أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عرابي - في ذكراه الحادية عشرة.. حين تغتني الرِّحلة بالصدق















المزيد.....


في ذكراه الحادية عشرة.. حين تغتني الرِّحلة بالصدق


أسامة عرابي
(Osama Shehata Orabi Mahmoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6276 - 2019 / 6 / 30 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكراه الحادية عشرة
حين تغتني الرِّحلة بالصدق
أسامة عرابي
يشغل د.رءوف عباس حامد(1939-2008) أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، والأستاذ الزائر بجامعات طوكيو والسوربون وكيبل وإسن وهامبورج وفرايبورج"ألمانيا" وكاليفورنيا وستانفورد وجورجيا والجامعة الأمريكية بالقاهرة وسواها من الجامعات العربية، يشغل لا شكَّ موقعًا متفردًا بين أبناء جيله ولِداتِهِ من مؤرخي مصر وأكاديمييها المرموقين، وهو ما تشهدُ عليه وتدلُّ مؤلفاته الجمَّة التي قدَّمَ من خلالها اللحظة المصرية بكلِّ تجلياتها المُتبدية على مستويات بنيتها المتراكبة؛ سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، مُتكئًا على منهجٍ يتمثّل التاريخ علمًا للتحوُّلِ الإنسانيّ والتغييرِ المجتمعيّ؛ بعد أن نَضَا عن كاهله رماد التجانس والتماهي والثبات الزَّمنيّ، مُنبئًا عن وعي يقظ لا يُصادر حاضره لصالح ماضيه، ولا يقنع بالسَّائد إيمانًا بحقيقة مُنجزة مُكتفية بذاتها، بل راح يبحث عن حقيقته في أعطاف التاريخ المُهمَّش والمُهمَل، وعمدَ إلى استنطاق المسكوت عنه بمسئوليةٍ تُدركُ موقعَها من حركة التَّاريخ، وتسعى إلى مستقبلها عبر سرديةٍ مكنته من مساءلة ذاكرته الوطنية والمعرفية، ومحاورة الوطن والوعي الجمعيّ في درسه العلميّ لتمثّلات الماضي ومشهد الحاضر. لهذا عنيَ بدراسة المجتمع المِصريّ بفئاته وشرائحه المختلفة، مكتشفًا سماتٍ خاصَّة بالنموذج المِصري الرأسمالي، مغايرة لنظيره الأوربي في تطوُّرِه؛ مما أعانه على فهم أزمة الرأسمالية المِصرية الهيكلية، وما تُرتِّبُه من مهامَّ نضالية في مواجهتها. ووعى درسَ "روستو" في تركيزه على التطوُّرِ التِّقني بوصفه منطلقا لسياسةٍ تحكمُ العلاقاتِ بين الدول في العالم، وتُعيد إنتاجَ نظام الهيمنة القديمة للرأسمالية العالمية، وبخاصَّةٍ في شكلها الثَّقافيّ والاجتماعيّ المؤمرك. والتفتَ إلى تحليل "ماكس فيبر" للعلاقة بين النُّخبة الحاكمة والأفكار السَّائدة، ومفهومه النَّقدي للشَّرعية، ومناقشته مسألة الارتباط بين ادِّعاء الشَّرعية وتصديقها، وهو اقتران يدعم نظام السُّلطة. كذلك استطاع أن يُدركَ مغزى الدَّور المحوريّ الذي أنيط بالحركة العمالية في مصر الحديثة، في مواجهة الدكتاتورية والإمبريالية الغربية، وقيادتها المجتمع نحو التحرُّرِ على مختلِف الأصعدة. كما قادته دراساته العلمية إلى تقويم طبيعة الدور الذي تلعبه شخصية تاريخية ما، من خلال النَّظر إليها نظرة شاملة في إطار عصرها، على نحو ما نُفيده من ترجمته الرَّصينة لكتاب "روجر أوين" (اللورد كرومر.. الإمبريالي والحكم الاستعماري) الصَّادر عن المركز القوميّ للتَّرجمة. كذلك اهتمَّ بدراسة التَّاريخ الثقافي لمِصرَ الحديثة كما عكسه لنا اختياره كتاب الباحث الأميركي النَّزيه "دونالد مالكولم" (فراعنة مَن؟ علم الآثار والمتاحف والهُوية القومية المِصرية من حملة نابليون حتى الحرب العالمية الأولى) اختياره للتَّرجمة، فاضحًا محاولاتِ الأجانبِ إبعادَ المِصريين عن ميدان علم الآثار، ومُشدِّدًا على قيمة الدَّور الوطنيّ الذي اضطلع به الرُّواد : أحمد كمال وعلي بهجت في الحفاظ على الهُوية المصرية. كما قام بتحرير الكتاب الذي أصدرته "جماعة العمل من أجل استقلال الجامعات" المعروفة إعلاميًّا بـ"جماعة 9مارس" باسم (الجامعة المِصرية والمجتمع .. مائة عامٍ من النَّضال الجامعي 1908- 2008)، ونهوضه بكتابةِ ثلاثِ دراساتٍ تتناولُ "الجامعة والتَّغيُّر الاجتماعي.. الجامعة والحركة الوطنية.. قضية استقلال الجامعات" ، راميًا من ورائها إلى الرَّدِّ على زيف دعاوى نظام مبارك الفاسد في عزله الجامعة عن المجتمع، وحرصه على تخريج عاطلين ، وترويض العلماء، مؤكِّدًا أن العملَ الأكاديميَّ فعلُ مشاركةٍ اجتماعيَّةٍ.. أخلاقيَّةٍ.. تنويريَّةٍ، وليس وسيلة للارتزاق وتحقيق ضربٍ من الحراك الاجتماعيّ على حساب حاضر هذا البلد ومستقبله.. مُشدِّدًا على أن (استقلال الجامعة لا يُمكنُ أن يتحقق إلَّا إذا قامَ بناؤها على أسسٍ ديمقراطيَّة؛ فالمشاركة الدِّيمقراطيَّة من جانب أعضاء هيئة التَّدريس في اختيار قياداتهم الجامعية على مختلِف المستويات، والمشاركة في صياغة سياسات وخطط وبرامج الجامعة المختلفة، وتوفير الضَّمانات التي تكفل لهم القيام برسالتهم الجامعية؛ تُمثل العناصر الرئيسة التي تُطلق الطَّاقات الخلَّاقة للجامعة لكي تقوم برسالتها؛ فتساهم- بحقٍّ – في رقيِّ الفكر، وتقدُّم العلم، وتنمية القيم الإنسانية، وخدمة المجتمع. عندئذٍ يُصبح للمعاني التي صدَّرَ بها المُشرِّع "قانون تنظيم الجامعات" قيمتها العملية). وهو عينُ ما توخَّاه في دراسته المهمَّة التي قدَّمَ بها الجزء الخامس من موسوعة "تراث طه حسين" التي نشرها "مركز تاريخ مِصر المعاصر" بدار الكتب والوثائق القومية، وجمعَ فيه مقالات العميد السَّياسية في فترة الأربعينيات، ودعاه – أيّ دعا الجزء الخامس- باسم واحدٍ من مقالات طه حسين "التَّربية السَّياسية"؛ "ليُتيح الفرصة أمام القارئ لتبيُّنِ التَّواصل القائم بين الأحداث التي دارت حولها مقالات العميد، والقضايا التي طرحَ آراءه عنها".. مُستهدفًا من وراء ذلك العملَ على تحديث العقل المِصري، وبناء منظومة ثقافية وفلسفية تستوعب الماضي والحاضر وتتجاوزهما معًا. ولعل هذه الرؤية هي التي قادت د.رءوف عباس إلى وضع مؤلفيْه الرَّائديْن "المجتمع الياباني في عصر مايجي" (1980)، و"جماعة النَّهضة القومية" (1985). و"مايجي" تعني حرفيًّا باللغة اليابانية "الحكم المستنير"، وقد ظهرت في اليابان حركة فكرية شهيرة عُرفت باسم"الحضارة والتَّنوير" بلغت ذروتها عام 1878، وتلخَّصَ مشروعها التَّحديثيّ في نقاطٍ خمسٍ أعلنها الإمبراطور "موتسوهيتو" هي: 1- انتخاب برلمان لتمثيل الشَّعب.2- الفصل بين السُّلطات الثلاث.3- البحث عن المعرفة في شتى بقاع المعمورة.4-الحفاظ على التُّراث اليابانيّ، وتوجيهه صوب التَّوافق مع قيم التَّحديث والتطوير والتَّصنيع. 5- إصدار دستور ديمقراطيّ. أمَّا "جماعة النهضة القومية" فقد أسَّسها د.إبراهيم بيومي مدكور ومريت غالي ومحمد خطاب؛ للمطالبة بإصلاح اجتماعيّ من منظور ليبراليّ، وقدَّمت فيما بين 1944- 1949 مجموعة من الأدبيات السِّياسية التي اتّخذت طابَع النَّقد الاجتماعيّ، معبِّرة (عن فكر جماعة من الشرائح العليا للبرجوازية المصرية توفَّر لديها الوعي الطبقيّ والوعي الاجتماعيّ معًا، فراحت تضع تصورًا لعلاج المسألة الاجتماعية من منظور ليبرالي يكفل للنظام الاجتماعى الذي يحمي مصالحها البقاء باستمرار). الأمرُ الذي يدفعنا إلى البحث عن الأسباب الحقيقية الثاوية خلف أزمة مشروع النَّهضة المِصرية، وعدم قدرته على جذب القوى الاجتماعية والسِّياسية الفاعلة إلى تبنيه والدِّفاع