أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - هل ستنسحب أمريكا من المنطقة الكردية؟















المزيد.....

هل ستنسحب أمريكا من المنطقة الكردية؟


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6089 - 2018 / 12 / 20 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتوقف على جانبي السؤال الكثير من المصالح الدولية، وسيؤدي الانسحاب إلى تغير موازين القوى والمعادلة في سوريا، فيما إذا تم تنفيذ ما أمر به الرئيس دونالد ترمب، وقد تخسر أمريكا ليست مصالحها بل هالتها كإمبراطورية في المنطقة، حتى ولو كان الأمر يتعلق بالخلاف الجاري بين الكرد وتركيا، حليفة أمريكا في الناتو، والتي على خلفية علاقاتهم القوية والمديدة، قد يتم التخلي وبسهولة عن الكرد، بعدما لم يتمكنوا من خلق ثقل ما أثناء خدماتهم في محاربة داعش.
في الواقع التصريح كان مفاجئا وثقيلا على شعبنا الكردي، رغم أنه كان متوقعا، لكن الأبشع ما يتبين على الساحة العالمية والأمريكية خاصة، فبعد هذا الخبر الصادم، نادراً ما يتم الحديث عنا ككرد في الإعلام الأمريكي أو حتى بين سياسييها، كحليف لهم، أو عن قواتنا كرديف لقواتهم في المنطقة، أو يذكروننا كأمة تتقاسمها الدول المجاورة. كما ويتغاضون عن قضيتنا التي نكافح من أجلها على مدى قرن وأكثر، وكل ما يتم ذكره الأن وبشكل مفصل هو أن انسحاب قواتهم العسكرية البالغة عددهم 2000 عنصر، سيضر بمصالحهم في سوريا، دون اعتبار يذكر بما ستؤول إليه مصير الشعب الكردي في المنطقة، إلا بمقالة وحيدة تحدثت عنها قناة فوكس نيوز، ولا يعيرون كثير اعتبار للقوة الكردية التي كانت تنظر إليها كحليف في حربها على داعش.
وفي هذه المعمعة السياسية-العسكرية المفاجئة، والتي على الأرجح لن تتجاوز سابقتها، قلما يأتون على ذكر التضحيات الكردية الجسام على مدى السنوات الماضية، ولا يتذكرون أن الكرد قدموا الألاف من الشهداء، وعلى الأرجح أنه في الحوارات الدبلوماسية الجارية بين الإدارات الأمريكية، وخلال النقاشات الدائرة على الإعلام، من سي ن ن إلى فوكس نيوز أو غيرها، يبحثون في كل الاحتمالات المتوقعة بعد الانسحاب أو البقاء، مع الاعتبار أن الكرد هم الأداة التي لن تتخلف عن أداء أية مهمة يكلفون بها، ولربما هذا التصغير ناتج لأخطاء الإدارة الذاتية، ولـ ب ي د دور في هذه الإشكاليات. ولكن قرار دونالد ترمب لم يبنى على الخلفية الإيديولوجية لـ ب ي د، بقدر ما هو انعكاس لمصالح أمريكا مع الدول المقتسمة لكردستان، وخاصة اتفاقياتها مع تركيا كدولتين في الناتو، ولهذا فهي عاملت جنوب كردستان الفيدرالي بنفس الطريقة.
وجل ما يقلق الأمريكيين، ويركز عليه الإعلام والبنتاغون، أن طلب الانسحاب المعلن من قبل الرئيس دونالد ترمب على توتيره، ستؤثر سلبا على مصالح أمريكا الإستراتيجية، مع روسيا وإيران، وقد تؤدي إلى عودة داعش، بعدما تم القضاء عليها بمساعدة الكرد، وهنا يأتون على ذكر القوة العسكرية الكردية كأداة انتهت مهمتها، أو فاصلة لم يعد لها أهمية، وقلقهم انه قد تتكرر تجربة العراق، وكيف استفادت القاعدة من الفراغ الذي حصل بعد خروج القوات الأمريكية منها.
وبالتمعن فيما صرح به دونالد ترمب وللمرة الثانية، وما يجري على الإعلام، والذي يعكس الكثير مما يجري في الأروقة الدبلوماسية الأمريكية، وما يصلنا بشكل غير مباشر، يتوجب علينا نحن الكرد أن نحصل على درس ولمرة في تاريخنا، وهي أننا يجب أن نثق بذاتنا، ونتعامل بالمثل مع الأمريكيين أو مع أية قوة تطلب خدماتنا أو تستخدمنا كأدوات، ونعرض أمامهم شروطنا مقابل كل خدمة، أو عند تشكيل أي حلف، ونحاول الحصول على بعض المكتسبات السياسية والدبلوماسية والعسكرية كأية قوة لها إمكانياتنا كأمة.
