أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زياد ملكوش - العرب والتخلف














المزيد.....

العرب والتخلف


زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6482 - 2020 / 2 / 4 - 22:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تغييب العقل هو احد اسباب تخلف العرب .. ظهر ذلك في البدايات واستمر ليومنا هذا. بعد وفاة النبي انشغل الخلفاء في تقوية الدولة والقضاء على الانقسامات والفتن ولم يتعرضوا او لم يكن لديهم الوقت ليبحثوا في امور الحكم والدين ولم يقمعوا المعارضين لهم إلا إن حملوا السلاح او رفضوا دفع الزكاة. لكن ذلك تغير بعد مقتل علي. كان لابد من اضفاء شرعية لحكم الأمويين فهم لم ياتوا باجماع المسلمين وليس لهم قرابة بالرسول /كان البعض يرى ان الخلافة ينبغي ان تكون في اهل البيت/ لا بل كانوا من اشد اعدائه ولم يُسلموا الا بعد ان ايقنوا ان الرسول اصبح قويا ولا سبيل الى مقاومته او الوقوف ضده . كان تفسيىرهم لمفهوم القضاء والقدر حجتهم فالسلطان هو خليفة الله على الارض وهذا قضاء الله المكتوب الذي لا مفر عنه وان طاعته واجبة حتى لو كان ظالما.. وهنا ظهر مايسمى برجال الدين المتحالفين مع السلطة يبررون وجودها واعمالها بتفاسيرهم وفتواهم وحتى بالاحاديث التي ينسبوها للنبي .

اول من قال بتحكيم العقل في قراءة النصوص وتفسيرها هم المعتزلة الذين ايضا رفضوا التفسير القائل بان اعمال الانسان مكتوبة مسبقا بل اعتبروا ان الانسان حر وهو يختار اعماله ومسؤول عنها (يذكرنا هذا بوجودية سارتر ) ، وبوجوب الخروج على الحاكم إن كان جائرا .. عندها بدء القمع وتم تكفير المعتزلة واي فرد او فرقة لا يتفق تفسيرها مع تفسير فقهاء السلطان ، فقد قتل والي البصرة الجعد بن درهم في عيد الاضحى في الكوفة بعد ان خطب قائلا انه سيكون اضحيته ونزل الى اصل المنبر فذبحه كما تذبح الشاة ، وتم قطع اطراف ابن المقفع وشيهم امامه قبل قتله ، وتم جلد الحلاج وصلبه وتقطيع اطرافه ورأسه ثم حرقه .

ظل التفكير السلفي المتحالف مع السلطة سائدا ومانعا لاي تفكير مخالف في العصرين الاموي والعباسي ومابعدهما ، وحين احتل العثمانيون البلاد العربية ذهب العقل العربي في غيبوبة دامت اكثر من 5 قرون.. فالاتراك قبائل رعوية بدون حضارة لا تهتم الا بالحروب وجمع الضرائب .. ولم يظهر اي مفكر او كاتب عربي مهم (ولاحتى تركي) إلا بعد حملة نابليون على مصر وعكا ، عندما ادرك العرب خاصة المصريون ان هناك عالما آخر .. عالما مختلفا ومتقدما .

لم يتغير الوضع كثيرا بعد سقوط الدولة العثمانية والاحتلالين البريطاني والفرنسي ثم الاستقلالات الشكلية وهيمنة الامريكيين على المنطقة . حُورب كل صاحب راي مخالف للسائد وصاحب عقل نقدي او تنويري بكل الوسائل من منع ومحاكمة وتكفير وحتى قتل : الكواكبي ، محمد عبدة ، قاسم امين وطه حسين والكثير غيرهم ، حتى عمل فني كرواية نجيب محفوظ "اولاد حارتنا" طالها المنع لمدة طويلة في مصر بإيعاز من الازهر ، بل جرت محاولة قتل محفوظ من قبل شخص لم يقرأ الروابة .

