أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالرحمن حسن الصباغ - في الأفق يلوح طوفان جارف؟














المزيد.....

في الأفق يلوح طوفان جارف؟


عبدالرحمن حسن الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6061 - 2018 / 11 / 22 - 21:37
المحور: المجتمع المدني
    


نعم...التسائل بالمعنى الحرفي للجملة وليس المجازي .لست نبيا ولا عدادا للنجم,ولست أيضا نذير شؤم ،معاذ ألله، ولكنه إستشرافا للمستقبل بناءا على المعطيات المناخية للعقود والسنوات الأخيرة وخصوصا المتعلقة ببيانات وتائر وتذبذبات التساقط المطري السنوي، تلك المعطيات التي تظهر بشكل واضح أيضا تصاعدا في درجات الحرارة وفترات جفاف طويلة وإنكماشا في فترات التساقط المطري لتنحصر ولتتركز في أيام محدودة ومتقاربة.نحن هنا نتحدث عن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام فالموضوع ليس حصرا على العراق وحده، ولكن خصوصية الواقع الجغرافي المتميز للعراق تجعله محط الأهتمام الأول دون غيره وهذا ما نود أن نلفت الأنتباه إليه بسبب خطورة الأمر، ذلك أن العراق في وسطه وجنوبه وتحديدا من جنوب سامراء ما هو إلا حوض أو سهل رسوبي منخفض عن ما يحيط به من هضاب وأراضي مرتفعة نسبيا، يخترقه نهران كبيران.معروف أن هذا السهل الرسوبي تعرض عبر مرحلة الرباعي الى طوفانات عدة كان آخرها طوفان نوح الشهير الذي وصلتنا أخباره ذلك أنه أًرخ كتابة فبقي عالقا بالذاكرة البشرية ولم يطويه النسيان أما الطوفانات الأقدم الغائبة عن ذاكرتنا ويصل عددها لخمسة فيمكن تأرختها وتأكيدها جيومورفولوجيا من خلال ماتركته من شواهد أرضية كبقايا مصاطب نهرية أو بحيرية أو أحادير قدمات سفوح الجبال وغيرها من المظاهر.خصوصية العراق أن خطر الفيضان والطوفان فيه مروع لوجود نهرين مثل دجلة والفرات يأخذان مياههما بالدرجة الرئيسة من الهضبتين التركية والأيرانية بمرتفعات تصل لأكثر من خمسة آلاف متر لتخترق فيما بعد حوضا رسوبيا ،من صنعهما ،شبه مغلق في جنوبه،متوسط إرتفاعه خمسة وعشرين مترا فوق مستوى سطح البحر بين مدينة بلد و رأس الخليج وتنتشر فيه عشرات المدن ومئات القرى ذات الكثافة السكانية العالية.صحيح أن خطر الفيضان إنخفض بشكل كبير منذ أن أنشأت الدولة سلسة سدود في أعالي حوض النهرين وكذلك ما تم بنائه في تركيا وسوريا إلا أن الأمر يختلف بالنسبة للطوفانات العظمى فهي ليست فيضانات موسمية للنهر ناتجة عن ذوبان الثلوج على مرتفعات تركيا وأيران والعراق وحسب وإنما تدخل فيها مؤثرات أخرى أهمها أرتفاع منسوب مستوى سطح الخليج كنتيجة لأرتفاع حرارة المناخ العالمي نتيجة لحلول دورة جافة طبيعية رافقتها أنشطة بشرية سرعت وزادت من آثارها وأيضا وبالخصوص للتساقط المطري الغزير والغير منقطع لأيام طويلة،فإرتفاع مستوى الخليج لمناسيب ولو قليلة سيؤدي الى أن تطمر الأنهار مجاريها تدريجيا بشكل متساوق مع إرتفاع المنسوب،والنتيجة ستظهر أثناءمجيئ فترة من الأمطار الغزيرة لأيام طويلة والمترافقة مع ذوبان جليد المرتفعات والتي ستؤدي الى تشبّع أراضي السهل الرسوبي فتصبح عائقا تمنع إمتصاص المياه بالسرعة الكافية.التساقط المطري الغزير والمتواصل مصحوبا بذوبان الجليد سينتهي الى إمتلاء السدود بسرعة ومن ثم فيضانها وأنفتاحها فجأة على الأنهار التي ستفيض بدورها وتخرج عن مجاريها في منطقة السهل الرسوبي فتغمر سائر هذا السهل دون أن تتمكن هذه الأراضي من إمتصاص المياه ودون أن تستطيع الفتحة الجنوبية للحوض المتمثلة بشط العرب بالتخلص سريعا من فائض المياه فتكون النتيجة أن يصبح منخفض السهل الرسوبي بحرا متلاطم الأمواج يغرق الحرث والنسل ويقضي على كل مظاهر الحياة في فترة وجيزة نسبيا .