أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فالح حسون الدراجي - أحقاً أنا طائفي ياسيد قلَّو ؟















المزيد.....


أحقاً أنا طائفي ياسيد قلَّو ؟


فالح حسون الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20 - 09:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أيام، وكما ذكرت في مقال سابق،ارسل لي أحد القراء الأعزاء،مقالة منشورة في موقع الحوار المتمدن ، كتبها السيد ثامرقلو، تحت عنوان : ( كتاب ومثقفون يساريون يدعون للطائفية) !!
وللحق، فأن نص مقالة السيد قلو، لايتطابق ورد فعل الصديق القاريء ، بل ولايتناسب مع
زعله ، وأنفعاله ، لذلك - وليسمح لي صديقي القاري ء - بأن أقول له ، بأن من حق السيد
ثامرقلو أن يعتقد بما يشاء ، ويفسر بما يرى، وأن يظن أيضاً بما يريد ، على الرغم من أن ( بعض الظن أثم ) !! ومن حقه أن يطرح كل ما في خاطره من أسئلة ، فالسؤال هو المفتاح الأول للوعي، والخطوة الأولى في طريق العلوم، والأكتشاف، لذا فأن للسيد ثامركل الحق،
مادام الرجل لم يخرج عن أطرالنقاش الموضوعي، والرصين، وأذا لم نتحاورعلى بياض صفحات الصحف والمواقع، ونختلف في العقائد الثقافية، والرؤى الحضارية الناصعة، فأين أذاً سنختلف، وأين سنتحاور، أليس التعبيرعن الأختلاف، بالوسائل اللغوية ، وأستخدام كل
أسلحة الثقافة، أفضل وسيلة من أستخدام ( الأسلحة الأخرى ) وهي كثيرة - والحمد لله - ؟!
الآن ، وبعد أن نتفق على أهمية الأختلاف ، والخلاف الحضاري والسلمي ، وبعد أن نتفق أيضاً على أوحدية الوسيلة التي يتم التحاورعبرها - وأقصد بها وسيلة اللغة لاغير - دعونا
نناقش بمودَّة ، ماجاء في مقالة السيد ثامر قلو ، تلك المقالة التي أثارت صديقي القاريء ، وأغضبته ، فأرسل لي يحرضَّني على (غسل) كاتب المقال ، ناسياً - هذا القاريء الحبيب -
بأني لا أمارس هواية ( الغسل واللبس ) ولا أستخدم قطعاً ( أسلحة الفشار الشامل ) الا مع البعثيين ، والصداميين السفلة ، والتكفيريين القتلة، وأعداء شعبنا العراقي، من العروبيين
وقنادر القومجية المعروفين، وما الكاتب الأخ ثامرقلو،الا واحداً من العراقيين الشرفاء، فقد
كان واضحاً معدنه الأصيل، من خلال ماسطره من مضامين نبيلة، وما أستخدم من وسائل محترمة في مقاله المذكور سلفاً . لذلك سأحاوره بما يليق به ، وبمايستحق أيضاً ، في البدء سأنقل للقاريء الكريم بعضاً من مقال السيد قلو، حيث يقول نصاً : (آثار وتداعيات الفوضى العراقية بعد سقوط نظام الصنم ، لم تطال البسطاء من العراقيين ، بل أمتدت مع الأسف لتصيب شريحة كبيرة منهم ، وخاصة من الذين شربوا ونهلوا من المعارف التقدمية واليسارية التي تناصر للانسان وقضيته ، بعيداً عن أي مفهوم آخر ، ومن بين هؤلاء ، من يدعو لنصرة الطائفة عيني عينك وعلى المكشوف ، كما هو حال الكاتب فالح حسون الدراجي ، وآخرون يدعون لها ، ويؤازرونها خفية مع أن كتاباتهم السافرة تسدل الستار وتكشف المرامي ) ثم يكمل الأخ ثامر قلو مقاله بشكل تساؤلي قائلاً : ( كيف يستطيع المرء إن كان تقدمياً أن يتابع قراءات كاتب يساري ، او تقدمي ، او ماركسي وهي تدعو للطائفية ، كيف يستطيع المرء إن كان تقدمياً حقاً من متابعة مايكتبه الكاتب العراقي المعروف عبد الخالق حسين ، وفالح الدراجي، ووداد فاخر ، وربما عشرات آخرون غيرهم لانعرفهم ، او لايسع المجال لمتابعة كتاباتهم) وأخيراً يقول السيد قلو في مقاله آنف الذكر : ( قبل الطوفان
الكبير في التاسع من نيسان عام ألفين وثلاثة وبعده بقليل ، كنت أمر على مقالات كتابنا التقدميين هؤلاء لثقتي في خلفياتهم الثقافية التي لاتحيد عن أنتاج الكلمات والأفكار التي تؤسس لبناء الأنسان بعيداً عن الطائفية والعرقية وغيرها ، دعونا من المماحكات الشخصية ، فقد ينفي بعضهم صفة الطائفية عن نفسه ، وهو مالاشك سيفعله الكاتب عبد الخالق حسين ، على خلاف فالح حسون الدراجي الذي يتباهى بالمذهبية شعراً وربما غناءًً ) !!
