أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء مهدي - جان دمو تربية الصعاليك بدل تربية الشعر















المزيد.....

جان دمو تربية الصعاليك بدل تربية الشعر


علاء مهدي
(Ala Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 486 - 2003 / 5 / 13 - 05:23
المحور: الادب والفن
    


 

إنهم رفاقك الخالدون.
فارغة الموائد
كقلب الليل
كمعادلات آينشتاين: وها أنت
تركض باتجاه سراب اللحظات
إنك ثمل . إنك ظمآن...
ثمل وظمآن أكثر مما ينبغي: وهذه الحياة
هذه هي اللانهاية

جان دمو


خلق الإنسان صعلوكا , ربما ذلك ما قاله جان دمو ذات يوم وهو يستحظر مقولة جان جاك رسو ( ولد الانسان حرا ) , خاصة وان هنالك ثمة تشابه بين جان الشاعر وجان الفيلسوف , فكلاهما عاشا مشردان , ناقمان , انفعاليان , وكلاهما خرج بمدرسة سيتخرج فيما بعد آخرون منها وهم يلوكون أفكار هذان المشردان  ذاتها .
الصعلوك جان دمو النحيف كموسيقى , الصامت إلا من شتائمه , المخمور في الصباح والمساء , الشاعر الذي بلا قصائد ولا دفتر ولا  قلم , هل كان جان دمو إفرازا حقيقيا لحقبة زمنية حيث حلقت أفكار الوجوديين الفرنسيين ممثلة بجان بول سارتر ( يا لها من مصادفة انه جان أخر ) كمندوب عن الفرنسية  الفرنسية واليوت كمندوب عن الثقافة الإنكليزية , لتحط في ارض العراق مثلما حطت في بقية العواصم الحضارية سواء أكانت من العالم الأول او الثاني او الثالث , تلك الدول التي لديها كم من الحضارة يؤهلها لا تستقبل الأفكار وتتفاعل معها   , هل ان جان دمو هو فعلا , وليد حقبة ثورة 1968 العالمية لا انقلاب البعثيين في العراق , هل كان جان دمو كل هذا العالم الذي دخله مخمورا وخرج منه واعيا  بان العالم لا يستحق أكثر من بصقة بوجه شاعر على طراز حميد سعيد .
ترى لماذا نتذكر جان دمو الصعلوك بينما تعفى  ذاكرتنا عن تذكر جان دمو الشاعر ؟
برأي لان ما يميز جان دمو هو صعلكته وصلعته لا شعره , فما عرف عن جان انه كان له تأثير في الشعر العراقي يوم من الأيام كما كما هو مع السياب وحسب الشيخ جعفر وزاهر الجيزاني وخزعل الماجدي وجيل الثمانينات والتسعينات , وإنما كانت لصعلكته الفعل المدوي  , انه من حقبة الستينات حيث كان التصعلك هو ديدن الثقافة العراقية ( يجب الاعتراف بان العراق دولة ثقافة شعرية لا سردية ) هكذا كان جيل الستينات , حتى المترفون منهم أولئك القادمون مما يسمى عائلات برجوازية في ذلك الحين فضل التصعلك على العيش في كنف العائلة البرجوازية  , هكذا كان بلند الحيدري ,بينما جاء  فاضل العزاوي ومؤيد الراوي وعبد القادر الجنابي ,  من عائلات فقيرة , اي إنهم كانوا متصعلكين بالوراثة , جيل الستينات كان اخطر الأجيال وكان أوعاها أيضا  , ففي حين كانت هناك  غابة تنمو  من التمرد  في صحراء العراق بعد ان زرع السياب ونازك والبياتي أول أشجارها , كان هنالك أيضا ركاما من الأميين يجوب حضارة العراق , كان هذا الجيل يعي انه سيقلب تاريخ العراق الثقافي , لذلك تسلح بالوعي ليكون سيفه الذي يقاتل به الدينصورات الى جانب خرجوه الاجتماعي المسيج  بالصعلكته كإحدى الخروج على نظم العائلة , القبيلة , الدولة ,   كان هذا الجيل  يريد ان يخرج الحياة  من نمطيتها لينفتح على الأخر والهم أشياء العالم كما  طالبت بذلك سيمون دي بوفوار ذات يوم , كواحدة من مطالبهم