عنه. وهو ما نطالعه كذلك في أسفاره المتعدِّدة التي حملتْ بعض العناوين الآتية: الحركة العمالية في مِصر منذ نشأتِها حتى قيامِ ثورة يوليو 1952، وهي رسالته التي حصل بها على درجة الماجستير في نوفمبر 1966، وصدرت في كتابٍ عام 1968. الملكيات الزِّراعية الكبيرة وأثرها في المجتمع المِصريّ (1837- 1914)، وهي رسالته التي حصل بها على درجة الدكتوراه في يناير 1971، وصدرتْ في كتابٍ عام 1973. المجتمع اليابانيّ في عصر مايجي (1980). جماعة النَّهضة القومية (1985). هنري كورييل والحركة الشِّيوعية المِصرية (1988). جامعة القاهرة؛ ماضيها وحاضرها (1989). تجرِبة التَّحديث بين مِصر واليابان، وقد صدرَ بالإنجليزية عام 1990، وبالعربية عام 1996. وترجمَ كتابي الدكتورة نيللي حنا أستاذة التَّاريخ العثماني في الجامعة الأمريكية بالقاهرة: تُجَّار القاهرة في العصر العثمانيّ، عام 1997، وثقافة الطبقة الوسطى في مِصر العثمانية، عام 2003. بالإضافة إلى سيرتِهِ الذَّاتية"مشيناها خُطًى". وسواها من العُمدِ الرئيسة التي أثَرتْ مكتبتنا. وقد عزا د.رءوف عباس الفضل في تكوينه العلميّ إلى ثلاثةٍ (من أعظم أساتذة التَّاريخ الحديث في مِصر والوطن العربيّ هم: أحمد عزت عبد الكريم، وأحمد عبد الرَّحيم مصطفى، ومحمد أحمد أنيس. فإذا كان قد تعلَّمَ المنهج من عبد الرَّحيم وأنيس.فقد تعلَّمَ أصولَ الكتابة وفنَّ تحرير الأعمال العلمية المشتركة وتنظيم النَّدوات العلمية وإدارتها وأصول التَّرجمة على يد أحمد عزت عبد الكريم). كما ( فتحَ له الفكر الماركسيّ عندما تعرَّف عليه في مِصر آفاقًا جديدة أفادته في دراسته للدكتوراه. ولكنه تعرَّفَ على هذا الفكر بعمقٍ في طوكيو. وتعرَّفَ على الفكر النَّقدي الماركسي كما قدَّمَه موريس دوب، وحَرَصَ على نقل كتابه"دراسات في تطوُّرِ الرَّأسمالية" إلى اللُّغة العربية (نُشرفي القاهرة عام 1979). وتعرَّفَ على فكر كلٍّ من فيتفوجل؛ حول تطوُّرِ المجتمعات النّهرية، وروستو؛ حول مراحل التطوُّرِ الاقتصاديّ التي عارضَ بها الماركسية. كما تعرَّفَ على فكر ماكس فيبر)، ويُضيفُ د.رءوف عباس قائلًا:(ولم يكنْ تعرُّفُه على تلك الأفكار مُجرَّدًا، بل كان مقترنًا بقراءة دراساتٍ اهتمَّتْ بتطبيق بعض هذه الأفكار، وأخرى عنيتْ بنقدِها؛ فحظيَ صاحبُنا بقدرٍ كبيرٍ من المعرفة، كان له أعمقُ الأثرِ في تكوينه العلميّ، وعلى نتاجه العلميّ في العقديْن التالييْن)، على حدِّ تعبيره في كتابه"مشيناها خطًى- سيرة ذاتية"، ص ص 139و153، الصادر عن دار الهلال المِصريَّة. والذي نُحاولُ هنا إلقاءَ الضوءِ على بعض جوانبه ومنحنياته؛ بوصفه وثيقة تاريخيَّة حيَّة نابضة.. تمورُ بالحياة وإشكاليات الواقع المِصريّ.. وشهادة لا يعوزها الصِّدق والأمانة تُبلور وعيَ الذَّاتِ بعصرِها.. وتأريخًا موضوعيًّا دقيقًا لتطوُّرِ مجتمعنا العلميّ والسياسيّ خلال ما يربو على خمسين عامًا خلتْ.. ودعوة جادَّة إلى الحوارِ حول حاضرِ هذه الأمَّةِ ومستقبلِها بعد أن عَدَتْ عليها ريحُ السَّموم فنالتْ من عافيتِها وإنْ لم تهنْ عزيمتُها وإرادتُها. وبذلك استطاع د.رءوف عباس برمزيته هذه أنْ يؤسِّسَ لفهمٍ صحيح لماهيَّة الوعي التَّاريخيّ الذي ينزع إلى تغيير الرَّاهن وصيرورته إلى تاريخٍ ديناميٍّ كيفيٍّ يُعيدُ صياغة البُعد الأنطولوجي للإنسان في إدراكه لذاته وللعالم، مُتطلِّعًا إلى غدٍ مُفعم بالحرية، وإلى مثقفٍ مؤمنٍ بدوره الطَّليعيّ، رانيًا إلى أكاديميٍّ لا يفصلُ بين العلم والتَّاريخ، ولا يرى الفكر خارج المعيش والواقع، موحِّدًا بين حريته وحرية المجتمع.
