أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت فكري سعيد - ?!!!!!! (المعتدون على الكنائس أهم مختلون ( عقليا ) أم مختلون ( فكريا















المزيد.....

?!!!!!! (المعتدون على الكنائس أهم مختلون ( عقليا ) أم مختلون ( فكريا


رفعت فكري سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 1543 - 2006 / 5 / 7 - 12:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما إن بثت الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية خبر العدوان الغاشم الآثم على بعض الكنائس بمحافظة الإسكندرية والذي ذهب ضحيته قتيل وسبعة عشر جريحاً حتى سارع الإعلام المصري ببث الخبر مع بيان وزارة الداخلية عبر محافظ الإسكندرية عبد السلام محجوب الذي قال إن الذي قام بالاعتداءات المتعددة شخص واحد وهو مريض نفسيا ومختل عقليا وفي حقيقة الأمر موضوع المختل عقليا كان ولا يزال موضوع جدل فالبعض صدقه ولاسيما وأن جريدة روزا اليوسف اليومية نشرت في صدر صفحتها الأولى يوم الأحد 16 أبريل صورة شهادة طبية تثبت إصابة المتهم بانفصام في الشخصية كما ظهرت والدة المتهم عبر شاشات التليفزيون لتؤكد أن ابنها مختل عقليا ولكن معظم الناس مسلمين ومسيحيين لم تنطلي عليهم قصة المرض النفسي للمتهم فرفضوها بل واعتبروا أنفسهم هم المختلون عقليا أن صدقوا هذا الهراء !! هذا فضلا عن أن الحكومة المصرية بذلت جهودا مشكورة إذ قامت بالقبض على عدد لا بأس به من المجانين والمختلين عقليا خشية أن يكونوا قد أصيبوا فجأة ب( جنون الاعتداء على المسيحيين وكنائسهم )!! وفي حقيقة الأمر نكون نحن مختلون عقليا إذا قبلنا قصة المرض النفسي للمتهم دون أن نسأل عدة أسئلة منطقية مثل :- إذا كان بالفعل محمود صلاح عبد الرازق مصابا بمرض نفسي فلماذا لم يوجه عدوانه إلا إلى الكنائس فقط دون أن يصيب أحدا في الشوارع أو المحلات أو المساكن أو المساجد ؟!! ثم كيف أمكنه أن يتوجه إلى ثلاث أو أربع كنائس متباعدة في وقت واحد ؟!! ثم كيف تمكن محافظ الإسكندرية أن يصدر حكمه على المتهم ويشخص حالته ويقول إنه مريض نفسيا ؟!! وهل من حق أي مسؤول بهذه البساطة أن يلصق المرض النفسي بأي شخص دون فحص أو تدخل من المتخصصين في الطب النفسي ؟!! أم أن الشهادة الطبية التي تثبت أن المتهم مصاب بانفصام في الشخصية كانت جاهزة في جيبه ؟!! اعتقادي الشخصي أن المتهم بالفعل مختل عقليا ولكن يبدو إما أن عشاق العمل بقانون الطوارئ قد استغلوا سذاجته ومرضه النفسي ووجهوه لفعلته النكراء أو إنه هو نفسه عاشق لقانون الطوارئ وخشي أن يلغى هذا القانون نتيجة للضغوط الخارجية والداخلية فأراد بفعلته الشنعاء أن يقول للعالم إنه من المحتم أن يمتد العمل بقانون الطوارئ وإلا أصبحنا نعيش في فوضى وهمجية وبربرية لا يعلم مداها إلا الله !!
على أية حال لا يهمني كثيرا أن يكون المتهم في أحداث الإسكندرية الأخيرة مختلا عقليا أم لا ولا سيما وأن هذه الأحداث ليست هي الأولى من نوعها وغالبا لن تكون الأخيرة ولكن بنظرة موضوعية وأمينة لما يحدث في مصرنا الحبيبة سنكتشف أن المسلسل القميء للاعتداء على المسيحيين وعلى الكنائس هو مسلسل كثيرا ما يتكرر فالتاريخ خير شاهد على الاعتداء على كنيسة الخانكة وأبو قرقاص والكشح وبني ولمس والعديسات والعياط ومحرم بك وغيرها وغيرها الكثير فهل كان المعتدون وهم بالمئات مختلون عقليا ؟!!!!! بالطبع لا ولكن من المؤكد أنهم كانوا مختلين فكريا يظنون أنهم بمفردهم في هذا العالم الذين يملكون الحقيقة المطلقة ومن ثم ملأ التعصب الأعمى قلوبهم وعقولهم فرفضوا كل من كان على غير شاكلتهم ومعتقداتهم وكفروا كل من خالفهم الرأي والفكر واعتبروه كافرا زنديقا . فالمختلون فكريا يظنون أن المسيحي مشرك بالله ويؤمن بثلاثة آلهة ومن ثم يجب قتله وإراقة دمه بينما لو قرأ هؤلاء المختلون التوراة والإنجيل والقرآن قراءة متأنية لعرفوا أن المسيحيين لا يؤمنون إلا بإله واحد ولا يشركون به أحدا . ومن المؤسف أيضا أن المختلين يعتبرون أن الكنائس ديار كفر وفسق ومن ثم يتحتم الاعتداء عليها بل وملاشاتها من الوجود ولعل الرسالة التي نشرها الكاتب الكبير المستنير الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي في مقاله ( مأساة لا تخلو من مشاهد هزلية ) بجريدة الأهرام يوم الأربعاء 14 يوليو 1999 تؤكد هذا فقد ذكر سيادته ما نصه ( أن من الكتب المقررة في كلية الحقوق بجامعة القاهرة كتابا كان يدرس للدكتور احمد طه عطية أبو الحاج عنوانه الائتناس في علم الميراث وقد جاء في هذا الكتاب في الفصل الثاني من المبحث الثالث في تنفيذ الوصايا ما نصه يحرم علي الشخص أن يوصي بما يفضي إلى معصية وذلك كوصيته ببناء كنيسة أو ملهي أو ناد للقمار أو لترويج صناعة الخمر وتربية الخنازير أو القطط والكلاب أليس هذا تخريبا ؟ )