وهنا يترتب على السيد قلوأن يشكرني مرتين،مرة لأني نقلت بأمانة وأخلاص أغلب ماجاء في مقالته، بما فيها الأخطاء اللغوية، دون أن أقطِّع أوصالها، او أجتزأ ما يفيدني منها، على طريقة (لاتقربوا الصلاة ....) التي لاتتيح لكاتب النص الأصلي،من طرح فكرته كاملة دون بتر، اوأقتطاع!!أما المرة الثانية التي أستحق عليها الشكرفهي لأني(سويت له دعاية بلاش)!
بحيث نٌشرَت مقالته مرتين ، ( هاي للمزاح فقط أخويه ثامر، مو تحسبها قضية علينه ) !!
والآن لندخل عبرباب الجد، والحوارالساخن كما يقولون، فقد أتهمنا السيد قلَّوبالطائفية، وقد ألقى على شخصي المتواضع الثقل الرئيسي في هذه التهمة (العار) بعد أن ( قَّوَلني) شعراً
طائفياً لم أقله،وكتَّبني تحيزاً طائفياً لم أكتبه،وأذا كان السيد قلو قد أكتفى بذلك مشكوراً، فأن
بقايا أجهزة صدام المخابراتية ، وبالتعاون مع عملائها في بعض المواقع المعادية للعراق،
قد ( بعثَّني )،فجعلتني عضواً عاملاً في حزب المطايا العربي الأشتراكي،وأدرجت أسمي
مع البعثيين ، على الرغم من أن بقايا المخابرات الصدامية ، وأغلب البعثيين ، بل وحتى الناس البسطاء يعرفون عقيدتي السياسية والفكرية، ويعرفون بأني وكل أفراد عائلتي أيضاً ( نتخبل أخبال) من أسم البعث، ومن أسم البعثية، كما أن الجميع يعرف أيضاً،الحزب الذي تشرفت بعضويته منذ نعومة أظفاري، فضلاً عن سجلات الأمن والمخابرات الصدامية التي عثرت عليها الجماهيرالشعبية ، في مقرات هذه الدوائر بعد سقوط النظام الصدامي ، تلك السجلات التي أصبحت اليوم في متناول الجميع ، وهي مليئة بالتقاريرالأمنية ضدي وضد أفراد عائلتي ، فضلاً عن التقييمات المخابراتية ، التي كانت تؤشر وتؤكد مواقفي الفكرية والسياسية ( المعادية للحزب والثورة ) وتثبِّت أنتمائي لأحد الأحزاب العراقية المعارضة ولفترة طويلة، سواء حين كنت في داخل العراق،أو في خارجه، ومن حسن الحظ فأن بعض هذه الأضابيرموجود لدينا ، حيث سلمت ألينا في العراق ، من قبل بعض القوى السياسية والجهادية ، مثلما سلمت آلاف الأضابيرالأمنية الأخرى لعوائل الشهداء العراقيين ، خاصة بعد سقوط دوائرالأمن في مدينة الثورة والصدر، حيث أجتيحت من قبل الجماهيرالشعبية في المدينة، ولكن، ورغم كل ذلك، فأن عملاء البعث وصدام الصغار، يصرون على الكذب والتدليس، وتشويه سمعة من يختلف معهم، بخاصة وأنهم قد فقدوا كل شي،ولأن فاقد الشيء لايعطيه !! راح البعثيون وعملاؤهم ، يستخدمون بين فترة وأخرى ، ورقة تشويه سمعة هذا الكاتب الوطني العنيد ، وذاك المناضل السياسي الشريف ، فيتهمونهم بالأنتماء للبعث ،لأنهم يعلمون جيداً ، أن ما من صفة تسقط الكاتب ، أوالمناضل، وحتى الشخص البسيط في نظر الناس ( وتطيح حظَّه ) كصفة البعثية ، أوالأنتماء لحزب البعث ، ولهذا لاحظنا ان عملاء صدام ، يختارون دائماً العناصرالوطنية النشيطة ، فيهجمون عليها من كل المواقع والأتجاهات، فيحاولون لي يدها، وكسر شوكتها ، ومن ثم أيقافها عن أداء دورها الوطني والرسالي، وأمامي قائمة طويلة من أسماء الكتاب الوطنيين الأحرار، والمناضلين الشرفاء الذين حاولت المواقع البعثية، والأجهزة المخابراتية، بكل جهدها ومالها (الحرام) أسكات أصواتهم ،عبرتشويه سمعتهم النضالية، وأسقاط صورتهم الوطنية الناصعة في وحل البعث
ولكن المناضلين ، والكتاب الشرفاء ، كانوا اكبرمن مخطط الأعداء ، والمخانيث ، فداست أحذيتهم ( المبسمُّرة ) كل تشويهات ودسائس وأوراق ومواقع العملاء ، دون الألتفات لتلك المواقع المهانة، ودون التأثربهذه السخافات، لأنهم يعلمون جيداً مواقعهم الوطنية الحقيقية!!
ومع فائق تقديري للسيد قلو ( وحشا قدرهِ من ذكرِالكلاب البعثية ) فأني أرى أن في أتهامه
ظلماً كبيراً لي ، ولزميليَّ ، وأظن بأن الظلم واحد لا يتجزأ ، سواء جاء من أنسان شريف وطيب مثل السيد قلو،أوجاء من شخص سيء بلا ضمير وشرف مثل هتلية صدام، فالدكتور عبد الخالق حسين هو بيرق من بيارق الوطنية والديمقراطية ، واللبرالية ، ليس في العراق فحسب، بل في عموم منطقة الشرق الأوسط، وأظن بأن الرجل لايحتاج مني دفاعاً، أوعذراً له ، أما الأستاذ وداد فاخر، فيكفي أن هذا الجنوبي الجميل، يذيِّل كل مقالاته بأسمه الصريح ، مصحوباً ( بالشينات الثلاثة ، ويقصد الشيوعي والشروكَي والشيعي ) فلماذا تجاوزالسيد قلو( الشين الشيوعية، والشين الشروكَية ، وأكتفى بالشين الشيعية ، ليجعلها سبباً لأتهامه)؟!
لاشك أن الأخ ثامرقلو يعي تماماً فكرة الشيوعي الأممية، ويعرف أيضاً مدى التناقض بين الفكرة الطائفية والقومية الضيقة ، وبين الفكرة الأممية التي تستوعب كل أجناس البشرية ، فالشيوعي الذي يبكي لكسر جنح عصفور في فنلندة ، ويتظاهرلأعتقال عامل في اليونان ، ويعرض حياته للخطر، وهويخط على جدران بغداد ، والبصرة والشامية وعفج وطويريج ، وكميت ( السلم في كردستان )!! ويحمل روحه بين كفَّيه ، فيترك أمه في شيخ سعد ، أو يترك أباه في شهربان، ويودع أطفاله في مدينة الثورة ، ليمضي مقاتلاً في صفوف الثوار النيكاراغويين ، أو الأريتريين ، لايمكن أن يكون يوماً طائفياً ضيقاً ، أو قومياً شوفينياً ، لسبب بسيط ، هوأن الشيوعي يحمل نفساً كبيرة ، وما ألطائفية والتعصب القومي ، الا بٌركاً
ضحلة ، لايمكن للنفوس الكبيرة أن تسبح فيها قطعاً ، فقضية الطائفية قضية معاكسة تماماً للتيارالأممي الواسع، سواء كان هذا التيار شيوعياً، أوماركسياً،أوأشتراكياً أو(ماشابه ذلك)!
