أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - هلْ يعي الرجالُ؟ بقلم المهندس إلياس قومي















المزيد.....

هلْ يعي الرجالُ؟ بقلم المهندس إلياس قومي


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 6010 - 2018 / 10 / 1 - 17:19
المحور: الادب والفن
    


هلْ يعي الرجالُ؟
بقلم المهندس إلياس قومي
إلى القامة السّورية الشامخة الشاعر والأديب والباحث إسحق قومي
أهدي هذه

هلْ عرفتمْ لماذا نحبُّ الماضي؟
الماضي الذي نتعشقه؛ الماضي الذي
يحلقُ بنا في سموات الوجدان.
لأننا أعتدنا أنْ لانكرمَ رجالاتنا إلاَّ فيما بعد؛
رجالاتنا الذين يصنعون الأشياء الصعبة:
التاريخ؛ الأدب؛ السياسة؛ الفن؛ ...؛
- والتي يستحيلُ ليس عن ضعفٍ -
إنسانٌ آخرٌ أن يفعلَ ويقدمَ المشابهات لتلكَ الأعمال.
الرجالُ الذينَ يمتلكون بحقٍ المواهبَ والقدرات ويتخطون من خلال
ما منحهم الخالق جدران الزمن ؛
ويتقدمون على أجيالهم وأترابهم
لابمالٍ ولابمظاهر زائفة، بل بمسافاتٍ وسنين.
ومن دون أن يدري بهم إلاَّ القلةُ القليلة المتنورة.
وليسطرون الأروعَ؛ ولتنجبَ البشريةَ على أيديهمُ أثداء
تروي عطشَ الجموعِ وتريحم في ساعة قيظًّ.
نعم قدْ لانستطيع أن نعي حقيقة أولئكَ العظام؛ عندما يكون لهم حضور
مشخصٌ وملموسٌ بيننا؛ ولأننا قد لانرغبَ في الرجوعِ للتاريخ في كلِّ
الأوقات لأنه الوعاءُ الذي يحتضنَ ويحتوي كلَّ أسقاطاتنا؛ ويكشفُ لنا
قبلَ غيرنا عوراتنا وكلَّ ما لانشتهيه، لكن ومثل حلمٍ يأتيكَ فجأةً وبدون
استئذان؛ وقدْ تجبرنا الظروف على الوقوف أمام جبروتهم؛
لنراهم هكذا من دون موعدٍ؛ فإذ بهم قبسات نور تبهرُ عيوننا
لتنفتحَ على حقيقة جهدهم واعتكافاتهم واختلاجاتهم؛ فيغدون رموزاً
وشعارات وطقوس ، يمارسها كلٌّ منا على طريقته وبما يتناسب مع تقاليدهِ وأرثهِ؛
وليقفَ مستنداً على نِتاجاتهم ساعةَ لاتنفع لاعصاً ولا عكازةً.
ولنراه محلقاً مثل طائر يسبح مع الفراشات
وسطَ حقولٍ تنوء بسنابل المعرفة.
* * *
وقدْ يكون من أسباب عدم قدرتنا على الكشف سوى ببعضِ من الإيماءات
عن تلكَ الحقائق في حينها أقوال وتأويلات؛
فهؤلاء هم من خلدوا الزمن!!
قبلَ أن يخلدهم.
هؤلاء هم من صنعوا التاريخ
قبل أن تشّعَ صفحاته من نورهم!!
هؤلاء هم من جعلوا للسنوات معنىً وللأيام طعماً ورائحة قبلَ
أن تقاس أعمارهم بتقاويمٍ ورقيِّه!!
هم وليس سواهم كانوا مصابيح هدايةٍ
ليستنير الوجودَ بعطائهم.
أوليسَ التاريخ هو محصلة جهد يدونه الزمن على جدران ذاكرةِ البشر؟!!
أوليسَ الضوء هو من يبدد الظلام؟!
لذا نرى الكون بهذا الشكل الذي نراه!!
ومن قال إنَّ الدنيا من غير نورٍ تصلح موطناً للعيش!!
وهلْ من الصواب أن نطلق على هذه الحياة كلمة
" حياة " إن لم يكن هنالكَ نور!!
"...أوليسَ الله نور؛ ومن يسير في النور الظلمة لاتدركه أبداً."
هل تطلعتَ ذات مرة للطبيعة من حولكَ؛ أرأيتَ الأشجار والأزهار والسنابل؛
كيفَ تزهو بعلو قاماتها؟
هلْ تخيلتَ يوما لو كانت العين التي نرى الأشياء من خلالها
في موضعٍ آخر من الجسد.
* * *
وقدْ يكون لأسباب ضنكِ العيش والفاقة وكثرة
المشاكل الحياتية التي ما عادت
