أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - اسبوع الفيلم الاوروبي بدمشق















المزيد.....


اسبوع الفيلم الاوروبي بدمشق


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


اسبوع الفيلم الاوروبي بدمشق
عودة عشاق السينما لمتابعة سحرها
برعاية الدكتور رياض نعسان اغا وزير الثقافة اقامت المؤسسة العامة للسينما "اسبوع الفيلم الاوروبي " بدمشق في الفترة بين 28-5 - 6 - 3 .في صالتي الشام } الافتتاح { والحمراء } بقية العروض{ وقد اشتملت هذه التظاهرة على افلام مهمة من المانيا وفرنسا والنرويج وبولونيا وبريطانيا واسبانية والبوسنة وبلجيكا وروسيا وايطاليا وهذه النخبة المختارة من الافلام هي فرصة لعشاق السينما لمتابعة الانتاج المتميز في جديد السينما الاوروبية الذي حاز جوائز في مهرجانات السينما العالمية ولاقى ثناء وجدلا نقديا واسعا

افتتح الاسبوع عروضه بالفيلم الالماني " السقوط " لأوليفر هيرشبيغل الذي تجرأ على تناول الجانب الانساني من حياة هتلر من خلال تسليط الضوء على الايام العشرة الأخيرة في حياة أدولف هتلر بعد ان كان يعتبر التطرق الى تاريخ اشهر دكتاتور في التاريخ من الامور المحرمة في المانيا. ولا تعود أهمية فيلم "السقوط" إلى روعة الإخراج والتمثيل والتكلفة المالية العالية، بقدر ما تعود إلى أهمية القصة الدقيقة والحقيقية التي تروى لأول مرة لتكشف حقيقة ما جرى في الساعات الأخيرة للعاصمة الألمانية وللجسم القيادي الحاكم. ونهاية الزعيم وحكمه النازي ..وتعتمد وجهتي نظر غير نازيتين تماماً لنقل وقائع الايام الأخيرة. الاولى هي سكرتيرته "ترودل" هذه المرأة الشابة، الموثوقة والمخلصة جدا للزعيم، رافقته في ساعاته الأخيرة كما رافقت وزير الدعاية النازية جوزف غوبلز وعائلته، فسجّلت بصدق وإخلاص للتاريخ، كامل التفاصيل في لحظات الضعف والقوة قبل السقوط والانهيار والتي تعترف في المشهد الاول انها لم تكن "مولعة بالنازية" ولكن الحشرية قادتها الى العمل مع ذلك الرجل. والثاني هو طبيب متمرن. تنقل الاولى أحداث الملجأ بينما ينقل الثاني الاحداث فوق على وجه الأرض. بين هذين العالمين، تتشكل صورة عالم آيل للسقوط باستثناء ايمان افراده بتأثير هتلر
ليس عبثاً اختيار المخرج افتتاح فيلمه بذلك المشهد الذي تدور أحداثه في منتصف ليل من العام 1942. إذ من خلاله يؤكد انطلاقه من القيمة الانسانية لبناء صورة لهتلر أشد وقعاً وتأثيراً من اي كاريكاتور متطرف. فعندما يستقبل مجموعة من الفتيات تمهيداً لاختيار إحداهن لوظيفة سكرتيرة خاصة، يُظهر ملامح ابوية صادقة وتسامحاً ليس من شيمه. في المشهد عينه، يلاعب كلبته برقة تبعث على التساؤل الاول حول التناقضات التي يتشكل منها ذلك الرجل. يقوم ذلك المشهد بوظيفة اساسية أخرى هي تقديم "ترودل يونغ" ابنة الثانية والعشرين التي ستصبح سكرتيرته الخاصة وستلازمه حتى يوم انتحاره في الثلاثين من نيسان 1945
أياً يكن، فإن "السقوط" أسقط جدار الخوف من المقاربة المختلفة والمعاينة السوية والموضوعية لهتلر ولنظامه النازي، حين قدّم أدولف هتلر (الممثل السويسري برونو غانز) إنساناً له حسناته والسيئات: يغضب بعنف، ويؤنّب جنرالاته، ويشتم شعبه، ويحقد على "الخونة"، وهم كثر بالنسبة إليه، لأن كل من يخالف تعليماته يُصبح خائناً يتوجّب إعدامه. وفي المقابل، يُظهر شيئاً من العطف والإنسانية في علاقاته ببعض المقرّبين منه: سكرتيرات، حرّاس، أولاد غوبلز، إيفا براون. هذه الصورة وحدها كفيلة بالتعاطي الهادئ والمقنع والمنطقي مع هذه الشخصية بحدّ ذاتها: لم يسع الفيلم إلى شتم لاذع، ولم يرغب في تقديس واه. ، وحافظ على حقائق تاريخية عدّة، وجعل من أدولف هتلر إنساناً له مشاعر وانفعالات وهواجس وأحلام وأوهام، وقائداً عسكرياً يواجه موته بعنف وحدّة، وزعيماً تاريخياً كتب فصلاً من التاريخ الدموي الحديث للبشرية.