من هنا؛ قدَّمَ لنا د.رءوف عباس جدارية تُلخِّصُ في تعبيرها البليغ مسيرة وطنٍ وهمومَ مثقفٍ لم يحدْ يومًا عن نهجه الذي اختطَّه لنفسه في الحياة؛ فوضعنا أمام أسئلةٍ مُحدَّدَةٍ تستأنسُ بعقلٍ نقديٍّ بمنأى عن التَّعصُّبِ والانغلاق؛ الأمرُ الذي يدعو القارئ إلى قراءة واقعه وما أصابه من تحوُّلاتٍ وتبدُّلاتٍ بمفرداتٍ جديدةٍ، تُحرِّرُه من إسار رؤيته التَّجزيئيَّة الضَّيقة، والانطلاق إلى آفاقٍ أكثر شمولًا ورحابة.
فسادُ المُناخ الأكاديميّ
غير أن الكتابَ دعوةٌ إلى إنقاذ الجامعة المِصريَّة ممَّا يَرينُ عليها من فسادٍ وتحلُّلٍ وتردٍّ أخلاقيٍّ وتراجعٍ لدورِها المنوطِ بها، وتحذيرٌ وتنبيه من تداعيات ذلك كلِّه الكارثية على المجتمع المِصريّ، كما فعلَ د.محمد أبو الغار في كتابه المهمّ"إهدار استقلال الجامعات". فتاريخُ جامعة القاهرة، كما قالَ د.رءوف عباس:)مليء بنزيف الكفاءات العلميَّة بسبب فساد الجو الأكاديميّ في هذه الجامعة العريقة) ص 75..(كما كان قسم التَّاريخ بآداب القاهرة مقسَّمًا إلى شيعٍ وأحزابٍ لا علاقة للعلم ومدارسه بهما، بل كان العلمُ لا يظهر على السطح إلَّا لخدمة غرضٍ شحصيٍّ إنْ إيجابًا أو سلبًا. أحقاد وإحن وصراعات قديمة بدأت بين جيل الرُّوادِ، وأورثها كلٌّ منهم لتلاميذه الذين أجادوا الزُّلفى والمَلق حتى يستطيعوا الحياة في ذلك المُناخ غيرِ الصِّحيّ) ص 132. (ولم يفتحْ رئيس القسم عندئذ البابَ إلَّا لتعيين بنت أحد أساتذة القسم التي حصلتْ على الليسانس من الكويت في أثناء وجود أبيها بالإعارة هناك، ثمَّ عُيِّنتْ بعد بضعة أشهر بآداب المنيا، لتنقل إلى آداب القاهرة.. أما المعيدة الأخرى التي تمَّ تعيينُها فكانت ابنة أحد أصدقاء رئيس القسم) ص 133. كما كانت برامجُ الدراسةِ بآداب القاهرة(تُقدِّمُ للطالبِ خليطًا غيرَ متناسقٍ من موادَّ من مُختلِف عصور التَّاريخ، وضعتْ تلبية لرغبات ومصالح أساتذة التخصُّصِ في تاريخ كلِّ عصر من تلك العصور؛ فتحدُث مزاحمة بالمناكب من أجل زيادة حصَّة كلِّ عصر على حساب الآخر. ناهيك عن الصِّراع الدَّائر بين أساتذة جامعتي القاهرة وعين شمس، ونظرة الأولى إلى الثَّانية نظرة لا تخلو من استعلاء وترفُّعٍ مقيتيْن. كذلك استنَّ النَّظام منذ عهد السَّادات سُنَّة قُدِّرَ لها أنْ تدومَ؛ وهي اختيار عناصرَ مُنتقاة معروفة بولائها للنَّظام أو محسوبة على أحد أركانه لتتولَّى رئاسة كلِّ مؤسسةٍ من القطاع العامّ إلى الوزارات إلى الجامعات، واعتبار معيار الولاء هو المُحدِّد الأساس في الاختيار، وترك كلِّ مَن يتولّى أمر مؤسسةٍ يُديرها وكأنها"عزبته" الخاصَّة يفعل بها ما يشاء دون حسيبٍ أو رقيب.