تمنحنا إلاَّ اليسير من الصفاء الذهني للتفكير
بما يجب فعله لأجل أولئكَ العظام.
: إنَّ هؤلاء الرجال بحق غير من مصاف البشر؛:
أو هم ليسوا فقط من طبيعتنا بل ولربما قد منحهم الله
الخالق سعة البصيرة أكثر من كلِّ مساحات البصر التي منحها
لغيرهم، وعند لحظة الغسق؛ تتوق نفوسنا الى النور؛ الى التقرب
أكثر للحقيقة التي نفتقدها بفقدنا إياهم
؛ نرجع؛ ومن قال عيب هوالرجوع؛
الخالقُ هو من منحنا هذه القدرة لابل هي قوة في
الكثير من المواقف؛ومن دونِ أن نقعَ في الحفر التي قلما
نحسب لها حساباً؛وعلى مقدار خطواتِ كلِّ منا.
فنقلِّب صفحات سجلاتهم؛ وما أودعوه من مثمنات وكنوز.
عندها يصرخُ بنا من أعماقِ أبديتنا ـ صوت الله الساكن فينا ـ
الذي به ومن خلاله نحيا ونوجد ونتحرك؛ وبفمٍ معبأ نقول: هم خالدون
ومن يرى عكس ذلكَ ما عليه سوى
العودة والتطلع إلى الجبال والسفوح والراسياتُ من الصخور
والينابيع والأنهار؛ كي يتعرف وعن قربٍ على معنى الخلود
وطبيعته وديمومتهُ.
إنهم منارةٌ تهدي التائهين؛ ويرتدُ الصدى قوياً من كلِّ الجهات؛
ومن في عروقه نبضُ حياة وحتى من الآكام: نعم هم خالدون!!
وبسببٍ في ضعف رؤيتنا؛ وللغشاوة التي تحيطُ بمخيلتنا؛
وعدم قدرتنا على أدراك حقيقة وعظمةَ هؤلاء الرجال؛
إلاَّ بعدُ أنْ يستدرجهم التراب إلى أحضانه؛
من هنا يحصل التأخير؛
فتطفو مسببات الاعتراف والتعليل؛ فيتدفقُ شلالٌ من نوعٍ آخر؛
تعويضاً عن الحالة الحرجة والخجولة التي نبدُ فيها.
* * *
هلْ نحنُ قادرونَ أنْ نكرمَ القامات التي تسمو فوقَ رؤوسنا؛
ونحن ُ القابعون مثل الصبار تحت ظلالها؛ نأخذُ؛ نمتحُ؛ ننتفخُ
من نتاجاتٍ تسيلُ منْ بينَ أكفهم بأحلى من العسلِ والرضابْ.
نستقي؛ نطهرُ ذواتنا؛
وهل حقاً نتطهر وإن اغتسلنا بمياه العالم قاطبةً؛
نكبرُ؛ نعلو؛ وقدْ نجف وتذرينا الرياح
إلى الوديان؛ دون أن نفيدَ حتى سكان البراري؟
هلْ نحنُ قادرون أن نكرمَ القاماتَ منهم دون أن تخامرنا
الشكوك؛ وتتلاعب بنا بنات المشبوهاتِ من الأفكار؟
هلْ نحنُ حقاً قادرون
دونَ أنْ تعبثَ بنا " الأنا " وتخدشَ جلودنا الغيرة؟!
هلْ نحنُ قادرون فعلاً دونَ أنْ يسيلَ لُعابنا؛
ويطاردنا؛ ويقذفنا بشتى تداعياتِ الشهوةِ والشهرة؟!
وهلْ نحنُ قادرون دونَ أنْ نرتعبَ من الحقيقة والهالةِ التي
تحيطُ بهم؟! والتي وقعها مثل حدِّ السيفِ موجعٌ على أفئدتنا!!
وتبقى مهابة التكريم وجلالة الاعتراف بهم في
حافظتنا قبلَ محافظنا؛ متأرجحةً ما بين التجسدِ والسبات ؛
ما بين الصيرورة والعسرة؛ وعندَ المخاض يسبقنا
ذاكَ المجهول القادم من عالم الغيب والخوف؛
ليخطفهم؛ نبكي وجودهم؛ نلطم مثل النساء وجوهنا؛
نحزن؛ يغسلُ الدمع ما فينا من تدرنات متقرحة؛
واعوجاجاتٍ مبتذلة؛ نصحو،نمسحُ عدسات نظاراتنا، تتغيرُ الصورة،
والمشهد ما عاد هو، نقفُ آنذاك بجلاء أمامَ اليقين؟!
فإذا بقاماتهم هي الأطولْ!!
وإذا بإبداعاتهم هي الأجدر!!
وإذْ بإشراقاتهم هي المصدر!!
فهلْ من الأنصافِ والعدلِ بعد .
أنْ يساورنا ذاكَ المختبئ فينا،
بأنْ نقفَ إلى جانبهم،
وهمُّ العظماءُ دوماً؟!
**
الكاتب والشاعر المهندس الياس قومي.
كندا مونتريال.