هيرشبيغل يبني أكثر من ثلثي فيلمه حول أحداث واقعية، خالية من الاكتشافات. كل ما في الأمر انه يبني الايام العشرة الأخيرة كما لو كانت فترة حكم هتلر بكاملها، مقتنصاً اللحظات الأخيرة التي لا تتكرر، مقارباً بذلك لعبة المسرح ليس بأسلوبه وانما بمضمون عمله. الشخصيات لاعبون للمرة الأخيرة على مسرحهم. لذلك يقول أحد قادة هتلر له "يجب ان تكون على المسرح عندما يُسدَل الستار" في اشارة الى ضرورة بقائه في برلين. هكذا يحيي المخرج لحظات النهاية لتعكس مرحلة كاملة او الأحرى لتكثف الأسئلة حولها.
وعرض الفيلم البلجيكي "الطفل" للأخوين جان بيير ولوك دارديني الحائز سعفة كان الذهبية, يتناول موضوعا اجتماعيا عن المهمشين في بلجيكا، من خلال قصة الشاب برونو ، 20 سنة والذي يعاني من الحرمان وصديقته سونيا الذين يرزقان بطفل صغير "جيمي"، يعيش برونو في بلدة سيرينغ البلجيكية المعروفة بتصنيع الفولاذ، حيث يعتمدان في حياتهما على تعويضات البطالة الممنوحة لسونيا بالإضافة إلى السرقات الصغيرة بتعاون مع طفلين صغيرين، ورغم وضعيته المادية والاجتماعية يحاول إن يتعايش مع هذا الوضع، غير أنه سينهار فحاجة برونو الماسة للمال وعجزه عن تحمل المسؤوليات كأب تدفعه لبيع جيمي لسمسار في السوق السوداء الذي يقطع وعداً بأن يعثر على عائلة تتبنى هذا الطفل. عندما يدرك برونو فداحة الخطأ الذي ارتكبه، يحاول تصحيح فعلته المجردة من الرحمة مما يؤدي إلى تحول فظيع في شخصيته، هذا التصرف الطائش سينعكس على علاقته بصديقته أم "جيمي"، تسترد مولودها وتقطع علاقتها ببرونو. علاقة هذه الشخصية تظل موزعة بين النهب والسرقة للعيش .
والفيلم الايطالي " لاتتحركي" : رواية "لا تتحركي" للكاتبة الإيطالية مارغاريت ماتزانتيني تحوّلت إلى فيلم بنفس العنوان من إخراج زوجُ الكاتبة الممثل والمخرج سيرجو كاستيليتو الذي أدّى دور البطولة إلى جانب بينيلوبي كروز، وكلوديا جيريني،
مطر يتساقط صامتاً، حزيناً وبارداً. سيارة لم تنجح في التوقف امام الإشارة الحمراء. فتاة في الخامسة عشرة ستقع أرضاً أمام دراجتها المحطمة. سيارة إسعاف ستنقلها الى المستشفى عينه حيث يعمل والدها تيمو جراحاً. . انها ابنة "تيمو" كما يشير الاسم على مفكرتها. لا يقوى الطبيب على دخول غرفة العمليات.. لا يجرؤ على ولوج حياة تعنيه¬ وسندرك لاحقاً انه عندما فعل ذلك سابقاً كانت النتائج مأسوية. يترك المهمة لصديق جراح ايضاً بينما يستعيد من نافذة مكتبه المشرعة على باحة تتقاطع دروبها بما يحمل دلالات معنوية وبصرية الى تجربته الحياتية، يستعيد فصولاً محكومة بالمخاض والموت. انها نظرة الفيلم الى معنى حياة الانسان على الأرض والى الحياة كمخاض لا ينتهي. لحظة موت ابنته المفترضة، تعيده الى لحظة ولادتها التي تزامنت مع نهاية قصته وبداية مأساته. تيمو (سرجيو كاستيليتو) ينتظر بينما زميله يجري العملية لابنته. هي معلقة بين الحياة والموت، وهو سيخلع قناع القوة والصلابة وملامح الأب والزوج المثالي التي حاول دائماً التمسك بها. وسط صمت الكوما، صخب حياته سيمر أمامه كشريط سينمائي. وعلى ايقاع استعادات متلاحقة لهذا الماضي الذي ظن أنه غاب، نغرق في دوامة الحياة العبثية لرجل عاش صراعاً بين زواج فارغ مع السا (كلوديا جيرني) وعلاقة سرية مستحيلة، بين ولادة واجهاض بين مطر سيؤدي الى حادث وبين حر صيفي خانق سيؤدي الى لقائه قبل أعوام طويلة صدفة بعد أن تعطلّ محرّك سيارته في إحدى ضواحي المدينة المهملة بالمرأة الهامشية إيطاليا (بنيلوبي كروز).
