أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - في التواصل الكلامي في الزمن الكوروني














المزيد.....

في التواصل الكلامي في الزمن الكوروني


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 6545 - 2020 / 4 / 24 - 14:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كلمة ولو جبر خاطر وإلا سلام من بعيد

هنا والآن وقد تحول كوكب الأرض إلى محجر صحي كبير والبيوت زنازين لم يبق للإنسان إدم وحواء إلى الاسماء التي علمه الله في أول التكوين أي اللغة والكلام ومن كل ما صنعه الإنترنت وسيلته الوحيدة للتواصل الفعال في هذا الفضاء السيبرنيتي. والنتيجة النهائية للثقافة، ثقافتك وثقافتها وثقافة كل إنسان بما هو كذلك هي مجموع الكلمات والصور والأفكار وردود الأفعال والاستجابات التي توجد في داخل كل منا في ذواتنا الواعية، فلو لم يكن في ذاتك وفي هذه اللحظة صورة وشكل من ردود الفعل التي يسمونها "القدرة على قراءة اللغة" فإنك لن ترى على هذه الصفحة إلا خربشات سوداء وإشارات ورموز مرسومة على بياض لا معنى لها، غير أنه بسبب تلك الخبرات المكتسبة من التجارب المتكررة ومن خلال التربية والتعليم والتعلم والحياة الاجتماعية، تمتلئ روحك بمشاعر الحماس الوطني لدى سماعك موسيقى نشيد الحرية والكرامة , او النشيد الوطني اذا كان لديك وطنا يعزك وتحبه ، وتحس بالهيبة والإجلال والخشوع عند سماعك تلاوات مرتلة من القرآن الكريم، وتثار في دخيلتك فيض من المشاعر السارة والمفرحة إذا ما قرأت جواباً من حبيب غائب، وكثيراً ما ينتابنا الحزن والحسرة لقراءة مأساة إنسان وعادة ما نحس أنفسنا مفعمة بمشاعر لذيذة ممتعة عندما نقرأ نصاً جميلاً أو ننصت إلى كلمات مثيرة ومدهشة ومرهفة.. الخ وهكذا هي الكلمات، دائماً ما تصيبنا بسهامها وتنفذ إلى أعماق أعماقنا وتهز جوارحنا بعنف وتثير فينا أمواجاً عاتية من العواطف والانفعالات المتناقضة وذلك بقدر ما تحمله من معاني ودلالات ورموز وإشارات، وبقدر ما نمتلكه نحن من قدرة على استقبال وادراك وفهم وتأويل واستجابة لرموزها وأسرارها ودوالها ودلالاتها ، فاللغة و الكلام هو الذي يشكلنا ويشكل ثقافتنا وأفكارنا وقيمنا ومعتقداتنا وأحلامنا وأوهامنا ففي حياة الإنسان لا شيء خارج اللغة بل أن اللغة أو الكلام ليس أداة اتصال وتواصل بين الأنا والآخر، بين الأنت والأنا، فحسب بل وبها ومن خلالها نفكر ونحلم ونحب ونكره، نتذكر الماضي، ونشكو من الحاضر ونتخيل المستقبل، نتعلم ونبدع ونختلف ونتفق، نتقاتل ونتحاور عبر الكلام وفيه وبسببه، فالكلمة نحلة أو ذبابة، حرب أو سلم , قال الشاعر فان لم يبتدر عقلاء قوم ... فان الحرب اولها كلام !) اذ كثير ما نشبت الفتن والحروب بين الناس بسبب كلمة من الكلمات ! وبهذا جاءت الامثال , المرء مخبوء تحت لسانه , او لسانك حصانك لو زلت زل , ومن قال كلمة ما رجع من دونها , ولعلكم تتذكرون حكاية البيت الذي قتل صاحبه ؟ وهكذا فالكلمة نحلة أو ذبابة، فرح أو حزن، خير أو شر. وبفضل ملكة العقل واللغة والكلام. فكيف تكون الحياة، بلا أقنعة بلا لغة أو كلام؟ بلا وهم أو أجنحة؟ رتيب هو العيش لصق المكان ،بلا زحزحة أو تسام، لا شي يذهب، ولا شئ يأتي، كنا وكنتم وكانوا وكان، وما أضيق العيش، لولا اللغة والكلام، فلولا الكتابة لمتنا اختناقا، وقلنا عليها السلام. فعلينا في محنة كورونا أن تفعل الروح الإنسانية الإيجابية بالمؤسسة الكلامية التي يعود لها الفضل في جعلنا كائنات في غاية الحساسية. فتعالوا بنا نحسن التواصل الجميل فيما ما بيننا بالكلمات التي تفيد وتفرح وتبهج وتسعد وتبعث على الأمل والحب والحنان. كونوا" كما السحب تملأ الأشجار وتضفي على خريف أغصانها رونقا، تضفي بعض الكلمات الطيبة على القلوب في محنتنا اليوم كساء الامل.أجلوا ما استطتم لوائح اللوم والمشادات، فالحاضر لا يحتمل ضجيج الكلمات" بحسب تعبير فيلسوفة تونس الخضراء الدكتورة راضية بن عيّاد. لاسيما ونحن في محاجرنا الإجبارية لا حول لنا ولا قوة بإزاء الفيروس الذي باتت يهددنا في وجودنا ‎لقد صار «المنزل» فجأة مساحة «العالم» الوحيدة التي يلوذ بها «الأحياء» من «أجساد» بعضهم بعضاً بعد أن حوّلهم الفيروس إلى آلات عدوى تعمل ببراءة فظيعة، إذْ لا معنى للحديث عن أيّ نيّة وبائيّة قد يبطنها جسم ضد جسم آخر. إنّ المنزل/‏‏‏ العالم الخاص قد صار المعبد الوحيد والأخير، حيث يفرّ الناس بأنفسهم، من العدوى/‏‏‏ الخطر الوبائي العالمي غير المرئي الذي يجعل من كل «آخر» مهما كان نبله أو قرابته، مجرد حيوان أو كائن، ناقلاً لوباء أخرس ‎في هذا «البيت» الذي يقدّم نفسه بوصفه مساحة العالم الأخيرة يشعر المرء بأنّه لم يعد يمكن تحمّل أيّ نوع من الضيافة «غير اللائقة» أي غير المنسجمة مع الحمية ضد العدوى. إنّ متوالية من القيم الأخلاقية قد انهارت فجأة، قال جبران ذات مرة: «لولا الضيوف لكانت البيوت قبوراً" بحسب تعبير الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني. فكل ما يحتاج اليه الناس اليوم وهم في منازلهم هو الكلمة الطيبة. . وحينما يجتمع كورونا مع صوم رمضان تتضاعف حاجة الإنسان إلى الاهتمام والرفق والرحمة والمودة والحنان في هذا الفضاء الاتصال نافذتنا الوحيدة على العالم هنا والآن والكلمة الطيبة صدقة! وإن فقدت مكان البذور التي بذرتها يوما ما، سيخبرك المطر أين زرعتها .. لذا أبذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي شخص .. فأنت لَا تعلم أين تجده ومتى تجده ! ازرع جميلاً ولو في غير موضعه .... فلن يضيع جميل أينما زرع .. فما أجمل العطاء . فقد تجد جزاءه في الدنيا أو يكون لك ذخراً في الآخرة .. لَا تسرق فرحة أحد وَلا تقهر قلب أحد .. أعمارنا قصيرة .. فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها ودمتم بخير وسلام...



