أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العليوي - المعارضة والمؤامرة















المزيد.....

المعارضة والمؤامرة


عبد العليوي

الحوار المتمدن-العدد: 1539 - 2006 / 5 / 3 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المؤامرة من بعض وجوهها هي تآمر الآخر عليك بما يضرك ,يترافق هذا المفهوم مع بداية النمو المعرفي لدى الانسان من خلال توجيهات الأهل تارة ومن خلال المفهوم الديني تارة اخرى ,وأنا لاأنفي وجود ذلك ولكنني اطالب بتحديده والوقوف على ماهيته قبل ان يشمل كل شيء في حياة الانسان ,فالمفهوم الديني الذي يجعل من ابليس والشياطين هما العدو المخفي الذي يحيك المؤامرات وينصب الشباك ليوقع فريسته الانسان في حبائل المعصية تجد ان امتداد هذا المفهوم دون حدود يجعل العقل يتوقف عند حدود الاستنفار المستمر لهذا العدو حتى انه يسيطر على عقله تماما مما يجعل هذا العقل بلافائدة تذكر في الحياة والمجتمع ,لانه لو حدد خطط معركته مع هذا العدو ولو بخطوط عريضة لكسب شيئا من الراحة واستثمار العقل في نفع نفسه ونفع من حوله ,بمعنى لو وضع هذا الذي نسميه الوسواس في اطار من الخير والشر وبين حدود كلا الطرفين لانتهت مشكلته بعرض بسيط له على ميزان الخير او الشر ومانفعله نحن اننا نقف طويلا وطويلا جدا عند كل وسواس ونقف اكثر عند ميزاننا للخير من الشر ونضع له تفريعات الى ما لانهاية وبالتالي نبقى واقفين الى ما لانهاية فتجد ان الفكر الصوفي يعتمد كليا على هذه المعرفة التي ينتهي على الغالب عمر الانسان ولاتنتهي فتجد علامته الفارقة الدعوة للزهد والتفرغ لمثل هذه المعرفة 0

وهنا ندخل الى موضوعنا والذي يرتبط ارتباطا وثيقا بما قدمنا له ,واذا تجاوزنا ما يتعلق بداخل النفس البشرية الى ما يدور حولنا فتجد ان المقولة التي ترددت كثيرا عن امريكا وان من اهم الروابط التي تجمعهم هي اختلاق عدو حتى ولو كان وهميا لتتم لهم الالفة والتوحد ولتمرير ما يريده حكامهم بحجة محاربة هذا العدو واخذ الحيطة منه

تجد انها هي السياسة التي يتبعها كل حاكم حتى اؤلئك الذين يدعون انهم يحكمون بأمر الله منذ القدم ولنا في تراثهم وتفسيرهم للنصوص على قياس ما يشغل الناس عن طغيانهم وما يسمونهم اليوم (دكتاتوريتهم) وما سماه الله عز وجل ( فرعونيتهم) بهذا العدو الخارجي والذي يتهم أي عقل ناضج يلتفت الى الشأن الداخلي بانه متآمر مع ذاك العدو وبالتالي النظر اليه والحكم عليه مساويا لذاك العدو

وناتي الى عصرنا الحديث فتجد ان الفكر الذي ينسب نفسه للعلمانية والقومية بعد ان اعتمده كحل بديلا عن الاسلام اول ما فكر فيه هو ايجاد ذلك العدو الذي به قد يتوصل الى التفاف الناس حوله ونحن لانزعم بعدم وجود عدو ولكن الفكر الذي يبتغي السيطرة هو من خلق هذه الهالة الغامضة التي لاحدود لها عن ماهية هذا العدو وتشخيصه للناس لتحكم ان كان من العدو او منهم

وبالعودة للتاريخ الحديث تجد ان كل مفكر او حزب حاول ان يولد وكان اهتمامه بالداخل وهمه المواطن وبعث الروح الذابلة فيه وايقاظ الامة من هذا السبات تكون التهمة الابدية جاهزة لالصاقها به وهي التآمر والمتآمر 0

