أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فالح حسون الدراجي - الصابئة برحي العراق ، فأحموا برحيكم















المزيد.....

الصابئة برحي العراق ، فأحموا برحيكم


فالح حسون الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 1606 - 2006 / 7 / 9 - 08:27
المحور: المجتمع المدني
    


أتصل بي صديق كلداني ، ليقول لي بصوت مرعوب :- يتعرض الصابئة اليوم يافالح
الى عملية نحر وأبادة فظيعتين، لم يحدث مثلهما في طول وعرض التأريخ الصابئي قط!!
وما أن وضعت سماعة التلفون ، حتى راحت الصورتتداخل في مخيلتي وتتشابك ألوانها ،
فتتصادم الوساوس، والمخاوف، وبدأت الحكاية تأخذ مأخذاً جاداً، حتى ان الأسئلة تواترت،
وتزاحمت، وعلامات التعجب والأستفهام تناسلت لتشغل كل مساحة العقل، فتخيلت مباشرة
ودون مقدمات ، ان العراق سيكون غداً ، أو بعد غد بلا صابئة ، ولامندائيين لاسمح الله ،
ولم يخرج خيالي عن هذه الصورة قط، فماذا لويفتح أبي عينه غداً فلا يجد في سوق مريدي أصحابه الصاغة : عدنان المندائي ، وعلى يمينه محل ولده وسام ، وعلى شماله محل ولده
دريد ، ويتجه الى الجهة الثانية فلا يجد محل الصائغ حميد البيضاني،أوالصائغ أبوماجد ؟!
ماذا لو راح العرسان يبحثون في أسواق العراق عن (الخَشِل) فلا يجدون ذكراً ، ولا أسماً
لأبداعات زهرون بن ملا خضر، وحسين زهرون، وعنيس الفياض، وناصرومنصورحاتم ، وعبد سكوت ، وبدن خضر ، وكريم النشمي ، وياسر صكَر، وزامل وضامن حويزاوي ،
وسعد رهيف ، وحامد عبد الرزاق رويد وأخوته ،أو ربما لايجد شيئاً من بقايا أبداع نصير
شميل وأخوته الصاغة المبدعين ، وكيف سيكون حال شارع النهر ، لوهجره ( أسطوات )
الذهب من الصاغة الصابئيين ، وأذا ما هجره هؤلاء حقاً ، فهل سيظل هناك شارع أسمه
شارع النهر،ولوأبيد الصابئة لاسمح الله ، فأي دمع سيذرفه الذهب، وتسفحه عليهم الفضة ؟
كيف سيكون حال الشعرالعراقي ، لو لم تكن فيه الأميرة الصابئية لميعة عباس عمارة ؟!
وكيف ستخرج القصيدة الشعبية العراقية بدون (نوابها) المبدع المندائي همام عبد الغني؟!
وكيف سيخرج المبدع قاسم حول بعربة (الحارس) دون أن يكون معه في الصدارة الفنان
الصابئي مكي البدري ، بخاصة وقد ترجلت منها الفنانة الكبيرة زينب ، حيث مضت الى
بيتها الأزلي قبل سنوات ، وكيف ستكتمل الصورة الزاهية للفن العراقي، بدون أشراقات
الفنانين المندائيين،أمثال الفنان أزهرجبارالخميسي، والراحل أسمرزهرون،والراحل غالب
ناهي ، والراحل قيس حاضر، والفنانة سوسن سلمان سيف ، والفنانة أشراق عريبي، وبين
هذه الأسماء يلمع أسم الفنان القديرالدكتورحكمت السبتي ، كواحد من الأصوات الوطنية
الشامخة، وهل ثمة معنى للتشكيلة الفنية الباهرة في المنافي، ومثال على ذلك (منفى) مدينة
ديترويت الأمريكية ، لو لم يجمَّلها اللون المندائي ، ويعِّطرها أريج الأبداع الصابئي الذي
يفوح دائماً من أبداع الشاعرالدكتورقحطان المندوي،وفنون الأخوة الثلاثة نشأت، وطلعت
وسميرالمندائي؟! من سيؤرخ للنضال الوطني التحرري، بصدق وحيادية وأخلاص منقطع
النظير، لو لم يكن ثمة صابئي أسمه عزيز سباهي، وقبل ذلك ، بمن سيتباهى علماؤنا يوماً
،وبمن ستفخرأجيال الجامعيين(البغداديين) لولم تكن هناك قامة علمية دولية باسقة، و(هامة)
جامعية فذة أسمها عبد الجبارعبد الله ، وغيره عشرات العقول المندائية الكبيرة والنابغة !!