قضاء عادل
وامتدَّ الفساد ليتناولَ تعديلَ شروط الإعارة للجامعات الأخرى المنصوص عليها في قانون تنظيم الجامعات) ص 272. كما حدث مع شقيقة رئيس الوزراء التي أعانها د.حسن حمدي رئيس الجامعة على الإعارة إلى السعودية (برغم رفض مجلس الكلية لذلك)، واستند رئيس الجامعة إلى فتوى (فصَّلها له المستشار القانوني للجامعة؛ باعتبار أن تقدير مدى ضرورة مدِّ الإعارة من صلاحيات رئيس الجامعة وحده) ص 272. أما إذا تقدَّم عالِمٌ رفيع القدْر في تخصُّصه، تحظى أعماله العلمية باعترافٍ دوليٍّ، لوظيفة الأستاذية من خارج الجامعة. حرَصوا على إبعاده عنِ الجامعة؛ حتى لا يُغطي وجودُه عليهم، ويكشف حقيقة مستواهم العلمي.. حدثَ هذا مع العالِم الجليل أيمن فؤاد سيد عندما تقدَّمَ لوظيفة أستاذ في التَّاريخ الإسلامي أعلنت عنها جامعة حلوان، وكانت اللجنة العلمية"عندئذٍ" مكوَّنة من سبعة أعضاء، كان رئيسها وأربعة على الأقلّ من الأعضاء من فصيلة الموظفين بدرجة أستاذ ذوي الإمكانات العلمية المتواضعة. فاختاروا له لجنة فحصٍ من أناسٍ لا يصلحون للتتلمُّذ على يديْه، رأوْا عدم صلاحيته للأستاذية! ولكن بعد ستِّ سنواتٍ من التَّقاضي ردَّ القضاء العادل له حقه، وبعد أن حرمته الجامعة من وجوده فيها طَوالَ تلك السَّنوات) ص ص 274و275. وأضحى اختيار رئيس الجامعة (يتمُّ من خلال تزكية أجهزة الأمن لأحد المرشَّحين الثَّلاثة الذين يتقدَّمُ وزير التَّعليم العالي بأسمائهم إلى الرَّئيس. وأحيانًا يأتي القرارُ بتعيين شخصٍ لم يرد اسمُه بين المرشَّحين، كما حدثَ عند تعيين أحد رؤساء جامعة القاهرة. لذلك كان رئيسُ الجامعة أحرصَ الجميع على التَّفاني في خدمة أجهزة الأمن، ولا يرفض لأحدٍ من كبار ضباطها طلبًا شخصيًّا) ص 260. غيرَ أن ثالثة الأثافي التي أشاعها نظام السَّادات، وتركها تتغوَّلُ من بعده وتستشري، فكانت تسخير أساتذة الجامعات لإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه لزوجات كبار المسئولين وأبنائهم ليحوزوا المجد من أطرافه، على نحو ما حدث مع زوجة الرئيس السَّابق؛ جيهان السَّادات، وتكرَّرَ الأمرُ مع ابنتها نُهى التي كانت تدرس الماجستير في تاريخ الشَّرق الأوسط بالجامعة الأمريكية، وطلبتْ من عميد كلية الآداب- جامعة القاهرة أن يُدبِّرَ لها لقاءً مع "صاحبنا"؛ ليُعدَّ لها البحث المطلوب عن حزب الوفد (لأنه الوحيد الذي له كتابات بالإنجليزية، وأنها في حاجةٍ إلى مَن يكتب لها البحث). فهبَّ صاحبُنا واقفًا من هولِ ما سمع، وانفجرَ في العميد قائلًا: إنتَ عارف قاعد فين؟ قاعد على كرسي طه حسين، وبتشتغل نخَّاس، بتبيع أساتذة الكلية في سوق العبيد. وخرج من الغرفة صافعًا البابَ خلفه) ص 245. مُدافعًا بذلك عن كرامة أستاذ الجامعة، ودوره الحقيقيّ في تشكيل وعي الطلاب على نحوٍ علميٍّ مؤصَّلٍ مبنيٍّ على الاستقلالية الذاتية واللحظة الجِديَّة المُؤسِّسة للمستقبل، بعيدًا عن التّزوير والتَّلاعب والبحث عن المصالح الصَّغيرة التي تنحطّ بمكانة الأكاديميّ وتُلغي فاعليته الاجتماعيَّة. بَيْدَ أن ما لفتَ نظري حقيقة، وزادني إعجابًا على إعجاب وتقديرًا على تقدير للدكتور رءوف عباس، معانٍ سطعتْ بين تضاعيف الكتاب وسطوره، وتسلَّلتْ إلى صدورنا بصمت الضَّوء ونفاذه المُشعّ، يُمكن إيجازُها على النحو التَّالي:
