أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد عبد النور - ! الحرب الاهلية قائمة بالفعل ... ولكن من طرف واحد















المزيد.....

! الحرب الاهلية قائمة بالفعل ... ولكن من طرف واحد


رشيد عبد النور

الحوار المتمدن-العدد: 1592 - 2006 / 6 / 25 - 09:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"الحرب الاهلية قائمة بالفعل... ولكن من طرف واحد" .. كان هذا هو العنوان او التوصيف الواقعي ،بحسب اعتقادي،لما نعيشه اليوم ، والذي انتهيت الى ان يكون موضوع مقالي هذا، غير انني بقيت مترددا في حسم امر هذا العنوان لاعتبارات كثيرة ، اهمها ان لا اسهم ، على أي نحو، في ان اوغر صدور العراقيين ضد بعضهم ، وان اسهم ما استطعت ،في كبح جماح الاستقطاب الطائفي وتدهور المشاعر والاحاسيس والعواطف باتجاه العداوة والبغضاء ، وكنت مترددا بالخصوص ازاء مايبدو وكانه اقرار بواقع واستسلام لظرف ، نريد جميعا ان نهرب منه او نتداركه او نتلافاه وان نستعيد وحدتنا او بالاصح صيرورتنا نحو التوحد، التي عرقلها وشوشها وآذآها ، في الصميم ، صدام حسين ونظامه الاجرامي المقبور ، حتى عاد بها الى ما دون نقطة البداية ، التي ربما مثلّها ، على نحو من الانحاء ،تاسيس الدولة العراقية الحديثه في عشرينات القرن الماضي .
كنت، اذن ،عاكفا على التأمل في العنوان الذي اخترتْ، مترددا في اختياره بسبب ما يمكن ان يوحي به في الحث نحو كارثة مروعة نريد ان نهرب منها ونخشى حتى سماعها ككلمة ، كما يخشى البعض ويتطير من مجرد سماع كلمة " سرطان " ، عندما قرات ما ادلى به السيد حارث الضاري ، الامين العام لهيئة " علماء المسلمين " لجريدة العرب اليوم في اجابته على السؤال " هل تعتقد ان الحرب الاهلية باتت حقيقة واقعة ؟" حيث اجاب :- الحرب قائمة ، ومن طرف واحد " فتبين لي انني ليس الوحيد في الوصول الى توصيف من هذا النوع ، كنت مقتنعا بواقعيته منذ زمن طويل ، غير انني ابحث عن الف وسيلة ووسيلة لتكذيبه وانكاره وتحاشيه!
ولكن من أي طرف، يقصد السيد الضاري، وضد أي طرف ؟؟ هل يشاركني قناعتي ،التي تعززها الوقائع المروعة لاكثر من ثلاثة اعوام ،من ان اخوته العراقيين الشيعة كانوا، طوال هذه الفترة ،الطرف المستهدف ، باراقة الدماء الفجة والمجازر المنكرة، وطرائق الذبح والتنكيل التي فاقت كل تصور ، فلم تصل المخيلة البشرية مهما اوغلت في الشر ولا القدرة الانسانية على الفعل الوحشي المنفلت من أي احاسيس او قيم انسانية الى ما تعرضوا له من منكرات ، من جز الرؤوس ووضعها في علب الهدايا والحلويات الى تفخيخ الجثث لتنفجر بمن يحاول حفظ كرامتها البشرية بدفنها ، الى قتل الاطفال و الرضع مرورا بخطف واغتيال النساء وتوزيع الفواكه والماكولات المسمومة وقتل الاطفال الفقراء من جامعي العلب الفارغة او عمال التنظيف العاملين لدى امانة بغداد ، وانتهاء بذبح جثث الموتى المشيعين الى مثواهم في النجف ورمي رؤوسهم او تركيب رؤوس كلاب مذبوحة على جثث مجزوزة الرؤوس