أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لمياء خليل - عقلان و الفئران














المزيد.....

عقلان و الفئران


لمياء خليل

الحوار المتمدن-العدد: 6133 - 2019 / 2 / 2 - 02:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خلق الإنسان عقلان كائنات لطيفة وأسماها فئران ولكي يعرفوه أرسل إليهم كتاباً من تأليفه وأطلق عليه كتاب القربان.
أحد الفئران يقرأ: يا أيها الفأر أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأطعني
أبو الفرافير: ما هذا؟
الرسول: هذا كلام عقلان أرسلني به لأبلغك إياها
أبو الفرافير: ولماذا لم يرسله لي مباشرة؟
الرسول: لأنني رسوله ومفوض منه بتبليغك رسالته
أبو الفرافير: ولماذا اختارك أنت تحديداً وليس أنا؟
الرسول: لأنه يعلم أنني أستطيع توصيل رسالته فلقد خلقني لهذه الغاية تحديدا وفضلني على جميع الفئرانً
أبو الفرافير: ولماذا لم يخلقني أنا مفضلاً عليك؟
الرسول: هذه مشيئته وهو يفعل ما يريد
أبو الفرافير: لا أصدقك، أنت إما كاذب أو مجنون
في هذه الأثناء كان عقلان يكاد ينفجر غيظاً، حتى أن الكرسي الذي يجلس عليه والذي وسع غرفة الصالون ومساحة 2 مليمتر من المطبخ، بدأ في الاهتزاز مما أزعج العناكب الثمانية الذين يحملون الكرسي.
ولأن عقلان عاقل فقد ترك لأبو الفرافير الحبل على الغارب ليرتكب من الحماقات ما يجعل حسابه عسيراً ويشفي غليله في يوم الانتقام وقد انتهز عقلان الفرصة وكتب في كتاب القربان ما يصف به هذا العصيان كي يكون عبرة لغيره من الفئران فقال:
بسم عقلان الحنان السليم: خسرت يدا أبي الفرافير وخسر (1). لن تنفعه جبنة رومي ولا جزر (2) ووليفته جلابة الشرر (4) في زيلها مشبك من خشب (5).
ثم حدث أن ختم عقلان على طحال أبي الفرافير وزائدته الدودية مما زاده غي على غي وضلال على ضلال فصار يأكل جبن الموتزريلا والتي ان عقلان قد حرمها علي بني الفئران.
ولكي يُروِح على رسوله ويشد من أزره بعد تكذيب أكثر الفئران له واتهامهم له بالجنون، أرسل له سحلية مجنحة تسمي البهاق حملته من جُحر الفئران وأوصلته إلي بيت المقعص في بير السلم ومن ثم عرج على الدرابزين حتى وصل لقدرة المشتهي في السطوح السابعة حيث شُرِعت الصلاة.
مات أبو الفرافير شر ميتة، خمشه قط الله المبلول فمات على كفره لتظل سورة أبي الفرافير دليلاً من الفرقان على صدق الرسول، فقد كان أبو الفرافير يستطيع أن يؤمن بعقلان ورسوله ليكذب الفرقان ولكن عقلان الذي يعلم ما في الصدور كان يعلم أن أبا الفرافير سيموت على كفره.
يوم الانتقام:
وقف أبو الفرافير منكمشاً يرتعد خوفا قد لمح عقلان بشحمه ولحمه أتياً وإذا به يقف أمام مصيدة فئران عملاقة ويقول لها: هل اكتفيت؟ فتقول المصيدة: هل من مزيد؟ وهنا يشمر عقلان عن ساقه ويضع قدمه في المصيدة فتغلق المصيدة بابها والرعب يتملكها قائلة: قط قط.
ثم يدور الحوار التالي بين عقلان وأبو الفرافير.
عقلان: لماذا لم تعبدني أيها الفأر؟
أبو الفرافير: لم أكن أعلم أنك موجود
عقلان: كاذب، بل كنت تعلم، ألم أرسل إليكم معشر الفئران رسولاً فأراً منكم مبشرا وهاديا ونذيرا؟
أبو الفرافير: بلي ولكن لماذا أصدقه؟
عقلان: لأنه مرسل من عندي
أبو الفرافير: إن كنت لا أعرفك أنت نفسك، فكيف كنت سأعلم أن الرسالة منك؟
عقلان: من كلامي المكتوب في الفرقان
أبو الفرافير: كلامك المكتوب في الفرقان لم يكن واضحاً بما يكفي بحيث أستطيع فهم ماهيتك، فكما تري أنا فأر وأفكر بعقل فأر وبما أنني لم يسبق لي أن رأيت عقلانيين سابقاً ولم أطلع على كلام أحد منهم فمخيلتي وفهمي المحدودان لا يستطيعان تجاوز حدود استيعاب الفئران.
عقلان: حجتك باطلة، فلقد آمن بي فئران مثلك ولديهم نفس فأرنتك.
أبو الفرافير: وماذا فعلت ليؤمنوا بك؟
عقلان: رَغٌبتهم في جنتي المليئة بجبن رومي مما يشتهون وفأرات عين أبكاراً يهبلون.
أبو الفرافير: لهذا فقط أمنوا بك؟
عقلان: (يسعل) هناك سبب أخر، أرهبتهم بالمصيدة إنها عليهم موصده.
أبو الفرافير: إنهم لم يفهموك ولم يعرفوك بل أطاعوك بعقول فئران، إن كل ما فعلته هو أنك جعلت منهم فئران مدربة طمعاً في الجبن وخوفاً من المصيدة، ألم تذهب إلى السيرك؟ إنهم في السيرك يفعلون نفس ما فعلته، يدربون الفئران علي حركات بهلوانية و الفئران المساكين ينفذون أوامر المدرب طمعاً في قطعة الجبن و خوفاً من فقدها و هم لا يفهمون مغزي ما يفعلون و إنما ينفذونه فقط لأن مدربهم يريد ذلك، أنظر إلي الحركات البهلوانية التي تسميها الصلاة و السبع لفات حول مكعبك الأسود الذي وضعته لنا في بير السلم و كلوا من هذا و لا تأكلوا من ذاك ، امتنعوا عن الأكل و الشرب نهائيا، ثم كلوا فقد سمحت لكم بالأكل، حاربوا هذا الفأر و اقتلوا ذاك لأنه عدو عقلان، عقلان غاضب، كرسي عقلان يهتز من فرط الغضب، عقلان راضي، عقلان يستهزئ، عقلان يمكر، عقلان يحبكم و تحبونهم، عقلان يصوب و ما رميت إذ رميت و لكن عقلان رمي.
أتعلم يا عقلان!
عقلان: ماذا؟
أبو الفرافير: أنت فأر لأنك تفكر كما يفكر الفئران.



#لمياء_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لمياء خليل - عقلان و الفئران