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما تتعرى الحضارة قراءة في لوحة
- الشاعرة غالية عيسى - حين يغني الحنين أوجاع الوطن -
- جمال الرموش شاعر الأعماق والآفاق
- اليوم جان بول سارتر وتهافت الحضور
- حينما تعلق الاستاذة الدكتورة وجيهة السط
- العولمة وكورونا من وجهتي نظر أمريكية وصينية
- الأسس الفلسفية والثقافية لخطاب الصحة الاجتماعية المعاصر
- من نحن؟ وماذا سنكون؟ وكيف نعيش؟ قراءة عابرة في كتاب الثورة ا ...
- في تأمل المعنى الفلسفي لفيروس كورونا
- من ذكريات الجامعة مع الدكتور نمير العاني
- الليلة الهوية ومداراتها في أمسية تدريبية بالقاهرة
- لمحة من ملامح النهضة الأوروبية وتعليم المرأة
- البحث العلمي والتنمية ؛ الصين انموذجا وأشياء وأشياء أخرى
- ملاحظات عابرة من وحي ندوة الفلسفة والموسيقى بجامعة القاهرة
- فلسفة التقدم ولادة الفكرة وسياقات المعنى
- من وحي مؤتمر القوة الناعمة ومركزية اللغة
- ليلة فكرية خولية في ساقية الصاوي الثقافية
- في تأمل الحياة والعقل والتاريخ وضرورة النقد والتجديد
- في نقد التسوية في الهوية وعلاقة اللغة بالتفكير
- كيف نقرأ رواية ولدت لتوها ؟ من وحي رواية نادي الانتحار


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم المحبشي - في التواصل الكلامي في الزمن الكوروني