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشتار الفصول:111269 المنعطفات الخطيرة في سياقات حركة الانساق ...
- عشتار الفصول:111260 أعداء المسيحية المشرقية .
- عشتار الفصول:111241 الدستور السوري الجديد إن لم يأخذ بأهمية ...
- عشتار الفصول:111238 جمع الذاكرة التاريخية المتناثرة والمتنوع ...
- عشتار الفصول:111235 الشروط الموضوعية لبقاء المسيحية المشرقية ...
- عشتار الفصول:111232 إذا أرادت أمريكا أن تبقى دولة عُظمى!!!
- عشتار الفصول:111224 ماذا تنتظرون؟ والشهداء منا في سورية تجاو ...
- المدارس الأولى في الجزيرة السّورية .من كتابنا :مئة عام مرت ع ...
- عشتار الفصول:111221 الدول المتحضرة والحكومات
- عشتار الفصول:111220 مايجري في مدينة القامشلي مؤامرة على شعبن ...
- عشتار الفصول:11188 الحل الوحيد والمفيد لسورية المستقبل هو:
- عشتار الفصول:11193 الجزء الأول: السيد بحدي قريو ،قراءة نقدية ...
- عشتار الفصول:11173 رسالة إلى الشعب الأرمني العظيم..
- عشتار الفصول:11149 التركيبة البنيوية للمجتمعات المشرقية.
- عشتارالفصول:11138 سوريا ليست أرضاً نسكنها بل وطناً يسكننا ، ...
- عشتار الفصول:11134 كلّ عيد وأنتم جميعاً بخير.
- عشتار الفصول:11127. =هل الذي بقي في الوطن أكثر وطنية ممن هاج ...
- عشتار الفصول:11114 القلعة مراوية في كتابنا قبائل وعشائر الجز ...
- عشتار الفصول:11090 الاعتذار ،وصداقة الفيس بوك
- عشتار الفصول:11081 الحضارات الدينية هل ستموت؟!!


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسحق قومي - هلْ يعي الرجالُ؟ بقلم المهندس إلياس قومي