أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسن أحمد عمر - أبطال خلف لوحة المفاتيح















المزيد.....

أبطال خلف لوحة المفاتيح


حسن أحمد عمر
(Hassan Ahmed Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 1623 - 2006 / 7 / 26 - 08:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


من رحمة الله سبحانه بنا أن منحنا العقل والعلم والحرية , فقد ترقى العقل البشرى (( الحر)) ووصل بالبشرية إلى رقى حضارى منقطع النظير فى شتى مجالات الحياة , فقد غطت التكنولوجيا كل مناحى الحياة حتى تحولت الدنيا على سعتها إلى قرية واحدة , فإذا هرش مخلوق رأسه فى طوكيو تحدثت عنه وكالات الأنباء قبل أن تنزل يده التى يهرش بها لكى يعلمها أهل الصين والهند والسند وكوالالامبور وبوركينا فاسو , فيا لفرحة العالم ويا لسعده بهذا التقدم المبهر المذهل الذى جعل من جهاز الكمبيوترأو اللاب توب مرصدا لإرسال ما تريد واستقبال ما تشاء من أحداث وكتابات وقصص ومقالات وصور وأغانى وأفلام وتحقيق أحلام وبيزنس وكسب وخسارة وسوق وسويقة وشارع رهيب مدهش يعج بالملايين من كل شكل ولون وكل واحد يبيع بضاعته بالسعر الذى يروق له ولم يحرم اللصوص والحرامية من مكانهم ومكانتهم على شبكة النت المتناهية الدقة واللامتناهية المساحة , فانتشر اللصوص يسرقون الأموال والفلوس ويخربون المواقع كالتيوس , ويدمرون الأحلام ويعوقون الأقلام , ويسرقون الآمال والذكريات , ويشيعون فسادهم على شكل فيروسات , تسلب الحقوق ,وتنشر الفسوق , وتعيث فسادا فى كل شارع ومحفل وسوق0
أصبح النت متنفسأ عظيما للكاتب والقارىء العربى معا بعد زمن من القهر والإضطهاد والذل والإستعباد إمتد على مر تاريخ العرب الكرام لقرون طويلة , عانى منها الإنسان العربى معاناة وصلت إلى عنان السماء , حيث قتل واغتيل , وجلد ورجم وأعدم وصلب , وحورب فى رزقه ومصدر عيشه , وحقر وسفه وحرم من حقوقه , وحرم من مجرد النطق برأيه , وذل وكبت وقهر وأرغم على عمل ما يكره , ورؤية ما يأبى وممارسة ما يرفض , كل ذلك ذاقه الإنسان العربى على مدى قرون طويلة حرصأ من الملوك على كراسى الملك ومن حواشيهم على مناصبهم ومكاسبهم ومتعهم الخاصة وسرقاتهم اللانهائية وطموحاتهم المجنونة الغير محدودة , فكان المواطن المسكين قليل الحيلة هو الضحية دائمأ , ودفع كرامته وحريته وإنسانيته ثمنأ غاليأ لمهاترات المجرمين , ولأطماع الخونة والظلمة والطغاة على مر تاريخ أسود طويل , وليل حالك لا ينتهى , فكان هذا سببأ فى كبت رهيب أصاب العقل والقلب العربى معأ فى مقتل وأدى بهما أن ينفجرا فى الإنترنت كل هذا الإنفجار الرهيب المذهل والذى أخرج لنا عواطف جياشة , خرجت على هيئة قصص وشعر ومسرحيات وصور وأفلام وأغانى , و فكرا متنوعأ خرج على هيئة كتب ومقالات ومؤلفات واجنهادات , ما بين المستنير والمتحجر وما يدعو للتمسك بالماضى لدرجة الجمود وما يدعو للحداثة لدرجة الإنحلال الأخلاقى , ومنهم الوسطيون الذين يريدون الإستفادة من الحداثة مع الإحتفاظ بعبق الماضى وتراثه نأخذ منه ما ينفعنا ونترك ما لا يلزمنا كما يقولون0
راح كل كاتب محروم من النشر أو شاعر منزوى من فداحة القهر , راحوا يكتبون على شبكة النت ما يحلو لهم فمنهم مقتصد , ومنهم سابق بالخيرات , وكثير منهم ساء ما يكتبون وما يكسبون , فكتبوا باسماء كثيرة مستعارة , مما يؤكد أن الشخصية العربية ما زالت مهزوزة و منهارة , ولو أنهم صدقوا مع الله ومع أنفسهم ومع الناس لما أخفوا أسماءهم وأماكنهم وتخفوا خلف أسوار الخوف والرعب وراحوا يكتبون ما يرونه حقأ ويسطرون ما يرونه واجبأ وجهادأ وصدقأ من وجهة نظرهم طبعأ , فغيروا أسماءهم وانتحلوا أسماءأ اخرى حتى يتسنى لهم مهاجمة الحكام والحكومات