ستار شدَّة ورد :-
-------------------
كثيراً ما سألت نفسي :- كيف سيغني فتيان الشبيبة الديمقراطية جيلاً يعد جيل ، أغنية
الشهادة الخالدة، تلك التي مطلعها (ستار شدة ورد) لو لم يكن ثمة صابئيون أحرار، خرج
من بينهم فارس أسطوري أسمه ستارخضير، والى أين سنمضي بهذا السجل الخالد والباهر
من الشهداء المندائيين العراقيين ، لو لم يكن هناك مندائيون في الخليقة العراقية ، أحقاً أن
هذه القائمة الطويلة والعريضة من الشهداء،هم من أبناء الصابئة فقط ، وأذا كان هذا الأمر
صحيحاً ، فكيف أذاً يقولون ، أن المندائيين ( فقره ) ومسالمون، ( ويمشون مع الحيط ) ؟!
قائمة كبيرة من المضحين، لا تتناسب قطعاً مع نسبة نفوس الصابئة، أذ لايعقل أن من بين
أربعين، أوخمسين ألف صابئي في العراق، ينبثق هذا العدد الهائل من الشهداء الشجعان !!
تعال معي عزيزي القاريء لتتعرف بنفسك على عدد من شهداء الصابئة البواسل، هل نبدأ من الشهيد الفذ صبيح سباهي،أم من صالح هليج شفيف،أم من عبد الجبارعسلاوي الزهيري
- بأعتباره أول شهيد صابئي في الحركة الوطنية العراقية -أم نبدأ ياترى من الشهيد المؤلف
الدكتورعبد الرزاق مسلم الماجد - أستاذ الفلسفة في جامعة البصرة - والشهيد هيثم الحيدر،
والشهيد سميرجبار حامي ، والشهيد نافع الحيدر، أم سنبدأ من الشهيدة البطلة أكرام عواد
سعدون، ومعها الشهداء سميع جاني ، والشهيد شنورعودة ، والشهيد شاكرنعمة هليل ، أم
سننطلق من الشهيد البطل حميد شلتاغ ، والشهيدة عميدة عذبي حالوب ، أم سنترك قائمة الشهداء المندائيين، لأنها قائمة طويلة، ولاتنتهي قط من النجوم اللامعة في سمائنا الناصعة!
ماذا لوأنتهى المندائيون فعلاً في عمليات الأبادة الشاملة ، والتهجيرالدولي القسري وأختفوا
تماماً - لاسمح الله - من الوجود العراقي ؟! كيف سيتقبل العراقيون أختفاء ، أو زوال نوع
فريد من انواع مجتمعهم المنوَّع ، بخاصة وأن هذا النوع ، هو نوع قليل أصلاً ، قياساً الى الأصناف والأنواع البشرية العراقية الراقية ، وأية كارثة ستلحق بالفسيفساء العراقية التي
نتباهى بها أمام المجتمعات الأحادية، ونفاخردائماً بموزائيكية المجتمع العراقي وأطيافه ؟!
وبينما أنا منشغل بهذه الصور، وتلك التخيلات المرعبة،أتصل بي أمس أستاذنا البروفسور
عبد الأله الصائغ، ليطلب مني مقالة عن الصابئة (وبأسلوبي الخاص) - كما يقول الصائغ -
وهوطلب أتشرف به من استاذنا القدير، البروفسورالصائغ ، وكم كان مفاجئاً له ، حين
أخبرته بأني كنت قد بدأت بكتابة مقال عن ذات الموضوع، الا أني لم اكمله بسبب أنشغالي
بظروف عائلية خاصة ، أضافة الى التداعيات المؤلمة التي نتجت عن عملية التفجيراللئيم
في أحد أسواق مدينة الثورة والصدر،وما تبعها بعد يومين من جريمة جبانة، راح ضحيتها
أثنان من أبناء عمومتي ، حيث أغتال الطائفيون شابين من أقاربي في منطقة راغبة خاتون
/ الأعظمية، لكونهما من الشيعة ( الروافض ) فقط ، على الرغم من أن الشهيدين البارين
(ميثم وحسين) هما من مواليد المنطقة ، وقد عاشا وتربيا مع الآخرين سوية دون تمييز!!