لضحايا مغدورين بغية ترويع اهلهم ومحبيهم!! ان مجازر الحلة وكربلاء والمسيب والكاظمية وبغداد الجديدة وغيرها وغيرها هي التي روّعت العالم وارته صورة لاتصدق عن بشر مشويين يحملهم منقذوهم كتل لحم مدخنه بعربات اليد او يتناثرون رؤوسا واشلاء مقطوعة تختلط بالطماطم والبطيخ او ايدي وارجل لاطفال لا رؤوس او اجساد لهم تجمعوا لاخذ حلوى توزع عليهم ، كما ارت العالم ، عبر الذبح والذباحين ، صورة عن الاسلام وجهاده وشيوخه وفتاواه سوف نجاهد طويلا من اجل تخفيف الانطباع الذي ولدته ، ليس غير، وقد ننجح واغلب الظن اننا لن ننجح ابدا !!! ان العراق وشيعة العراق هم الذين شهدوا ويشهدون ما تشيب له الولدان هولا ، منذ اكثر من ثلاثة اعوام فعن أي طرف يتحدث السيد الضاري ؟
بعد شهر من سقوط بغداد والهروب المذل والمشين لصلاح الدين عصره ووحيد زمانه، وفي منطقة سكناي ، دفعتني الحمية وحرص تربيت عليه على كل ملك او مرفق عام الى مسائلة رجلين كانا يقفان في وضع من يهم بشيء عند مضخة ماء على بئر ارتوازي ، من تلك الابار التي امرتْ وسهلتْ سلطات النظام المباد حفرها لتوفير الماء للسكان في حالة تعرض شبكات المياه للتدمير ، سئلتهما بخشونة عما ينويان فعله وحذرتهما من ان المضخة على مرأى منا ولن نسمح لاحد بالعبث بها ورجوتهما الانصراف ، وكان معي شابين من الجيران ، اوضح الرجلان انهما لا يرومان شرا وانهما بعثا لحمايتها من قبل شيخ الجامع الفلاني بعد ان رأوا جموع من الصبيان القادمين من مناطق اخرى ، قريبة، يرومون " فرهدتها " ، اعتذرت عما قد يكون في تصرفي من فضاضة وشك واستحسنت فعل امام الجامع وقلت لهما ان ايادينا يجب ان تتحد جميعا لحماية الملك العام وان نطور فعالياتنا اتجاه امن الناس والمنطقة ان امكن وريثما تستتب الامور .... سرعان ماانظم الينا بعض الاشخاص من محطة توزيع كهرباء قريبة ورجونا تزويدهم بالسلاح لحماية انفسهم والمحطة، وجدت نفسي في بؤرةتجمع واهتمام، ضحكت لذلك وقلت لهم ان مبادرتنا ذاتية، شخصية ، واننا لانملك ما يمكن ان نعينهم به، عندها سحبني من يدي رجل اشيب في الستين من عمره ورجاني ان انصت اليه فقلت تفضل ، قال انا الدكتور فلان ، استاذ جامعي ، اوعدهم خيرا وقل لهم ان السلاح يمكن ان يتوفر ... ابتسمت ... قلت له من اين لي بالسلاح قال لاعليك ، وفي دقائق اعرب لي عن رغبته في ان يلتقيني بعد صلاة المغرب في الجامع الفلاني وهو يقول لدينا كل ما نحتاج من اسلحة والحمد لله توكل على الله يا اخي و هلم الينا ثم ضرب جبهته بكفه وقال لقد عمينا لقد غفلنا للاسف وها هي السلطة تضيع ويرفع اولاد المتعة رؤوسهم ولكننا معيدون الامر الى نصابه انشاء الله !.. ابتسمت بادب وتحرج واسى وانا اقول له .. ان ثمة خطأ في الفهم وانا لا اقصد ذلك انما اقصد ان نتعاون على حماية الملك العام وان الجميع عراقيين ومصلحتهم واحدة ويتعين علينا ان نوسع افقنا وفقا لهذا الاعتبار،خصوصا واننا جامعيين واكثر وعيا ، كما يفترض ،من غيرنا، ثم انسحبت بلطف !
