أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي وتوت - المؤسسة العسكرية في الدولة العراقية السابقة 2-2















المزيد.....

المؤسسة العسكرية في الدولة العراقية السابقة 2-2


علي وتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1584 - 2006 / 6 / 17 - 11:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لكن حكم العسكر في العراق أصبح بيروقراطياً للغاية، فلا المؤسسة العسكرية زاد نشاطها فعلاً ولا حكم الأخوين عارف على التوالي استطاع أن ينشأ كاريزما شعبية حقيقة. من هنا قد لا يكون بعيداً عن الحقيقة حكم بطاطو القاسي (لقد أمسى واضحاً أن الضباط، بدخولهم في السياسية وانقسامهم إلى شلل، لم يقوموا بتخريب جهاز الحكم ويزيدوا من اللا استقرار السياسي فحسب، بل إنهم خففوا أيضاً من فعالية الجهاز العسكري( ). إذ شهدت السنوات (1963-1968) اخفاق انقلابان عسكريان قادهما رئيس الوزراء على رئيس الجمهورية في عام 1965. بينما شهد شهر تموز (يوليو) من عام 1968 انقلابين عسكريين الأول في 17 والثاني في 30 منه، والانقلاب الأخير هو الذي جاء بحزب البعث جناح ميشيل عفلق إلى السلطة( ).
لقد أكد الحكم في النظام العراقي أن السلطة قد عادت، بعد عشر سنوات من الحكم العسكري المتواصل، إلى المدنيين من خلال حزب البعث. لكن هذه المقولة ليست صحيحة فعلاً، فمجلس قيادة الثورة كان مؤلفاً أساساً من خمسة عسكريين لم ينضم إليهم مدنيون، إلا بعد سنة وأربعة اشهر من فوزهم بالسلطة. وقد قام حزب البعث بتنسيب منظّم لأعضائه للمؤسسة العسكرية برتبة ملازم أو برتبه عسكرية عالية، كما حصل لصدام حسين نفسه، وقد دخلت العصبوية المحلية واستقرت في المؤسسة السياسية في العراق. إذ استطاع أبناء الرمادي أيام الأخوين عارف ضرب مجموعة الموصل التي كانت يتزعمها عبد العزيز العقيلي، إلى أن قام (التكارته) بإزاحتهم جميعاً عن السلطة وكان في قيادة الانقلاب عام 1968 (5) عسكريين منهم (3) من أبناء تكريت (احمد حسن البكر وحردان التكريتي وحمادي شهاب).
لقد أدى الـ (تبعيث) المنظم للجيش العراقي فعلاً إلى تقليل محسوس لإمكانات انقلابه على السلطة القائمة، التي قامت إلى جانب هذه العملية الحثيثة، بإنشاء مليشيا شعبية تابعة للحزب. لم يكن هذا اختراعاً بعثياً طبعاً، ولكن هذه المليشيا التي كان لها سوابق عام 1963( ) في بغداد حيث شكلت قوة صغيرة تدعم الحزب، تطورت في السبعينيات لتصبح (جيش شعبياً) موازياً للجيش النظامي، فقد وصل قوامها إلى (175000) مسلح، فيها آلاف عدة من النساء، كما إن سيطرة الحزب عليها مطلقة. ويؤكد العراقيون أن عدد أفراده كان يتعدى نصف المليون قبل اندلاع الحرب مع إيران. في حين بلغ تعداد المؤسسة العسكرية قبيل اجتياح الكويت واحتلالها عام 1990 حوالي مليون فرد، من أصل ثمانية عشر مليون عراقي، وبنسبة تقارب ربع عدد المواطنين المؤهلين لحمل السلاح( ).
لم يكن ضباط الجيش كما صورتهم قصائد الشعراء وأدبيات الحركات السياسية مثالاً للفروسية والشجاعة، فقد اتسمت العلاقة بين الضابط وجنودهم في المجتمع العسكري العراقي بطابع يفتقر إلى الحدود الدنيا من المثل الإنسانية والى عدم التزام غير قليل بمعاني المواطنة، فضلاً عن معاني الحرفة الواحدة وضرورات السلوك في العمل المشترك لاسيما المتصل منه بالمهمات العسكرية التي تتطلب الاقتحام وروح الفداء والتضحية.
كما أن ضباط الجيش العراقي السابق كانوا يستخدمون ضد جنودهم أنماطاً من السلوك الذي يمارسه أجهزة الشرطة السرية مع المدنيين المعتقلين في أقبية المخافر. فضلاً عن الممارسة التقليدية التي تنبعث من شعور الضابط العراقي بالسمّو والتعاظم أمام الجنود بشكل خاص والمجتمع المدني بشكل عام. ولا يتوانون عن استغلال توظيف قانونيين الخدمة العسكرية والانضباط العسكري وإطاعة الأوامر لأغراض الخدمة الشخصية وتشغيل الجنود خدماً في منازلهم وحراساً شخصيين لأطفالهم( ).
إن السجل الحقيقي للمؤسسة العسكرية في العراق، والتي ربما لا يلتفت إليها البعض وقد أخذته حالة الانبهار بمواقف الجيش المشرفة في المعارك (هكذا !!)، إلا أن السجل الحقيقي تمثّل في استخدام الجيش لضرب المجتمع في العراق، إذ قام الجيش العراقي السابق بسحق الآشوريين وأبناء الفرات الأوسط في الثلاثينيات، وانخدع بالنازية والفاشية أبان الأربعينيات وضربَ للمظاهرات في الشوارع وعلى الجسور في الخمسينيات وأكثر من تدخله في السياسة فأصبحت انقلاباته من النوادر التي يتفكه بها الأفراد، أما حربه ضد الأكراد في السبعينيات، وعمليات التطهير العرقي (الإثني) ومحاولة إبادتهم في ما سماه النظام بعمليات الأنفال، وضربهم بالأسلحة الكيميائية في الثمانينيات، وصولاً إلى غزو الكويت وقمع الانتفاضة في وسط وجنوب العراق في التسعينيات( ). وكما هو واضح في الجدول (1).

