أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ميثاق الضيفي - الخنق الإقتصادي... مجازر بلا حروب














المزيد.....

الخنق الإقتصادي... مجازر بلا حروب


ميثاق الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6065 - 2018 / 11 / 26 - 19:00
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الخنق الاقتصادي... مجازر بلا حروب

بقلم/الدكتور ميثاق بيات ألضيفي

الحرب الاقتصادية ترافقنا طوال الوقت على الأقل في الأخبار نسمع عنها في كثير من الأحيان كالذي يجري ألان بين الصين والولايات المتحدة وبين إيران والولايات المتحدة, ولان الصين أقوى وتستطيع إدارة مؤسساتها الاقتصادية بطريقة مركزية لذا تعتبر فائزة في الحرب الاقتصادية, لكن الخنق الاقتصادي لإيران قد لا ينجح وكل هذا في إطار تحديات المساقات الاقتصادية الشرقية, غير إن الحرب العسكرية لن تتم بينهم والصداقة الإجبارية لربما ستسود على السطح أو حتى في الخفاء بين الجميع.
الحرب الاقتصادية ماذا والى أين تهدف؟ الحرب الاقتصادية لها نفس الأهداف كحرب عادية ويعرف ذلك الهدف بهزيمة ألعدو وهذا أمر طبيعي عندما يكون لديك عدو حقيقي أو متصور سوف تستخدم أية مجموعات وأدوات للعمل عبرها وبها ضده. وان الفرق في الحرب الاقتصادية اليوم مع القصف الاستراتيجي العسكري يبان في أن القصف الإستراتيجي يركز على قدرة الدولة وعلى شن الحرب وصولا للإبادة الجزئية، في حين تستهدف الحرب الاقتصادية مجتمعًا تامًا عبر تعطيل الاقتصاد الوطني بهدف تقويض الشرعية بسرعة ودعم الشعب للدولة العدوة ومع ذلك تكون المأساة بأعتبار الضحايا المدنيين في القصف الإستراتيجي عادةً ضررًا جانبيًا, ويتمحوروا على أنهم في الحرب الاقتصادية هم الهدف الكامل وهذه صياغة مفتوحة وصريحة إلى حد ما عندما تكون الأهداف هي بالضبط السكان المدنيين والتي تهدف في المقابل إلى زيادة الضغط على حكومتهم.
القصف الاستراتيجي كان ظاهرة جديدة في العقيدة العسكرية وأن التأثير الأعظم لم يكن بسبب القصف الثقيل المنتظم بل من خلال القصف المعتدل غير المنتظم لأنه وعبره لم تتشكل نماذج حياة جديدة, وبشكل عام فإن القصف لم ينتج التأثير المزعزع للاستقرار الذي تم التنبؤ به إذ كان هناك البديل لدى الجيوش وحتى اليوم مفهوم الحرب المالية والتي تتمحور أهدافها بخفض القدرة على تمويل الإنتاج والتوزيع كما تعمل على تقليل رغبة البلد المدافع في القتال مما يجبره على الاختيار بين البنادق والطعام, ويدعى هذا النهج بأسلوب الحرب في القرن الحادي والعشرين.
تقوض الحرب المالية حق السيادة إما من خلال مهاجمة المال والاقتصاد أو من خلال منع الوصول إلى المال والقروض ومع ذلك وبعد تحليل العقوبات الأمريكية في إطار الحرب الاقتصادية نتوصل إلى استنتاجات مخيبة للآمال فلم يكن لها تأثير كبير على الناتج المحلي الإجمالي للبلدان الخاضعة للعقوبات ومن الناحية العملية كلها أثرت وتأثرت بشكل أساسي بالعلاقات مع المجتمع المالي الدولي وأظهر مليا أن تلك العقوبات لا تعمل لتفعيل هدفها الحقيقي. غير إن النتيجة النهائية لا تزال إيجابية على الأقل في سياق حقيقة أن فرض العقوبات لا يزال غير متورط في الحرب والاستنتاج وفي السنوات الأخيرة أصبحت العقوبات الوسائل المفضلة والمستخدمة غالباً لتعزيز الأولويات الوطنية والأمنية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية وغالباً ما تكون ذات نتائج هامة وأحياناً بطريقة فعالة جدا إذا كان من الممكن أن تكون العقوبات واحدة من أهم أدوات التنافس الاقتصادي أو الحروب المختلطة في المستقبل مع الحفاظ على القوة التي لا يمكن إنكارها بسبب فائدتها لتحقيق النتائج السياسية المرغوبة.
