أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - لينا ابو بكر - الأمومة في زمن الكورونا : من الجزائر أمنا إلى فلسطين أم السماء !














المزيد.....

الأمومة في زمن الكورونا : من الجزائر أمنا إلى فلسطين أم السماء !


لينا ابو بكر

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 07:26
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


بقلم: لينا أبو بكر
• ( الجزائر أمنا ) ، ليست جملة شعرية فحسب ، إنما صفة وراثية للهوية ، بحيث لا يمكن أن تزرع وطنا تمتد جذوره إلى السماء ، في رحم أجنبي دخيل ، فلا فرنسا هي أمنا المتبرعة برحم الإيواء ، ولا الجزائر خلية أنثوية للإيجار، في بنك اللقطاء !
• لا يمكن للدولة المحتلة أن تكون حتى زوجة أب ، مع عدم التحفظ على أمومة البغاء ، لأن أمومة الأوطان تعبير رمزي عن عفة الأرض - في سياقها الأخلاقي ، كتربة مُولّدة للبذار الأولى و كشجرةٍ مُنتهى للسلالات، و كعمق شرعي للانتماء البيولوجي ، ولذلك تغدو الدول الاستعمارية أرضا حراما ، أو أمّا محرمة !

• ( الجزائر أمنا ) ، الشرارة الأم للنشيد الوطني ، من أم الثورة وأيقونتها ، جميلة بوحيرد، المحاربة الأمازونية ، عذراء الأوراس ، أندلسية الجنوب ، و نجمة وهران المقدسة ، واحة الشمس الإفريقية ، مرأة السماء ، سمراء الساحل و حورية الصحراء ، و يا إلهي ما أعظم النساء ، ما أرق قوتهن ، وما أقوى رقتهن ، إنهن أمهات الأرض ، والحقول ، سيدات الجنات و الفراديس ، ربات الخصب ، و سارقات الشعلة من فم التنين ..... يا للنساء !
• ( الجزائر أمنا ) لم تكن مجرد احتجاج لغوي ، أو حتى ثوري ، إنها تتعلق بترسيخ الأمومة كمظلة وطنية ، تعبر عن انتماء عرقي و ثقافي للجينوم الأم ، على اعتباره نواة أصلية للشيفرة الوراثية ، وليست خاصية منحرفة أو طفرة جينية مدسوسة !
• لم تكن بوحيرد بحاجة لتفسير الأمور تبعا للمنطق العلمي والأنثروبولوجي ، لأن فطرة المناضل هي أمه ، وبهذا المعنى لا يمكن للأمومة أن تكون وعاء عضويا مستعارا ، فالأم لا تُستعار ، ولا يمكن للاحتلال أن يكون أمًّا بالتبني، ما يخالف شريعة وأعراف هذا النظام ، الذي يقوم بالأساس على إصباغ طابع الأمومة أو الأبوة على أبناء يتامى أو تم التخلي عنهم ، أما أن تفرض فرنسا أمومة استعمارية على الجزائر التي لم تكن بلا صاحب ، فهذا وحده كفيل بإبطال التبني وتعزيز جريمة السرقة ، تماما على طريقة اختطاف الأبناء، عبر مافيات منظمة ، تسرقهم من ذويهم ، وتبيعهم أو تقايض بهم أو تستغلهم لأغراض منحلة ، أو عبر مؤسسات خدمة اجتماعية تمارس وصاية الاختطاف بالقانون ، وتفرض صهرا انتمائيا من خلال نظم و قيم تربوية زائفة ومشوهة .. !
• زنزانة الأم الفلسطينية الأسيرة ، هي شرنقتها ، طالما أن مشكلتها ليست في السجن كمحيط فيزيائي ، بل في الاعتقال كفعل تعسفي واضطهادي ، يمارس سلخا قسريا للأم عن شجرة العائلة ... عموما ، لا يغدو هذا السلخ فاعلا ، بما أن الزنزانة هي الابنة الصغرى للمعتقل الأكبر : الوطن ، والوطن أم !
• يتم حرمان الأم الفلسطينية من أحضان أبنائها .. على فكرة ، الحضن وطن ، ولك أن تتخيل تجليات الأمومة في تعدد الأحضان ، فالأبناء يمارسون دور أمهاتهم ، ليس على النطاق العائلي المحدود ، بل ضمن تآزر وطني شامل ، ما يوسع مفهوم الأمومية ، وينقلها من حالة انفرادية إلى بطولة عامة يتقاسمها الجميع ، من رجال و أطفال و أشجار و جدران و شبابيك ، و سماء ، و أغنيات وذاكرات ، و حنين .... وما أدراك ما الحنين !
• مشكلة الاحتلال كمشكلة الاستعمار ، يحاول اختطاف الأمومة ، قبل الأبناء ، لأن الأمومة هي الانتماء !

• يعذب الاحتلال الأم الفلسطينية بأبنائها ، عبر القهر النفسي ، ليجعل من هذا الارتباط العاطفي الحميم عبئا يضني كاهل الحنين ، ولكنه في واقع الأمر فشل فشلا ذريعا ... لأن العبء اتخذ شكلا من أشكال الادخار العاطفي ...ولك أن تتخيل كيف يرتفع الرصيد والمخزون ، وكيف يصبح الحنين كنزا خبيئا ، لا حملا ثقيلا !
• كل تكتيك قهري يبتكره الاحتلال ، ينقلب ضده ، لأن المقاومة الوطنية أمومية الطبع لا التطبع !

• الأمومة الفلسطينية هي العقار الحيوي المضاد ، الذي يحارب الاحتلال على اعتباره فيروس العصر !
• أثبتت الأم الفلسطينية أنها أم الأرض ، قبل أن تكون الأرض أمها ، حتى كأنها هي التي تنجبها كلما اغتالها اللقطاء !
• الجنة وطن الشهداء وهي أمهم ، ونيالهم ، حين تكون أمُّ سمائهم هي أرضهم : فلسطين !

• هذا زمان الكورونا ، زمان بلا أحضان ، بلا أحبة ولا خلان ، زمنٌ لسجون بلا قضبان ، أيها العالم : بماذا تحس الآن ؟
• هذا العالم يدخل زنزانة انفرادية ، سجانها الفيروس ، ويعيش حربا بيولوجية بلا بطولة ولا شهداء ، فلسطين وحدها ، في أزمنة العدم ، هي الاستثناء !
• العالم يتيم ، والكوكب أصبح طلقة طائشة ، أو فوهة شائطة ، فكلما غدا الوجود حياديا كالعدم ، تفاقم الشعور بالتيه والضياع .. من يرد هذا العالم لأمه الأرض ... والأرض أصبحت في زمن الكورونا : أرملة سوداء ؟!

• يا أمهات العالم ، كل أم وطن ، وكل وطن أم ، وأم الشهداء ، سيدة النساء .
• يا أمي ، يا حضني الذي يسكنني وأسكنه .. يا حضني الذي يرفعني وأحمله ، يضمني و ينضم إلي ، يسعني حين لا تتسع لي الدنيا ، أمي يا فلسطيني و حضن سمائي : أنا طفلة أبنائي و أم أمي !



#لينا_ابو_بكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلالة الميكروب و نَمارِدَةٌ العصر


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - لينا ابو بكر - الأمومة في زمن الكورونا : من الجزائر أمنا إلى فلسطين أم السماء !