أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طالب مراد علي - حول الهجوم الأخير على موظفي الأمم المتحدة















المزيد.....

حول الهجوم الأخير على موظفي الأمم المتحدة


طالب مراد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 09:45
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هذا النص ليس ناتجا أو معبراً عن موقف أخلاقي أو سياسي بل هو توضيح لأمور بها بعض اللبس أضعها أمام القاريء بصفتي رئيساً لرابطة العاملين بالأمم المتحدة بالقاهرة، وهي تجمع مهني يضم 1300 موظفي - منهم نحو ألف مصري، يمثلون 25 منظمة دولية مختلفة الاهتمامات تتبع للأمم المتحدة ووكالاتها الدولية، 8 منها إقليمية تتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقراً إقليمياً لها،وحيث يوجد الكثيرون من الموظفين الدوليين المتقاعدين أيضاً فالقاهرة هي من أهم العواصم التي تضم وكالات دولية وربما تأتي بالمركز السادس في هذا الصدد، لقد لاحظنا مؤخرا أن بعض سفراء النوايا الحسنة الإقليميين لوكالات الأمم المتحدة قد دأبوا على إطلاق تصريحات بها إساءة واضحة لموظفي الأمم المتحدة، بسبب رفضهم لما حدث في لبنان من مجازر ضد المدنيين.
أود أن أوضح أولا أن هناك خلط رهيب يمارس من قبل الإعلام و بالتبعية لدى رجل الشارع العادي في الفرق بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة؛ فهيمنة دولة على مسار عمل منظمة ما في بعض الأمور السياسية منها و المتعلقة بالشرق الأوسط لا يعني أن نساوي بين الاثنين في حكمنا على كل الأمور.
والأزمة اللبنانية الأخيرة خير مثال على هذا، فقد حمل الكثيرون الأمم المتحدة نتائج ويوميات الحرب على لبنان.
نعلم جميعا أن للأمم المتحدة تاريخاً طويلاً فيه النجاح مثلما فيه الإخفاق، وتمضي السنوات و يمضي معها الأداء الايجابي و السلبي للمنظمة الدولية، ويبدو أن الإخفاق كان محطاً لأنظار الكثيرين فلم تنجح الأمم المتحدة في حل مشاكل عدة بالعالم أقربها مشكلة الصومال التي تتجدد كل فترة وعايشتها شخصياً لمدة 10 سنوات، ومثل برنامج "النفط مقابل الغذاء" السيء الصيت والذي استمر لسنوات يدار بطريقة فاشلة شابها فساد كبير يكشف عنه كل يوم.
ويلعب الإعلام دورا في تحميل الأمم المتحدة أخطاء و خطايا النظام العالمي الذي هو توصيف للعلاقات بين الدول الكبرى وليس للأمم المتحدة هي التي أنشأته مثلما ليس بوسع موظفيها أن يغير فيه.
يخلط البعض بين الأمم المتحدة و الولايات المتحدة، مثلما هناك خلط بين مجلس الأمن و سيطرة الخمسة الكبار بطريقة ما على أدائه بحكم مالهم من مقاعد ثابتة وحق النقض، الأمم المتحدة منظمة دولية تضم أكثر من 180 دولة، يمكن الاضطلاع بالكثير من الأدوار عبرها لصالح نصرة الشعوب وتنمية مواردها ودفع السلام و الاستقرار بكل بقعة من هذا العالم.
هناك عبارة من مزرعة الحيوان لجورج أور ويل تقول " إننا جميعا متساوون و لكن هناك من هو متساوٍ أكثر بيننا"
إنها وصف جيد لكيف تدور الأمور في مجلس الأمن مثلاً بمقاعده ال15 حيث هناك 5 مقاعد محجوزة لدول من حقها استخدام حق الفيتو على قرارات ربما تصوت لها غالبية دول الأمم المتحدة في الجمعية العمومية.
هذه قوانين المنظومة الدولية وليس بوسع منظمات تابعة لها أن تغيرها مثلما لا يمكن تحميل متخصصين بالزراعة أو الصحة أو البيئة أو الطفولة بوكالاتها تبعات هذا الوضع.
أما بخصوص تركيب المنظمات التابعة بصورة أو بأخرى للأمم المتحدة فهي أقسام عدة منها المنظمات Organizations و تلك لها جمعياتها العمومية ولكل دولة صوت متساو ٍولها ميزانية مستقلة مثل FAO , WHO.
وهناك منظمات تعرف بالبرامج Programs مثل UNDP البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وWFPبرنامج الغذاء العالمي ،وهي بدون جمعيات عمومية وتابعة للأمم المتحدة في سياساتها العامة و تنسق معها.
وهناك الصناديقFundsمثل اليونيسيف UNCIEF ولها جمعية عمومية بعدد أعضائها