والشهيدان المظلومان شقيقا المخرج نجم جدوع الدراجي، وقريبا كابتن الكرة العراقية عبد
كاظم. وما أن أنتهت مكالمة الأستاذ الصائغ ، حتى هرعت لأكمال المقال ثانية ، وقبل ذلك
وضعت تحت يدي عدداً من المصادر، منها كتاب (جذورالصابئة المندائيين) للأستاذ عزيز
سباهي، وصفحة (اسئلة وأجوبة عن الديانة المندائية للشيخ الترميذة علاء النشمي) وبعض
المعلومات التي قد احتاج أليها، حيث كان الأستاذ نزارعبد الزهرة قد أفادني بها من قبل!! ولأن الموضوع المندائي موضوع ذو حساسية بالغة، فضلاً عن فقر المكتبة العامة للمصدر
الصابئي، بسبب خصوصية الديانة المندائية، فضلاً عن الحصارالذي تفرضه الطائفة حول
خصائص دينها، وتفاصيل حياتها الدينية (شبه السرية) وطرق عباداتهم، والى ماشابه ذلك.
أشياء عن المندائيين :-
--------------------
لا أريد أن أتحدث كثيراً عن أصول ، وحياة ، وعقائد الصابئة ، بأعتبار أن هذه الشروح ،
هي من تخصص المؤرخين ، والباحثين من ذوي التخصص ، بقدر ما أردت أن أمر على
بعضها بشكل سريع ، خدمة لجوهرالمقال وهدفه السياسي ، الذي يندرج ضمن المقالات التي تدعو لحماية فئة من فئات المجتمع العراقي ، بخاصة وان هذه الفئة تتعرض للأبادة
التامة على يد المتطرفين والتكفيرين ، والمتعصبين الأصوليين ، وعلى يد بقايا البعث
المهزوم،أولئك القتلة الذين يحاولون تدميرالبنية التأريخية،وتمزيق الوعاء الوطني للمجتمع العراقي ، لذا فأن معرفة تأريخ الصابئة ، وجذورهم العراقية أمرهام وضروري ، وحتى لا
(أدوِّخ) القاريء الكريم بهذه التأريخية، وتسلسلاتها، فأني أختصرالكثيرفأقول : بأن الطائفة
الصابئية نشأت في وسط وجنوب وادي الرافدين قبل ظهورالمسيحية ، وهي ديانة حذرة ،
شبه سرية،بسبب الأضطهادات التي تعرضت لها طيلة القرون الماضية (وبامكان القاريء
الأطلاع على كتاب أصول الصابئة المندائيين ، ومعتقداتهم الدينية ، للكاتب عزيز سباهي ، الصادر من دار المدى ، لمعرفة المزيد عن تلك الفترة ، وماتعرض لها المندائيون ) !!
يعرف المتخصصون، الديانةالمندائية :- بأنها شرعة الحياة الفطرية ( شرشا أدهيي) وهي
أمتداد لشريعة عوالم النور - عوالم الله - فهي تعني المعرفة ، أي معرفة الرب وتوحيده ،
والمندائية هي أيضاً معرفة الحياة ، لذلك يعتبرالمندائيون ( آدم ) أول أنبيائهم ، لأنه أول
أنسان عاقل، وعدا (آدم) فأن للمندائيين عدداً من الأنبياء ، من بينهم (شيتل) أبن (آدم) الذي
أفدى والده ، فكانت روحه الأقدس بين البشر ثم النبي (سام بن نوح) أوالمتعبد الخاشع، وهو
النبي الذي تزخر الكتب الدينية المندائية المقدسة بصحفه ، وقصصه ، وتراتيله ، ثم يأتي بعده النبي ( يهيا يوهنا ) أو يحيى بن زكريا - يوحنا المعمدان - ( الحبيب المرتفع ) حيث
يحتفظ المندائيون بكتابهِ الذي (خطت قسم منه أنامله المقدسة، وزاد عليه تلاميذه من بعده)
ويعد النبي ( يهيا يوهنا ) النبي الأخير الذي يؤمن به المندائيون !!
والمندائية تؤمن بأله واحد، معبود، مستقل ، ومبعوث بذاته، غيرمحدود الأسماء والصفات ، والقوة ، والأرادة ، لذلك تطلق عليه أسم ( هيي - الحي - الحياة ) !!
