أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فرج اطميزه - سلّط الضياء على دور الشعوب















المزيد.....

سلّط الضياء على دور الشعوب


فرج اطميزه
الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني


الحوار المتمدن-العدد: 6410 - 2019 / 11 / 16 - 10:08
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



في الذكرى المئوية لرحيل القائد الشيوعي الفذ والمؤرخ اللامع والمفكر غزير الثقافة الدكتور إميل توما، يشاطر الحزب الشيوعي الأردني رفاق مسيرته الكفاحية ومحبيه ومقدري فضله وعطائه متعدد الأشكال والمجالات، الرابضين على ثرى فلسطين التاريخية، حرصهم على إحياء ذكراه العطرة وتذكر مواقفه الصلبة، وتمثل سيرة حياته التي تعد بحق مصدر إلهام لأجيال الشيوعيين الحالية واللاحقة، ولسائر المناضلين الفلسطينيين والعرب الذين تقترن لديهم الممارسة الثورية بالالتزام بالنظرية الثورية الخلاقة.

ستة وستون عاماً عاشها الدكتور إميل توما، قضاها كلها مناضلاً في صفوف الطليعة من أبناء شعبه الفلسطيني، مولياً عناية خاصة لتنظيم الجماهير الفلسطينية في حركة مقاومة للأطماع والمشاريع الصهيونية الاستعمارية،ساعيا بدأب ومثابرة لزرع الوعي التقدمي بين صفوفها، ورفع اليقظة لديها تجاه ما يدبر لها من مؤامرات تستهدف اقتلاعها من وطنها، وطمس هويتها الوطنية الجامعة وتشويه وعيها بشتى اشكال التجهيل وإشاعة الفكر الغيبي والعدمية الثقافية والقومية.

ومع أن فقيدنا الكبير لم ينتقص أو يستخف بمكانة الفرد في حركة التاريخ وفي النضال الوطني عموما، الاّ أن تركيزه الأساس انصب على خلق وتطوير أطر ومنظمات العمل الجماعي المنظم. لذا فقد كان الراحل الدكتور إميل توما إما سباقاً للانضمام أو مبادراً الى انشاء العديد من المنظمات الجماهيرية مبديا، في الوقت نفسه، أشد الحرص على ان يكتسي نشاطها بطابع كفاحي وبأن تتغلغل وسط الجماهير دون أن تتعالى عليها او تستخف بها، وتعمل على رفع وعيها وقيادة حراكها ونضالها.ومن الأدلة الثبوتية على ذلك مشاركة الشاب إميل توما عام 1937 في تأسيس اتحاد الطلاب العرب في فلسطين، ومساهمته عام 1941 في تأسيس رابطة المثقفين العرب التي انتخب عضواً في لجنتها المركزية، وقيامه عام 1942 مع رفيقيه توفيق طوبي وبولس فرح بتأسيس نادي "شعاع الأمل" في حيفا ليكون صلة وصل بين المثقفين العرب وبين العمال العربالعاملين في مصافي وشركات النفط في ضواحي مدينة حيفا.

برز الراحل الكبير الدكتور إميل توما مؤرخاً غير محايد لحركة التاريخ الفلسطيني والعربي، ملتزما بأفكار الاشتراكية العلمية وبمنهجها المادي الجدلي الصارم الذياستقى وتعرف على عناصره الأولية في فترة الدراسة الثانوية من خلال احتكاكه بعدد من الأساتذة الشيوعيين ومن أبرزهم الأديب الشيوعي اللبناني المعروف رئيف خوري، مكرسا في السنوات اللاحقة ما وسعه من وقت لإغناء معارفه النظرية، حيث انكب على تعميق مطالعاته للفكر وعلم الجمال الماركسيين ودراسة التاريخ والتراث العربي الزاخر بعقل نقدي من دون أن ينفصل عن ممارسة العمل السياسي اليومي، مما أهله لأن يرتقي الى مصاف القادة السياسيين الكبار والمؤرخين اللامعين والمفكرين المميزين.

زخر الإنتاج الفكري والسياسي للمؤرخ اميل توما بتسليط مزيد من الضياء على دور الشعوب وقواها التحررية في مقاومة الغزو ومشاريع الهيمنة والنهب الكولونيالية والنيوكولونياليه والصهيوإمبريالية لشعوب المنطقة العربية، وفضح ما كان في وقتها خافياً على الكثيرين من اندغام في المصالح بين الدوائر الامبريالية الغربية والحركة الصهيونية في فلسطين والوطن العربي عموما.