بعد هذه الحادثة بايام اخبرني احد جيراني بانه تلقى ورقة شتم وتهديد مطبوعة ، قلت له هون عليك قد يكون الامر فعل فردي لكن جارا اخر اسر لي انه تلقى هو الاخر منشورا يهدد ويتوعد وجائني بالورقة التي تلقاها ، لاحظت ركاكة لغتها وامية اسلوبها فقلت له انها قد لا تكون اكثر من فعل صبياني وحكيت له عن ولعنا حينما كنا صبيانا بهذا النوع من النشاط السياسي وان الظرف الان يسمح بمثل هذه المغامرات لكنني لم استطع ان اتجاوز قلقا حقيقيا عندما لاحظت ان اسم جاري الثلاثي الكامل مع اسم جار آخر ورد في ورقة التهديد تحت تسلسل 58في حين ورد الاسم التالي تحت تسلسل 41 وكأن الاسمين قد نقلا الى المنشور من قائمة اوجرد مطبوع معد سلفا ، طمنت جاري وقلت له ان عليه ان يتريث ، كانت لغة المنشور ركيكة كما اسلفت تخاطب مستهدفيها على هذا النحو " واخيرا ياولاد العواهر ، نقول لكم ، هل طالت السنتكم بعد ان كان الزمان لنا ..." ثم بعد ان تتهددهم بالويل والثبور دون ان تطلب منهم شيئا محددا تورد اسماء احد عشر شخصا بتسلسلات مختلفه وتختتم المنشور بتوقيع باسم "جيش محمد "، بعد فترة جاءني جاري ذاته مبتسما ، قال لقد عرفت من كان يرمي المنشورات ، قلت : كيف ، قال قبل ايام كنت اتوضأ فجرا حينما شعرت بحركة غريبة عند باب الحديقه وقبل ان افتح باب المطبخ شاهدت فلان ( ابن جاره الجنب)يخف من بابنا الى بابهم وعندما خرجت فوجئت بورقة ، كان ابن الجار ابنا لضابط امن بعثي اختفى من المنطقة بعد سقوط النظام ، شكى جاري امر الولد الى امه اعتذرت عن تصرفه ورجت الجار ان يحفظ هذا السر فوحيدها لايعرف مايعمل ولا يقدر العواقب خصوصا بعد ان " تبهذل " ابوه ، قبل الجار الاعتذار ببساطة لكن اعماما للولد من منطقة (كذا) شمالي بغداد زاروا الجار وهددوه بانه مسؤول عن اية وشاية بابن اخيهم!! بعد فترة تحولت عائلة الفتى صاحب المنشور الى شمالي بغداد تاركة البيت لعضو في الحزب الاسلامي ادعى انه استاجره !
كانت الفضائيات العربية تواصل عقد ندوات في بغداد يتحدث فيها بعض رموز النظام السابق وكانت سلطات الاحتلال تعبر ، عبر اكثر من وسيلة ، عن رغبة ملحة في ان يكون للسنة مرجعياتهم ، وبرزت وجوه ورموز وشخصيات ، كان بعضها جزء من النظام السابق، كمرجعيات ناطقة باسم السنه العرب ، كانت تحاول ان تكون ذات لغة وطنية عامة وادعاء قومي معتاد بالنسبة للشعب العراقي ، لكن طرحها كان قد اصبح متشنجا وعدائيا بدرجة ملحوظة، بعد ان كان اخويا واعتذاريا في الايام الاولى (اخوان سنه وشيعه .. هذا البلد ما نبيعه) ، ولم تعد تتورع عن كيل الاتهامات وتلفيق التهم والتهديد بالمذابح ، وخلال تلك الايام بدأ نا نسمع عن اغتيالات وقتول في هذه المنطقة او تلك ، لم تكن موجهة لجنود الاحتلال ولا حتى لما يسمى بالمتعاونين معه ، وانما طالت اناسا ابرياء لاعلاقة او حضور او نشاط سياسي لهم ثم سرعان ما تبين ان القتلى جميعا توحدهم هوية طائفية واحدة ، سقط اكثر من مئة وسبعين قتيلا في الرحمانية في الكرخ ثم تبين رويدا ان القتلة من سكنة محلة الشيخ علي وبعض شقق شارع حيفا وانهم يتخذون من بعض الجوامع وكرا وملاذا ، قصفوا منطقة الرحمانية بالهاونات ، ثم وجهوا احد المفخخين العرب الى السوق الشعبي في المنطقة ليفجر سيارته عند تجمع شبابهم عصرا ويودي بحياة اكثر من ثلاثين شخصا دفعة واحدة. وفي الحرية قتل اكثر من مئتين وثمانين قبل ان تمّكن الصدفة وحدها اهالي المنطقة من الامساك بالمجموعة التي تعطلت سيارتهم بعد ان اغتالوا بريئا في عرض الطريق وسرعان ما اعترفوا بانهم خلف قتل ذلك العدد، تكرر الامر في الوشاش و البياع وفي حي العامل وفي السيدية وفي حي الجامعة وفي الغزالية وفي العامرية وفي الاعظمية وفي الفضل وفي المحمودية وفي اليوسفية وفي الاسكندرية وفي اللطيفية وفي المسيب وفي مشروع الوحدة وفي المدائن وفي الصويره وفي بغداد الجديدة وفي المشتل وباختصار في كل مناطق بغداد وحيث عاش العراقيون معا منذ عقود او حتى قرون تجمعهم روابط المواطنة والاخوة والمصاهرة والنسب والصداقة والمشاركة وكل ما يربط الانسان الى اخيه الانسان من روابط نبيلة وسامية ، وفي كل مرّة، وفي كل مكان ، كنا بازاء السيناريو نفسه ، مجموعة من الشباب والفتيان ، واحيانا الرجال ، ترتبط بتنظيم خلوي على اساس المنطقة تتلقى توجيهاتها وفتواها بالقتل من شيخ او امام جامع ، غالبا مايكون مرتبطا او قريبا من الحزب الاسلامي او هيئة علماء المسلمين ، وفي معظم الحالات يكون الشيخ كل شيء الاّ شيخ دين بالصورة التي الفنا وعرفنا فهو قائد عسكري وتنظيمي من الطراز الاول ، يهتم بامر تحديد الاهداف ووضع الخطط وكذلك شؤون التسليح والتمويل ، الذي يجري بالعملات الصعبة وبكرم واريحية لم تعرف عنه من قبل !