ولانبتعد كثيرا ولنا في الواقع أمثلة تغنينا عن البحث والتنقيب في بطون الكتب لنأتي بالشواهد ولنسأل هذا الحاكم الذي يحكم فوق( سطح القمر) واسس مملكته هناك على بقايا ممالك تعود الى بداية البشرية ماذا كانوا يسمونك ويسمون فئتك او حزبك قبل ان تصل لسدة الحكم ؟؟لن يجد جوابا ابلغ في التعبير من( كلمة متآمر )وان عدنا الى ارشيف دعوتك تجد انها تصب في ايقاظ الناس لواقعهم وبعث روح التساؤل في عقولهم والحث على التمرد على واقعهم ومنها ايضا الحث على الوقوف في وجه الفساد وطغيان الحاكم واعوانه وفق شعارات براقة تحبها النفوس وتتوق لتحقيقها الأرواح ووصلت لسدة الحكم ولكي تستمر كان يجب ان تعود الى دستور الحكام الأبدي وهو ايجاد العدو المتآمر عليك وعلى ثورتك المباركة ونهجك المستقيم فتارة تجعل بقايا المنهزمين هم من يقود التآمر عليك وتارة هم من خارج حدودك و لم يعجبهم ما تريد تأسيسه ويضر بمصالحهم وتارة تجعل من لك معهم حسابات قديمة هم من يؤخر استقرار حكمك حتى وان كانوا خارج السلطة السابقة كون طبيعة مطلبهم تسير بما سرت عليه من شعارات حققت لك اهدافك وافلحت ولم يفلحوا وتخشى ان تعود الكرة عليك وان لم يوجد كل هذا حتى اعلنت عن عدو جديد رفعت شعار محاربته ومحاربة منهجة وفكره والعمل على اعداد العدة لتحصين البلاد منه وتنقيتها من اثاره ان كانت قد سبقتك الى الشعب او تبنتها فئة او حزب منهم وللمفارقة اننا نجدك قد تعاونت مع بعضهم ابان اعدادك لثورتك وقد يكون لهم يد طولى في نجاح ثورتك ووصولك لكرسي الرئاسة !

وللانصاف نقول بانه معك حق بهذا لو انك وضعت حدودا وتعريفا لهذا المتآمر ولكنك كسابقيك ابقيت على غموضه ليتم لك اتهام كل من خالفك بالمتآمر لافرق بين صديق او عدو بين معارض ومتآمر بين محب وكاره

ويتجاوز الامر بهذا الحاكم انه لابد من ان يكون هناك عدوا خارجيا حتى تصح المعادلة وبالتالي تصح تهمة التآمر ولهذا تجد ان حكام (سطح القمر) لم يمر عليهم سنوات قط الا وكان لهم عدوا واذا لم يكن موجودا اوجدوه باختلاق مشاكل فيما بينهم !!!

ولنا ان نسالكم:

كيف للمواطن ان يعبر عن عدم رضاه عن اسلوب حكمكم ؟؟؟

كيف للمواطن ان يطالبكم بحق من حقوقه تعمدتم اغفاله والتعتيم عليه ؟؟

كيف للمواطن ان يعبر عن رأيه في مجمل ما يدور حوله ؟؟

كيف للمواطن ان يطالب بانصافه ممن ظلموه وهم في مواقع رفيعة من السلطة ؟؟

كيف للمواطن ان يكشف عن الفاسدين واللصوص والجلادين ويقول بان هذا فاسد وهذا سارق لقوت الشعب وهذا ظالم للشعب وهذا وهذاوالخ؟؟

كيف للمواطن ان يكون صوته مسموعا يصل الى كل من يجلس على كرسي مسؤول في الدولة ؟؟

بمعنى يشمل كل هذا : متى استطيع ان اكون معارضا وليس متآمر ؟؟؟

الجواب دائما وابدا اننا نمر باوقات عصيبة ويجب ان تبقى هذه المواضيع طي الكتمان حتى تمر هذه المرحلة بسلام !!

بمعنى ان العدو موجود ونحن في حالة حرب معه ويجب ان تكمم الافواه حتى يذهب هذا العدو او ان نتخلص منه ولكن

متى سياتي يوم ونحن لانكون في حرب مع عدو ؟؟؟

الجواب انك متآمر
عبد العليوي



#عبد_العليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...
- حسين هريدي: نتنياهو يراهن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض
- ميرفت التلاوي: مبارك كان يضع العراقيل أمام تنمية سيناء (فيدي ...
- النيابة المصرية تكشف تفاصيل صادمة عن جريمة قتل -صغير شبرا-
- لماذا تراجعت الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة؟
- اليوم العالمي لحرية الصحافة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد العليوي - المعارضة والمؤامرة