الجدول (1)
يوضح عدد المرات التي استخدم فيها الجيش لقمع المجتمع في العراق

العام المهمة
1933 قمع الآشوريين
1935 ضرب قبائل الفرات الأوسط
1936 ضرب الأكراد
1952 قمع انتفاضة بغداد
1956 قمع انتفاضة مدينة نجف والحي (قضاء تابع لمحافظة واسط
1959 قمع انتفاضة مدينة الموصل
1961 الحرب ضد الأكراد والتي استمرت حتى العام 1966
1974 العودة مرة أخرى إلى الحرب ضد الأكراد
1977 التنكيل بانتفاضة الكاظمية (حزب الدعوة) وانتفاضة في النجف
1986 عمليات التطهير العرقي(الإثني) وإبادة الأكراد (عمليات الأنفال
1987 ضرب المتمردين الأكراد بالأسلحة الكيماوية
1990 احتلال دولة الكويت العربية الشقيقة
1991 قمع انتفاضة الشيعة في الوسط والجنوب وزرع المقابر الجماعية في مدنهم
1996 الدخول إلى شمال العراق للقبض على رموز المعارضة العراقية
ولمناصرة أحد الفصيلين الكرديين على آخر

فالجيش العراقي سيبقى مطلوباً للثأر من نفسه، قبل أن يكون مطلوباً للمجتمع في العراق بتبرئة ذمتـه وإعادة اعتباره



#علي_وتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق (واحد) أم (موحّد)...... عن أيّ مجتمع عراقي نتحدث ؟
- في الاجتماع السياسي للعراقيين ....عن أيّ مجتمع عراقي نتحدث ؟
- في أبعاد العولمة ومستوياتها
- انتهاكات حقوق الطفل في العراق 1-2
- بيئة الإنسان من منظور الثقافة والمجتمع
- 2-2 انتهاكات حقوق الطفل في العراق
- في مفهوم المواطنة ... وحقوق الإنسان


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي وتوت - المؤسسة العسكرية في الدولة العراقية السابقة 2-2