كانت اوروبا متخلفة ايضا عندما كان الاقطاع متحالفا مع الكنيسة للامساك بالسلطة , وكان وقتها ايضا يتم البطش بكل تفكير مختلف او متقدم ، لكن اندلاع الثورة الفرنسية جاء بالنهضة الثقافية ثم الثورة الصناعية ..وتم فصل الدين عن الدولة وتحرير العقل والافراد ، وكانت محركات التغيير كتابات فولتير وروسو ومونتسيكو وغيرهم .

نعم . العرب متخلفون وتحكمهم انظمة متحالفة مع الدين ومدعومة من الخارج لتسيير مصالحه مقابل بقائها ، وهي غير شرعية بالرغم من محاولات صبغ شرعيات دينبة او تاريخية او ثورية زائفة على نفسها اوباجراء انتخابات/ استفتاءات شكلية مزورة ، وهي لاتريد للشعوب ان تنهض وتتقدم لان ذلك بالنهاية سوف يسقط سلطتها.
ماهو الحل ؟ بداية الحل هو تحرير العقل . الاسلام ليس الحل . الاسلام هو اخلاقيات عامة وارتواء روحي ومفهوم للوجود ولا علاقة له بالنهضة وبناء دولة حديثة ولا يوجد اصلا بالمصحف آيات
عن الدولة وكيفية ادارتها. وآية " وامرهم شورى بينهم " التي يرددها الاسلاميون ليست كافية فهي نصيحة عامة لا تعني إلا معناها البسيط . صحيح ان العرب بعد ظهور الاسلام نهضوا وساهموا في
التراث الحضاري الانساني ولكن ذلك كان بسبب توحدهم وبنائهم قوة عسكرية غزت العام المعروف وقتها ( بفضل النبي محمد ) وتفاعلت مع ثقافات اخرى وازدهرت اقتصاديا ومرت بفترات كان الحكم فيها متسامحا نسبيا ، وهذا ماادى الى بروز كتاب ومترجمين وعلماء . . ليس لدى الاسلاميين حتى رؤى لكيفية النهوض والتنمية . الدولة الاسلامية كما يتصورها اكثر الاسلاميون انفتاحا هي دولة مثل ايران بصبغة سنية ، اي خليفة ومجلس شورى منتخبين من مرشحين بمواصفات توافق التوجهات ، وسيتم الغاء الاحزاب واي اعلام مخالف ووتطبيق مايسمى الشريعة في القضاء والاكراه على اداء الطقوس وارغام النساء على ارتداء الحجاب الخ . هذا لن تقبله الشعوب العربية على تدينها فقد انتفض غالبية الشعب المصري ضد حكم الاخوان عندما ظهرت بوادر نياتهم تطبيق أخونة المجتمع .. والحل ليس ايضا بانتظار الوقت المناسب لاستعادة الاراضي المحتلة اولا وتاجيل مسائل الحريات وكيفية التقدم الى زمن قادم لن ياتي ، من يقولون ذلك هم في الحقيقة لا يريدون التغيير ، سئم العرب من التحجج بفلسطين كي يبقوا مُستعبدين ، واصلا لن تتحرر الاراضي المحتلة إلا من احرار . . والحل ليس الشيوعية وإن كان لابد من اخذ افكار ماركس وانجلز بعين الاعتبار . ليس لان الشيوعية فشلت في الاتحاد السوفييتي سابقا والدول التي كانت دائرة في فلكه فهي لم تطبق اصلا ، فما كان في تلك الدول هو امتلاك الحزب/الدولة لوسائل الانتاج والحكم ببيروقراطية مستبدة كما ان الغالبية من الشعوب العربية موظفين وتجار ومقدمي خدمات ولا توجد طبقات كبيرة من العمال والفلاحين وكلهم مستهلكين لصناعات الآخرن .. الحل هو تحرير العقل ، التعامل بعقلانية مع كل مسالة وقضية ، تشجيع العقل النقدي والفكر المستنير. ثم العمل بعلم وعلمانية . هذه هي بداية الطريق لبناء دولة / دول مدنية علمانية ديمقراطية قوية تستغل كل امكانيات ارضها وناسهاالاحرار لرفاهيتهم وحمايتهم واخذ حقوقهم .



#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساواة في الميراث
- وايران ايضا
- نحن وتركيا وايران


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زياد ملكوش - العرب والتخلف