تيمو الذي يحاول الظهور بمظهر الرجل المحترم والمثالي، سيبدو على حقيقته رجلا عنيفاً ومُعذباً. يستعيد الرجل علاقته بالمرأتَين، بزوجته وبتلك المرأة الفقيرة المقيمة في ضاحية اشبه بمدينة أشباح مهجورة التي تحترف انتظاره و لا تنتمي إلى عالمه البرجوازي والتي تبدو أشبه باستعارة وجودية أكثر منها امرأة حقيقية، يسترجع الرجل ذكرى تلك المرأة التي تزامنت وفاتها مع ولادة ابنته ليبدو له وكأنّ حياته مع زوجته هي الحياة الموازية لحياته مع تلك المرأة المعشوقة لا العكس.. لكن اذا نجح الفيلم فعلا في التأثير فينا الى هذه الدرجة، فالفضل يعود أولا وأخيراً الى بطليه الرائعين والاداء المدهش اللذين قدماه.
. يتنفس فيلم " لاتتحركي " الدراما والمأساة والوجع. و يروي من دون خجل جروحاً ملعونة في دواخلنا، لن تشفى ولن تجعلنا نعيش بكرامة وراحة ما لم نخرجها من أعماقنا.
والفيلم الاسباني" البحر من الداخل" للمخرج اليخاندرو امينابار الحائز جائزتي «الاوسكار» و«الغولدن غلوب» كأفضل فيلم اجنبي . على شفا الميلودراما الملطفة بالسخرية ودائرة القلق ومعانيه، يحيي امينابار مأساة واقعية حصلت في اسبانيا اواخر الستينيات واثارت الرأي العام الاسباني في التسعينيات حين طلب رجل المأساة الى السلطات القضائية منحه حق وضع حد لحياته (الموت الرحيم مثار جدال في العالم كله الى اليوم) اثر نحو تسعة وعشرين عاماً امضاها في فراشه مصاباً بشلل تام وانعدام القدرة على تحريك كل جسده، اذ ارتطم رأسه بصخرة تحت الماء حين قذف بجسده في البحر ، وعدل امينابار، كاتب السيناريو ايضاً في الشخصية فجعل رجل فيلمه رامون سامبيدرو( خافيير بارديم بأداء مذهل استحق عنه جوائز افضل ممثل في عدة مهرجانات سينمائية) شاعرا مثقفاً وصاحب افكار عميقة، خلاقة اوحاها شلله، وذا افكار فلسفية ووجودية صادقة وعميقة كي يهب الشخصية مزيداً من القيمة، والشريط مزيداً من الابعاد الميتافيزيقية حول الوجود وعبثيته وهشاشة الوضع الانساني عامة.
رامون الخمسيني الملازم فراشه شخصية مركزية في «البحر في الداخل» تتحلق حولها شخوص عديدة من دون ان تكسر عزلة رامون ووحدته ووحشته وقراره الارادي الحر بالموت ووضع حد لمعاناته التي استطالت وجعلت منه طيف كائن حي - ميت، والحس الساخر سلاحه الوحيد لمواجهة حالة العبثية والمأساوية وللتعامل مع الآخرين، رغم الحب والتعاطف والرعاية من بعضهم، وفي مقدمتهم عدد من ذويه، معظم الذين احبوه كانوا يلقون مشقة في قبول قراره «الانتحاري» الارادي غير مدركين عمق ألمه، ويقين حدسه الذي افصح عنه صوب النهاية.