نعم، لقد ظلمني السيد قلوظلماً كبيرا، حين أتهمني بالطائفية، ليس لأني لست طائفياً فحسب ، بل ولأني معاد تماماً لكل صور التعصب ، سواء كانت طائفية ، او قومية ، ومن يتابع كتاباتي منذ أكثرمن ثلاثين عاماً ، سيجد أني لم أكن يوماً ، الا شخصاً وطنياً وأنسانياً فقط،
أذ كيف أكون طائفياً وأنا الذي كتب عشرات المقالات عن المسيحيين العراقيين، وعن وهج الشخصيات المسيحية ، وكذلك عن الظلم الذي لحق بالمسيحيين العراقيين ، سأضرب لكم مثلاً في ذلك، كتبت قبل خمس سنوات أحدى عشرة أغنية وطنية وأنسانية لأحد عشر شهيد شيوعي عراقي ، وقد سجلت جميع الأغاني بصوت الفنان الكبير فؤاد سالم، وقد أسمينا ذلك الشريط ( شهداء الطريق ) ومن المفيد ذكره ، ان ذلك الشريط ضم أغنيات لشهداء مختلفين ، سنة وشيعة ، عرباً وكردا وتركمان ، مسلمين ومسيحيين ، ومن الصدف أن الشريط المذكور ضم أغنيتين عن شهيدين مسيحيين ، هما الشهيد جورج تلو ( من تلكيف ) والشهيد بيا صليوة (أظن انه من قرى أربيل المسيحية ) كما ضم الشريط أغنية عن شقيقي الشهيد الشيوعي خيون الدراجي ( أبو سلام ) ، ولكننا فوجئنا بأن الشريط لايسع ولايستوعب أكثر من عشر أغنيات ، لذلك وضع أمامي الخيار في رفع أغنية من الأغاني الأحدى عشرة ، وكم كان الأمرمفاجئاً للفنان فؤاد سالم ، وللزملاء في الأتحاد الديمقراطي العراقي ، حين قمت برفع أغنية شقيقي الشهيد ( أبو سلام ) من الشريط ، وأذكرأن أحد الزملاء المسؤولين في الأتحاد - وهومن الأخوة المسيحيين - طلب مني أن أرفع أغنية أحد الشهيدين المسيحيين ، والأبقاء على أغنية شقيقي ، لكني أصررت على أبقاء أغنية ذلك الكادح المسيحي ، فهل تظن أن من يفعل ذلك هو طائفي حقاً ؟!
وهل تظن أن شخصاً مثلي، يقيم أجمل العلاقات مع الأخوة الكلدان والآشوريين،بل وعموم المسيحيين ، منذ أكثر من ثلاثين عاماً ، وله صداقات جميلة مع عدد كبيرمن المطارنة ، والقسَّان ( والشماسين ) فيزور الكنائس ، ويحضر القداس ، ويشارك المسيحيين أعيادهم، وأفراحهم ، وأحزانهم، حتى ظن البعض من الناس، بأنه شخص كلداني،علماً بأن هذا الأمر ينسحب على علاقاته بالأخوة المندائيين أيضاً، فأنا لا أفرق قط ، بين عراقي مسلم وعراقي مسيحي ، اوعراقي صابئي، أو أيزيدي ، او حتى يهودي ، ولا أكشف سراً لو قلت بأن لي أتصالات،ومراسلات كثيرة مع عدد من اليهود العراقيين،وهوأمرلا أستحي منه، ولا أخشى قوله ، فأنا عندي العراق أولاً وأخيراً ، والعراقي الحقيقي ( مهما كانت ديانته ) أعزعندي ، وأغلى لديَّ من كل الدنيا ، لذلك تجدني أعشق العراق ( وأموت على كل عراقي شريف)!!
ولا أعرف كيف توصل الأخ ثامر قلو الى أتهامه لي ، ولا الى الجهة ، أوالمستند الذي أستند أليه في ذلك الأتهام ، فأذا كان يظن بأن فخري بشيعيتي أمر معيب ، فهو مخطيء في ذلك ، لأن الشيعة والسنة وعموم الديانة الأسلامية ، وكذلك المسيحية ، والديانات الأخرى، هي أنتماء روحي فطري ، ينشأ في شرايين الدم ، ويكبر مع نبضات القلب ، فيدور في كل خلايا الأنسان ، فيدخل في محفظة اللاوعي ، وأظن بأن الأخ ثامر قلو، هوالآخر يفخر أيضاً بمسيحيته، وهو حق له، واليهودي يفخر بيهوديته، وهو حق له أيضاً، فأذا كان للسني الحق ، وللمسيحي الحق ، ولليهودي الحق في الفخر بديانته ومذهبه ، فلماذا يستكثر عليَّ السيد قلوأن أفخر بمذهبي، وهو الذي يقف على ناصيته الحسين بن علي سيد شهداء التأريخ ، ورمز تحرر الأنسانية ، ولماذا يعتب عليَّ ، أذا ماكتبت مقالة ، او قصيدة عن ضحايا المقابرالجماعية، وأغلب هؤلاء الضحايا من الشيعة، ولا يعتب عليَّ حين أكتب عن ضحايا ( سمِّيل ) أو ضحايا ( حلبجة ) مع أن الجميع ضحايا يستحقون الكتابة بالتساوي ؟!
