أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - غريق يستنجد بغريق














المزيد.....

غريق يستنجد بغريق


إدريس سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6097 - 2018 / 12 / 28 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعيس ومتعوس. زعيمان معزولان عن الشعب والدولة الفاشلة. وصول الرئيس السوداني عمر حسن البشير – الذي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1989م – إلى العاصمة السورية دمشق، للقاء بالرئيس السوري بشار الأسد – الذي ورث السلطة عن أبيه وتسلمها عبر تعديل دستوري استثنائي عام 2000م – حدث لافت استثنائي بالنسبة لدمشق، هامشي لا معنى له ولا طعم بالنسبة لغيرها، إذ يتسارع السوداني إلى استباق احتمالات التطبيع العربي – العربي بتوقيت موسكو، لترسل الأخيرة رسالة إلى كل الأطراف الموجودة والمتحاربة من خلال أجنداتها العسكرية والسياسية مفادها "انتصر الأسد على الفئران"، زيارة استحقت تعظيماً وتضخيماً وتفخيماً من الإعلام السوري، وعلى الكورد ألا يقللوا من شأنها، فهي رسالة تهديد جماعية، ليس من دمشق، بل من موسكو.

المتابع للحدث السوري يقرأ بأن الزيارة لا علاقة لها ببناء علاقات التبادل التجاري والاقتصادي، ولا لأن تساهم الشركات السودانية في إعادة إعمار سوريا، فلم يكن السودان طرفاً في الصراع السوري منذ عام 2011م، بمعنى آخر، فإن يأتي البشير وغير البشير من الشخصيات والقادة العرب في هذه الأوقات لزيارة العاصمة السورية، فذلك تفصيل مهمّ في الشكل فارغ في المضمون، لا حساب له في تغيير موازين القوى الناظمة لخرائط اللاعبين الحقيقيين، فما بين أستانة وسوتشي وجنيف، مروراً بواشنطن وموسكو وأنقرة وطهران، انتهاء بعواصم الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، لا يبدو أن للخرطوم مكانة أو دوراً بإمكانهما أن يتداعيا مباشرة على قرار دمشق كما قرار العرب من دمشق.

يمسك أمريكا وروسيا مفاتيح اللعبة المعقدة في سوريا دون منازع ثالث، وعلى ضفاف الفعل الأمريكي والروسي تمارس إيران وتركيا وإسرائيل ودول أوروبية تمارين الكرّ والفرّ، إذ يمتلكون أدوات الحسم والرسم لتحسين مواقعهم الإقليمية والدولية من خلال نفخ أحجام حصصهم الموعودة داخل سوريا الجديدة، وكل واحد منهم يهدّد الركائز التي بنتها واشنطن وموسكو، أيّ الكل يطالب بحصته من الكعكة السورية.

يدخل البشير إلى الخريطة السورية بتوقيت روسي – كما أسلفت في المقدمة – في عمل يصبّ في حسابات موسكو وليس حسابات العرب، إذ أرسل الكرملين من خلال عمر البشير رسائل للبيت الأبيض والأوروبيين في أن العرب يستعدون للتطبيع مع نظام الأسد، لعلّ في تلك الرسائل ما يخفف من عناد الغرب في مقاربته لمسائل إعادة الإعمار واللاجئين، وترك المسألة الكوردية تُحل وفق المقاسات الروسية – السورية، وبرضا أنقرة وطهران.

للزيارة وجه آخر متعلق بالمسألة الكوردية، التي تفكّكت دون أمل ملوّح في الأفق لإعادة توحيدها، إذ موسكو تتوسّط بين أردوغان والأسد، حيث جاء في اليوم نفسه أن أعلن فيه وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" من الدوحة، أن بلاده ستدرس التعامل مع الأسد لو أصبح الأخير رئيساً لبلده في انتخابات ديمقراطية، على نحو يوحي أنه أساساً ذهب إلى هناك ليعلن ذاك التحوّل من ذلك المكان، وعلى هذا تظهر ترنيمة جديدة تُعزف بين طهران والدوحة وأنقرة وموسكو، ليأتي البشير وينفخ في طبولها في دمشق، فهل الكورد يتعظون ممّا يُحاك ضدّهم في أروقة العلاقات الدبلوماسية الدولية؟

تريد إيران التمسّك بعملية أستانة؛ بصفتها العملية السياسية الوحيدة التي تمنح الوجود العسكري الإيراني في سوريا غطاءً شرعياً، أو على الأقل غطاء روسياً، في لحظة تزداد فيها ضغوط أمريكا عليها على صعيد العقوبات الاقتصادية وقطع العلاقات، لتحجيم نفوذها وقوتها، ورفضها لتشييع النظام السوري واللبناني مثلما شيّعت العراق.

فيما تركيا تريد ألا ينهار صرح أستانة الضامن لعمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، والمشرّع لوجودها العسكري في شمال سوريا واحتمالات توسيع عمليات أخرى ضد الوجود الكوردي في شرقي الفرات، مع ما يحمله ذلك من مناوشات ومشادّات مع واشنطن.

أتساءل: هل هي مصادفة سعيدة أم غير سعيدة في أن تكون أسماء وألقاب مَن يحكمون العرب هي التضادّ الكامل والمطلق لصفاتهم الحقيقية، السابقون منهم والحاليون، الأسد والبشير وصالح ومبارك وهادي ومهدي ونوري ومعمر ومحمّد ومحمود.. والقائمة تطول؟! إلا أن ما يضحك في حديثنا عن زيارة البشير السوداني للأسد السوري هو أن غريقاً يستنجد بغريق آخر، فأيّ غريق سينتصر ويعيش، وأيّهما سيهزم ويغرق؟!



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة الفيل الأمريكي
- مضمون تغريدة ترامب
- محمد رمو: الحرب إن لم تصنع منك كاتباً فأنا أشكّ بشعورك وعمل ...
- الرجل الناقص في المكان الكامل
- نقاط المراقبة في شرقي الفرات.. مَن يراقب مَن؟!
- لهذا دعمت السعودية الأكراد.. وهكذا سترد تركيا
- أوكِ كوكل
- الكورد في سوريا.. أمريكياً وروسياً
- ريزان صالح إيبو: ابتكرت أبجدية كوردية بطريقة «برايل»، والإعل ...
- سوبر كلاسيكو.. بوكا للفقراء وريفر للأغنياء
- ناقدون رُعاع.. واستئسادٌ فيسبوكي
- أيتام الصفحات الوهمية بين التخوين وغياب العقل
- الكوميديا السوداء في شرقي الفرات
- المخرج السينمائي يلماز المحمد علي: السينما ليست وسيلة للتعبي ...
- المجلس الوطني الكوردي ليس مجلساً -جزراوياً-
- أسطورتا التهديف.. وصراع الكلاسيكو
- ظاهرة البثّ المباشر في الشرق الأوسط
- خاشقجي.. كوردياً وسورياً
- الأسد وتركيا يريدون ضرب قضيتنا.. وفي هذه الحالة سيسيطر النظا ...
- كلّنا خائِنون.. كلّنا مُخلصون


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - غريق يستنجد بغريق