صراحة لا ينقصها الصِّدق
أولها: أن سيرة الرَّجل قصة كفاح مُشرِّفة ومُلهمة، ورحلة مجيدة في البحث عن معنًى في الحياة والوجود، رواها بشكلٍ سلسٍ عذبٍ، وأسلوبٍ ناصعٍ مُشرقٍ، يكشف عن نُبل التزامه العلمي الذي حدا به إلى أن يستهدي وقع خطوات عميد الأدب العربيّ وصدق توجهه؛ فلاذ بتميمته اللغوية "صاحبنا" في "الأيام" بترجيعاتها النَّغمية وأصدائها الزمنية لتُحيلنا إلى علاقة الشَّيخ بالمُريد في طلب الحقيقة وجلائها؛ عملًا بمقولة المتصوفة: "من قتلته محبتُه فديتُه رؤيتُه". يُقدِّمُها بتجرُّدٍ كاملٍ وبصراحةٍ مُطلقة لا ينقصها الصِّدق، ولا تنالُ منها خشونة الحياة ووعورة الطَّريق، على نحو ما جاء في حديثه عن نشأته الاجتماعية، وما لاقاه من صنوف الحرمان وشظف العيش. وإصراره على إكمال تعليمه إلى نهاية الشَّوط بعد أن أفاد من مِنَحِ المجانية التي كانت تذهب إلى مْن يطلبُها من خلال بحثٍ عن خلفيته الاجتماعيَّة (وكان الاحتفاظ بالمجانية يقتضي الحصولَ على تقدير "جيد" على الأقلِّ كلَّ عامٍ، وهو ما حصل عليه صاحبنا، واستطاع عن طريقه متابعة الدِّراسة حتى التخرُّج. ولم يجدْ حرجًا من ممارسة بعض الأعمال في إجازة الصَّيف يوفِّرُ منها مبلغًا مُحدَّدًا استطاع أن يُسدِّدَ منه ديونه في السَّنة الأولى "الجامعية"، وأن يدفعَ رسوم الدِّراسة البسيطة في كلِّ عامٍ، ويشتري مستلزمات الدِّراسة من الكشاكيل والأقلام، والقليل والضَّروري مما يحتاجه من ملابس. ص 72. فضلًا عن عمله في الشَّركة المالية والصِّناعية المِصرية في "كفر الزَّيات" مراجعًا للحسابات (كانتْ بالنسبة إليه طوقَ نجاةٍ من الشَّقاء) ص 119. ثُمَّ استقالته من هذه الشَّركة بعد أن أدرك أن بقاءه فيها سوف يعوقُ حصوله على الدِّكتوراه، ويُبدِّد أمله في أن يسيرَ على درب د.أحمد عبد الرَّحيم مصطفى. ص 120.
ثانيها: روح الإنصاف التي وسمتْ مؤرِّخًا كبيرًا مثله، وقدرته على أن يلمح الجوهريَّ والثَّابت الأصيل في نفس مَن خالطهم والتقى بهم من أساتذةٍ، على الرَّغم مما لقيَه من عنتٍ ورَهَقٍ شديديْن من بعضهم كالدكتور محمد أنيس الذي اختلفَ معه وأساءَ فهمه. غيرَ أنه حزن على رحيله المُبكِّر (وألقى محاضرة بنادي أعضاء هيئة التَّدريس بالجامعة بيَّنَ فيها فضله على الدِّراسات التَّاريخية في مِصرَ وعلى صاحب المحاضرة وأبناء جيله. كما كان في مقدمة المُتحدِّثين في الحفل التَّأبيني الذي أقامته كلية الإعلام تكريمًا لذكراه وذكرى خليل صابات). ص 191. أما وفاؤه لأستاذيْه الكبيريْن المرحوميْن د.أحمد عزت عبد الكريم ود.أحمد عبد الرَّحيم مصطفى فهو ضربٌ من ضروبِ الرِّفعة الإنسانية، ومجلى من مجالي توحيده بين الدَّرس الأكاديميّ وتقاليده المعرفية والأخلاقية. فلا قيمة لديه لمَعْلمٍ معرفيٍّ لم يُحايثْه وعيٌ أخلاقيٌّ يربطُ بين الفكرة وطرائق إرسائها.
