أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيار الماركسي الأممي - السترات الصفراء: ما الذي ينبغي عمله لهزم الحكومة في فرنسا؟















المزيد.....

السترات الصفراء: ما الذي ينبغي عمله لهزم الحكومة في فرنسا؟


التيار الماركسي الأممي

الحوار المتمدن-العدد: 6071 - 2018 / 12 / 2 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الثورة، الفرع الفرنسي للتيار الماركسي الأممي
29 نونبر 2018

كان خطاب ماكرون صباح يوم الثلاثاء بمثابة استفزاز طويل لا ينتهي. وبينما يطالب أصحاب السترات الصفراء، بإجراءات فورية ضد غلاء الأسعار، فإن الرئيس فضل أن يركز بشكل رئيسي عن وضع العالم بحلول عام 2050. لم يوفر أي مجهود في تعليمنا دروسا في "المنهجية" و"البيداغوجيا"، لكنه لم يقدم أي إجراء ملموس. إن تعديل قيمة الضرائب وفقا لتغير سعر النفط ليس تدبيرا ملموسا: إنه اقتراح فضفاض بدون أرقام ولا مواعيد.

وتم تأجيل التدابير التي يتعين اتخاذها إلى "المشاورات" التي سيتم تنظيمها خلال الأشهر القادمة، على مستوى الأقاليم. بالطبع لن تسفر تلك الخطوة عن أي شيء إيجابي. كما أن ذلك ليس هو الهدف منها. إن ما يهم للحكومة، في المستقبل القريب، هو الإعلان عن المشاورات، على أمل ايقاف تحرك السترات الصفراء. سوف تقول لهم الحكومة: "ما معنى تحركاتكم في الوقت الذي نفتح المشاورات؟".[1]

لكن الهوة كبيرة جدا وكمية الغضب المتراكمة كبيرة جدا، والسخط حاد جدا، بحيث أن الحركة لن تكتفي بوعود غامضة مصاغة بنبرة متعالية متعجرفة. ستستمر المعركة يوم السبت بخطوة مهمة، على شكل تعبئة متزامنة في الشوارع لأصحاب السترات الصفراء والكنفدرالية العامة للشغل (CGT) (من بين آخرين). وتم الإعلان عن تنظيم مسيرات مشتركة في العديد من المدن. إن المطلوب هو أن يتم تنظيم ذلك في كل مكان، على أساس شعارات مشتركة: ضد فرض الضرائب على الفقراء، ضد سياسات التقشف، وما إلى ذلك.

دور النقابات

لماذا لا تتنازل الحكومة؟ لأنها تخشى، بكل حق، من أن أي تنازل من جانبها سيشجع النضال الجماهيري، وأن العمال سيقولون بعد ذلك لأنفسهم: "لتحقيق المطالب علينا أن تفعل مثلما فعل أصحاب السترات الصفراء!". لكن ومن ناحية أخرى، فإنها برفضها التنازل عن أي شيء، تغامر بتحفيز الحركة ودفعها إلى المزيد من التجذر.

تظهر التجربة أن الحكومة تواجه هذا النوع من الخيارات عندما يكون غضب الجماهير وروحهم القتالية في بلد ما، قد وصلا إلى لحظة صار فيها ذلك البلد على عتبة انفجار اجتماعي قوي. بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يقول ما إذا كان هذا الانفجار -أو بالأحرى، هذا الانفجار الثاني- سيحدث. لكن ظروف الانفجار قائمة. والآن صارت الكرة في معسكر الحركة العمالية، أي: النقابات بالدرجة الأولى، لكن أيضا أحزاب اليسار. يجب عليهم التدخل في هذه الحركة ودعمها، وقبل كل شيء الاعتماد على زخمها لتنظيم هجوم عام ضد حكومة ماكرون.

إذا ما تُركت حركة السترات الصفراء لنفسها سَتُسْتَنْزف وتتفرق. من المحتمل ألا ترضخ الحكومة أمام استراتيجية إغلاق الطرق والشركات والمؤسسات. سوف "ترفع" تلك المتاريس الواحدة منها بعد الأخرى، وسوف تراهن على تعب الحركة. هذا هو السبب في أن الحركة يجب أن تصعد نضالها وتعبر عتبة حاسمة. يجب أن يتم تطوير استراتيجية الإغلاقات وربطها بحركة واسعة من الإضرابات. هذا هو شرط النصر. لكن السترات الصفراء لا يمكنهم في المستقبل القريب أن ينظموا هذه الإضرابات بأنفسهم. هذا هو دور المنظمات النقابية أولاً وقبل كل شيء. يجب عليهم إلقاء كل قوتهم في هذه المعركة - ليس بعد ثلاثة أشهر، بل الآن فورا.

وبدلا من ذلك يعمل قادة النقابات على الابتعاد عن السترات الصفراء أو حتى يهاجمونهم (ويعتبر لوران بيرغر، من النقابة الفرنسية الديمقراطية للشغل، CFDT، هو الأكثر عدوانية). لحسن الحظ فإن القواعد النقابية تتفاعل بشكل مختلف، وخاصة قواعد الكونفدرالية العامة للشغل CGT، التي تنتقد بشدة موقف القيادة. إنها فضيحة، لقد رفض مارتينيز في البداية دعم تحركات 17 نوفمبر، تحت ذريعة "عدم التظاهر إلى جانب الجبهة الوطنية FN" (التي كان حضورها المنظم هامشيًا). وبعد ذلك، ومن أجل عدم الدعوة للمشاركة في مظاهرات 24 نوفمبر، دعت قيادة CGT إلى التظاهر في 01 دجنبر. وأخيراً ما زالوا لا يدعمون بشكل واضح إلغاء الزيادات الضريبة على الوقود. إنهم يفضلون المطالبة بزيادة الرواتب، كما لو أن هاتين المطلبين متناقضين!