وحدها نافذة غرفته هي بطاقة سفره الى موانئ البحر القريب منه، البحر الذي اعطاه كثيراً ثم عاد وسلبه كل شيء ورغم انه محاط بأسرته واصدقائه، الا ان امل رامون الوحيد هو النجاح في إنهاء حياته بيده وبكرامة.
خافيير بارديم تمكن من ان يتحول روح الفيلم، حضوره الطاغي وتأملاته الفلسفية وغناه الداخلي وقدرته على سحر الآخرين بذكائه المتوقد وطرافته الساخرة وخطابه المدهش، بطبيعته حول الحب والحياة والموت والجنس.
وفيلم المخرج البوسني امير كوستوريكا "الحياة معجزة" : يتناول قصة حب غير اعتيادية ومؤثرة على خلفية حرب في البلقان. كوستوريكا الذي ألف ايضاً موسيقى الشريط يترك كالعادة ابواب مخيلته مفتوحة على أفق واسعة، ويجمع هنا مجموعة افكار طريفة في انشودة حياة وحب، تختلط فيها الموسيقى بالحيوانات والعائلة والحرب.
يروي الفيلم قصة عشيقين محكوم عليهما بالفراق، حيث يغرم لوكا الصربي ببوسنية جميلة خطفت عام 1992 في الوقت الذي اندلعت فيه الحرب ووقع فيه ابنه في الاسر.ويقول كوستوريكا معلقا على فيلمه انه يتسم بتفاؤل حزين لان لوكا يفتح قلبه لامكانية الحب. ويضيف :اليوم لا شىء يهم، وكأن الموت بات ظاهرة عادية ويومية. قدم لوكا (سلافكو ستيماك) المهندس الصربي ليستقر في قرية صغيرة معزولة في البوسنة مع زوجته يادرانكا (فيسنا تريفاليك) وهي مغنية اوبرا على شيء من الجنون لا تمل تلاوة مقاطع من "آنا كارينينا" كأنها تمهد لفرارها اللاحق، وان الآني، مع رجل آخر. وابنهما ميلوس (فوك كوستيك) الذي يحلم بالانضمام الى فريق (النجمة الحمراء) لكرة القدم في بلغراد. والمرتبط عاطفياً بعمق بوالديه. شخصيات تفيض عاطفة، مدرارة الدمع، عنيفة المشاعر في عالم على وشك الانفجار. كان لوكا يقوم ببناء خط السكك الحديد الذي سيصل البوسنة بصربيا حين اندلعت الحرب. وبعد ان يستدعى ابنه ميلوس للخدمة في الجيش، يسقط اسيرا، فيقوم عسكريون صربيون بخطف صباحة (ناتاشا سولاك)، وهي ممرضة مسلمة شابة، من اجل مبادلتها بميلوس ويكلفون لوكا بحراستها.
غير ان الحب لا يأبه للعرقيات والنزاعات ويقع لوكا في غرام صباحة، فيجد نفسه امام خيار صعب بين هذا الغرام وحبه لابنه. يقول كوستوريكا :انها معضلة اشبه بمعضلات شيكسبير. والحقيقة ان الحياة معجزة اشبه بمسرحية لشيكسبير مفعمة بالسخرية والشعر والصخب والهذيان.
. ويزخر هذا العالم بالشخصيات والمواقف الشاذة وغير المألوفة. فهناك حمار يائس من شدة الحب يبكي وينتظر الموت ممددا على السكة الحديد وهر اسود وابيض ينوم مغنطيسيا حمامة. هناك ايضا حملة لمطاردة الدببة التي تفر من كرواتيا ومباراة كرة قدم تتحول الى معركة ومآدب وجوقات موسيقية وكثير من الكحول وخطوط من الكوكايين على السكك الحديد.
وحين تندلع الحرب غداة حفل ضخم، يقول جندي : الموت لا يؤلم، بل العيش هو المؤلم. غير ان هذا الجنون الحربي يترك فسحة للحب والدعابة..

