أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فؤاد عيد - مؤيد دهسته الانقاذ














المزيد.....

مؤيد دهسته الانقاذ


فؤاد عيد

الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 18:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قتل الطفل "مؤيد جمعة" لم يكن الأول ولن يكن الأخير فسجل الإنقاذ متخم حد الشبع بهذه المآسي والانتهاكات، فالإنقاذ تجيد ببراعة فائقة وماكرة فن "قتل الأطفال". بالدهس والاختناق والغرق والمرض والجوع والقصف، والموت وسط قذائف ونيران حروبها التافهة.
لقد بات أطفالنا في عهد الإنقاذ ضحايا لصراعاتها وحروبها الإرهابية البشعة ومجازرها المؤلمة. فقد أصبحت الأيام والسنون والحياة في عيونهم سوداء، وأن الوقت بالنسبة لهم لا ينقضي بل يمر ببطء شديد يسحب من خلفه حالة وفاة أو هجوم أو مرض أو ضرر ما.
هناك العديد من أطفال وصغارالسودان يعيشون في مناطق ليس فيها غير الصراعات والاقتتال المستمر، فهم يعيشون حياتهم تحت دوي المدافع وطلقات البنادق، وأزيز الطائرات التي تُرعب قلوبهم الصغيرة. فهم يعيشون في حالة رعب دائم ليس به غير القتل والدمار الذي يتجدد يوميا أمام عيونهم بأشكال مختلفة، وصدمات يصاحبها خوف مزمن (فوبيا) من الأحداث والأشخاص والأشياء التي يترافق وجودها مع الحرب مثل "الفرقعات والانفجارات المدوية" التي يقابلونها بالبكاء أو العنف أو الغضب أو الاكتئاب الشديد.
يرى الخبراء وعلماء الاجتماع أن حروب الإنقاذ العبثية فجرت لدى أطفالنا "أزمة هوية" حادة، فهم باتوا لا يعرفون لمن ينتمون ولماذا يتعرضون لكل هذه الآلام والمتاعب؟. فالآثار السلبية للمشاهد التي عاشوها لا تنتهي بنهاية مرحلة طفولتهم المحطمة، بل تشكل لديهم رؤية ومنظارًا لا يرون من خلاله إلا السواد والألم الإنقاذي، لأنه ليس أمامهم للتعبير عن تأثرهم بما يعانون ويعايشون إلا الانطواء والتوجس و التبلد أو العدوانية؟ هذا واضح في ملامحهم الشاحبة ووجوههم المتعبة وعيونهم المحتارة وأذاهنهم المرعبة، وخدودهم المتجعدة، وأجسامهم الهزيلة الجائعة. فهم لم يعرفوا بعد من هي عصابة الإنقاذ الآثمة كما لم يعرفوا لماذا يقتلون أو يعتقلون؟ أو يتركون وسط النيران الملتهبة؟
مثلما لا يعرفون لماذا يعانون بشدة ؟ أولماذا يصابون بجروح تلازمهم مدى حياتهم وتترك لديهم انطباعات وعواقب مخيفة تهدد مستقبلهم؟ أو لماذا هم عرضة للإسهال والملاريا والتهابات الجهاز التنفسي و سوء التغذية؟
مؤيد قتلته عصابة الإنقاذ "دهسا وفرما" تحت عجلات جبروتها وغطرستها ودكتاتوريتها البغيضة حتى خرجت أحشاؤه وتمزقت وتقطعت، لم تشفع له "نومته" الهادئة الآمنة المطمئنة، ولم تشفع له براءته أو صغر سنه. فالجزار لا يتألم لموت ذبيحته مهما كانت صرخاتها أو توسلاتها، والصياد لم يكترث ابدا لموت فريسته.لأنهم أبعدوا عن قلوبهم الرحمة والشفقة واستبدلوها بالقسوة والفظاظة.



#فؤاد_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- استطلاع يورونيوز: تقدم اليمين المتطرف في إيطاليا قبل الانتخ ...
- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فؤاد عيد - مؤيد دهسته الانقاذ