وبينما ضاعف مارتينيز الأعذار من أجل الابتعاد عن السترات الصفراء، تدخلت الهياكل القاعدية للنقابة في الحركة، أو على الأقل عبرت عن دعمها لها. يجب أن تتزايد مثل هذه التقاربات. يجب على نشطاء CGT، حيثما أمكن، استدعاء السترات الصفراء خلال الجموعات العامة، حيث يمكن طرح مسألة الإضراب. يمكن لحركة السترات الصفراء أن تلعب دورًا مهمًا في تنظيم حركة كبيرة من الإضرابات. لن يكون من الصعب ربط الحركتين، لأن العديد من ذوي السترات الصفراء هم أجراء. وإذا تم كسبهم إلى إستراتيجية الإضرابات، فإنهم سيصبحون مدافعين ممتازين عن هذه القضية في أماكن عملهم. يجب أن نبني على أساس الكفاحية الرائعة التي عبرت عنها هذه الحركة.

ذوو السترات الصفراء سيجعلون أيضا الحركة أكثر ديمقراطية وفعالية. إن تعيين ثمانية متحدثين رسميين (كيف؟ ومن طرف من؟) وضع قضية الديمقراطية على بساط البحث. نحن بحاجة إلى الرقابة الديمقراطية داخل الحركة من القاعدة إلى القمة، مع ممثلين منتخبين وقابلين للعزل على المستوى المحلي والوطني. وبالمناسبة سوف يمكِّن هذا الإجراء من عزل المتطرفين اليمينيين الذين يسعون للاستفادة من الارتباك. إن الخطابات المعادية للرأسمالية الواضحة لديها شعبية أكثر بكثير بين صفوف السترات الصفراء من المواقف القومية لأقصى اليمين.

حركة "غير سياسية"؟

سوف يقول لنا البعض: "كلا! حركة السترات الصفراء حركة غير سياسية، ويجب أن تظل كذلك". وهم نفسهم في كثير من الأحيان من يرفضون أي تدخل للنقابات. يجب علينا أن لا نستسلم لهذه الضغوط، التي تخدم دائما العناصر الأكثر يمينية. إن حركة السترات الصفراء ترفض النظام السياسي الحالي (وهي محقة في ذلك) ولا تثق في القادة السياسيين ولا في زعماء النقابات (ومرة أخرى هي محقة في ذلك!). لكن حركتهم ليست "غير سياسية". إن بعض المطالب التي ترفعها -مثل حل الجمعية الوطنية- ليست فقط سياسية جدا، بل جذرية جدا كذلك. ويجب أن تجد تعبيرا واضحا عنها عند اليسار والحركة العمالية.

يجب على الكنفدرالية الديمقراطية للشغل وفرنسا الأبية، على وجه الخصوص، أن توضح أننا لا نستطيع إسقاط الحكومة من دون حركة قوية من الإضرابات المتجددة، لأن الإغلاقات والمسيرات لا تكفي. وفي الوقت نفسه يجب عليهم أن يدافعوا عن برنامج للقطع مع النظام الرأسمالي، الذي تشكل أزمته السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار وجميع معاناة الجماهير. إن عدم التدخل سياسيا في هذه الحركة يعني التخلي عن الساحة لليمين واليمين المتطرف. يجب ألا نسمح بذلك.

هوامش:

1: نعرف جيدا هذا الأسلوب، إنه يستخدم بشكل منهجي ضد الحركة العمالية - بتواطؤ من القادة النقابيين، الذين يهرولون على الدوام وراء "المشاورات" و"القمم الاجتماعية" وغيرها من "الموائد المستديرة".



#التيار_الماركسي_الأممي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر العالمي للتيار الماركسي الأممي يطالب بالإفراج عن الس ...
- منظورات عالمية: 2018 عام الأزمة الرأسمالية 1-6
- منظورات عالمية: 2018 عام الأزمة الرأسمالية 4
- منظورات عالمية: 2018 عام الأزمة الرأسمالية 3
- منظورات عالمية: 2018 عام الأزمة الرأسمالية 2
- عاجل من باكستان: الجيش يختطف عدة رفاق من أعضاء الفرع الباكست ...
- منظورات عالمية: 2018 عام الأزمة الرأسمالية
- لنناضل ضد اضطهاد النساء، لنناضل ضد الرأسمالية!
- باكستان: مقتل مشعل خان
- البرازيل: دفاعا عن الحريات الديمقراطية والحرية النقابية وحقو ...
- حول وفاة فيدل كاسترو
- فرنسا: الجدل حول -البوركيني- هجوم عنصري آخر
- الأزمة والصراع الطبقي: منظورات عالمية 2016 - الجزء الثاني
- الأزمة والصراع الطبقي: منظورات عالمية 2016 - الجزء الأول
- كتالونيا واستفتاء التاسع من نوفمبر
- منظورات للثورة العالمية 2014 - الجزء الخامس
- منظورات للثورة العالمية 2014 - الجزء الرابع
- منظورات للثورة العالمية 2014 - الجزء الثالث
- منظورات للثورة العالمية 2014 - الجزء الثاني
- منظورات للثورة العالمية 2014 - الجزء الأول


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيار الماركسي الأممي - السترات الصفراء: ما الذي ينبغي عمله لهزم الحكومة في فرنسا؟