أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باليزيد - النموذج الأعلى لليبرالية















المزيد.....

النموذج الأعلى لليبرالية


محمد باليزيد

الحوار المتمدن-العدد: 6585 - 2020 / 6 / 6 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


>>وفاة جورج فلوريد يعاد توصيفها ب جريمة قتل وتوجيه الاتهام إلى 4 من الشرطة.>> عن فرانس 24، يوم 03/06/2020
لقد حدث مرارا ان قتل اسود على يد الشرطة وحوكم شرطي واحد ب"القتل غير العمد" رغم أن هذا "القتل غير العمد" نادرا، او لم يحدث أن كان من حظ أمريكي ابيض كما أنه كل دورية شرطة يكون فيها 3 او 4 رجال شرطة وليس من المعقول أن يموت مواطن على يد الدورية ويكون الكل، سوى واحد، بعيدا عن أي مسؤولية.
حادثة قتل جورج فلوريد وتطوراتها تنسف تماما مقولة الليبرالية الزائفة بان العدالة مستقلة. فتوجيه القتل غير العمد ولشرطي واحد ثم تغيير رأي العدالة بعد أن عمت الاحتجاجات امريكا، كل هذا يعطينا درسا بأن "عدالة كل المواطنين" لم تبن بعد في هذه الدول الليبرالية، على درجات متفاوتة، وأن على الفئات الهامشية، سواء بمعيار اقتصادي أو ثقافي أو غيره أن تستخدم حقها في الضغط، بكل الوسائل المتاحة، على هذه العدالة كي تعرف أنهم لم يموتوا بعد وترجع إلى الاتجاه الصحيح.
لقد وصلت الليبرالية حقا أوجها/قمتها في الولايات المتحدة الأمريكية على مستويين:
- المستوى التكنولوجي العالي جدا. ومن أوجه هذا المستوى مثلا الأنترنيت بكل جوانبه ومنها وسائل التواصل الاجتماعي.
- البنيوي/القانوني/... ومن مظاهر هذا مثلا، لا حصرا، لبرلة الاقتصاد، ليس فقط الداخلي، وإنما العالمي حيث أن الدولار الأمريكي لم يعد أمريكيا فقط كما أن و.م.أ من أهم القوى العالمية التي دفعت كي تحرر التجارة عالميا ويصير العالم "قرية صغيرة" فعليا.
لكن يبدو أن هذا البلد الذي تزعم البشرية نحو منجزات الليبرالية هذه هو الذي سيجر العالم للتخلي عنها وإنها لمفارقة أن يصطدم زعيم هذه الدولة مع أكبر منجزات الحضارة البشرية في عهد الليبرالية. فترامب، كأي رجل أمي من العالم الثالث، لم يعد يفهم قوانين النشر في وسائل التواصل الاجتماعي ويتجاوز حدوده إلى درجة أن تويتر وسناب تشات تقرران حذف بعض منشوراته. كما أن إدارة هذا الأخير بدأت تشعر منذ مدة أن التجارة العالمية الحرة، كما نظروا لها، لم تعد صالحة(لم تعد في صالحهم) وبدأوا يشتكون من أن الصين "تستفيد"؟!

