أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء المرابط - اصيلا ذات مساء















المزيد.....

اصيلا ذات مساء


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 1613 - 2006 / 7 / 16 - 00:06
المحور: الادب والفن
    


كانت أصيلة مساء يوم الاثنين 3 يوليوز 2006 على موعد مع حفل الافتتاح، هذا الحفل الذي عرف تقديم لوحات فنية و رقصات أداها أطفال الجمعية تحت عنوان أمي، كما شهد هذا الافتتاح لمسة من التراث الشعبي المغربي المتمثلة في فرقة الدقة المراكشية. وفي خضم هذا الجو الثقافي ألقى رئيس جمعية اللقاء المسرحي كلمة بالمناسبة، موضحا فيها البعد الإنساني والتواصلي الذي يهدف إليه هذا المهرجان مع الفعاليات الأخرى في ميدان الفن المسرحي وذلك طيلة الفترة الممتدة من 3 إلى 10 يوليوز 2006.
و افتتحت العروض المسرحية المبرمجة في المهرجان بمسرحية " دنيا هانيا " لفرقة الاتحاد و التحدي التابعة لجمعية دارنا بطنجة، و هي من تشخيص مجموعة من الأطفال المنتمين إلى جمعية دارنا المهتمة بإيواء الأطفال المتخلى عنهم و إدماجهم، وقد عرضت المسرحية في لوحات متعددة توضح واقع التشرد بالمغرب، ووضعية أطفال الشوارع المتسمة بالبؤس، ومشكلة الهجرة السرية و عواقبها المختلفة.
في حين شهد اليوم الثالث من افتتاح المهرجان حشود من الأطفال على أبواب قاعة السينما، في انتظار بداية العرض المسرحي الذي سيقدمه أطفال مدينتهم بجمعية اللقاء المسرحي و حوالي 11 و النصف رفع الستار على لوحات من مسرحية "عطر الضوء" التي تدور أحداثها حول مدينة يغزوها الظلام تحت سيطرة قوة طاغية يقودها الملك الخفاش الداعي إلى العتمة و الظلمة. لكن أطفال المدينة يتمردون على هذا الوضع مفكرين في كسر جبروت هذا الملك الظالم و إعادة الضوء إلى مدينتهم الجميلة.
وفي إطار الأنشطة التي ينظمها مهرجان أصيلة الدولي لمسرح الأطفال خلال دورته الثالثة، احتضن فندق وادي المخازن مائدة مستديرة حول موضوع: " البعد الاجتماعي لمسرح الأطفال" بمشاركة كل من راؤول باريخا من المعهد الدولي للمسرح المتوسطي
( اسبانيا)، والناقد الفني أحمد الدافري ( المغرب)، كاترين لوفرون المسؤولة الثقافية لبلدية لاروشيل ( فرنسا )، نجيب زقام من جمعية الشعاع المسرحي ( تونس). و ذلك يوم الأربعاء 5 يوليوز 2006 على الساعة الرابعة مساءا.
و قد افتتح المائدة المستديرة الناقد المغربي احمد الدافري الذي تميز عرضه بمزيج لغوي يجمع بين الفرنسية و العربية، مركزا في عرضه على تجربة جمعية اللقاء المسرحي بمدينة أصيلة. و التي عملت على خلق مجموعة من العلاقات مع الأسر و العائلات من أجل الحصول على ثقتهم، ليسمحوا لأبنائهم بممارسة المسرح، واعتبر مفهوم التنشئة الاجتماعية مفهوما مرتبطا بمعانقة الآخر، بما يعني أنه مفهوم يعارض الانغلاق، مركزا على البعد الاجتماعي لمسرح الطفل .
في حين تطرق راؤول باريخا إلى الحديث عن المسرح كمجتمع صغير، يتحرك أفراده من أجل صنع حدث ما له بعد تربوي و اجتماعي و ثقافي، لأن المسرح يختزن الحياة و إشكالية التواصل مع الآخر، ثم إن اللغة ليست أساس التواصل و إنما البعد الإنساني الذي يعكس من خلال تكرار عدة أدوار التي يلعبها الأفراد.
أما كاترين لوفرون فقد أشارت إلى تجربة مسرح المنطاد الأحمر بفرنسا، تلك التجربة التي ركز أصحابها على الأحياء الهامشية و التعامل مع الأطفال في وضعية صعبة، لأن العرض الحي قادر على التأثير في الطفل و توجيهه، خاصة وأن المسرح يعلمنا معنى التفاعل الحي مع الواقع المعاش.
و قد تحدث نجيب زقام من جمعية الشعاع المسرحي بتونس، عن مسرح الأطفال كمسرح موجه للطفل وطبيعة ممارسته في العالم العربي، حيث نجد طفل يمارس المسرح و آخر يشاهده هذه هي التنشئة الاجتماعية، خاصة وأن تونس لديها تجربة رائدة في المسرح، بحيث يعتبر المسرح مادة أساسية في التعليم (بكالوريا فنون).
وفي خضم هذا الجو الثقافي سجل الحضور عدة تدخلات مختلفة ساهمت أفكار أصحابها في إغناء النقاش حول الموضوع المطروح خلال هذه الجلسة، التي اختتمت على أساس أن يكون هناك نقاش آخر يصب في نفس الموضوع.