والفيلم البريطاني "الاخوان غريم" : يروي المخرج تيري جليام في هذه الفانتازيا المستوحاة من حكايا الجن وتعج بمشاهد التشويق والمؤثرات قصة الاخوين غريم وهما شخصان حقيقيان ويحولهما جليام في الفيلم الى اثنين من المحتالين عاشا في القرن التاسع عشر كانا يجوبان الريف الالماني الخاضع للاحتلال الفرنسي ويستغلان تصديق القرويين للخرافات للاحتيال عليهم محاولين اقناعهم بقدرتهم على قهر الوحوش الخارقة والغريبة التي تهدد حياة القرويين ‏:‏ هناك سر كبير وراء اختفاء بضعة فتيات صغيرات من القرية وغابة مسحورة تتحرك فيها الأشجار منتقلة من مكان إلي آخر وبرج شاهق فيه امرأة نائمة منذ بضع مئات من السنين‏.‏ كل هذا قد يبدو علي الورق مثيرا لكنه علي الشاشة أقرب إلي قطار انتزعت دواليبه من تحته وتم سحبه مترا مترا حتي زهقت أرواح من فيه‏.‏يلجأ الاخوان الى مساعدة الجميلة والجريئة انجليكا " لين هيدي "بما انهما يضطرا لايجاد طريقة للتعامل مع السحر الحقيقي . و يقابلان قرينتهما ملكة المرآة ذات الخمسمائة عام التي تقوم بدورها مونيكا بيلوتشي والتي لا تقف امام عائق في سعيها للحصول على الجمال الخالد.
وفيلم " بلاد جميلة" للمخرج هانز بيتر مولاند. الذي يتحدث عن واحدة من اهم العواقب الاجتماعية التي خلفتها حرب فيتنام، وهي ابناء المجندين الأمريكان من عشيقاتهم او زوجاتهم الفيتناميات ابان الحرب، والمعيشة الضنك، والتشتت العاطفي، وضياع الهوية القومية الذي يعيشه هؤلاء الصغار، وذلك من خلال قصة الطفل داميان نوقان، الذي اجبر على الرحيل من قريته للبحث عن امه، ومن ثم الهجرة الى امريكا والبحث عن ابيه. الفيلم رشح لجائزة «الدب الذهبي» بمهرجان برلين. وهوحكاية مؤثرة مبنية على صراع عاطفي، ثقافي وجسدي.
وفيلم " ملايين" للمخرج داني بويل.. يحكي قصة صبيين شقيقين بريطانيين يعثران على حقيبة مليئة بالنقود كانت قد سرقت من البنك، وهنا يقرر الأخوان بأن عليهما إنفاقها خلال أسبوع واحد فقط، وهي المدة المتبقية قبل أن تبدأ انجلترا في التداول بالعملة الأوربية الموحدة اليورو.
وفيلم " ولادة" للمخرج جوناثان غلايزر : ماذا تفعل امرأة أحبت حتي النخاع. وأخلصت الي مالا نهاية. ووهبت كيانها كله الي زوج يتركها فجأة ويرحل.. يسقط ميتا بينما يمارس رياضة الجري في حديقة سنترال بارك في نيويورك؟؟
وماذا تفعل هذه المرأة نفسها بعد عشر سنوات من الحزن العميق. والوفاء العظيم لذكري الراحل العزيز عندما يظهر لها و"فجأة أيضا" . صبي في العاشرة من عمره يحمل نفس اسم زوجها "شون" ويصر علي انه هو ذلك الزوج الذي تجسدت روحه لحظة الموت في جسده لحظة ميلاده.. فالزوج مات في نفس لحظة ميلاد هذا الطفل "شون".
كانت الأرملة "آن" قد قررت بعد هذه السنوات العشر ان تتزوج من الرجل الذي ظل يقنعها بالزواج ثانية. واثناء حفل اعلان خطوبتها علي الآخر المثابر الذي انتظرها وتحمل حزنها يظهر هذا الصبي الغريب "شون" ويقلب حياتها رأسا علي عقب ويكاد يخرب علاقتها بخطيبها الجديد.
تدخل في صراع نفسي رهيب، فهي من جهة تشعر بالفقد والوحشة، وتعشق زوجها الأول عشقاً لا حدود له، وتتمنى العودة له الآن وحالاً، ومن جهة أخرى هي تحب زوجها الجديد، وفي ذات الوقت لا تثق بدعاوى الطفل الصغير.. ووسط هذا الصراع النفسي تجلى إبداع "نيكول كيدمان".. والجميل في الفيلم أن المخرج بدا حراً طليقاً في طريقة تعبيره عن حقيقة الهم والألم الذي يعتصر الزوجة، فهو استخدم كثيراً اللقطات الطويلة التي تفسح مجالاً للتأمل، كما كثف من استخدام الموسيقى الصاخبة التي تشرح حجم الاضطراب الذي يموج داخلها.. ومن ذلك مشهد المسرح، ذلك المشهد الرائع، الذي كان عبارة عن لقطة طويلة مثبتة تماماً على وجه "نيكول"، وطوال أكثر من دقيقتين، لا نرى سوى انفعالاتها، فمرة تبتسم، ومرة تبدو مرعوبة، كل ذلك والكاميرا ثابتة، ولا يتحرك في الصورة سوى تعابيرها الآسرة التي تشرح حجم معاناتها.. ويرافق ذلك مقطوعة موسيقية مفزعة للموسيقار الألماني "فاجنر"..
ان نظرات آن الرقيقة الهشة المحبطة تقول اشياء كثيرة جدا في مشهد الفيلم الاخير.. بعد ان اتضح ان الطفل "شون" مضطرب نفسيا. وانه حصل علي المعلومات التي لعبت برأس "آن" وجعلها تصدقه من خطاباتها للزوج ولكنه في النهاية يستعيد توازنه بعد العلاج وربما أحب زميلة له في نفس عمره كما لوح الفيلم في احدي مشاهده
والفيلم الفرنسي "رجل لرجل " للمخرج ريجي فارنييه إنه عام 1870 والدكتور جامي دود يشعر بالابتهاج والغبطة: فقد نجح أخيراً بالإمساك بقزمين تابعين لسلالة قبلية نادرة تعيش في غابات وسط إفريقيا. يقوم جامي بإحضار هذين القزمين إلى اسكوتلندا بمساعدة إيلينا فان دن إند، وهي سيدة مغامرة تعمل في بيع الحيوانات المفترسة إلى حدائق الحيوانات الأوروبية. يصبح كل من جامي وصديقيه الكسندر وفرايزر – وهما عالمان في أصول الإنسان – على يقين بأنهم اكتشفوا أخيراً /الحلقة المفقودة/ وبأنهم سيحققون شهرة واسعة جداً لهذا الاكتشاف. يبدأ هذا الفريق بفحص القزمين من كل الزوايا الممكنة، فيكتشف جامي بالتدريج أن توكو وليكولا يتمتعان بالحساسية والذكاء كأي إنسان عاقل آخر. لكن صديقا جامي يرفضان هذه الفكرة رفضاً قاطعاً لأنهما بصدد الحصول على الشهرة والمجد ولا يكترثان للحقيقة. ويحاول جامي من الإثبات بأن القزمين كغيرهم من سائر البشر العاقلين وليسا بمخلوقين يجري عرضهما في حديقة الحيوانات
وفيلم "اوليفر تويست " يعود رومان بولانسكي الى الينبوع الذي لطالما ارتوت منه سينماه. فالخيار بديهي لخلاّق نقل بعض كلاسيكيات الادب الانكليزي الى الشاشة. في البدء، تذرّع بأن لاهتمامه برواية الفتى اليتيم اوليفر تويست التي صدرت عام 1837 ونقلها الى الشاشة كبار مثل ديفيد لين عام 1948 وكارول ريد عام 1968، اسباباً عائلية: فكأن المخرج - الاب يرغب في لفت ولديه (يظهران في الفيلم) الى عمله السينمائي. ينجز بولانسكي هذا الفيلم كي يعوّض عن غياب الطفل في سينماه. من هنا يمكننا ان نفهم وفاء المخرج البولوني التام للرواية المخصصة للاولاد، واعتماده الكلاسيكية، وتغييبه اسلوبه وموضوعاته (رغم احتواء القصة على الخوف والانزعاج والقسوة التي يعالجها بولانسكي عادة في افلامه) في سبيل تقديم شريط يقبل عليه الجمهور الصغير..
صحيح ان بولانسكي لم يتصرّف بالقصة لكنه "تصرّف" وابدع في التصوير والاضاءة، وفي اعادة بناء انكلترا في الحقبة الفيكتورية، وخلق عالم غني بصريّا وديكورات رائعة صوّرت في براغ. بايقاع سلس رغم بعض التطويل، ومن خلال ديكورات وشخصيات لا توحي انها واقعية تماما، ندخل عالم الفتى اليتيم اوليفر تويست الزمن زمن الثورة الاقتصادية والملكة فيكتوريا، واوليفر تويست ليس الا ولداً لقيطاً في العاشرة من العمر يتسكع في مدينة قاسية ملئية بالخطايا . نرى رحلة عذابه من الميتم الى لندن حيث سيقع في يد عصابة من اللصوص الصغار يديرهم العجوز فاجين، قبل ان ينقذه رجل ثري من براثن الشرطة ثم وقوعه مجددا في يد العصابة التي تجبره على سرقة الثري المحسن.