وإذا امكننا أن نقول بأن هناك ليبرالية غير همجية، فالليبرالية الأمريكية همجية بكل معنى الكلمة، ذلك أنها تضيف إلى وصفة الليبرالية الحقة ، الليبرالية التي تعني أنه لكل مواطن حقوقا بمقدار ما له من مال، [لست مختصا في الاقتصاد لكن اعتقد أن هذه الجملة قريبة من تعريف الليبرالية]، ليبرالية الولايات المتحدة تضيف إلى تلك الوصفة وصفة العنصرية وربما أشياء أخرى. فإذا كان المواطن الأمريكي لا تضمن له مواطنته، أيا من الحقوق الأساسية، التعليم والشغل والسكن والصحة ،(1) فإنه بالإضافة إلى ذلك تعاني الأقليات من حيف أكبر حيث أن لونهم أو ثقافتهم يضيف نقطا سلبية إلى ميزان مؤهلاتهم في سوق الشغل والمناصب والمصالح فيسبقهم البيض إلى ذلك رغم قلة مؤهلاتهم. تقول بعض الإحصائيات مثلا أن معدل الثروة لدى البيض الذين لم يتمموا الدراسة الثانوية يساوي مثيله لدى الملونين الحاصلين على الإجازة(الرابط فيديو للدكتور محمد ربيع ).
ليس هناك من شك أن الأمة الأمريكية أمة متحضرة(2)، لكن وصول مثل ترامب، رجل يقيم دعايته الانتخابية على أن أمريكا أهم من كل العالم وأن البيض الأمريكان أهم من السود، وصول مثل هذا الشخص إلى البيت الأبيض يعطينا درسا هاما ويوضح لنا بما لا يدع مجالا للشك بانه حين يتحكم لوبي المال في السياسة تموت السياسة والديمقراطية معا. يعلمنا أنه، حين تنضج الليبرالية نضوجا كاملا، ستؤول النتيجة حتما في كل دول العالم إلى نفس النتيجة كما في الولايات المتحدة، تحكم لوبي المال والأعمال في السياسة وموت جميع الأفكار الطوباوية [لا أقصد بطوباوية هنا علو السقف، ولكن تلك المطالب صارت طوباوية لأن البرجوازية عجزت عن تحقيقها فهي إذن مجرد حلم.] الأفكار الطوباوية التي نادت بها البرجوازية كي تهزم الإقطاع مثل: حقوق المواطنة المتساوية، تعدد الأحزاب ، دفاع الأحزاب عن رؤى مختلفة وتمثيلها لفئات اجتماعية مختلفة، حق التحزب والرأي و... كل ذلك صار مجرد حلم في أمريكا حيث حزبان ليبراليان عظيمان استطاعا تهميش كل الرؤى الأخرى وحصر تداول السلطة بينهما بماكينة دعاية وإعلام يتحكم فيها المال ولا شيء غير المال.
أليس من أكبر المفارقات أن تفشل الدولة الأمريكية في مواجهة فيروس كورونا حيث ما يزال المئات من الأمريكيين يموتون بالفيروس؟ ولا يجد ترامب ما يقوله بصدد كورونا سوى جملته الرديئة "الصين مسؤولة"(3).الليبرالية الترامبية لا تهمها أرواح الأمريكيين ولا فرق بين أن تترك الدولة الشعب لحاله مع الوباء ويفسح المجال للوبيات صناعة الأدوية كي تبتز الشعب وتستنزفه بلقاحاتها وأدويتها وأن يضغط جهاز القمع على رقاب الشعب فوق الإسفلت حتى الموت كالحشرات.
1) الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:
المادة23: 1 ) لكلِّ شخص حقُّ العمل، وفي حرِّية اختيار عمله، وفي شروط عمل عادلة ومُرضية، وفي الحماية من البطالة.
المادة25: 1 ) لكلّ شخص حقٌّ في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصَّةً على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، وله الحقُّ في ما يأمن به الغوائل في حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترمُّل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته والتي تفقده أسباب عيشه.
المادة26: 1 ) لكلِّ شخص حقٌّ في التعليم. ويجب أن يُوفَّر التعليمُ مجَّانًا، على الأقل في مرحلتيه الابتدائية والأساسية. ويكون التعليمُ الابتدائيُّ إلزاميٍّا. ويكون التعليمُ الفنِّي والمهني متاحًا للعموم. ويكون التعليمُ العالي مُتاحًا للجميع تبعًا لكفاءتهم.
2) يجب أن لا يفهم القارئ قولي هذا على أساس أنه مجرد مجاملة. فإذا كنا لا نجهل مثلا أن سياسة الو.م.أ الإمبريالية الطبع هي سبب كثير من مشاكل العالم الثالث. وقبل ذلك نعلم كيف بنيت هذه "الحضارة" على أجساد السكان الأصليين، لكن مع كل هذا، يجب التمييز بين الأنظمة والشعوب. وهل نآخذ نحن في العالم الثالث بوزر أنظمتنا؟ قد يرد قائل: لكن نحن في العالم الثالث "صامتون" قهرا وقمعا، أما مواطني الدول المتقدمة فهامش حريتهم كبير وعليهم بهذا فضح سياسة دولهم ومعارضتها. نعم مواطنو الدول المتقدمة لهم هامش من الحرية نتوهم أنه كبير. لكن حدود هذا الهامش لا تتضح إلا حين يجد الجد. وها نحن نرى أنه حين أراد مواطنو الو.م.أ أن يمسوا بنية أساسية لنظامهم، العنصرية، توقفت اللعب! وصلت الوقاحة بالبرجوازية العفنة إلى حدود التهديد بإدخال الجيش ضد الشعب والإنجيل بيدها!؟!. ليبرالية القرن الواحد والعشرين تأخذ عصا الجيش باليد اليمنى، وباليسرى دعم "إلهها" ضد الفقراء والمشردين والمهمشين. لقد جر وصلت الليبرالية فعلا الحضيض.
3) اين الخلل: فوجئت الصين بفيروس لم يسبق لهم التعامل معه وادى هذا الى تفشي الفيروس بشكل كبير وحصد ارواح كثيرة واضعاف الاقتصاد. قد تكون هناك اخطاء فعلا لكن كل ذلك مبرر في حالة الصين، اول بلد فوجئ بالفيروس. الدول الغربية الان تحاول ان ترمي بعجزها عن حماية نفسها، ترمي به على عاتق الصين،. نعرف ان الفيروس لم يصل أوربا ولا امريكا الا بعد حوالي شهر على الاقل، ان لم تخني ذاكرتي، بعد التصريح الصيني بتفشيه هناك. الدول الغربية اذن لم يأخذها الفيروس على حين غرة. ان مستواها العلمي والاقتصادي يسمح لها، بعد ان سمعت بتفشيه في الصين، يسمح لها ان تستعد. ولنفترض ان الصين، حتى هذه اللحظة، لم تصرح بان لديها فيروس وتكتمت 1000000 في 100 عن المسالة ، هذا الافتراض يسمح لنا ان نعتبر الصينيين مجرد خفافيش او فئران ليسوا مسؤولين عن اي تصريح ونعتبر الدول الغربية هي المجال الانساني الاول الذي فوجئ بالفيروس. اليس من حق مواطني هذه الدول ان ينتظروا من دولهم ان تنجح في التعامل مع الفيروس اكثر مما نجحت الصين؟ وهل نجحت فعلا اكثر من الصين؟ القادة الرأسماليون يفرطون في حياة مواطنيهم و"يمسحون" ذلك في الصين لأنها "لا تحترم حقوق الانسان حسب المعايير الدولية"! سقطت الطائرة. هذا الهامش نشرته بالفيس بتاريخ 17/04/2020



