أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عيد الدرويش - حوار الحضارات بين الشرق والغرب















المزيد.....

حوار الحضارات بين الشرق والغرب


عيد الدرويش

الحوار المتمدن-العدد: 1605 - 2006 / 7 / 8 - 11:02
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يقال: الشعوب العظيمة فاسقة الأفكار ، متدينة الأفعال , والشعوب المتخلفة فاسقة الأفعال ، متدينة الأفكار ، وكل المجتمعات محتاجة أن تصاب بالفسوق الفكري , وفسوق الفكر هو ذلك الألم النبيل , ألم الأنبياء والفلاسفة ، وكل الرافضين لبلادة الكون.
تعتبر الحضارة في أي مجتمع من المجتمعات هي الهوية المادية و الروحية لها لأنها تحمل بين طيات معانيها ومفرداتها عوامل كثيرة وكبيرة وسمات وخصائص تميزها عن الحضارات أخرى إلا أن المفهوم العام لا يختلف كثيرا لأنه يشمل كل مفهوم الحضارة بكلياتها وأنها عصارة عقول البشرية جمعاء و ما أنتجته عبر مسيرتها التاريخية منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض و السمة الجوهرية هي الجانب الإنساني , فالتاريخ شاهد على ذلك لبعض الحضارات التي ظهرت و بادت لأنها لا تنطوي على جوهر أنساني وأن هناك حضارات كانت ذات جوهر أنساني فهي لا تزال سائدة إلى يومنا هذا , وها هي الحضارة العربية الإسلامية التي قدمت للإنسانية مجموعة من النظم و المعايير و المبادئ التي تساعد على النهوض بهذه الأمم , لهذا كان واجب الحضارة العربية الإسلامية وغيرها من الحضارات التي ظهرت لكي تتحقق المنفعة للبشرية , ولن تسير هذه الحضارات ضمن هذا المساق الوحيد والايجابي لتظهر في جوانب أخرى ذات جوهر مادي , وتأخذ أشكال الصراع لتحقيق مصالح طرف دون آخر , ولقد راجت في الآونة الأخيرة في نهاية القرن الماضي في الأوساط الإعلامية و الثقافية , مصطلحات كثيرة منها صراع الحضارات ، وحوار الثقافات ، والعولمة ، نهاية التاريخ ، أفرزتها تلك الشعوب و تلك الحضارات التي أسلفنا على ذكرها . وهذه المصطلحات قد تحصد غايات و أهداف متنوعة جاءت بطرق مختلفة و متنوعة ، فأخذت تداولها المجتمعات والشعوب وتنسج على هداها مجموعة من المعايير والقيم والمعرف وتجعله مساقاً لجملة من المبادئ ، فبقدر ما تكون هذه المعايير والمصطلحات التي تخفي ورائها العديد من السبل والغايات والمصالح ، فستظهر الإشكاليات التي تصطدم مع حضارات وثقافات وأيديولوجيات أخرى والجانب الآخر في هذا المصطلح أيضاً هو أن مكونات الحضارة وتطورها عبر التاريخ ، فلا يجوز له الادعاء بأنه كل الحضارة ، لأن في النهاية هي تراكم معرفي مادي وروحي لكل هذه الشعوب والأمم فالنتاج الحضاري لا يقف عن حدود الإقليم ، أو حدود القومية فالحضارة كما هو الفرد لا يستطيع أن يقوم بتأمين حاجاته كلها وفي مسيرة حياته فهو بحاجة إلى الآخرين والآخرين بحاجة إليه ليتبادلا المنفعة والواجب ، فهذا شكل من أشكال الحوار ، والشكل الآخر أيضاً انتقال العلوم والفنون بين الحضارات ، فهذه نظريات الأدريسي ـ وفلسفة ابن رشد دعاهم من الأعلام لم تكن بعيدة عن متناول ثقافات الغرب والضفة الأخرى للمتوسط عبر الترجمات ولم يكن هناك مفكر في الوطن العربي أو في العالم إلا وأطلع على أفكار ماسينون ، ونظرية هنتغتون ورؤية برناردلويس وروجيه غارودي ، وغيرهم كثير بهذا تتحاور الحضارات بشكل طبيعي وتتبادل المصالح لتحقيق التعايش فيما بينهما ومن المشكلات التي تقف عائقاً في تحقيق المفهوم والمصطلح لكي يكون موحداً في كل أنحاء المعمورة فنرى أن نسبة هذه الحضارة إلى بقعة جغرافية أو قارة مثل الحضارة الأوربية ـ وعلى مستوى مذهب ديني مثل الحضارة العربية الإسلامية ـ وعلى مستوى الإقليم حضارة وادي الرافدين ، وهناك العديد من الحضارات كالحضارة الصينية والحضارة اليابانية وعندما ينشأ الصراع فيما بينهما جوهر ذلك هو المصلحة ( أي المنفعة ) التي يمكن أن تحققها الحضارة التي تمتلك القوة المادية وليس بالضرورة أن تمتلك الجانب الروحي وهذا ما يجري حالياً في الحضارة الغربية فنرى لديها القدرة المادية ، في حين لا تمتلك القدرة الروحية فكيف لحالة الحوار التي يمكن أن تنشأ مع حضارة تتمالك الجانب الروحي فهذا التفاوت لن تكون النتيجة إلا في صالح من لديه القدرة المادية والمثال واضح بالنسبة للحضارة العربية فالعرب يمتلكون القوة ولكن لا يعلمون بها ، والغرب ضعيف روحياً ولكنهم أقوياء بضعف العرب فكيف سيكون شكل الحوار ماذا يفعل العرب لتحقيق جانب الواجب وصولاً لتحقيق المنفعة لصالح الأمة العربية وإلى أي حد يقف جانب الواجب في حضارة