وجرى العرف على تحديد واضح لمهام كل منظمة أو وكالة، مع درجة من التنسيق مع الوكالات المختصة ذات الصلة ومؤخراً صار هناك تداخل في عمل هذه الهيئات الدولية، وإن احتفظت باستقلالية نسبية،و قد ظهر بعض هذه الوكالات مبكراً في نفس توقيت بدء عمل الأمم المتحدة وربما سبق عمل بعضها المنظمة الدولية بأسابيع.
وقد سنت الأمم المتحدة أن يكون لها ممثل أو سفير لشئون السلام العالمي و كان هذا المنصب محدود للغاية شغله أشخاص لهم ثقل ومعروفون عالمياً مثل بيتر استينوف وكالفنانة العالمية أودي هيبورن مثلا، و لكن مؤخراً في عهد كوفي عنان ارتفع عدد السفراء و أصبحت المنظمات أو الوكالات المتخصصة تعين شخصيات عامة و بالأخص الفنانين كسفراء عالميين و إقليميين في مجالها، أي أن مهامهم هي المساعدة في مهام إنسانية متصلة بعمل هذه الوكالات داخل نطاق المنطقة أو الإقليم الذي تعمل بها، و عربياً يوجد12 سفيرا للوكالات المذكورة، من مصر 5 ومن سوريا 2، ورغم أن الكتلة السكانية العربية لا تتعدى 4% من العالم فإن عدد سفراء النوايا الحسنة لمنظمات الأمم المتحدة بلغ 12 أي ثلث سفراء النوايا الحسنة بالعالم كله و كان يفترض أن يستغل هؤلاء السفراء مناصبهم لخدمة منطقتهم ومشاكلها، وقد ابلى بعضهم بلاء حسناً في هذا الصدد، لكن للأسف الشديد تابعنا هجوم بعض هؤلاء السفراء على الأمم المتحدة و موظفيها بطريقة تنم عن خلط شديد للأمور، ووصل الأمر إلى تصريح أحد هؤلاء - وكان سفيرا إقليميا سابقا لأحد البرامج انتهت مدة عمله في سبتمبر من العام الماضي حسب موقع الأمم المتحدة- قال فيه أنه"لم يرفض مسئول بالأمم المتحدة ما يحدث في لبنان" وهذا ليس صحيحا فقد اعترض الكثيرون على قصف الأهداف المدنية، وأضاف أنه رفض التعاون مع مؤسسة وجودها أصبح غير مبرر وأن الأمم المتحدة أصبحت بلا دور فتلك المنظمة الدولية أصبحت مسخة في يد الولايات المتحدة" وهو هنا يخلط بين المنظمة الدولية و بين قواعد عمل مجلس الأمن، وأضاف "تلك المنظمة التي تحولت إلى ديكور بلا معنى وعدم وجودها أفضل فهي لم تفعل شيئا مما يحتوي عليه ميثاقها" لكنه لم يقل لنا ماذا سيكون مصير المشاريع التنموية و الصحية ومعالجة الأوبئة و الكوارث و الحالات الإنسانية عند الحروب إذا أغلقت الأمم المتحدة أبوابها؟ يجدر الإشارة أن المناطق الأكثر التهابا بالعالم موجودة بمنطقتنا العربية و العالم الثالث وبحاجة دائما لتدخل دولي، لقد قال السفير السابق أنه " سأشرح لزملائي سفراء النوايا الحسنة لماذا استقلت حيث أن ما يحدث في لبنان يواجه بتعتيم إعلامي شديد لذا نخاطب العالم باللغة التي يفهمها" وهنا يمكننا أن نسأل لماذا سيقوم بهذا الدور الإعلامي إذا كان يجد في الأمم المتحدة كلها تضييعا للوقت والمال؟ أليس الإعلام أحد وسائل الدول المهضوم حقها في فضح الظلم الذي تتعرض له؟ أليس من ضمن عمل سفراء النوايا الحسنة هو التخفيف عن الضعفاء باستخدام مناصبهم و شهرتهم لجلب مزيد من العون و المساعدات لهم؟
ثم لماذا يصف موظفي الأمم المتحدة بأنهم "والعاملون بها ليسوا أصحاب مواقف حقيقيين لكنهم يتاجرون بأحلام وطموحات وآلام البشر"
ما دخل موظفين مختصين بشئون عدة منها حتى ماهو غير سياسي على الإطلاق في قرارات تخص تصويت حكومات، قرارات تصدر عن مجلس الأمن وتخضع مسبقاً لقواعد التصويت التي سنت قبل أكثر من 60 عاما؟ لماذا إهانة الآلاف بكلمات من هذا القبيل؟ وهل اكتشف السفير السابق أن آلاف الموظفين هم تجار وخبثاء الآن فقط؟ ألم يتعامل معهم لثماني سنوات متوالية؟ أليس هناك موظفون دوليون يموتون أثناء وجودهم في مناطق متخمة بالحروب و الصراعات؟ أليس التاسع عشر من أغسطس هو الذكرى الثالثة لمصرع سيرجيو فييرا دي ميليو ممثل الأمم المتحدة بالعراق و عشرات معه من موظفي المنظمة المذكورة عندما أستهدف مقر المنظمة الدولية ببغداد؟ " أليس هناك موظفون يعملون ميدانياً في مجالات التنمية وحماية اللاجئين و النازحين والمشردين في أسوأ الظروف؟ أليس هناك عرب ومسلمون ومصريون بهذه المنظمة الدولية؟ هل ينكر أحد أن جهد الموظفين الدوليين أحيانا في بعض المجالات قد يفوق جهد الحكومات و الساسة؟