#محمد_باليزيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزنا:بدون تعليق
- أسئلة خاطئة من أجل فهم النسبية
- الإسلاموفوبيا
- لا لتضليلنا، لا لتبليدنا
- البيو(Bio)، آخر خطوة نحو العبودية.
- هندسة الفيضانات
- الخرافة والبرهان
- شعب الملائكة
- المغاربة والأبوة الزائفة
- فخ البيتكوين، هل من مخرج؟
- لا وهم بعد اليوم
- الإتحاد الأوروبي ومحاربة الفساد الضريبي
- الطب التقليدي، خيار أم واقع للتكريس؟
- فساد الفساد
- فتوى دارت من أجل البنوك الإسلامية.
- وماذا بعد
- من أزمات الأحزاب المغربية
- كي لا نهلوس مع هلوسة ترامب
- استقالة محققة (سوريا)
- سوء التدبير


المزيد.....




- بعد قضية -طفل شبرا-.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك ويب- من بداي ...
- الجيش الروسي يتقدم على طول خط الجبهة
- أوربان: من يدعم حرب أوكرانيا هو المستفيد
- -جامعاتنا مفتوحة لكم-.. الحوثيون يعرضون استضافة الطلبة المفص ...
- حدث في إيطاليا: رضيع يبلغ من العمر 4 أشهر يدخل في غيبوبة كحو ...
- أكسيوس: بايدن يشارك شخصيا في جهود مكثفة للتوصل إلى صفقة وتوق ...
- الحوثيون يعلنون عن بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد
- أردوغان: أوقفنا التجارة مع إسرائيل لإجبار نتنياهو على وقف ال ...
- بوريل: تأخر المساعدات الأمريكية لكييف قد يصبح سببا لهزيمتها ...
- نائب رئيس الهيئة الإعلامية لحكومة صنعاء لـ RT: واشنطن ولندن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد باليزيد - النموذج الأعلى لليبرالية