والأشخاص والجماعات والجمعيات ويعرضون ما يكتبون غير خائفين و غير عابئين فهيهات أن تصل إليهم يد أو يعرفهم أحد أو يسجنهم أو يعذبهم كما حدث فى الماضى مما تسبب فى بتر الفكر وقتل العقل العربى الذى لم يعد يعيش إلا للتقليد والتكرار الممل فتعسأ لهم هؤلاء الذين فعلوا ذلك بالعقل والفكر العربى –أقصد طبعأ الذين قهروه وعذبوه واغتالوه--- تحت أى مسمى فحرموه من أهم معطيات التقدم والتحضر العلمى والفكرى وجعلوه فى آخر الأمم بل جعلوه متهمأ بالعجز والتواكل والتطفل على حضارة الأمم الراقية0
الغريب أنك تجد الشخصية العربية بنفس صفاتها فى أرض الواقع تجدها هى هى على النت , فالصراخ فى المؤتمرات وفرض الرأى وتوبيخ الآخر وتحقيره والإقلال من شأنه وعبادة الذات , وتأليه البشر , وتعميم الأحكام واستعماء المستمع والإستهزاء به وبفكره وبرأيه , والخروج من كل جلسة أو أجتماع أو مؤتمر بالنتيجة المعروفة وهى صفر , كل هذا تقرأه على النت فتصاب بالذهول لو دخلت منتدى عربيأ وقرأت كم الشتائم والتحقير والتكفير والتأكيد على دخول النار للمخالف والجنة للموافق وكأن الجنة والنار قد خصصت للعرب , وليس للأمم الأخرى فيهما نصيب , بل كأن الامم الأخرى ليس لهم علم بثقافة الجنة والنار والعذاب والثواب والخلود , حيث لا تجد أحدا فى العالم يتوعد الآخرين بالنار ويهدى الجنة لمن أحب إلا فى الفكر والثقافة العربية , ولا يقتصر ذلك على المنتديات بل يمتد طبعا ليشمل الصحف النتية بما فيها من مقالات هجومية تتهم الآخرين بالضلال والعمالة والجريمة والتآمر على الوطن دون سند أو دليل , و بعض الكتاب صنع من نفسه حاكمأ وقاضيأ وجلادأ , يصدر الأحكام وينتظر تنفيذها بأى شكل وصورة فسبحان الله الذى له الحكم وإليه يرجعون0
لم نتعود على عرض آرائنا بشفافية وحرية وشرف وتسامح وتقبل للآخر المخالف , بل تعودنا على ثقافة الإتهام والتكفير والتحقير والتصغير والإقصاء لكل من قال لنا 00 لا ء , ولكل من نهج غير نهجنا ودان غير ديننا , وهكذا انتقلت ثقافة المؤتمرات والمؤامرات العربية بكل ما فيها إلى النت , ولكن عزاءنا أن الشبكة العنكبوتية تقنية جديدة فى عالمنا وانها سوف تخلص وتصفو وتتطهر من الرجس مع مرور الزمن , فيتذوق كتابها لذة الحوار الهادف البناء المحترم الذى لا يرجو غير خير البشرية جمعاء بلا استثناء , والذى يعلم أن الله تعالى لو اراد أن يجعل الناس امة واحدة من قديم الزمان لفعل ولكنه سبحانه قال لهم فى بداية نزولهم للأرض الدنيا :-
(اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ )
* وأخيرأ أختم هذه السلسلة التى كتبتها عن الكاتب والقارىء وأصول الكتابة والقراءة والتعليق ( من وجهة نظرى) ولقد تكونت السلسلة من خمسة مقالات هى :
1- هل لا بد ان نكتب ؟
2- نعم لا بد ان نكتب
3- لقد كتبنا فأين القراء؟
4- التعليق من حق القارىء
5- ابطال خلف لوحة المفاتيح
وأرجو ان أكون قد وفقت لمجرد لفت نظر النخبة من الكتاب والقراء إلى وجهة نظرى المتواضعة فى هذا الصدد0



#حسن_أحمد_عمر (هاشتاغ)       Hassan_Ahmed_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليق من حق القارىء
- لكل كاتب غاية ولكل قارىء هواية
- نعم لا بد أن نكتب
- هل لا بد ان نكتب؟؟
- ملفات العقل البشرى
- تهميش الآخر..لماذا؟؟
- ثقافة الميكروباص
- زمان الحب
- حرية الرأى بين الإختيار والإضطرار
- أحلام كاتب مصرى
- وطنية على الورق
- كلام من فضة
- كائنات أخرى فى القرآن
- أبرار وأشرار
- ألمرأة الصخرية
- وداعأ زمن الثقافة
- فرسان وجرذان
- كذبة إبريل : صدام حسين يعترف بجرائمه
- تائبون أم لاعبون؟؟
- ألكذب الأبيض


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسن أحمد عمر - أبطال خلف لوحة المفاتيح