ثم لماذا يتهمني السيد قلو بالطائفية ، ألأنني أكتب عن ضحايا الأرهاب في العراق اليوم ، وأغلب هؤلاء الضحايا - وكما يعرف الجميع ، ومنهم السيد قلو - هم من الشيعة ، بخاصة وأن القتل على الهوية، وآخر مثال على ذلك حصل أمس،فقد أوقفت زمرالأرهاب التكفيرية ، وعصابات البعث السافلة في منطقة الأنبار، عدداً من السيارات القادمة من الأردن ، وما ان يعرف الأرهابيون هوية الركاب ، حتى يطلقون سراحهم ، الى أن وصل ( السِرَه ) الى سيارة وفد المنتخب الشبابي العراقي، الذي يضم خمسة عشر لاعب تايكواندو ( وكلهم فتيان
شيعة ، ومن سكنة مدينة الثورة والصدر ) حيث تعالت تكبيراتهم ، وأرتفعت زغاريدهم ، فقد حصلوا على غنيمتهم ( لأن خمسة عشر رياضي شيعي شاب، وأعزل من السلاح، وفي سيارة واحدة ، ومن أبناء مدينة الثورة والصدر أيضاً ، هو فرصة ذهبية لاتثمن بثمن ) !!
وبين لحظة وأخرى، اصبح هؤلاء الفتيان ، وكلهم دون الثامنة عشر من العمر، رهائن بيد
أولئك الأوباش ، وآخر المعلومات تشير الى أن هذه الزمرالأرهابية ، تفاوض الآن أهالي الرهائن ، وبعض الجهات الدينية والسياسية والرياضية في مدينة الثورة والصدر ، على شروط ، ومكاسب ، وكذلك فدية مالية ، مقابل أطلاق سراح هؤلاء الفتيان !!
أعود مرة أخرى الى السيد ثامر قلو، وأقول له : أن موضوع اليسار، والماركسية ، وكذلك الشيوعية، هي فكرة، ورؤية، ونظام ، ومذهب أقتصادي وسياسي ، ليس له علاقة بالأنتماء العائلي،وتحديد المذهب الديني،أوتوجيه الجينات الروحية(وأن لم تكن هناك جينات روحية)
فاليسار لايمنع الشخص اليساري، من أحترام عقيدة أهله الدينية، ولايحرمه أيضاً من متعة الفرح والتباهي بعقيدة أهله الدينية ، بخاصة حين تكون هذه العقيدة ، ذا توجه أنساني سلمي عادل ،لاتعتدي على عقيدة الآخر، ولاتحرم على الآخرأعتناق فكرته ، او دينه ، أومذهبه ،
لذلك فأنا أعترض على أنتقاد السيد ثامرقلو لي بالفخربطائفتي، بأعتبار أن المسألة شخصية
تماماً ، ولايحق له أو لغيره الوقوف ضدها، مادمت أدافع عن طائفة مسحوقة ، نالت الكثير من الحيف والظلم، ولقيت الكثيرمن العذاب والتمييز، ولا أظن ان احداً يختلف معي في أن الشيعة العراقيين دفعوا انهاراً من الدماء، من اجل حرية العراق، وسعادة العراقيين، ولأجل ذلك فأن شيعة العراق ( وهنا أود أن ألفت نظر الأخ قلو، بأني أتحدث عن شيعة العراق فقط ، بمعنى أني لا أساوي قطعاً بين شيعة العراق ، وشيعة أيران أو غيرأيران ) أقول لأجل ذلك فأنا كتبت، وسأكتب، ولن أتوقف أبداً عن الكتابة عن مظلومية أهلي الشيعة العراقيين ، أذ لا يعقل ، بأن أدافع عن مظلومية الطوائف العراقية الأخرى ، وأهمل الدفاع عن أهلي ، وأبناء دمي المظلومين من عهد نوح !!