يزيل بولانسكي الغبار عن سطح الرواية ويحيي مجدداً جوانبها غير المستثمرة بعد، مجرياً ربطاً بين الماضي والحاضر عبر تناوله موضوع الاطفال المعذبين والمستغلين نتيجة الاهمال واللامبالاة، وهو موضوع ابعد من مكان الرواية وزمانها. بإثارته قضايا نجدها في مجتمعاتنا، "يعصر" بولانسكي الرواية ويجعلها جديرة بأن تُقرأ مجدداً في ضوء معطيات الالفية الثالثة.
فيلم كلاسيكي درامي ساحر بصريا، وفيّ للقصة، يلقي الضوء على السخرية المنبعثة من رواية ديكنز ويمسك بعناصر التشويق من محن وتهديدات وهرب وخطر ومطاردات ومفاجآت ستنجح في اضحاك الصغار رغم الاجواء الدرامية السائدة. كما يتميّز الفيلم بالتمثيل الجيد والاداء المتقن لمعظم الشخصيات، وخصوصا الصغير بارني كلارك المؤثر ببراءته التي تدفعنا الى التعاطف معه، والممثل الكبير بن كينغسلي والذي تألق في تجسيده شخصية العجوز فاجين وذلك من خلال التعبير شكلا ومضمونا على حدّ سواء.
وفيلم " العودة " للمخرج الروسي اندري زفياغينتسيف الذي عندما منح جائزة الأسد الذهبي له كشف مهرجان البندقية السينمائي موهبة جديدة، واعاد السينما الروسية إلى الساحة العالمية.
لكن الفرحة بالحصول على هذه الجائزة الثمينة شابتها مشاعر التأثر والحزن للنهاية المفجعة لأحد بطلي الفيلم الصغيرين، وهو فلاديمير غاران «15 سنة»، الذي قضى غرقا قبل الانتهاء من تصوير الفيلم بقليل في بحيرة لادوغا القريبة من سان بطرسبرغ حيث جرى التصوير.
ويبدو واضحا في فيلم «العودة» تأثر مخرجه بأسلوب كبار المخرجين العالميين، مثل تركوفسكي وبروسون وانطونيوني، الذين لا يخفي اندري زفياغينتسيف إعجابه بهم. ويحكي الفيلم قصة أب يختفي في ظروف غامضة ليعود للظهور مجددا بعد 12 عاما في ظروف غامضة أيضا. مما يترك تأثيرا ظاهرا على حياة ولديه، المطيع الهادىء «اندري» والمتمرد العنيد «ايفان» المنتقلين من طور الطفولة إلى المراهقة.
يصطحب هذا الأب ابنيه اللذين لا يعرفانه إلا من خلال صورة صفراء قديمة للصيد على جزيرة مهجورة، حيث يبدو انه يبحث فيها عن شيء ما..



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعاد حسني : قمر السينما المكسور
- معطف الارتباك
- «نساء في صراع»
- - فندق رواندا
- أفلام الرسوم المتحركة
- مرزاق علواش
- الحرائق تسكن دمه
- كارلوس ساورا العاشق الاندلسي الساحر في السينما الاسبانية
- بيدرو آلمودوفار:افلامه تغوص في وحدة وعزلة الكائن المستلب
- ملحمية اليابان وحميمية الإنسان
- السينما الروسية بين الماضي والحاضر
- سيرة حياة أليمة فان غوغ
- كريستوف كيشلوفسكي :سينما الحوار و الشاعرية و الطرح الفلسفي
- المخرج روبرت التمان : افلامه تصف امريكا العالقة بالوحل ، لاي ...
- يوسف شاهين تجاوز الثمانين ومازال في شباب نشاطه
- ستانلي كوبريك : سيرة حياته وأعماله
- مشاكسات الورود
- أحلام السينما وتمرد السوريالي لويس بونويل
- تمارين العزلة
- السينما الجزائرية بعد الحرب..


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - اسبوع الفيلم الاوروبي بدمشق