).....
انا باق معك ساخدر الشاي وكن مستعدا لاكمال موضوع البارحه
(يتطلع الى الساتر .. حيث اصوات الانفجارات )
يبدو ان هجوما على تلك الجبهة قد بدأ ( يشعل الجوله ويعد الشاي )
حالة الانذار قصوى يتنبأون بهجوم اخر على جبهتنا ( ينظر الى سعيد بمراره )
سعيد مابك مالذي يقلقك الى هذا الحد....
(يجيب بلسان حال سعيد) .... كل الاشياء تحاصرنا... ملابسنا و اكياس الرمل.. القذائف .. حاجاتنا... تلك الاقنعة( مشيراا لى اقنعة الوقاية من الضربات الكيمياويه )... عالم مرعب تلك الاقنعه .. اقنعة للدخان واخرى للمبيدات واقنعة لفتح البطون اقنعة على صناديق العتاد واخرى على واجهة المسرح... اقنعة يرتديها رواد الماتم والعزاءات واخرى يرتديها المتلصصون عليهم... لثامات حمراء وسوداء وبيضاء كل حسب هويته... الكل مقنعون
لحظه واحده من فضلك لم افهم شيئا مما قلته .. الشاي اصبح جاهزا وقدح كبير من يجعلني افهم كل شيء
لا ادري لماذا لا استطيع ان اتحدث مثلكم , من اين تاتي بكل تلك الكلمات,, ربما لانني حرمت من اكمال تعليمي لا استطيع ذلك.. ولكنني ساحاول,,,,, ماذا لو ايقضنا فرحان ليشرب معنا الشاي ويعينني على فهم افكارك
فرحان.. فرحان( للجثة الثانيه)
استيقظ فقد نمت كثيرا هذه الليله ..خذ هذا شايك وشاركنا الجلسة ارجوك.. انت تفضل الشاي باردا لا ادري لماذا
فرحان .. فرحان , هيا حدثنا عن الكلية والمسرح والممثلين عن مغامراتك ومقالبك عن الحسناوت في كلية الفنون
عن الاناقة والعطور الجميله وعن حبك الذي لم يفلح
ارجوك استيقظ مثل لي دورا من ادوارك المضحكه ماعدت اطيق الصمت
اريد دورا مسليا .. اترك عنك الادوار الجاده
لقد خدمت الدولة بخدمات جليلة تقر بها ولامزيد ...( هاي شنو) .. وبعدين)
هل دفعوا لك اجرة السيارة التي تقلك الى اهلك عند منحك الاجازة الدوريه؟
وماذا ستحمل في حقيبتك الخاوية من هدايا للصغار غير الملابس القذره
غيرك ممن امطرت عليهم السماء يغدقون عليهم الاموال بأسماء وعناوين مختلفة اموالا تعفيهم حتى عن تلك الخدمة الجليله التي تتباهى بها انت وصاحبك,, بطون ممتلئه وافواه لا تفارق الحلوى والمقبلات... سيارات فارهة لايعرفون كيف يديرون المذياع او الة التسجيل فيها..سهر ليلي مع الخمر والنساء( تدخل موسيقى الخشابه يرقص معها بالم ) ...........................
بطاقة تموينية اخرى ..زوج نساء وصندوق خمر وفخذ لحم ليليلا ( يخرج دفتر الخدمة العسكريه من جيبه يمزقه بطريقة القاء النقود على الراقصات في تلك الليالي)
مايصرف في ليلة واحدة اضعاف مانحصل عليه في سنة كامله (تنسحب الموسيقى)
وحين نمر عليهم بملابسنا تلك نكون مثارا لسخريتهم البائسه فهم ينتشرون على قارعة الطريق بعد ان يستيقظوا مبكرين في الساعة الحادية عشر ظهرا بانتظار عودة الاعراض التي ندافع عنها ..... الطالبات يعدن من مدارسهن
لتستقبلهن تلك الافواه الفاغرة التي لاتخلومن بلادة رخيصة...
وحتى الفتيات تخلن عن تلك الفكرة القديمه , شاب وسيم يحب حبا حارا يشتغل عاملا في الطين يوما او يومين ويستعير قميصا اوحذاءمن صديقه يضحي باشياء من اجل لقاء .. اموال الزكاة.. السيارات الفارهة وزجاجات العطر المستورده غيرت كل شيء (صمت وذهول )
الله الله ( يصفق ) .. ماهذا يافرحان انت تتحدث عن الاشياء وكأنك حين تمر بها كنت تحمل الة تصوير... اما انا فلا اشعر بذلك
حقا ان العقل نعمه.. ساحاول ان اكون مثلكما صدقني
( يرتفع صوت القصف ويقترب منه .. تسقط شظايا على الموضع )
(يجمع الجثتين يلملم الاجزاء المقطعه يحميها)
(سعيد خومابيك شي) ... فرحان لاتهتم القذائف ما زالت بعيده
( خوف ادري بيكم ماتخافون )
الان انا بدأت اخاف... ثقل حملي .. جف فمي .. معدتي تتعتصر جدرانها .. اخاف ان اترك موضعي اخاف ان لا اودي الامانه.. اخاف ان لايصل منا احد لاهله
سعيد .. الان فقط فهمت قلقك .. الان تجرعت حصارك
حصارك مرعب ياسعيد...قذائفهم.. طائراتهم ..ساستهم يحاصرونك .. ونحن ايضا نحاصرك
اكياس الرمل .. ملابسنا الصفراء... بنادقنا .. ضابط الاعاشة حين يهرب الارزاق يحاصرك ايضا
لا ادري كم انا ( فطير ) لم اكن اشعر بذلك .. كنت تشعربه لوحدك فكنت احاصرك
(يقترب صوت القذائف)
لاتنظر لي هكذا لست جبانا او خائنا ستصل الى امك هذا عهد مني
(هامسا لنفسه ) .. ياله من عهد.. كيف واي هدية تلك التي تحملها معك
فرحان مالذي يضحكك اتظنني جننت ام انك فرح بما انت فيه .. اطمئن ياحبيبي ستصل الى امك وهذاعهد
يلملم الجثتين يضعهما على بطانيه يسحبهما و يتصاعد القصف
ساخرج من هنا .. لا ربما اصبحت تلك الارض معركة
ساخرج بهذا الاتجاه .. لا لا اريد ان اقع بايديهم
اذن من هنا .... فرق الاعدام
ساخرج من هنا (باتجاه الجمهور ) .... هل فيكم من يحميني؟


انتهت
البصره 1993

*قدمت في مهرجان البصره المسرحي في التسعينيات



#سامي_عبوداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزا البط .... في البصره
- عبد شاكر الحالم بمملكة الثقافه.. سقط في محرابه
- عيدكم جوع ومفخخات ...عمال العراق
- نقيق
- الوداع ثانية
- صور
- شظايا مرثية فلاح بن شاكر


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبوداوي - مونودراما - الهذيان -