ثالثًها: وطنيتُه النبيلة التي دفعته إلى فضح شخصية الجاسوس "دافيد ولسون أو جونسون" الذي حاول استخدامه للحصول على معلوماتٍ عن مِصرَ، فهشَّه كما يَهشُّ الذُّباب. ثُمَّ اضطلاعه بمدِّ (جسور التَّعاون الثَّقافيّ بين الهيئات العلمية اليابانية ومِصرَ، بل لعب دورًا متواضعًا في افتتاح قسم اللغة اليابانية وآدابها بكلية الآداب- جامعة القاهرة، بدلًا من افتتاح هذا القسم في جامعة تل أبيب، بتمويلٍ كاملٍ من مؤسسة اليابان)، ونهوض د.رءوف عباس بالردِّ على تخرُّصات كتاب (اليابانيون واليهود) المنسوب إلى مؤلِّفٍ وهميٍّ يُدعى "أشعيا بن دعسان"بمقالٍ له حمل اسم "مصلحة اليابان مع مَن؟"، نشره في أكبر مجلة في الشئون السياسية اليابانية اسمها "كوكساي مونداي"، أي الشئون الدَّولية، كشف فيه بالأرقام أن مصلحة اليابان مع العرب، وأن سياستها الخارجية يجب أن تستمدَّ توجهاتها من المصالح الحيوية لليابان، ووجَّه اللومَ إلى الحكومة اليابانية لشرائها البترول المِصري الذي سرقته إسرائيل. ص 174. بالإضافة إلى ترجمته كتاب (اليوميات والشَّهادات) عام 1975 الذي كتبه"هاتشيا" مدير مستشفى المواصلات بهيروشيما (عن تلك التجرِبة الحزينة منذ يوم القصف حتى يوم تسلُّم الأطباء الأميركان للمستشفى) ص 184، وطبعه د.رءوف عباس على نفقته الخاصَّة واختار أن يُهديَه إلى (إلى أصدقاء أميركا.. عظة ووعبرة). بَيْدَ أن د.رءوف عباس لم ينلْ من وراء غيرته الوطنية الدافقة هذه سوى الجحود والنُّكران؛ فلم تُوجَّه الدّعوة إليه عند الاحتفال بمرور ربع قرن على إنشاء القسم بجامعة القاهرة، ولم يُلبَّ طلبُ أستاذٍ يابانيٍّ جامعيٍّ جاء من بلاده لحضور الاحتفال، ولم يُمكِّنْه عميدُ الكلية إذذاك من الاتصال بالدكتور رءوف. ص 182. وهو وضع رثٌّ يعزُّ على الوصف.
رابعها: اعتدادُه بكرامته العلمية، وشموخه الإنسانيّ، وجِذريته الموقفية التي لا تسمح له بتقديم تنازلات، ولا بالإقدام على إجراء مصالحات مع المواضعات السَّائدة، سواء مع أساتذته الذين ركبهم الغرور واستبدَّ بهم الاستعلاء، أو مع رئيسه الأسبق د.محمد شفيق حنطور أحد أخوال شمس بدران وزير الحربية الأسبق الذي لم يغفرْ له وقوفه إلى جانب العمال والدِّفاع عن مصالحهم؛ فخصمَ من راتبه الشّهريّ خمسة أيام، مع حرمانه من العلاوة الدَّورية. ص 110. كما رفض الموافقة على طلبه منحه إجازة تفرُّغ لمدَّة عامٍ للحصول على الدِّكتوراه؛ الأمرُ الذي دفعه إلى تقديم استقالته فوافق من فورِه عليها. أو في مواجهة د.محمد أنيس إبَّان عمله معه في قسم الأبحاث بجريدة "الجمهورية"، وعدم استساغته رأي د.أنيس (تحويل الإشراف على رسالته للدِّكتوراه من آداب عين شمس إلى آداب القاهرة، قائلًا له بمِلء فِيهِ: لو أدرتُ اليومَ ظهري لأساتذتي الذين لعبوا دورًا كبيرًا في تكويني، كان ذلك دليلًا على انتهازيتي ونُكراني للجميل، وكان معناه أنني سوف أبيعُكم عندما تسنحُ لي أول فرصة)، وتابعً بقوله: ( إن ما تطلبه مني مستحيل التحقيق؛ لأنه يتناقض مع خلقي). ص 131. أو في تحديه للدِّكتور عبد اللطيف أحمد علي عميد كلية آداب القاهرة، ورئيس قسم التَّاريخ بها، عندما تقدَّمَ لشغلِ وظيفة معيد تاريخ حديث بالكلية، بدلًا من سكرتير مدير جامعة الإسكندرية الذي أرادوا تعيينه بالقوَّة. أو تلقينه عميد كلية التَّربية للمعلِّمين والمعلِّمات بالعاصمة القطرية؛ الدَّوحة، ثُمَّ مدير الجامعة من بعدُ، تلقينه درسًا حينما أراد أن يتطاولَ عليه ويعتدي على كرامته، غير آبهٍ بأيِّ عواقبَ وتداعياتٍ يمكن أن تنالَ منه.
