حسن نصرالله وسلطة العقيدة

حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 05:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

( اهم ايجابيات الحرب هو الياس من الحرب ..غسان تويني )

يبقى صحيحا ان الذي يجري في لبنان يتحمل مسووليته نصر الله ومقاومته نعم وحدهم يتحملون المسوولية .
انه العمل الذي يتعارض والمصلحة الوطنية للشعب اللبناني وكذلك المصالح الوطنية لشعوب المنطقة .
نحن نتحدث عن حالة حرب غير متوازنة لانستطيع بشعار " الله اكبر " او رفع رايات حزب الله على الجسور
المحطمة اوبسلطة العقيدة ان نحقق النصر .

اسرائيل تحارب ليس فقط بقوتها العسكرية وانما كذلك بقوة نظامها السياسي الديمقراطي المتاتي من قوة البنى
الاجتماعية التي وفرتها قوة البنى التحتية المعكوسة على الاقتصاد الجيد والحياة الجيدة للاسرائيليين المتمتعين
بالحرية والكرامة وهذا ما يفتقده العالم العربي من محيطه الى خليجه . هذه حقائق ربما لاترضي قادة " سلطة
العقيدة " وجماهيرها المعمية دينيا .
اننا قادمون من هزائم متكرره منذ 1948 الى الان وهزائم ليست على المستوى العسكري فقط وانما هزائم حضارية
وفكرية وجغرافية . هذه الهزائم لم تتمكن صواريخ " صدام " سابقا او صواريخ " نصر الله " الان ان توقف الهزيمة
اوتحقق النصرالعسكري انه الاختيار الساذج في عدم معرفة الواقع وكذلك يعكس الوعي المشوه والمتخلف لااصحاب
الصواريخ وعدم حساب المسافة مابين المعرفة والسلطة .

انتماء حزب الله الى الحكومة " انتماء مراوغ " حيث لم يجر مشاورة الحكومة او اخذ رايها في مغامرة " الحمق الصادق"
وهذا يوضح الوجه الاخر لحزب الله
هذا الحزب ولد من احشاء جمهورية ايران الاسلامية وحملته على اكتافها واوجدت له اخوة بزواج غير شرعي في العراق
وسوريا وفلسطين هذا " الوليد " حظى بمباركة ايات الله ما ان اشتد ساعده حتى وضعوه في خندق المواجهة ضد
هذا الذي يسمونه " عدو الامة الاسلامية " ليتحول الجنوب اللبناني الى مستعمرة دينية ايرانية لا بل قل قاعدة عسكرية ايرانية
وان كانت واجهتها لبنانية تضم مئات من العسكر الايرانيين والعمل يجري على نفس المنوال في الجنوب العراقي والمرشح
لذلك " مقتدى الصدر " ومقاومته جيش المهدي .في محاولة من ايران لان تكون قوة لها تاثير على ساحة الشرق الاوسط ولذا
فهي ساعية في تطوير برامجها النووية وكذلك تعمل على جعل العراق منطقة غير مستقرة بغية خلق مصاعب للولايات المتحدة
وكذلك عرقلة العملية السياسية الجارية في العراق من خلال تاجيج الصراع الطائفي بدعم الميلشيات الشيعية المتطرفة بالمال
والسلاح كما كان العمل قائم في الجنوب اللبناني .

المنطقة العربية لازالت تتربع عرش هزائم 1967 و 1982 والتي اسماها نصر الله هزائم منتهية وهويريد بسلطة العقيدة
ان يهزم سلطة الراى العام ليعيد الاشكالية للواقع الذي هزمنا فيه وهو انعدام العقل والحرية والحوار والنظرة التاريخية
وستكون هزيمة تموز 2006 مكملة لهزيمة تموز 1982 والتي اكملت هزيمة 1967 وسينتحر الشاعر الكبير خليل حاوي
ثانية احتجاجا على حماقة نصر الله .

الخلل في البنى الاجتماعية في المنطقة العربية فسح المجال للعسكر ان تملا الفراغ السياسي لتاتي احداث مصر 1952
والعراق 1958 وليصبح العسكر قادة التغيير الاجتماعي وقبلها انفلاب بكر صدقي في العراق 1936 وحسني الزعيم في
سوريا 1949 هذه الانقلابات شكلت بداية طريق الدم والتطرف السياسي والديني في هذه المجتمعات وكذلك مصادرة
الحقوق المدنية وتدمير الطبقة الوسطى الناشئة ليحل محلها العسكر الهمجيون واكثر الاحداث

ماساوية ودموية جرت في العراق بعد انفلاب تموز 1958 وانقلاب 1963. ارست الموسسة العسكرية مفهوم الدولة القومية المدعوم من
الاحزاب ذات التوجه القومي البعث / القوميون العرب . وهذه الانظمة لم تجلب غيرالقمع والارهاب الكوارث والهزائم المتلاحقة وحروب
خاسرة دفعت الشعوب العربية ثمنها . لننتقل الى الحروب الطائفية والعشائرية والحروب الاقليمية والاهلية لتستمر الحرب
اللبنانية ثمان سنوات والحرب العراقية الايرانية ثمان سنوات .ليفرز هذا الوضع التيارات الدينية المتطرفة لتعود ثانية الى
اساليب الارهاب المسلح بدعم العسكر لهذه التيارات بعد ان حاربوها في فترة ما ..
ايران تصرف الملايين من الدولارات على الجمهورية الاسلامية في حي " بئر العبد" فالجنوب اللبناني دولة قائمة بذاتها
وترسانة حزب الله العسكريه عشرات اضعاف الدولة اللبنانية من السلاح وكذا الحال الى حركة "حماس ".
هذه القوى الراديكالية تحاول ان تطرح نفسها " ألبديل " بعد فشل الدولة القومية من خلال اقامة الدول الدينية في العراق
فلسطين / مصر / الجزائر / الصومال /السودان ومحاولات نصر الله في لبنان .
الفجوة الراهنة في البناء النهضوي في المنطفة العربية وبضمنها لبنان رغم اختلافه النهضوي عن باقي المنطفة العربية
ساعد فوى التيار الديني الراديكالي المعادي للتطور والنهضة ان تنمو ويتحول عملها الى عمل مسلح يريد الوصول للسلطة
وهذا يعني عصر من الظلام والتخلف سيلف المنطقة وهذا مالاحظناه في بداية تسلم "حماس " السلطة وكذا الحال ماتفعله
في ما تفعلةالقوى المتطرفة السنية والشيعية في العراق .
ان حماقة " الوعد الصادق " ليس لها افاق وانها فورة انفعالية تعكس ايديولوجية حزب اللة والحركات الاسلامية المتطرفة
المتسمة باللاعقلانية . وسيظل الحركات الاسلامية المتطرفة مصدر قلق ومشاكل وعدم استقرار للمنطقة ولشعوبها

#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات