أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسني أو المعالي - رحيل الشهداء في ذكرى الوطن الجريح














المزيد.....

رحيل الشهداء في ذكرى الوطن الجريح


حسني أو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:19
المحور: حقوق الانسان
    


آثرت في ذكرى استشهادهما، أخي الأكبر ومعلمي الاول المفتش العام في وزارة التربية القاضي مهدي ابو المعالي، ونجله زين الشباب الذي لم يمتع بالشباب، المحامي هاني ابو المعالي أن التزم الصمت فإنه أبلغ وقعا من الرثاء، واكثر صدقا من البكاء، ولكن كيف لي ان اصمت والعراق ينزف كل يوم جراحا جديدة ويقتل أبنائه البررة على يد أبنائه الكفرة، وتلك هي العلة، ذلك الوطن الذي غير بأحداثه الدموية بعد الاحتلال والسقوط مفهوم معنى المواطنة والوطن، الانسان والمكان وأيهما يحتل مركز الصدارة والاهمية قبل الاخر فالوطن بدون المواطن لا يعني شيئا والمواطن بدون الوطن حالة ينقصها التوازن، والوطن في ظل غياب الامن والاستقرار والغذاء والدواء يبقى عبئا على المواطن. استحضر هنا بيت للشاعر العربي الكبير محمد الفيتوري يقول فيه:
صعب على الحر قهر الروح يا وطني ... القهر يطفئ نور الله في البدن
والشعراء الذين تغنوا بالوطن في العالم ربما لم يشهدوا حالة كهذه في أن يجتمع الشعب على تمزيق الوطن ويختلف على وحدته، وإلا لشلت القوافي من قاموس الشعر ورحلت الاوزان وفقدت الكلمات الجميلة معانيها، والتاريخ يشهد لشعوب كثيرة تضامنت في زمن المحن وتكاتفت في ظل الاحتلال وتوحدت في وقت الشدة مهما اختلفت أفكارهم وتشعبت آراءهم وتنوعت أديانهم ومبادءهم، فهل العراق حالة استثنائية وشعبه ليس كباقي الشعوب؟
لاشك إن الوطن يتمثل أساسا في طبيعة العلاقة السليمة بين الفرد والمجتمع وبين المجتمع والفرد، وليس للمكان دور في بلورة تلك العلاقة إن لم يكن الانسان قادر على خلق قواسم مشتركة من المودة والتآلف بين المواطن واخيه في الوطن من جهة والانسان والمكان من جهة اخرى، ومن لا تربطه تلك القواسم بالانسان أولا وأخيرا إنما يحاول قتل الوطن، لأن الانسان هو الرمز الحقيقي لذلك الوطن، ومن يلغي علاقته بالمواطن، تنتهي علاقته بالمكان ولا يهمه أمر الوطن وانما يبحث فقط عن مصالحه الذاتية من فرط الأنانية، وما شهده الوطن والمواطن على حد سواء من جراح لا يمنحنا صورة واضحة عن هذه العلاقة أوالمعادلة غير المتوازنة، فالوطن اصبح ارض يباب لا شجر فيه ولا ماء ولا كهرباء، والمواطن احتواه الرعب والخوف على يد ابنائه أكثر مما أصابه على يد قوات الاحتلال، وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند، واللاعب الوحيد على الساحة العراقية اليوم هو القتل والدمار.
كان أخي مناضلا قارع الاستعمار منذ الخمسينات، واشترك في العمل الوطني عبر انتمائه لاحد الاحزاب القومية آنذاك إلا انه سرعان ما اكتشف بان حب الوطن والانتماء اليه هو خلاصة النضال الحقيقي لخدمة الوطن وهو فوق كل الاحزاب وافضلها، فحظي باحترام الاحزاب الوطنية ونال منهم المودة والاعجاب، فهل القتل المجاني هو جزاء المناضل والمدافع عن الوطن؟ أما ابنه البار المحامي هاني فكان بعيدا عن السياسة الا فيما يتعلق بحب العراق، كان شابا وديعا رقيقا مسالما طيب المعاشرة ولو كان الاشرار الذين استهدفوه ظلما وعدوانا يعرفونه حق المعرفة لما أقدموا على شن فعلتهم الخسيسة ولكن ماذا ننتظر من الاشرار غير الشر؟، نعم يا أخي وأنت يابن أخي لقد ذهبتما ضحية غياب المعادلة السليمة لمفهوم الوطن كما ذهب الالاف غيركما من الشرفاء وسالت دماء الوطن التي هي دماء الشعب بشكل مجاني نتيجة الجهل السياسي في العراق والأمية الطائفية وغياب القيم والمبادئ التي باتت بعيدة جدا عن متناول ضمائر مجموعة كبيرة من مصاصي الدماء والحالمين بالكراسي.



#حسني_أو_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسني أو المعالي - رحيل الشهداء في ذكرى الوطن الجريح