وأخيراً اود أن أسأل السيد قلو : ألم يشترك هو يوماً في معمعة التلاسن ، والأشتباك الدائم
بين الكلدان والآشور ، حول امور كثيرة ، لعل من بينها ( مشكلة التسمية ) ، وهل وقف متفرجاً من أحداث أليمة حدثت لأهله وقوميته وأبناء دينه ، ألم يهتز ضميره يوماً لمذابح المسيحيين الأبرياء في الدورة وبغداد الجديدة والبتاويين والبصرة ، الم يغضب التفجير الكنائس المسيحية في العراق ؟ هذا من جهة ومن جهة أخرى ، لماذا يمنع على الآخر مايجيزه لطائفته ، ومثال ذلك ، ألم يشترك كبارالقادة السياسيين، ورجال الدين المسيحيين في سجال الأختلاف الكلداني الآشوري ، ومحاولات الدفاع ، ورد الدفاع عن المذهبين المسيحيين ، حتى أن رذاذ ذلك الأختلاف قد وصل - للأسف الشديد - من أقلام البعض، الى
أعلى القمم والمقامات المسيحية أعتباراً وقيمة- وأقصد به مقام غبطة البطرياك عمانوئيل
دلي المحترم، فهل يمكن أعتبار ( سيدنا البطرياك ) طائفياً لاسمح الله ، وأن نعتبر كل من أنتقد تصريحاته الأخيرة طائفياً معاكساً ، وهل يمكن لنا اعتبار الحركة الديمقراطية الآشورية مثلاً حركة طائفية عنصرية لاسمح الله ، بأعتبار أنها لاتعترف بقومية ( الآخر )
التأريخية ؟ من كل هذا أطرح خاتمة لمقالي فأقول :- هل أن الدفاع عن المظلومين أنحياز
طائفي، وهل أن الدفاع عن الأهل ( وهم مظلومون ، وليسوا ظالمين ) حرام، بينما الدفاع عن غيرهم حلال ، كيف يحق لي مثلاً أن أدافع عن الهنود الحمر في أريزونا ، وعمال المعادن في شيلي ، وأطفال الصومال ، وعجائز أيرلندة ، ولايحق لي الدفاع عن أطفال باب الشيخ، وعجائز علي الغربي، وأمهات الشهداء في تلعفر، وعمال الزيوت النباتية ، وفلاحي الرميثة ، بحجة أن الدفاع عن أولئك هو دفاع أممي ، بينما الدفاع عن هؤلاء هو دفاع طائفي ، فأية معايير هذه ، وأية مقايسة ظالمة تلك التي تقاس بها المواقف ، ثم ما هو الضير في أن ادافع عن ( مجادية بنغلادش ، ومجادية كركوك معاً مادام الجميع مجادية ) وما المشكلة في أن أدافع عن ( ركَاعي أفغانستان العطالة وركَعي عفج البطالة سوية ) ؟!
ثم لماذا يحق للأعلام العروبي شتمنا ليل نهار، ويحق لكل من هب ودب أن يمخر عباببنا كما يحب ويشتهي ، ولكنَّ الدنيا تقوم وتقعد ( وتلعب شناو ) حين نقول لفيصل قاسم ، او جاسم أبو حمرة ، أو عبد الباري عطوان ، او صالح العرموطي ( على عينك حاجب ) !!
أنا عراقي أولاً ، ويساري ، وتقدمي ثانياً ، وأتشرف في ذلك ، وقد دفعت ولم أزل ادفع ثمناً غالياً - جراء هذا التوجه ، ولست نادماً على ذلك قطعاً - كما أتشرف بالقول بأني رجل مسلم ، وشيعي ، لكني ، لن أكون مع المسلم غير العراقي ضد المسيحي العراقي ، ولن أكون مع الشيعي الظالم ضد اليهودي العراقي المظلوم ، لسبب بسيط، هوأن الشيعي قضى عمره مظلوماً ، ولم يكن يوماً ظالماً ، فما أن يكون الشيعي ظالماً حتى تسقط عنه صفته الشيعية، ختاماً أكررتحيتي للسيد ثامرقلولأسلوبه المحترم في طرح أتهامه، وأكررأعتذاري ( لصديقي القاريء) لأني لم أأخذ بنصيحته ، وتحريضه في كتابة مقال (غسل ولبس ) كما يريد ويتمنى ، لأنه أخطأ في العنوان هذه المرة !!



#فالح_حسون_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأحنه أشما نقصنه أنزود !!
- في الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- أي عراق هذا ، بلا مسيحيين ؟!!


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فالح حسون الدراجي - أحقاً أنا طائفي ياسيد قلَّو ؟