الغير معلنة ,  كان من الصعب في ذلك الحين ان تسير بسيارة  في خيام البدو , لكن هذا الجيل خرج بقصيدته ـ تصعلكه ـ سيارته , ليسير بين الخيام وبأقصى سرعة عرفتها البشرية   , لكن رغم ذلك كان حذرا , كان يبحث عن الوعي فتلك هي أهم تعاليم الوجودية التي نطقوا بها ان تعي وجودك وان تكون مسئولا عنه  , وعليه فانه كان يسير بخطين عموديين كان يعرف أنهما  سيلتقيان ذلت يوم  , كانت تهممهم  تلك الصدمة التي نشروها داخل المجتمع المجتمع , ليكون بعدها خطهم الذي رسموه بتنظيراتهم المعلنة وغير المعلنة  , وعليه أيضا كان نصهم هو حياتهم ومن ثمة كتابته ( الإسفار ـ لفاضل العزاوي مثالا ) . ولكن عندما تحرك العالم وفق ذائقتهم كان لزاما عليهم ان يخففوا من الضغط على الأخر والهم , ففاق أكثرهم من خمره الأمس , فاق باتجاه المعرفة ـ الوعي , لكن جان دمو بقى هناك وحده في ترك الأرض , بقى بأسلحته التي ابتكرها مع أشباهه ليحارب هناك , لكن الحرب انتهت يا جان دمو , والأطفال عادوا الى مدارسهم الأمهات الى أطفالهن والعاملات الى عمالهن , فلماذا بقيت هنالك وحدك في ارض المعركة ياجان دمو ؟
بقيت هناك بلا شعر  و بصعلكتك فقط , تبحث عن أشباه من الشعراء ليكملوا حربك التي لم تقع  لا حربهم , فأنتجت لنا كزار حنتوش , ونصيف الناصري وحسن النواب وحسين علي يونس .. أنتجت لنا أشباه أغرقونا بالشتائم التي ابتكرتها , وبالصراخ الذي ابتكرته أيضا , ليصرخوا في وسط حسن عجمي , أنا أفضل شاعر في العالم , شعراء بلا شعر , صعاليك بأمجاد زائفة . في حرب انتهت  يا جان دمو , كدت ان تخرب الشعر الذي نحب , لولا حسب الشيخ ولولا زاهر الجيزاني ولولا  كمال سبتي ولولا محمد مظلوم ولولا محمد تركي النصار , ولولا احمد عبد الحسين ولولا جمال الحلاق ..(  وآخرون قبل هذا الوقت )  ....
هذه الكتابة ليست ذم بك يا جان فيجب على الجميع ان يعترف بأنك كنت مقاتلا نبيلا ,  فارسا من العصور الوسطي , أنت من ذلك الطراز الذي ما ان يدخل حربا لا يخرج منها إلا وهو جثة هامدة , هكذا كنت لكن حربك انتهت يا جان دمو , ومن يحملون الآن سيوفك ليس أكثر من دجالين , إنهم انتظروا موتك طويلا ليقولوا كنا محاربون مع جان دمو لم نتركه وحده في ارض المعركة , الجميع كان يعرف بان المعركة انتهت , لكن الكارثة إنهم لا يحملون وعيك , والادهى إنهم لا يحملون نبلك , شاهدناهم يرتزقون وشاهدناهم يبيعونك في الأزقة الخلفية , يبيعون المبادئ التي حملتها , تلك المبادئ التي جاء بها جيلك , لقد انتهى زمنك فلذا نراهم الآن بلا زمن , إنهم وحدهم من سيكونون بلا أمجاد , اما أنت فقد ذهبت بمجدك وبجسدك النحيل وفي يدك عشبة جلجامش .
أنني أريد ان اردد الآن
أغنية ( غافروش ) الساخرة في رواية ( البؤساء) لفيكتور هيجو إنها غلطة ( فولتير) إنها غلطة ( روسو)..".
لأقول إنها غلطة جان دمو 

علاء مهدي
[email protected]



#علاء_مهدي (هاشتاغ)       Ala_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين زمنيين عن علاء اللامي والباججي و الجادرجي والجلبي ومكية
- الكويت تستقبل الحريري بالبيض الفاسد والباججي والمجلس يتسولون ...
- نداء من اجل تحرير العراق من الجزيرة مثلما تحرر من الدكتاتوري ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء مهدي - جان دمو تربية الصعاليك بدل تربية الشعر