والمدهش أكثر أن تصريحات السفير السابق بما فيها من هجوم على المنظمة الدولية قد وضعت في الموقع الاليكتروني لوزارة القوى العاملة والهجرة المصرية.
إن هذه التصريحات تجعلنا نسأل هل هذه طريقة لائقة للانسحاب من مهمة إنسانية بمنظمة دولية؟ هل حقيقة عثرات أداء الأمم المتحدة كانت خافية طوال مدة التعاقد مع الوكالات التابعة للأمم المتحدة و لم تظهر سوى في أزمة لبنان الأخيرة ؟

ثم إن المتابع لموقف الأمم المتحدة- وهو ليس دفاعا عنها بحال من الأحوال- سيلاحظ أن أمينها العام قد اتخذ قراراً بتقييم خطورة الأوضاع في لبنان مع بدء العمليات العسكرية والهجوم على مناطق بها مدنيين، و حدده عند الدرجة)4) في سلم أمان عمل المنظمات الدولية وهي لمن لا يعلم درجة تسمح ببقاء الموظفين الدوليين بها و كان يتوقع من اليوم الأول للهجوم أن يرفع مستوى الخطر إلى الدرجة 5 وهي الدرجة الأعلى حيث يتحتم على الموظفين الدوليين و أسرهم ترك لبنان فوراً.
وها هي منظمات الأمم المتحدة تواصل عمليات المساعدة وتدعو قبل يوم مثلاً لوقف تسرب الزيت البترول على السواحل اللبنانية بسبب القصف الذي طال موانيء لبنان أثناء الأزمة الأخيرة.
إذا نظر المتهكمون على دور الأمم المتحدة لها كمنظمة هي مجموع لإرادات الشعوب فعليهم أن يواصلوا العمل في ساحاتها المختلفة على تفعيل الاستجابة لمطالبهم العادلة، إن كوفي عنان موظف كبير يرأس منظمة دولية بها الكثير من الهيئات التي يمكن العمل عبرها لحل مشاكل العالم، ولكن إذا رأوا أن الصورة قاتمة إلى هذا الحد فلماذا قبلوا العمل لسنوات مع منظمة وصفوها بأنها دمية و لا طائل من وجودها؟ أما الهجوم على موظفين دوليين والاستعداء عليهم فهو في غير محله ، فما هو ذنب متخصصين في الزراعة أو الطفولة أو الصحة مثلا في شئون سياسية بالمقام الأول؟ ألم يفكر مطلقو التصريحات النارية تلك أنها ربما قد تستخدم هذه من قبلالبعض كذريعة لاعتداءات على الموظفين الدوليين أو على مقار للمنظمات الدولية بالقاهرة والتي يعمل بها أعداد مضاعفة من الخبراء والإداريين المصريين كموظفين محليين؟
أما الانسحاب المتوالي لسفراء النوايا الحسنة و هجومهم على الأمم المتحدة بهذه الألفاظ فقد يعيد النظر في جدوى تعيين آخرين لمناصبهم طالما أن هناك خلط كبير في المفاهيم و استغلال للإعلام في هجوم على موظفين دوليين كانوا حتى قريب و لسنوات يتعاونون مع هؤلاء النجوم.
إن هذا النص ليس إدانة أو رد على أحد بل مجرد توضيح ودفاع أعضاء رابطتي من موظفين ليسوا كما وصفهم النجم، و محاولة مخلصة لرفع الخلط وجذب التفكير لمنطقة جديدة في العقل تمكننا من فهم الأمور و العمل على استغلال المنظمة الدولية ووكالاتها المتخصصة لصالح رفاهية وأمان الشعوب المضطهدة وأكثرها بمنطقتنا العربية، وهو أمر يتطلب مزيداً من العمل الجاد والحقيقي، وليس مزيداً من التصريحات والتبرم بوضع لا ننكر أن فيه الكثير من الأخطاء لكن ليس بالكلمات الرنانة والاستعداء والهجوم يمكن الإصلاح.
القاهرة20أغسطس2006



#طالب_مراد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طالب مراد علي - حول الهجوم الأخير على موظفي الأمم المتحدة