أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - منى الطحاوى - رقصة خطرة مع الصحافة العربية














المزيد.....

رقصة خطرة مع الصحافة العربية


منى الطحاوى

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


أن تكتب للصحف العربية كأنك تلعب الحجلة في حقل ألغام.
من يناير 2004 حتى أوائل هذا العام مارست لعبة الحجلة في عمود أسبوعي في صفحات الرأي في جريدة الشرق الأوسط التي تصدر في لندن، وهي جريدة مملوكة للسعودية تقرأ عبر العالم العربي. ثم اصطدمت بلغم دون أخطار أو إنذار، وقل ظهور عمودي شيئا فشيئا، ثم توقف عن الظهور تماما، فقد منعت من الكتابة.
لا أحد يبلغك أنك منعت من الكتابة في صحيفة عربية،خاصة في جريدة المفروض أنها المقر الليبرالي للكتاب المحظور عليهم الكتابة في الصحف الأخرى، وهذا ما تصور الشرق الأوسط نفسها به.
للأسف أن تجربتي ليست فريدة، وعندما قلت لصحفي قديم أنني لم أخطر رسميا بالحظر الذي فرض علي، ذكرني أنه أكتشف أنه عزل عن رئاسة تحرير جريدة مصرية عندما قرأ الخبر في جريدة أخرى. وقال صحفي مصري آخر أنه كان "محظوظا" فقد أعترف له رئيس تحرير الجريدة التي كان يكتب لها أن النظام المصري أتصل بالأمير السعودي الذي ينشر الجريدة وطلب منه منع صديقي من الكتابة.
ربما كان هذا ما حدث في حالتي، منذ الانتخابات البرلمانية المصرية في العام الماضي التي تمخضت عن سيطرة حزب الرئيس حسني مبارك الوطني الديموقراطي سيطرة كاملة على المجلس التشريعي ،قام النظام المصري بتصفية حساباته مع خصومه خاصة أولئك الذين دعموا حركة إصلاح صغيرة ولكنها عالية الصوت التي نظمت مظاهرات احتجاج لم يسبق لها مثيل في شوارع القاهرة.
في العام الماضي انتقلت من نيويورك إلى القاهرة لمدة أربعة أشهر لأشارك في حركة الإصلاح وأقوم بتوثيقها، وكرست كثيرا من أعمدتي الأسبوعية في الشرق الأوسط لهذه الحركة.
في نهاية إقامتي وقبيل مغادرتي مصر إلى نيويورك استدعيت إلى أمن الدولة بسبب مقالة كتبتها انتقد فيها ما وقع من عنف وتزوير في الانتخابات البرلمانية، وكان المقصود من الاستدعاء تحذير يعني "نحن نراقبك".
خلال الشهرين الماضيين تعامل النظام المصري بوحشية مع النشطاء والصحفيين من دعاة الديموقراطية. فضرب وسجن الكثير من الرجال والنساء. وتناولت في كتاباتي لما حدث. وأتهم العديد من المحتجزين قوات الأمن بتعذيبهم في السجن.
المشكلة مع صحيفة الشرق الأوسط إلى جانب مسايرتهما للأنظمة العربية على نحو يدعو إلى القلق أنها تدعي الليبرالية وهي دعوى واضحة الزيف.
قبل حظري من النشر أطلقت الشرق الأوسط موقعا بالإنجليزية لتظهر للقراء في الغرب كم هي ليبرالية.. وعاني الموقع مما يعرف باعراض ياسر عرفات، فالزعيم الفلسطيني الراحل كان يصدر أحيانا بيانات باللغة العربية، ويصدر بيانات على نقيضها باللغة الإنجليزية، فالصحف العربية تخضع لخطوط حمراء فيما يتعلق بانتقاد الزعماء العرب، وتتجاوز هذه الخطوط عندما تكتب باللغة الإنجليزية.
وكتبت عمودا أحمل فيه على النظام المصري لسماحه لقوات الأمن بضرب المتظاهرين المسالمين والتحرش الجنسى بالصحفيات. وقد حظر نشره في الجريدة العربية التي أنشر فيها ومن موقعها بالعربية ولكنه ظهر بأكمله في موقعها بالإنجليزية.
قليل من الصحف في العالم العربي يمكن أن توصف بأنها مستقلة حقيقة، فمعظم الصحف أما مملوكة للدولة أو تخضع لسيطرتها أو يملكها أشخاص على علاقة وثيقة جدا بالدولة، وناشر الشرق الأوسط هو أبن شقيق الملك السعودي.
الخطوط الحمراء الرئيسية في الشرق الأوسط بسيطة للغاية، فحظر النشر يشمل الأسرة المالكة السعودية ثم حلفاء المملكة في الخليج (باستثناء قطر التي تنافس المملكة فلا حظر على ما يوجه إليها من انتقاد)، ثم حلفاء المملكة العرب الآخرين.
ويحتل النظام المصري مكانة داخل هذه الخطوط الحمراء، وفي إمكانه أن يطلب من الشرق الأوسط أن تسكت أي ناقد له.
إذن لماذا أتجشم الكتابة في الشرق الأوسط؟ بعد أن تحولت من التقارير الأخبارية إلى كتابة الرأي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، لم أشاء مخاطبة الجمهور الغربي، وإذا كان الأمر يتعلق بالإصلاح ومحاربة التشدد الديني يجب أن يكون الحوار الرئيسي فيما بيننا نحن العرب والمسلمون، ومن هنا كانت الحاجة إلى الخوض في حقول الألغام أعني الصحافة العربية.
ما يشبع الرضي في نفوسنا أن نعلم أن الأنظمة العربية والصحف الموالية لها أن تعتبر بعضنا مصدر إزعاج بشكل يكفي لمنعنا من الكتابة، ولكن ما يشيع الأسى بشكل مواز أن نرى الحواجز التي تقف بيننا وبين أخوتنا العرب.
انترناشونال هيرالد تربيون
منى الطحاوى معلق سياسى مقيمة فى نيويورك



#منى_الطحاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتيات صغيرات محكومات بالمؤبد في سجن التقاليد
- من سيكافح من أجل فتيات العراق ونسائه؟
- أوقفوا ختان البنات
- نساء مثل تحف فنية معلقات على جدران الزواج
- تكاشف علني في قضايا تخص النساء
- تعالوا نزين فضاءنا بحقوق النساء


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - منى الطحاوى - رقصة خطرة مع الصحافة العربية