وهنا فعلينا ألا نعتب على الأمريكيين أو على أية جهة نتعامل معهم لإهمالهم لنا، فهم مثلنا يبحثون عن مصالحهم، وعلينا أن نكون على دراية في كيفية الاستفادة من الظروف ومجريات الأحداث، فالسياسة معروفة أنها لا تخدم بل تسخر لبلوغ الغاية، والحكيم هو الذي يعرف كيف ومتى يعرض أو يطلب مقابل الخدمات وكيف يستغل الوقت.
لننظر إلى بعض مجريات الأحداث، ونحكم على من يقع الذنب فيما تؤول إليه مصيرنا. ففي أذار الماضي صرح ترمب أنه سيسحب القوات الأمريكية من سوريا وبأسرع وقت، ولم ينفذها، على خلفية اعتراض البنتاغون، وتحت حجة داعش وإيران، بل بالعكس وبعد شهور، أزداد التدخل الأمريكي في سوريا، وتضاعفت عدد قواتها في المنطقة الكردية، وحينها تنفسنا الصعداء، ولم نقم بأية محاولة لدراسة تصريحه في حال لو تم حينها تفعيل ما أمر به، أو لتغيير أو حتى تعديل الواقع الجاري، ولم نحاول طرح الإشكالية الكردية مع تركيا أو سوريا أو مع المعارضة السورية على الأمريكيين، ولم نتمكن من تقديم طلب منطقي على أمريكا أو روسيا أو الأوربيين للاعتراف بنا كحراك سياسي، باستثناء محاولات حزبية هشة لم تمثل الشعب الكردي، وعن طريق مقابلات دبلوماسية بسيطة جدا لم ترقَ إلى سوية أمة صاحبة قضية، وبالتالي بقينا أدوات سهلة الاستخدام.
وهو ما أدى إلى اليوم، حيث الكل يتخوف من التدخل العسكري التركي، إلى جزء من شرقي الفرات أو إلى كل المنطقة الكردية، وبرفقة المعارضة السورية التي تود التخلص منها، وذلك على خلفية التوتره الثانية لدونالد ترمب والتي أعاد فيها إحياء ما تم ذكره في آذار الماضي، قائلا فيها أنه لم يعد من أهمية لوجود القوات الأمريكية في سوريا، وعليها ان تخرج من هناك، والتي خففتها وزارة الدفاع بعد ساعات من التصريح ببيان يقول فيه أن الانسحاب سيعرض مصالح أمريكا إلى خطر حقيقي، وقد تعود داعش إلى الحياة ثانية، كما وأن روسيا ستستلم سوريا، وإيران ستتمدد بدون رادع، دون أن تعلق الوزارة على عدم صحة موقف الرئيس، فحتى لو أن البيان يوضح وبشكل غير مباشر أنه في أروقة البيت الأبيض تدور حوارات على الأرجح ستغير من موقف ترمب، لكن تخوف نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، وخروجه بتوتره يطمأن الشعب الإسرائيلي، تزيد من خطورة الموقف. لهذا يتطلب منا ككرد الكثير الأن، فحتى لو كانت خلف هذا الأمر لعبة دبلوماسية، لتهدئة أردوغان مثلا، أو ربما للتخلص من قوات الحماية الشعبية، أو تم تجميد الأمر إلى حين كما يروج الأن على الإعلام، يجب علينا القيام بعمل ما ووضع خطط مستقبلية، مثل مواجهة أمريكا وغيرها بشروطنا في حال بقائهم في المنطقة، وعقد اجتماعات كردستانية موسعة من كل القوى للبحث في هذه الأمور، والخروج ببيانات نعرض فيها مطالبنا في حال استمرار التحالف.
وعلى الأغلب، المشهد المتوقع في الأيام القادمة، قد تكون كارثية، في حال لم يتم التراجع عن خطة الانسحاب، أو أنها ستكون كذلك إذا استمرينا السير على نفس الخطأ الذي سرنا عليه بعد التصريح الأول لدونالد ترمب، ومع صمت من البيت الأبيض، ودون أن يكون هناك سوى تعليق بسيط من المتحدثة باسم البيت الأبيض، بلا تعليل لخلفية ما تم نشره على التويتر، خاصة وأن وزارة الخارجية الأمريكية هنا لا تزال في الموقف المتفرج على ما يدور بين ترمب والبنتاغون، وعلى الأغلب أنهم على علم بما يصدر من إدارة أردوغان والإعلام التركي، وحيث التصريحات الطافحة باللغة الهمجية، والتهديدات، وأنهم سيقومون بذبح الكرد، وطردهم، وتدميرهم، وإحلال ديمغرافية أخرى مكانهم، وغيرها من الكلمات السوقية بحق الشعب الكردي.