الميزة الرئيسية للمعاملات الاقتصادية تشع في إن المال يخلق نقاط ضعف لان الحاجة إليه كان من أجل البقاء والعمل سواء في الاقتصاد المحلي أو على المستوى العالمي وتخلق مسارات مالية لا تكمن فيها تبعيات بسيطة وليس ممكنا إخفاؤها. كما وتستخدم الأدوات المالية بالضغط وقوى السوق للضغط على القطاع المصرفي ومصالح القطاع الخاص والشركاء الأجانب لعزل الجهات المارقة من الأنظمة المالية والتجارية الدولية وتدمير مصادر تمويلها, وكل ذلك يتشكل متمحورا في كونه كنوع جديد من الحرب.
أصبح العالم بعد أن تلقى أشكالاً جديدة من فنون الاعتماد والتواصل غارقا بفجوة التوصيلية والتي ساقته ليكون أكثر ضعفا في اعتماد الدول على بعضها الآخر وأكثر وضوحًا كما وأصبح أكثر واقعية لدرجة إن البلد الذي يتلقى "العلامة السوداء" من الحكومة الأمريكية يكون كأنه محكوم عليه بالقضاء في وجود بائس, لذا فمن جراء تتبع ذلك سنرى وبالدليل القاطع إن أهم ساحة معركة في هذا الصراع لم تكن في الجو أو الأرض وإنما ارتكزت حول مهاجمة البنية التحتية المترابطة للاقتصاد العالمي وانقطاع التجارة والاستثمار والقانون الدولي والشبكة الالكترونية العالمية وطرق النقل وحركة الناس.
خطر العالم الحديث يتمحور في تخلل الاتصال المفرط وتكرر خنق الاقتصاد العالمي وكما إن اللعبة الجغرافية الاقتصادية الجديدة تلعب بالفعل بالاقتصاد الجيولوجي حينما يتم استخدام القوة الاقتصادية العدوانية لمصالحها الخاصة, وحاليا أصبحت دول العالم الحديث أكثر ترابطًا فيما بينها ولهذا السبب هناك العديد من الطرق الاقتصادية المختلفة للتأثير والتأثير المتبادل والتي كانت غائبة في أوقات الاكتفاء الذاتي وذلك حينما تكون الدول متمتعة في استقلال اقتصادي تام عن بعضها البعض ولكن في هذا الوقت سيكون من الصعب علينا التأمل والحلم بذلك. فالعالم الاقتصادي من حيث المبدأ أصبح أكثر إثارة للاهتمام ومع انه يمنح الكثير من الفرص للهجوم غير انه يمنح أيضاً فرصا للدفاع وان أي حقل يمكن أن يكون خطيرا ولذا من الضروري إعداد المتخصصين والخبراء الاقتصاديين المعنيين في الحرب والدفاع.



#ميثاق_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالتي إلى حضرة الرئيس العراقي
- إستراتيجيات حرب العصابات
- مكنونة البساطة


المزيد.....




- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...
- المركزي الياباني يثبت الفائدة.. والين يواصل الهبوط
- المغرب يطرح مناقصة لبناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات
- -BHP- للتعدين تريد شراء -أنغلو أميركان- مقابل 39 مليار دولار ...
- الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع
- مساهمو بيانات والياه سات يوافقون على الاندماج لإنشاء SPACE42 ...
- -ألفابت- تتجه لتجاوز تريليوني دولار بعد أرباح فاقت التوقعات ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ميثاق الضيفي - الخنق الإقتصادي... مجازر بلا حروب