أما الكتاب المقدس للمندائيين فهو ( كنزا ربا ) أو الكنزالعظيم، وسمي بالكنز، لأنه يحتوي على جميع صحف الأنبياء ، والآباء الأوائل للمندائية ، وكذلك يحتوي على شرعة الحياة الفطرية في معرفة البشر للرب العظيم ، اضافة الى مجموع النبوات لما سيحدث في العالم
منذ خلقه وحتى المنتهى، كما يحتوي هذا الكتاب على الشرائع الألهية ، والتعاليم الروحية ، والنصائح الدينية والادبية التي تناسب جميع البشر، وفي كل الأزمنة ، والمدونة بطرق
ووسائل، وأساليب مختلفة ، من نثر وشعر، وتأريخ ، وقصص ، وحكم ، وأدب ، وتعاليم
وأنذار، وأمثال ، وفلسفة ، ويعتبر ( الكنزا ربا ) مصدرالأيمان المندائي، والغذاء الروحي
للمؤمنين المندائيين، ولن أدخل حتماً في تفاصيل هذا الكتاب، وقسميه (اليمين ، والشمال)
بقدرما اردت أن أقول ، بأن كتاب المندائيين ( كنزا ربا ) قد كتب بلهجة آرامية ، شرقية ،
وترجم الى اللغة الألمانية ، كما ترجمه الى العربية، عبد الرزاق عبد الواحد ترجمة سيئة ، اثارت ردود افعال سلبية في أوساط المحتمع المندائي ، بخاصة عندما أهدى عبد الرزاق
هذا الكتاب المقدس لدى الطائفة ، الى صدام حسين ، وهوكما نرى ( شي ميشبَه شي ) !!
الصوم والصلاة ، والسحر، والطلاق لدى الصابئة!!
---------------------------------------------------
قبل أن أتحدث عن بعض التعاليم المقدسة في الديانة المندائية،أود أن اشيرالى أن :(الطائفة الصابئية،وكما ذكرالأستاذ عزيزسباهي - رغم كونها طائفة دينية صغيرة - فقد لعبت دوراً
ملحوظاً في تطورالحياة الروحية ، والفكرية في بلاد الرافدين ، خلال ظهورالمسيحية
وأنتشارها ، أوبعد ظهورالأسلام ، ولاسيما بعد أزدهارالحضارة العربية -الأسلامية أيام
العباسيين ).ولعل العالم ( جابر بن حيان،احد أعظم العلماء في القرون الوسطى، خيرمثال
على الشخصيات الصابئية الفذة، التي دخلت الأسلام بعد ذلك) - حسب ما ورد في موسوعة
بناء الفكرالعلمي في الحضارة الأسلامية - ناهيك عن مواقف الطائفة الوطنية المعروفة في التأريخ المعاصر، وبأتجاهها المسالم ، وصلحها الدائم مع كل شرائح المجتمع العراقي !! ومن الجدير بالذكر أن المندائية تختلف عن باقي الديانات ، بكونها تشكلت دون أي مؤسس
بشري، فهي كما تعرَّف في تراثها الديني، بأنها شرعة الحياة الفطرية ، التي عرفها وألتزم
بها ( آدم ) أبو البشر . أما عن بعض مفردات الطقوس والتعاليم المندائية ، فأود أن اشير الى ان المندائي يؤدي الصلاة ، ويلتزم الصوم ، ويمنح الصدقة ، ويلتزم التعميد ، التي هي (الولادة الجديدة في حياة الرب) كما ان الطلاق بالمعنى الفعلي للكلمة ، غيرموجود بالمرَّة
في الديانة الصابئية ، بل هناك مايسمى بالهجران والفرقة ، حيث يعود بها الزوجان الى
بعضهما بدون عقد ديني ثان،وتتحقق الفرقة بين الزوجين، بسبب الزنا (بعد ان يثبت ذلك )
وخيانة المعشر،والخروج عن الديانة المندائية لأحدهما، وبغيرذلك،فأنهما يبقيان(للجمري)!
وثمة أمريتهم به بعض أبناء الطائفة الصابئية،الا وهوالسحروالشعوذة ، في حين أن الديانة
المندائية تحرم نصاً وبشدة ، السحر والشعوذة تحريماً قاطعاً ، وتعتبرهما منافيين لعبادة الخالق الأزلي، فمصيرالساحر في الديانة المندائية ( القطع عن عوالم النور- أي الجنة - )!!
علاقة الصابئة بالماء والنخيل والوجه الحسن :-
--------------------------------------------
للمندائيين أسماء عديدة ، منها الصابئة ( من صبا ) أي المصطبغون ، أوالمتعمدون بأسم الرب العظيم، والمغتسلة، من (غسلَ) أي تطَّهر، ونظفَ، وذلك لكثرة أغتسالهم بالماء ، أي(تعميدهم وغطسهم بالماء) كما سميَّ المندائيون( شلماني) أي المسالم، وكذلك (ابني نهورا)
أي أبناء النور ، وغير ذلك من الأسماء الأخرى ، والمندائية ليست يهودية ، لأنها لاتتبع
تعاليم التوراة ، وليست مسيحية أيضاً ، لأنها لاتعترف بالسيد المسيح ( كأله مجسد ) !!