وفي معظم هذه الوقائع كان القتل وعمليات الاغتيال تجري وفقا لقطاع او منطقة سكنية او دائرة او مؤسسة تعليمية وعلى اساس انتقاء وقوائم معدة لهذا الغرض تتضمن اسماء الاصدقاء السابقين وزملاء العمل او الجيران الاقربين من الشيعة ، اولئك الذين كانت تجمعهم وقتلتهم ، حتى الامس القريب علاقات من الجيرة الطيبة وربما وشائج اخوة وصداقات متينة ! واذا لم يكونوا هؤلاء هم القتلة انفسهم فسيكونون على الاقل ادلاء ووشاة بواسطة تقارير تشبه تقارير الامس او بلاغات على اجهزة الموبايل بتحركات هذا واماكن تواجد ذاك !!
لقد اختلط هذا الاداء طوال عام 2004بعمليات" مقاومة المحتل" واستهداف الاجانب والمتعاملين معهم او حتى رجال الشرطة والحرس الوطني والجيش بشتى الذرائع ، لكنه اتخذ في 2005 منحى متميزا ومتصاعدا كانت فيه اعداد المغدورين والمستهدفين المدنيين الابرياء من الشيعة تتضخم بشكل لم يعد من الممكن تبريره او فهمه تحت أي عنوان ، لقد فاقت اعدادهم عشرات وربما مئات اضعاف اعداد من يقتل او يستهدف من الاجانب والمحتلين ، وباتت القيادات السنية ، سواءا تلك التي جائت مع الامريكان او التي افرزتها ظروف ما بعد الاحتلال ، تتحدث بلا تحفظ بلغة خطرة تلوح بالحرب الاهلية وتتوعد بها ويتضح ذلك جليا في اقوال عدنان الدليمي وخلف العليان وظافر العاني وعبد السلام الكبيسي وحارث الضاري وابنه مثنى والفيضي وحتى صالح المطلق الذي كانت طروحاته تبدو اكثر وطنية وبعدا عن ان تكون محض طائفية ، بل وتماشيا مع معزوفة وضع نوطتها الامريكان واعان في تفاصيلها الاشقاء العرب تعالت اصوات حشد بل هجوم ذي نفس طائفي شديد وبتنا نقرأ ونسمع عن "الصفويين الذين يعيشون بين ظهرانينا .. يتكلمون مثل ما نتكلم ويلبسون مثل ما نلبس " وعادت مفردات الفرس المجوس وابن العلقمي وغيرها لتغمز العرب الشيعة وتشكك حتى في حقهم في ان يكون لهم صوت او قرار في تقرير شان الارض التي " يسكنون " عليها(وليس مواطنيها!) كما جاء في جريدة البصائر ، بل ان لصوصا ومشبوهين معروفين مثل مشعان الجبوري والامريكي ايهم السامرائي وغيرهم وغيرهم انضموا بين ليلة وضحاها الى قافلة المجاهدين وابطال المقاومة لكنهم بدأو يعلنون ان الامريكان لم يعودوا محتلين او اعداء وان اعداء " اهل العراق الحقيقين " هم الايرانيون ومن يتبعهم !وان الامريكان احتلال عابر سيذهب اما احتلال " الاخرين " فاستيطاني يستهدف الارض والانسان!