هذا ما يتعلمه الطالب داخل أسوار أعرق جامعاتنا المصرية بناء الكنيسة يفضي إلى معصية والكنيسة تتساوى مع الملاهي ونوادي القمار !! وهكذا كل عام تخرج لنا جامعاتنا العريقة طلبة متعصبون ورافضون للآخر الديني المغاير ومختلون فكريا !! وأيضا ما يؤكد أن الكنائس هي أماكن غير مرغوب فيها ما نشرته مجلة الدعوة في إصدارها الثاني ففي العدد رقم 56 والصادر في شهر ديسمبر عام 1980 أجاب أحد كبار مشايخ الإخوان عن سؤال حول حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام فقال سيادته ما نصه ( إن حكم بناء تلك الأشياء – على حد تعبيره – في ديار الإسلام على ثلاثة أقسام : الأول : بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها كالمعادي والعاشر من رمضان وحلوان وهذه البلاد وأمثالها لا يجوز فيها إحداث كنيسة ولا بيعة والثاني ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية وهذه أيضا لا يجوز بناء هذه ( الأشياء ) فيها – بل إن الشيخ يؤكد أن بعض العلماء طالب بوجوب الهدم لأنها مملوكة للمسلمين – والقسم الثالث ما فتح صلحا بين المسلمين وبين سكانه والمختار هو إبقاء ما وجد فيها من كنائس وبيع على ماهي عليه في وقت الفتح على أن يمنع بناء أو إعادة ما تهدم منها ).
والمفهوم من هذه الفتوى في غير لبث أن البلاد التي أحدثها المسلمون وأقاموها لا تتسع لغير المسلمين . وهناك سؤال يطرح نفسه أين يذهب المصري المسيحي المقيم في الإسكندرية عندما تهدم الكنائس هناك بحسب الفتوى ؟!!! النتيجة المنطقية إنه سيذهب إلى الأماكن التي يسمح الأخوان ببناء الكنائس فيها والتنازل الوحيد الذي يقدمه الأخوان هو الإبقاء على ما كان موجودا من كنائس ولكنهم يجعلون من هذا التنازل سرابا عندما يمنعون بناء ما تهدم منها ولابد أن الزمن كفيل بتحقيق أغراض الجماعة !!والمحصلة النهائية المستخلصة من فتوى الأخوان هي حتمية غياب الكنائس في ديار الإسلام ويترتب على ذلك منطقيا إنه لا مكان لغير المسلمين في مصر فالشيخ ينهي فتواه مشددا بوضوح على أنه لا يجوز إحداث كنيسة في ديار الإسلام. هذا فضلا عن الشروط العشرة التي وضعها العزبي باشا ففي شهر فبراير سنة 1934 أصدر ( العزبي باشا ) وكيل وزارة الداخلية قرارا صيغ في صورة عشرة أسئلة يتحتم استيفاء إجاباتها للحكم في إمكانية بناء كنيسة من عدمه ومن المخزي والمخجل والمؤسف أن الجهات الإدارية لا تزال تعمل بهذه الشروط المجحفة والظالمة حتى الآن .
وبسبب هذه الثقافة الظلامية تحولت جماعات بشرية لا حصر لها إلى جيوش من المختلين فكريا يهذون ليلاً نهاراً سراً وعلانية وينضحون بثقافة الكراهية والاستعداء والبغضاء ومن المؤسف أن هؤلاء المتعصبون فقدوا الحس الإنساني واستبدلوه بغريزة عدائية إجرامية جامحة ومدمرة تجاه أخوتهم في المواطنة والإنسانية ولم يروا في الآخر المختلف فكرياً وإيديولوجياً ودينياً سوى مشروع موت وتصفية جسدية وقتل .
وختاما لا مخرج لنا من هذه الأزمة إلا بتغيير الخطاب الديني المكفر والمعادي للآخر ليكون خطابا ناضحا بالمحبة والسلام مرسخا لقيم التنوع والتعددية رافضا لوهم امتلاك الحقيقة المطلقة كما أن الإعلام الرسمي سواء كان مكتوبا أو مسموعا أو مرئيا لا يقل أهمية في غرس بذار الحب والتسامح وقبول التنوع والتعددية . إن المختلين عقليا قد يكونوا أكثر حبا وتسامحا وقبولا للآخر من المختلين فكريا لذا فإن المسئولية الملقاة على عاتق التنويريين في المرحلة المقبلة تعتبر من المسئوليات الجسام وهي إعادة تأهيل المختلين فكريا بشرياً وحضارياً وإذا لم يقم المثقفون والليبراليون والتنويريون بواجبهم الوطني والحضاري فقولوا على مصر الحضارة السلام !!!!!



#رفعت_فكري_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإساءة لكافة الأديان أمر مرفوض داخليا وخارجيا


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت فكري سعيد - ?!!!!!! (المعتدون على الكنائس أهم مختلون ( عقليا ) أم مختلون ( فكريا