سنعود لنلوم ذاتنا قبل أمريكا، مثلما كنا نلوم بريطانيا وفرنسا بسذاجة على إهمالهم لنا، وفي الواقع معظمها ناتجة من قلة الإدراك والحنكة لدينا، وضعف البصيرة، وهذه ليست كلمات لجلد الذات، أو لتأنيب الضمير، بل لدراسة الماضي والحاضر، وأخذ العبر، فقد كان حريا بنا في السابق، أن نعرض شروطنا، كأمة، وليست كأحزاب، على قادة القوات الأمريكية، ومسؤوليها السياسيين في المنطقة كقوة سياسية وليس فقط أداة عسكرية للخدمة، وقبل الاستمرار في محاربة داعش بعد إخراجهم من المنطقة الكردية، أو حتى في السابق أمام روسيا، أثناء مجريات تدخلها في سوريا، وصعود العلاقات معها قبل أن تحل تركيا مكاننا، وكان علينا أن نبحث عن أساليب نتمكن عن طريقها الحصول على الاعتراف بنا سياسيا، وبديمغرافيتنا، وحتى بجغرافيتها الممزقة، ويتم استقبال بعض وفودنا كهيئات لها قيمة في الأوساط الدبلوماسية، وعلى الأقل، بسوية المعارضة السورية التي كانت تستقبل من قبل رؤساء العالم.
واليوم، وبعد هذه المشاهد الدرامية على الإعلام العالمي، نأمل أن نكون قد تعلمنا من مجريات الأحداث، أو أن نتعلم منها لوضع خطط منطقية لمستقبلنا. فبعد هذا اللغط الغريب، ما بين الضياع الكردي المتعلق بالوجود الأمريكي أو حضوره، أو أية قوة دولية أخرى كروسيا والتي كان من الممكن أن تكون البديل عن أمريكا اليوم، لولا بعض التحولات الدراماتيكية العسكرية والسياسية في المنطقة، تصاعدت الاحتمالات التي قد تؤدي بقضيتنا إلى التهميش ثانية، وخسارتنا لمعظم المكتسبات الموجودة، فالتدخلات الإقليمية ومصالحهم المرتبطة مع أمريكا، قضت بلحظة وبعدة أسطر على التويتر، على كل ما قدمناه من خدمات، ولا نستبعد أن يستخدموننا مستقبلا بالأساليب ذاتها، وبنفس التوجهات المتوافقة مع مصالحهم، فيما إذا لم نقم بعمل وطني واسع، كعقد جلسات قد تكون على مستوى مؤتمرات وليس فقط مؤتمر وحيد تشمل كل أطراف الحراك لتمثل الأمة الكردية، وندرس فيها إشكالياتنا الداخلية والخارجية، دون التطرق إلى وحدة الحراك، لئلا نتصارع فيها وننهيها بالاتهامات والتخوين، ولا بد من الاستعجال لبلوغ تفاهم على نقاط تهمنا كأمة مغلوبة على أمرها نخدم بها قضيتنا.
فمثل هذا التجمع ستسهل لنا محاولات فرض شروطنا على الدول الكبرى التي تستخدمنا كأدوات لمصالحهم وعلى رأسها أمريكا، ولست بمعترض أذا قمنا بتنويههم أننا قد نوقف كل الحراك العسكري، فيما إذا كان الانسحاب الأمريكي سيؤدي بنا إلى التهلكة، مثلما تحصل الأن في عفرينتنا الجريحة.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
19/12/2018م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روج آفا في مكالمة ترمب-أردوغان
- الجدلية الخفية بين إدلب وشرقي الفرات
- بدايات الحوار الأمريكي الروسي في الشأن الكردي
- الدبلوماسية الكردية
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد و ...
- قذارة الحرب كردياً
- منزلة الشهيد والمفكر عن الكرد
- الكرد الشهيد والمبدع
- جنوب غربي كردستان ونهاية الإرهابيين
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً -الجزء الأربعون
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام- الجزء التاسع عشر
- مصائب العقل الكردي
- النقص والكمال عند الكرد
- عفرين بعد إدلب
- قراءة في مضمون رواية (انبعاث في أغوار الجبال) للفنان الكاريك ...
- ماذا يجري بين أمريكا وتركيا
- نادية مراد بين نوبل وشنكال
- انعكاسات سقوط الطائرة الروسية على الكرد
- هل الله مقدس؟- الجزء الرابع
- هل الله مقدس؟ -الجزء الثالث


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - هل ستنسحب أمريكا من المنطقة الكردية؟