و كان أطفال أصيلة في المساء على موعد مع استعراض فني في الهواء الطلق بساحة برج القمرة، أثار إعجاب المشاهدين بلوحاته الفنية و الرقصات المتميزة التي أدتها فرقة كولومبلا السحر المقتدر من إسبانيا، التي لبت دعوة المشاركة في هذا المهرجان.
كانت الأيام تمر والمهرجان يعرف تألقا يوما بعد يوم بفقراته المتنوعة ، كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف مساءا من يوم الخميس ، عندما انطلق موكب الكرنفال الذي شارك فيه أطفال مدينة أصيلة وأعضاء الفرق المسرحية المشاركة في المهرجان ، حيث جابوا شوارع المدينة عارضين رقصات و استعراضات و لوحات تعبيرية متميزة، عائدين بالمسرح إلى بداياته الأولى ، إلى الديثرامب الإغريقي ، لما كان المسرح يعرف مشاركة مختلف فئات الشعب .
و يستمر المهرجان بعروضه المتميزة مع مسرحية " الكنوز الخالدة " لفرقة جمعية الشعاع المسرحي القادمة إلينا من تونس الخضراء، و التي قدمت عرضا مسرحيا متميزا شد أنظار الأطفال و الحاضرين في القاعة، و المسرحية ذات طابع خرافي مليئة بالحكم و العبر و الخيال الخصب، و الألوان المتعددة في قالب حكائي و لوحات فنية مشوقة. وذلك من خلال حكاية مجموعة من الأطفال أرادوا أن يتبادلوا كتبا طالعوها فمزجوا و خلطوا أوراقها و اخرجوا في الأخير الكنوز الخالدة، التي تهدف بشكل خاص إلى الترغيب في قراءة الكتب لدى الأطفال الصغار.
و في المساء كان أطفال أصيلة على موعد مع مسرحية " السحر" لفرقة معهد كولومبلا السحر المقتدر من اسبانيا و التي أتحفت الجمهور بعروض فنية و ألعاب سحرية من خلال مواقف مثيرة في عوالم السحر و متاهاته.
في حين قدمت الفرقة الوطنية لمسرح العرائس التابعة لكتابة الدولة المكلفة بالشباب من الرباط مسرحية بعنوان " بسمة الورود " و هي مسرحية العرائس ( الكراكيز ) يدور متنها الحكائي حول اخوين أحدهما طيب و متسامح و الآخر طماع و جشع يضحي بأخيه من اجل المال و الثروة الصغيرة التي خلفها والدهما ، حكاية شعبية تدور في قالب مشوق يؤديها عرائس الفرقة الوطنية.
و إذا كانت أغلبية العروض التي عرفها المهرجان منذ بدايته ذات طابع مغربي و عربي، فإن أطفال أصيلة كانوا على موعد مع فرقة المنطاد الأحمر من فرنسا، بعرضها المسرحي " جزيرة القراصنة " الذي تدور حكايته حول مجموعة من القراصنة يخوضون غمار المغامرة بين عباب البحر حاملين في أعماقهم هاجس البحث عن الكنز.
كان للمسرح المغربي حضوره المتميز حيث تميزت مسرحية " للا الياقوت " لفرقة المسرح البلدي من تازة بلوحات فنية متميزة في قالب حكائي خرافي مستمد من التراث المغربي تدورأحداثه حول شهبندار التجار سعيد المستسلم لسلطة المال، معتقدا أن المال كل شيء في الحياة ، لكن نجمة الفتاة الفقيرة التي أحبها علمته أن الاخلاق و الخصال الحسنة هي الأساس في الحياة .
وهكذا اختتمت أيام المهرجان بكلمة رئيس جمعية اللقاء المسرحي، الذي أشار إلى أن المهرجان تمكن من تحقيق شروط إنجاز مؤسسة قادرة على الاستمرار في تنظيم المسرح الدولي للأطفال، داعيا كل المشاركين إلى المساهمة بأفكارهم من أجل إنجاح المهرجان القادم. وقد شهد حفل الاختتام رقصات متميزة لأطفال الجمعية و لوحات فنية شارك فيها ممثل عن كل فرقة مسرحية بمشهد من مشاهد المسرحيات المبرمجة خلال المهرجان، مناسبة للتأكيد على أن المسرح هو الوسيلة الفعالة للتواصل بين شعوب العالم. و أخيرا انتهت أيام مهرجان أصيلة الدولي لمسرح الأطفال، على إيقاع تصفيقات الجمهور عل الفائزين. حيث توج العرض المسرحي " الكنوز الخالدة " لفرقة الشعاع المسرحي التونسية فائزا بجائزة العمل المتميز، و توج الجمهور نفسه بإكليل الجائزة الكبرى حيث ضرب المنظمون موعدا آخر في السنة المقبلة مع الدورة الرابعة للمهرجان في 3 يوليوز من 2007.



فاطمة الزهراء المرابط
أصيلة ـ المغرب




#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الزهراء المرابط - اصيلا ذات مساء