وللعلاقة الروحية بين المندائيين والماء الجاري ، فقد أقاموا منذ أقدم العصورعلى ضفاف
نهري دجلة والفرات ، وتحديداً في مدن وقصبات البصرة والعمارة والناصرية والكوت
والديوانية وديالى وبغداد ، ولودققنا في الخارطة جيداً، لوجدنا ان الصابئة يقيمون في ذات المناطق التي ( يقيم ) فيها النخيل العراقي،على الرغم من أنهم لايشتغلون في الزراعة، ولا
يزرعون النخيل ، فهم وكما معروف ، يعملون في ميدان الصياغة ، والنجارة ، والزخرفة ، اضافة الى أن بعض أبنائهم أصبح يعمل في الطب، والتدريس، والمحاماة وغيرذلك، كما أن الصابئة ( والنخيل ) العراقي أنبثقوا سوية من عمق أرض الرافدين، فعمرالنخيل البابلي
يصل الى اكثرمن ثلاثة آلاف عام تقريباً، وهونفس عمرالصابئة في العراق تقريباً ، أو أقل
بقليل ، لذا فان علاقة المندائيين بالماء والنخيل، فضلاً عن ( شَكرية ) وجوههم وحلاوتها، أضافة الى تميز نوعهم الفاخر،وبراعتهم الأستثنائية في الكثيرمن شؤون الحياة،مضافاً اليها
ندرة ، وجودة صنفهم، دفعت بخيالي الى أن يشبهَّهم بتمر(البرحي) العراقي، لما بينهما من
المشتركات، والصفات الموحَّدة ـ ولأن البرحي غال الثمن، وراقي النوع ، وذومذاق فريد
ليس مثل مذاقه بين جميع التمورفي العراق، والعالم أيضاً، ولمحدودية عدد أشجاره أيضاً،
وتزاحم اللصوص والحرامية والمجرمين على ( نهب ) منتوجه ، وشفط تموره ، وأقتلاع أشجاره ، ولأن المندائيين مثل النخيل رائعون ، ومبدعون، ومسالمون، ومثل تمرالبرحي،
ذوومذاق أستثنائي، وحلاوة أستثنائية ، وقيمة أستثنائية ، أستحق المندائيون، وبجدارة لقب (البرحي) العراقي، لذا فعلى الحكومة العراقية، وجميع من له غيرة على الفسيفساء العراقية ، وكل من يؤمن بتعددية العطرالعراقي ، ويؤمن بالعدل والحرية والمساواة ايضاً ، أضافة الى أيمانه بحق الأقوام والملل في تقريرمصائرها، وحق ممارسة شعائرها الدينية، والقومية
، وعلى جميع العراقيين بمختلف أطيافهم وألوانهم ، ومذاهبهم ، حماية أخوتهم الصابئة
المندائيين، وتوفيرالسياج الآمن لهم من الغوغاء التكفيرين، والبعثيين الأراذل، وكل أولئك
المتعصبين الذين لايؤمنون بحق الآخرفي العيش والحرية ، والسلام ، فأمام الجميع اليوم
مسؤولية الحفاظ على هذه الطائفة من الزوال والأنقراض، فالقتل الفردي، وكذلك الأبادة
الجماعية ، والتهجيرالقسري المنظم، سوف يقضي على هذا النوع الأنساني الراقي، فيفرغ
البستان العراقي من أحد أنواعه المميزة ، والغالية ، والفريدة ، فلا تجعلوا السلَة العراقية
خالية من تمرألبرحي اللذيذ ، ذلك النوع ، الذي يعد ( أبو ) التمورالعراقية بلا منافس !!
مع (احترامنا ) للتمرالحلاوي، والخضراوي ، والخستاوي ، والساير، والزهدي ، والبريم
والمكتوم ، والجبجاب ، والأشرسي ، والقرنفلي ، وأكثر من مائتي نوع آخر !!



#فالح_حسون_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى فائق في ذمة الخلود
- أحقاً أنا طائفي ياسيد قلَّو ؟
- وأحنه أشما نقصنه أنزود !!
- في الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- أي عراق هذا ، بلا مسيحيين ؟!!


المزيد.....




- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فالح حسون الدراجي - الصابئة برحي العراق ، فأحموا برحيكم