خامسها: صفاء رؤيته الفكرية وبُعدُ نظره السِّياسيّ اللذان مكناه من النأي بنفسه عن الانضواء تحت راية أيٍّ من التَّنظيمات الحكومية الرَّسمية (فاعتذر مرَّتيْن عن عدم حضوره دورة تدريبية لمنظمة الشَّباب؛ بحجة انشغاله بالدِّراسات العليا. فقد كان يرى البَوْن شاسعًا بين الشِّعارات المرفوعة، وما يراه ماثلًا أمامه على أرض الواقع). ص 111. ولم يُؤثرْ عنه يومًا أنه سعى إلى العمل تحت لواء واحدٍ من الهياكل السِّياسية الرَّثة التي تعاقبتْ على مِصرَ؛ فهمَّشتها وفرَّغت حياتها من أيِّ محتوًى جِديٍّ، وظلَّ زاهدًا.. عفيفًا لا يرجو لنفسه مغنمًا شخصيًّا.
سادسُها: حرصُه على وحدة النَّسيج الوطنيِّ لمِصرَ، ودفاعُه المستميتُ عن الأكْفاءِ من أشقائنا المسيحيين الذين تعرَّضوا لغبنٍ وظلمٍ فادحيْن، على يد دُعاة الغُلوِ والتَّشدُّدِ ضيقي الأفق من المسئولين، على نحو ما حدثَ للمؤرِّخ الجليل د.يونان لبيب رزق الذي رشَّحه د.رءوف عباس لوضع امتحان الثَّانوية العامَّة قي مادَّة التَّاريخ عام 1992، فرُفِضَ ترشيحُه بدعوى أن (الأمن مانعٌ أهلَ الذّمَّةِ من وضع الامتحانات.. وأن تلك تعليمات معروفة للجميع، ولا أحد يملكُ الخروجَ عليها). ص 238.
كلُّ ذلك وسواه مما هيَّأ لأستاذنا الكبير د.رءوف عباس حامد قامة علميَّة.. وطنيَّة.. إنسانيَّة ندر وجودُها وعزَّ في هذا الزَّمان.
أجل.. إن"مشيناها خطًى.. سيرة ذاتية" للأستاذ الدكتور رءوف عباس حامد منجمُ قيمٍ.. ومَعْلمُ جمالٍ.. ونُبلُ هدفٍ.. وصدقُ توجُّهٍ.



#أسامة_عرابي (هاشتاغ)       Osama_Shehata_Orabi_Mahmoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتهاء العرب، واختراع الآخر
- لماذا يلجأ الإخوان المسلمون إلى ليِّ عنق الحقائق؟
- خواطر حول وفاة الرئيس السابق
- حلمي شعراوي.. الحضورُ الفكريُّ الفاعلُ في ثقافةِ التَّحرُّرِ ...
- عبد الغفَّار مكاوي.. التَّعدُّدُ الإبداعيُّ والثَّقافيُّ وال ...
- المكتبةُ وطنُهُ.. والكتُبُ أصدقاؤه
- -أيام الإمام / البشارة-، أو قلقُ الذّات في مرآةِ التَّاريخِ
- -زمن العشق والجنون-.. أو استعارة القوَّة التَّشكيلية للحياة
- عشتُ مرتيْن..حُريَّة مُتجدِّدة للعقلِ والرُّوحِ والتَّاريخِ
- المؤرِّخ عُبادة كحيلة.. عاش أندلسَ الماضي والحاضرِ بين موسى ...
- محمد سعيد العشماوي... وتحديثُ العقلِ الإسلاميِّ
- جلال أمين في -محنة الدُّنيا والدين في مصر- ازدواجيةُ الطَّبق ...
- في عيد ميلاده الثامن والستين.. محمود درويش.. ربيع التجدُّدِ ...
- الغزالة..خصوصية التجربة، وفرادة طريقها في تذوق الحقائق
- الصقر الفلسطيني -أول أوبرا عربية- لمهدي الحسيني
- في الذكرى التَّاسعة لأستاذ الفلسفة المرموق د.فؤاد زكريا
- حبل الوريد.. ولانهائية المرويّ
- الشَّمندر.. رواية المتعدِّد الإنساني، والمساءلة النَّقدية لح ...
- جدل الحكاية والمكان
- على هامش الرحلة، وإصلاح الجامعة المصرية


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عرابي - في ذكراه الحادية عشرة.. حين تغتني الرِّحلة بالصدق