أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - حلمٌ عراقي قد يتحقق














المزيد.....

حلمٌ عراقي قد يتحقق


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1588 - 2006 / 6 / 21 - 09:07
المحور: الادب والفن
    


ما زلت احلمُ بان يوما ما سيكون لي فيه احد ما ممن اعرفهم يقرؤون بعض ما أنشره في الصحف أو في بعض صفحات الانترنيت، ليتحقق حلمي بدعوة ما لمؤتمر ثقافي ما، في بلدي طبعا فانا عشتُ أيام تلك معروفاً وُمعَرَفاً باني احضر المهرجانات والمؤتمرات الثقافية معززاً، مكرماً، صائلاً، جائلاً في الأرقة بدون دعوة، لأني كنت بحق اعتبر نفسي مدعوا، ولا أنافس احد على مكان ليس لي، على الرغم من إني اعرف الأسماء أكثر من الوجوه، وهناك كنتُ أرى، وجوهاً ثقافية بحق تستحق بمثل ما استحققت، وجوهاً عراقية كثيرة لا تصلها (ولن تصلها) أية دعوة، لكنها حاضرة رغم التعتيم تضيء بجدلها، ومفاتن آفاقها الصحف العالمية قبل المحلية، فكنت أرى، وكنت التفُّ إليها بمثل ما كانت تفعل، ونجيد التعارف والتعريف، وغالبا ما كنا نرى وجوهاً ليست من الثقافة بشيء، تحضر، وتحاضر في ما لا تعرف. واليوم عندما تأتي اليَّ الدعوة الحقة، الحلم، بدون تجاهل، بقصد، فأنني سوف أرى في زماننا الجديد - هذا- لا لوجود لعابر سبيل أن يكون مدعوا لمهرجان يشترك فيه غير المثقفين، و لا مجال لأي طارئ غير مثقف أن يحشر اسمه بين القوائم، بمثل ما كان يحدث في (هذا) الزمان العتيق الذي حتما سيولي بلا عودة، هو و مثقفيه العجاب.. (لا فرق بين زمان اليوم والأمس) عندما كان الشاعر الذي لم يكتب قصيدة واحدة تستحق التوقف يقود مؤتمرا للروائيين، ويكون أول المدعوين في بلد مضياف، وهو لا يعرف أسماء خمس من الروايات العربية المهمة، كونه صاحب فضل سابق ويرد إليه الفضل بالمثل، نظيره قد كان دعاه يومها إلى مهرجان ما في بلده، او كان يريده ان يكون محمّلا بدين مُسَبَّق، ليضمن صاحبه رد المثل بالمثل، ويكون ذلك المدعو مهماً بأهمية القائمة المطعمة بأسماء كان لها وزناً، فأغلب القوائم مطعمة بالمبدعين الحقيقيين، أو ببعض من كانت فاعلة في زمانها، ويكون للمدعو قيمة من يجلس إليه يحدثهُ عما حدث في المطار ولا حديث يخصّ الإبداع، إلا تغزلاً بالفندق الفلاني الذي عقد فيه المؤتمر الفلاني، و تمرّ العشرة دقائق في القهقة العالية والابتسامات العريضة، الخالية من الرصيد الثقافي. ليعود سريعاً إلى غرفته، ويعلق مكالماته الهاتفية حتى لا يحرجه شاباً عراقيا يعرف في الرواية العربية أكثر مما يعرف عن المطارات التي لم يصلها، فيلبد الضيف بعيدا عن الأضواء حتى تجئ السُفرة العراقية العامرة بما لذ وطاب. حتى تعبر ايام المهرجان كلها، ويأتي المهرجان أو المؤتمر الذي يليه، محملا بالغنائم لكل قادم، والمثقف العراقي، يحمّل الماً ممضاً في التجاهل، والنسيان، واليوم حتما بمثل تلك الدعوة، سأكون، يومها احمل ورقتي لأتنافس بها مع أقراني في الفكر والأعلام، وسيكون ما اطرحه مسموعاً، لكونه بلغة عربية سليمة واضحة المخارج والمقاصد، ولن يتحسس منها أحدا ما، كوني لا اخصّ بطروحاتي شخصا معينا، وإنما اشخص حالة كنا نعانيها، وتحلم الثقافة العراقية بالتخلص منها، فلا يشكو منها العشرات من أمثالي من غير الحزبيين، وسوف تكون الفكرة كالماء الزلال تصل إلى متلقيها بلا غمز أو لمز، وسوف يكون ما قدمت في ورقتي الثقافية بداية لقول آخر يؤججه تلاقح مثقفاً آخراً، وتلتقي الفكرة بالفكرة لأجل أن تكتمل، ويصبح بعدها مفتاحا لبحث جديد. وهكذا تكون الحالة ثقافية صرف، حيث لا تلكؤ في اسطرها، ولا يقتحمها ممن لا يعرف في أولياتها وآليتها. نحلم أن تكون الثقافة أولا بفرز المثقف من غيره، والاحتكام إلى ما نتج منه، وليس ما سوف ينتج في الأحلام، والأوهام. فثمة أسماء تدعي نتاجا عظيما.. بالتالي يكون فيه رأيا آخراً، والثقافة ابداً للمثقفين المجتهدين.
‏بغداد



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساحةُ الثقافة والنشر في الصحف العراقية
- جدلية (يورغن هابرماس) الصارمة
- شفافيةُ السرد في قصص ضوء العشب
- الضحك
- ما ذنب العراقي؟
- عبقريةُ (ماريو بارغاس يوسا) المذهلة
- رواية تحت سماء الكلاب
- رواية العطر لباتريك زوسكند، واقعية كضربٍ من الخيال
- نص وقراءة
- الحكواتي
- الدروب التي لا تصل بطريق
- رواية غايب لبتول الخضيري
- الفكر العربي في محيطه الأسود
- أجوبة الحوار المتمدن للملف
- قراءة في رواية وردة لصنع الله ابراهيم
- الشارعُ السياسيّ بعد غياب المثقف
- لائحة مهرجان بغداد للسينما
- نوبل للآداب والعرب
- فوكوياما
- مزقات الثقافة العربية


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - حلمٌ عراقي قد يتحقق