اصبح خبر مقتل او اغتيال أي شخص ، في منطقة او دائرة ، يستدعي بالضرورة السؤال التالي كبديهية او تحصيل حاصل " شيعي مو ؟".. واصبح الكثير من الشيعة وفي كل مكان يتوجس خيفة على نفسه وابنائه وعرضه وماله،ولم يعد بالمستطاع السيطرة على المشاعر والمخاوف والشكوك بصدد امكانية العيش بسلام مع اخوة الامس وابناء الوطن الواحد وجدواه والقي ويلقى لوم كثير على موقف القيادات الشيعية وتهاونها في امر مايحصل حتى بتنا نتوقع ان تندلع في اية لحظة ردود افعال عنيفة و واسعة قد تاتي على الاخضر واليابس ، فمهما يكن هؤلاء الضحايا الفقراء عليه من تسامح وبساطة وحسن ظن ، فهم بشر لديهم ابناء واباء واخوة وعوائل وعشائر ولابد ان احشاء هولاء تتقطع عليهم وقلوبهم تتمزق غيضا ، وقدتشتعل، ان عاجلا او اجلا، في وسطهم نيران المطالبة بالثار لضحاياهم وتشعل حرائق قد يكون من المستحيل السيطرة عليها مالم يرتدع القتلة ويكفوا عن غيهم ويرعوي المحرضون ويوسعون افقهم فيرون ان الزمان الذي كان بالامكان السيطرة على الشيعة بالموت والعنف والترويع واذلالهم واستغلالهم قد ولى وان سلطة صدام ونظامه بنيت تدريجيا ومارست سطوتها وتجذرها خلال بضعة عقود اعتمدت فيها المكر والدهاء والسياسة والملاينة والافساد والتضليل الى جانب العنف والترويع اللذان لا يخدمان وحدهما وخلال فترة زمنية وجيزة في اخضاع والسيطرة على شعب ، فاليات القوة والسيطرة ، خصوصا القانونية والشرعية وغيرها لم تعد في يد صدام او اشباهه وان الطريق الى تحقيق المصالح الذاتية والفئوية والوطنية يجب ان يعتمد اليوم لغة اخرى واساليب مغايرةاهمها نقد التجربة الماضية والتبرؤ من سلبياتها وجرائمها والاعتذار عنها ومد يد المحبة والتواصل والاقرار بالمساواة والعدل على اساس حقوق المواطنة والاعتراف بحقوق الاخر المذهبي والديني والقومي وغير ذلك مما تبنى عليه المواطنة الحقيقية وتقام على اساسه روابط الانتماءالمعافى.
لقد عبرت ردت الفعل التي اعقبت تفجير مرقد الامام الهادي عما يمكن ان يحصل ، ونعتقد انها كانت ردت فعل محدودة وقى الله العراق شر الاوسع والاعمق منها ، لكنها قد تصلح انذارا وتحذيرا الى كل من يحرص على وحدة العراق ويتمنى ويسعى الى اعادة اللحمه الى هذا الشعب ، خصوصا في صفوف اولئك اللذين تتعالى اصوات دعاواهم بذلك في حين نلمس منهم سلوكا وتحريضا لامباليا ويسعى الى تزوير الحقائق وتجاهل الدماء بان الدم يستدعي الدم وان القتل لن ياتي الا بالقتل والكراهية لن تقابل الا بالكراهية وان ماترونه من انتقام وثار فردي محدود يمارس من قبل ذوي الضحايا هنا او هناك ليس سوى غيض من فيض فدماء الاخرين عزيزة مثل ما هي دمائكم وارواحهم منحها الله حق الحياة مثلما هي ارواحكم وابناءهم اثيرين لديهم مثلما هم ابنائكم ونسائهم هي اعراضهم التي يصونون مثلما هي اعراضكم ، انهم بشر مثلكم خلقهم الله احرارا مثلما خلقكم وهم قبل ذلك وبعده اخوة لكم في العراق فلا تبخسوا دماء اخوتكم ولا تجعلوا اجسادهم طريقا لكم الى تسلط تتوهمون ولا تضنوا ان الاعلام والاكاذيب وتزييف الحقائق والتظلم وشيطنة الخصوم سوف تجدي نفعا او تبني وطنا او تضيع حقا او تخدع مظلوما وان الحرب الاهلية التي تشن من طرف واحد ضد طرف ستصبح حريقا مروعا، لاسمح الله ، اذا ما ايقظت روح الانتقام والرد بالمثل لدى الطرف المستكين والمؤمن بل المتشبث حتى الان بالاخوة والمواطنة والوحدة رغم الجراح العميقة والالم الممض.



#رشيد_عبد_النور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولكن الشيعة لا بواكي لهم


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد عبد النور - ! الحرب الاهلية قائمة بالفعل ... ولكن من طرف واحد