وطنيته الصادقة وكراهيته الشديدة للاستغلال ولشتى اشكال القهر الاجتماعي والوطني، قاداه للانضمام في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي الى صفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي

رأى فيه التنظيم السياسي الأكثر التصاقاً بالجماهير الكادحة والأصدق تعبيراً عن مصالحها واحتياجاتها الأساسية.

ومنذ ذلك الحين وحتى وفاته عام 1985 لا يوجد للقائد الشيوعي الفذ إميل توما سيرة ذاتية منفصلة عن السيرة الكفاحية المجيدة لحزبه الشيوعي وقادته التي اكتست على الدوام بطابع ثوري عميق وحفلت بمواقف أفصحت عن صلابتها وجرأتها وصحتها في خضم التصدي لنهج وسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الموجهة ضد الجماهير العربية وحقوقها القومية والثقافية، التي قاومت خطط التهجير والاقتلاع وصمدت في وطنها وناطحت ولا زالت بأكفها العارية مخرز الصهاينة وذهنية التمييز العنصري والتهميش المفطورين عليهما.

إن حزبنا الشيوعي الأردني إذ يستذكر مع الحزبين الشقيقين، حزب الشعب الفلسطيني والحزب الشيوعي الإسرائيلي، المآثر الجمّة والجليلة التي اجترحها القائد الشيوعي المجرب والشخصية البارزة في الحركة الشيوعية والعربية، لا بد من أن ينوه بالتقدير والعرفان للدور البارز الذي اضطلع به الدكتور إميل توما ورفاقه في صيانة الثقافة القومية ومواجهة الحصار الثقافي العسكري الذي فرض على الجماهير العربية بعد النكبة والتصدي لحملات محمومة جردتها سلطات الحكم العسكري الإسرائيلي لإزالة غالبية المعالم التراثية والثقافية الفلسطينية.



وكان للصحافة الحزبية الشيوعية (الاتحاد والغد والجديد) التي كان راحلنا الذي غادرنا فجأة أحد أبرز بُناتها ومحرريها وكتابها الفضل الأكبر في الدفاع عن الثقافة الوطنية والهوية العربية لمن تبقى على أرض وطنه من أبناء الشعب الفلسطيني وتعزيز صمودهم في وطنهم وإعادة بناء اللحمة الوطنية التي تصدعت بفعل التهجير القسري الواسع، واحتضان نخبة من المبدعين الشباب أضحوا لاحقاً أعلاماً في شتى حقول المعرفة والصحافة والثقافة والأدب.

إن حزبنا الشيوعي الأردني يقدر تقديراً عالياً مواصلة رفاق الراحل اميل توما السير على ذات النهج والدرب ومثابرتهم على الاضطلاع بدور بارز ومشهود في حركة النضال الوطني والتحرري للشعب الفلسطيني عبر الربط الجدلي والمحكم بين مناهضة سياسات التمييز العنصري والتضييق متعدد الأشكال على حياة الجماهير العربية في الجليل والنقب والمثلث ومدن الساحل المختلطة، والنضال من أجل تأمين حقوقها القومية في وطنها، وبين الإقدام بكل جرأة وبسالة على خوض الصدام المباشر مع قوى اليمين الفاشي والمتطرف بزعامة نتنياهو ومواجهة جرائمهم المتدحرجة بحق الشعب العربي الفلسطيني والتصدي لمساعيهم المحمومة الرامية لتكريس احتلالهم للأراضي الفلسطينية الى الأبد والحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس تضمن حقوق الشعب العربي الفلسطيني العادلة والمشروعة.

في الذكرى المئوية لرحيله لا يسعنا في الحزب الشيوعي الأردني إلا الإعراب مجددا عن التقدير والوفاء العميقين للمناضل الفذ والقائد الشيوعي البارز، الراحل الكبير الدكتور إميل توما على ما قدم وأنجز وعلى ما تركه لنا من زوادة فكرية وقوة مثال ومصدر إلهام تعيننا واياكم ورفاقنا في حزب الشعب الفلسطيني على مواصلة النضال المشترك ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية والإقليمية لتحقيق توق شعوبنا للتحرر والحرية والسلام العادل والوطيد والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.



#فرج_اطميزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -صفقة القرن- المشروع الأمريكي الصهيوني وتصفية القضية الفلسطي ...
- كلمة الأفتتاح - الندوة الفكرية - السياسية المكرسة للذكرى الم ...
- بيان صحفي صادر عن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية - الأردن


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فرج اطميزه - سلّط الضياء على دور الشعوب