المنفعة ألم تكن الحضارة في كينونتها فيها جانب المنفعة والواجب وإن طغيان أحدهما على الآخر تسبب حالة صراع داخلي وقد يكون صراع خارجي مع حضارات أخرى والملفت للنظر أيضاً لماذا ظهر هذا الصراع من حيث المفهوم في الفترة الأخيرة من القرن الماضي علماً أن كل الحضارات موغلة في القدم ، وما يسود بينهما كما هو سائد الآن لقد شكل كتاب هنتغتون ( صراع الحضارات ) ووضع فيه ملامح الصراع بأن الدين الإسلامي هو الخطر القادم على الشعوب العالمية مهددة من قبل هذا الدين في حين أنه لم يتطرق إلى الدين اليهودي إن كان يريد أن يعول على مسألة الدين حالة الصراع من هنا يتضح للقارئ بأن ( هنتغتون ) مدفوع بآرائه لتحقيق المشروع أمريكي المبني على المصالح المادية والخالية من الجوانب الروحية فتنشأ حالة الصراع عندما يكون هناك تفاوت في القوى ، وينشأ الحوار عندما تتماثل القوى وهذا ما نلحظه بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي وسميت تلك الفترة بالحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية ولم تقف الدول الأخرى موزعة القوى والمصالح منها ما هو ملك الرأسمالي والأخر في ربقة الاشتراكية والقسم الآخر هو عدم الانحياز لهذين المعسكرين ، ولكن بقيت المصالح تظهر على الساحة السياسية فيما بينهما وبين دول العالم الثالث لتحقيق التوازن وتحقيق المنفعة كلاً لصالحه ويفصح ( هنتغتون ) عن الإسلام فيقول ( أربعة عشر قرناً ....... أثبتت أن العلاقات بين الإسلام والمسيحية كانت غالباً عاصفة ، كل واحد نقيض للآخر ) كما يضيف أيضاً برناردلويس
( الإسلام الحضارة الوحيدة التي وضعت استمرار الغرب في شك ، ولقد فعلت ذلك مرتين على الأقل ـ عندما تم الاستيلاء على القسطنطينية عام 1453م ومحاصرة فينيا عام 1529م ومرة أخرى يخفق
( هنتغتون ) في تحليله لمسألة الدين ويقول أن الصراع بين الغرب والشرق في القرن العشرين على أساس ديني فكيف تعيش المجتمعات الشرقية تضم كل الأطياف الدينية وتشكل حالة تعايش المجتمعات رائعة ، لذلك يتضح لنا بما يريده الغرب من الإسلام وتشويه معتقداته ومن خلال مسيرة التاريخ نرى أن الدين لا يكون أساس للصراع ولا يضع الحروب ولكن القادة هم الذين يصنعون الصراع ويصنعون الحروب فلم تتوان الحكومات الغربية عن استقطاب لبعض الحكومات العربية من أجل السيطرة على مقدرات شعوبها لتبقى عاجزة عن مواجهتها وضعيفة أمام شعوبها ولا تستطيع السباحة إلا في تلك العالم الغربي مطلقة شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لأن الغرب بدا يعي أن هناك قوى حضارية كبيرة بدأت تنهض وتستعيد ألقها الحضاري كالحضارة العربية ـ واليابان ـ والصين والحضارة الفارسية ، فهي تشكل خطراً على الغرب العولمي وما نستقيه من نظرية ابن خلدون ومنطق التاريخ بأن الدول المختلفة والأقل تطوراً هي التي تقوم بغزو الحضارات التي تسبقها في القدم والرقي ، والشواهد كثيرة من التاريخ عندما غزا المغول الحضارة العربية في عام 1258 وبريطانية والهند وغيرها فهل يسود الحوار بين هذه المصالح التي تصدرها الحضارة الغربية وتطغى المصالح على العلاقات الدولية والمجتمعة وهل تؤدي هذه الصراعات إلى حالة تنافسية بين تلك الحضارات وتقوية الجهاز المناعي لها ، هل يسبق الحوار الصراع عندما يختلفان على المصالح وهل تتوصل الشعوب عبر صراعها إلى حالات الحوار عندما كل منهما يصرف الكثير من قوته وماله وجيوشه ومصالحه لتتكون قوى جديدة ألم تسود حالة الحوار بين الحضارات في بعض المفاصل في أزمة الصراع وربما تظهر حالات الصراع في مجريات الحوار هل يكون الحوار بديلاً عن الصراع وينتفي الصراع وهل يكفي خوض الصراع للوصول إلى حالة الحوار لماذا لم تتعاون وتتغاضى المجتمعات والحضارات قاطبة في سبيل التعايش وبناء الحضارة ، ومن يحدد معطيات ذلك الحوار ـ القادة ـ الدين ـ الإقليم ـ الزمن ـ العادات ـ التقاليد ......... ، أم من يمتلك القوة ومن أين جاءت القوة هذه ، وماذا تنفع القوة هذه عندما تجتمع قوى متعددة في وجه هذه القوة وتصبح لا شيء....... من يحدد مبدأ المنفعة ، ومن يرسم منهج الواجب في حالات التنوع الحضاري ، إنها إشكالية ستبقى على مسيرة الحياة على قاعدة البقاء للأصلح .



#عيد_الدرويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واسوارتان للعروسة
- الإنسان بين الفلسفة والتصوف
- التطرف الديني بين التفكير و التكفير
- حوار الحضارات بين المنفعة والواجب


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عيد الدرويش - حوار الحضارات بين الشرق والغرب