أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلامة محمد لمين عبد الله - الإلهام و الإبداع














المزيد.....

الإلهام و الإبداع


سلامة محمد لمين عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 6383 - 2019 / 10 / 18 - 09:44
المحور: الادب والفن
    




لماذا لا يتحول كل واحد منا إلى شخص مبدع؟ الإبداع ليس حصرا على المفكرين و الأدباء و الفنانين و العلماء. ملكة الإبداع و الإبتكار هي شيء يُخلق مع الإنسان منذ ولادته. لكن تنمية هذه الملكة يتوقف على الظروف المحيطة التي ينشأ فيها و تؤثر في تشكيل حياته تأثيرا كبيرا. كما يتوقف كذلك على إرادتنا و و ذكائنا و قدرتنا على تجاوز العقبات و العراقيل الذاتية و الموضوعية، أي: تلك المتعلقة بشخصيتنا وطريقة رؤيتنا للأمور؛ و تلك التي يضعها الآخرون في طريقنا بقصد أو بدون قصد. الخيال هو شيء أساسي يملكه كل واحد منا و يتحكم فيه، و قدرة الآخرين على التحكم في خيالنا محدودة جدا. لذلك يجب علينا أن نطلق العنان لهذه المَلَكة. من العبارات المنسوبة للعالم البرت اينشتاين، هي: "أن الخيال أهم من المعرفة، لأن المعرفة محدودة، بينما الخيال يشمل العالم كله". الخيال يلعب دورا جوهريا في عملية الإبداع، و يبدو أن الإنسان يستطيع تصور عالم مثالي أو حلولا رائعة لمشاكله القائمة، و بالتالي يحاول البحث بطريقة عملية أو إيجاد تفسير منطقي للوصول إلى تلك الأهداف الحلول. لكي نتقدم إلى الأمام في هذا الطريق، أي طريق الخيال و الإبداع، و إيجاد الحلول، لا بد لنا من البحث عن شيء يلهمنا، فالإلهام هو الذي يمدنا بالطاقة اللازمة للإنطلاق. و بما أن الأشياء التي هي مصدر إلهام للإنسان، كالطبيعة الخلابة و الموسيقى و الفنون الجميلة، و غيرها، قليلة جدا في حياتنا اليومية، فإنه يجب علينا أن نكون مبدعين(!)، نعم مبدعين، في البحث عن الشيء الذي يلهمنا، يمدُّنا بالطاقة اللازمة و يُحرِّرُ خيالَنا و يشحَذُ فكرَنا و يساعدنا على التركيز على المسائل الأساسية التي نريد أن "نُبدِعَ" حلولا لها. نحن نجد أحيانا صعوبة كبيرة في قراءة كتاب، إذا كانت قراءة الكتب غير منتشرة في محيطنا الإجتماعي، كما لا نستطيع التعبير عن أفكارنا بواسطة الكتابة، إذا كنا نعيش مع أناس أميين لا يعتمدون على الكتابة كاسلوب من أساليب التواصل الحديثة. ثم أن مشاكلنا و المعوقات التي تعترض سبيلنا ستكون أعظم، عندما يكون محيطُنا فوضويا، كثير الصراخ و الضجيج، و تصرُّفاتُه لا يحكمها منطق معين، أو أن يكون هذا المحيط ذاته يستهدفنا كأشخاص و يسعى إلى تعكير صفو حياتنا، لإرغامنا على التصرف حسب أسلوبه و منطقه و فلسفته. هذا الوضع يفرض علينا عدم الإستسلام للواقع السيء و التفكير في بدائل و "حلول" بخلق أوضاع شعورية تكون ملاذات آمنة، نلجأ إليها لتطوير ذواتنا و التعبير عما يختلج في صدرونا و تنمية ملكة الإبداع لدينا.

من الأشياء التي طالما شكلت مصدر إلهام بالنسبة لي شخصيا، هو القوة التعبيرية الكامنة في البشر، قد تكون إبتسامة أو حركة جسدية أو تعبير من تعبيرات الوجه الكثيرة. فأنا أستعذب التمعن في وجوه الناس ومشاهدة الأساليب المختلفة التي يعبرون من خلالها و يتواصلون بها مع غيرهم، سواء من خلال الحركات و الإيماءات، أو الأصوات و الإنفعالات. لذلك أحب التمثيل و الغناء و الرقص و الأعمال الفنية المختلفة. فبعض الصور المعبرة يمكننا فعلا التفاعل معها بطريقة معينة كما لو كنا نتواصل مع الشخص نفسه. فنحن قد نعتبر تعبير وجهه، أو حالته الشعورية، تشجيعا لما نقوم به، أو أنه يحثنا على الصبر والإستمرار في العمل؛ لكن في بعض الأحيان الأخرى، يكون الأمر على العكس من ذلك تماما، فيكون التعبير أو الإيماءة، ناقدا و مُشَكِّكا في صحة أسلوبنا و طريقتنا و قدرتنا على النجاح، و يدفعنا، بصرامة و تهكّم، إلى مراجعة العمل و تصحيح الأخطاء. لذلك ليس غريبا أن بعض وسائل الإعلام الذائعة الصيت تنشر كل يوم صورا لأشخاص تحمل كمّاً كبيرا من التعبير و الإثارة من أجل الدعم البصري للمحتوى الإعلامي. فأنت قد تعرض فكرتك على صديق حقيقي(!)، أو تتحدث إلى صورة معبرة لشخص معيّن. لماذا لا نفعل ذلك؟ نحن كبرنا في بئة إجتماعية يعتبر الناس فيها الإنسانَ مجنونا إذا ما راؤه أو سمعوه يتحدث إلى نفسه أو يرقص أو يغني بمفرده. لقد اثبتت الدراسات النفسية أن هذا شيئا عاديا. فمثلما ينظر الإنسان إلى صورته في المرآة للتأكد من حالة مظهره، فإنه يستطيع القيام بعرض الأشياء التي حضّرها، أو أبدعها، أمام مرآة كبيرة، كما لو كان يتدرّب على تقديمها في الحالة الواقعية أمام شخص أو جمهور معين.



#سلامة_محمد_لمين_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن و الطفرة التكنولوجية في القرن الواحد و العشرين
- شُكوكٌ متبادَلة
- بناء مؤسسات لا مخزنية
- بعد قرار البرلمان الأوروبي .. الصراحة راحة!!
- جريمة قتل خاشقجي: رسائل مُشفّرة للسعودية
- ملاحظات على هامش قضية خاشقجي
- وقفة للتأمل!
- واقعتان غريبتان في المهجر!!
- الرأسمالية، ايضا، لديها برنامج عمل وطني
- المرأة إنسان راشد؛ و الرجل كذلك
- الو، بريسيدينتي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلامة محمد لمين عبد الله - الإلهام و الإبداع