سيكون الطوفان وقت حدوثه مفاجئا داهما سريعا لايمكن صده بالوسائل المعهودة التي يتم فيها محاصرة مياه الفيضانات الموسمية والحصيلة ستكون كارثية تتمثل، بالضحايا البشرية، بتلف الثروة الحيوانية والزراعية والمنشآت الصناعية ودور السكن والبنى التحتية من طرق مواصلات وقناطر وخطوط كهرباء .. .المآسي ستستمر لما بعد الطوفان لفترة طويلة بإنتشار الأوبئة كالكوليرا والطاعون والملاريا وأيضا مشاكل إعادة تأهيل البنى التحتية وإعادة توطين وتحسين الضروف المعيشية للأهالي. أن تواتر الفترات الغزيرة بالأمطار في فترة قصيرة وتصاعد درجات الحرارة العام أصبح ملموسا وهو من يدق ناقوس الخطر وينبأ بقدوم الطوفان والمعضلة تبقى في تحديد زمن حدوثه بالضبط هل سيحدث غدا أم بعد أشهر أم في السنوات القادمة ؟لايمكننا أن نجيب الآن كما ليس لدينا إجابة شافية عن كيفية مجابهة هذا الخطر الداهم وكيفية تحجيمه،ربما بإنشاء سدود إضافية وبحيرات صناعية لتحويل المياه إليها قبل وصولها للسهل الرسوبي، ولا نعرف أيضا ما هي وسائل وطرق حماية المدن والبلدات والنواحي التي سيطالها الطوفان وهي عديدة بما فيها العاصمة بغداد وكل ما نستطيعه هو التنبيه للأمر والتحسب له في كل مرة يستمر فيها التساقط المطري لفترة أطول وأغزر من المعهود ،وطبعا عند وصول منسوب السدود والأنهار لدرجات تنذر بالخطر، وبوضع خطط إنقاذ كبرى تطبق قبيل أو أثناء وقت حصول الطوفان تهدف لإخلاء الأهالي بإتجاه المناطق الآمنة القريبة وتهيئة مراكز الأيواء.وقد يكون مفيدا في هذا الصدد إعطاء فكرة او صورة عن المدن والبلدات والنواحي المعرضة لخطر الغرق أكثر من غيرها وتلك التي ستنجو منه من خلال هذه الجداول:
مدن وبلدات ونواحي معرضة لخطر الفيضان
بغداد،المحمودية،جرف الصخر،المدائن،الصويرة،العزيزية،المحاويل،المسيب،الهندية،الكفل النعمانية،القاسم ،الشوملي،الشامية،عفك،البدير،الفجر،الأيكيال،الحي،قلعة،سكر،علي الغربي وعلي الشرقي،الرفاعي،النصر،الشطرة،الرميثة،السماوة،الخضر،الغراف،النهار،الدراجي،بثا، سوق الشيوخ،الفهود،الجبايش،المجرالكبير،ناحية العدل،القرنة،أم الشويج.
مدن وبلدات ونواحي شبه غارقة أو معزولة
بلد،الأسحاقي،الأسكندرية،الكوت،الحلة،أبوصخير،شيخ سعد،الديوانية،أبوغرب،الحمزة،الشافي، أبي الخصيب،خورالزبير،أم قصر،الفاو.
مدن وبلدات ونواحي آمنة
سامراء ومافوق،الرمادي،الفلوجة،مندلي،بلدروز،كربلاء،الكوفة،النجف،بعقوبة،المقدادية،بدرة،جصان،الرميلة الشمالي،الزبير،صفوان.



#عبدالرحمن_حسن_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطاء شائعة وملاحظات على هامش الحضارة السومرية
- في نشأة الموسيقى وعلاقتها باللغة [نظرية في أصل النغمات الرئي ...
- كركوك أسم سومري


المزيد.....




- مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد ...
- -انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن ...
- مدير الأونروا في غزة: المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي بعض س ...
- الداخلية الروسية توضح أسباب إصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين ...
- تعرف على صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية وآليات إصدار مذكرا ...
- وسط تحذير من مجاعة -شاملة-.. الأونروا تتهم إسرائيل بتعطيل دخ ...
- -العندليب الأسود-.. بيلاروس تنفذ اعتقالات في قضية تجنيد مراه ...
- الأونروا تحذر من الهجوم الإسرائيلي على رفح: العواقب مدمرة عل ...
- منذ 7 أكتوبر.. ارتفاع حصيلة الاعتقالات الضفة الغربية لـ8590 ...
- الأمم المتحدة ومنظمات دولية تدين إغلاق إسرائيل مكتب الجزيرة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالرحمن حسن الصباغ - في الأفق يلوح طوفان جارف؟